الرئيسية  /  تحقيقات

الدكتوراه لمن يستحقها ويتعب بها.. طلاب التعليم المفتوح يضعون ملفاً جديداً على رفوف وزارة التعليم العالي...!!


دام برس : الدكتوراه  لمن يستحقها ويتعب بها.. طلاب التعليم المفتوح يضعون ملفاً جديداً على رفوف وزارة التعليم العالي...!!

دام برس- عمار ابراهيم:

لا يستطيع أحد ان ينكر بعض النقاط الايجابية في النظام التعليمي للجمهورية العربية السورية والتي طالما عملت الجهات المسؤولة على تطويره وتحسينه بما يتناسب مع التطور العلمي المستمر بهدف رفع المستوى العلمي للمواطن, فمجانية التعليم والزاميته  من اهم تلك الايجابيات والتي نتفوق بها على كثير من الدول.

لكن لمعان هاتين النقطتين لم يعم ابصار ممن تابعوا تحصيلهم الجامعي وخاصة ممن لم تساعدهم علاماتهم على ان يدخلوا فروعهم في نظام التعليم الحكومي .والذين يدفعون ثمن موادهم فهؤلاء محرومون من متابعة تحصيلهم بعد التخرج او ان نسبة ممن يستطيعون ذلك تعد قليلة في بعض الحالات..

فلا تستغرب ان سمعتهم يطلقون الدعابات حول مستقبلهم حيث تحولت احلامهم من مهندس واعلامي الى سائق تاكسي وفي افضل الحالات موظف في أي دائرة...!!

 

أمر مزعج حقاً ان تجبر على وقف تحصيلك العلمي عند درجة معينة..

رشا طالبة أدب انكليزي في جامعة دمشق...تشكي مستقبلها بعد ان تتخرج وتقول: ماذا سأفعل بعد التخرج؟؟ هل سأبقى في منزلي انتظر القدر ليجلب لي وظيفة عمل مناسبة..؟

لقد دخلت هذا الفرع رغبة مني في ان انال اعلى الشهادات في هذا الفرع لكن تحصيلي العلمي في الثانوية لم يسمح لي ان الا ان اسجل في نظام التعليم المفتوح واستمتع بدراستي لكن للأسف لم اتوقع ان تنتهي رحلتي العلمية عند التخرج..فلماذا لانطور القوانين او نعدلها لتسمح لنا ان نتابع دراسات عليا. فآمال الكثيرين قد تحطمت بسبب علامتين او ثلاثة وأنا لا اجد ما يمنع من اصدار قانون جديد يسمح لنا انت نتابع تحصيلنا للحصول على شهادات اعلى.

 

لطالما كان المبرر مادياً...ففي حالتنا ما المبرر؟؟

ما يعرفه الجميع ان نظام التعليم الفتوح يقوم على مبدأ دفع 3000 ليرة سوريا ثمن كل مادة سابقاً وفي حال رسوب الطالب فإنه يدفه قيمة نصف المادة...والان رفعوا ثمن المادة الى 5000 ليرة !!

يركز ايهم (طالب في كلية ا لا علام  سنة3) على الجانب المادي ويقول : انا وجميع طلاب التعليم المفتوح  نتكلف مبالغ كبيرة ثمن موادنا ومعظمنا يضطر للعمل لسد كل تلك التكاليف التي تصل بعد رفع سعرها الى حوالي 50000 ليرة على اقل تقدير هذا في حال لم نرسب في احد موادنا...ناهيك عن التكلفة المرتفعة للكتب والمحاضرات. وهي تكاليف اعلى مما يتكلفه طلاب التعليم العام والموازي, فلماذا هذه القوانين الجائرة بحقنا؟  النقود لا تهم  لكن ما يزعجني ان اتكلف المال واحرم من ان اتابع تحصيلي فطموحي ان احصل على شهادات عليا في مجالي...لكن اعتقد ان آمالي تحطمت دون ان اجد مبررا لذلك...

 

بماذا يتميزون عنا...؟؟؟

ايهاب (طالب حقوق سنة4)  يشكو ما يراه ظلماً بحقهم ويقول : بماذا يتميزن عنا طلاب التعليم العام والموازي حتى يكملوا دراسات عليا كالدبلوم والماجستير والدكتوراه بينما نحن لا نستطيع..نحن ملتزمون مثلهم وندفع اموالاً أكثر وندفع ثمن رسوبنا بينما هم يحصلون على الدورات الاضافية..فماذا ستفعل لي شهادة الاجازة"" صدقاً اشعر بالندم على كل قرش سوري دفعته عندما اجد انني ادفع اموالي واظلم مقارنة بغيري علماً ان بعضنا يضطر للسفر ساعات طويلة الى محافظات اخرى..ولو يعود الامر لي لكنت تزوجت بهذا المبلغ الذي دفعته وللأسف دون فائدة لجد نفسي مقيدً بقوانين لا مبرر من عدم  النظر في امرها وتعديلها

 الطبل في دوما والعرس في حرستا..!!!

هذا ما يقوله احمد (طالب في كلية الاعلام –تعليم موازي) ويشبه ما يحصل مع طلاب التعليم الفتوح  بهذا المثل..ويقول : لا يستطيع طلاب التعليم المفتوح التقدم للدراسات العليا الا على اختصاصات لا تمس ما يدرسون باي صلة. فانا كطالب في كلية الاعلام ماذا سأستفيد من دبلوم التأهيل التربوي؟؟مجرد ذكر الاختصاصين فإنه يسبب لك ارتجاجاً دماغياً..!!

هل يعقل ان لا يكمل طالب الحقوق والاعلام والآداب وغيرها  دراسات عليا في اختصاصاتهم ويتوجهون لدراسة ما هو ابعد  ما يكون عما يرغبون؟؟؟

لأمر مؤسف ان تكون القوانين بهذه السخافة.. اننا في القرن 21 وابسط الامور ان نطور قوانين التعليم لأنها اساس أي مجتمع ناجح. أليس هذا ما علمونا اياه, فلماذا لا نطبقه؟؟

الحل بسيط...لكن اين العقدة لا ندري..!!

السيدة سعاد تعمل مدرسة  صادفتها في كلية الآداب  وعلمت انها تدرس (ترجمة ) تعليم مفتوح

تقول : انا مدرسة ومتزوجة. وحبي الكبير للعلم دفعني لان ادرس هذا الفرع رغم انني حائزة على اجازة من كلية التربية وكان طموحي ان احصل على دكتوراه في الترجمة الا انني لم اهتم بتفاصيل التعليم المفتوح لاعتقادي انني لن اواجه ما يمنعني. لكن تفاجأت بان طموحي هذا سيقف عند الاجازة..اعتقدت ان زمن أول تحول وان قوانين التعليم تطورت بحيث تلغي الفوارق بيننا وبين التعليم العام والموازي...انا موظفة ولي راتبي واشعر بالضيق لأنني لن اتابع تحصيلي,فما هو شعور الشباب ممن يملكون الطموح والرغبة بالوصل للشهادات العليا..؟؟

الامر لا يحتاج سوى لدراسة المعطيات وتطويرها وايجاد حلول لهذه المشكلة فالامتحانات يجب ان تكون هي معيار نجاح من يرغب ان يتابع تحصيله حيث ان الكثيرين من طلاب التعليم المفتوح يتمتعون بذكاء كبير الا انهم ربما لأسباب خاصة لم يحصلوا على علامات تمكنهم من دراسة اختصاصاتهم في التعليم العام. فالامتحانات اصدق من يحدد من يستحق الشهادة..

 

جلسات ورغبة في معالجة الملفات فهل تلقى  هذه الشكوى اذن صاغية..؟؟؟

 

يقوم الدكتور مالك علي وزير التعليم العالي بمتابعة  قضايا  التعليم  العام والموازي والمفتوح وقام باجتماع في وزارة التعليم العالي بتاريخ 28-10-2013  في إطار عملية تطوير سياسات التعليم العالي  حيث ناقش مجلس التعليم العالي في جلسة خاصة-برئاسة السيد الوزير- موضوع تقييم وتطوير نمط التعليم المفتوح الذي تم احداثه في العام 2001 من حيث المناهج وآليات التدريس والقبول والكوادر والخطة الدراسية ومستوى الخريجين ومدى حصولهم على فرصة عمل في ضوء الزيادة المتوقعة للطلاب المسجلين هذا العام.

 

واستعرض المجلس أهم ايجابيات التعليم المفتوح ولاسيما أهميته في إتاحة فرصة مواصلة التعليم الجامعي لأكبر عدد من الراغبين بمتابعة تحصيلهم العلمي وتخفيف الضغط عن التعليم النظامي العام وإعادة تأهيل عدد كبير من العاملين في الدولة      ( معلم صف – تمريض ) ، كما عرض السلبيات ومن اهمها النمطية في البرامج المقدمة وتكرارها بين الجامعات وانتفاء البرامج للجانب العلمي والتطبيقي ونظرة المجتمع المتدنية لخريجي هذا النمط من التعليم وغيرها.

 

ووافق المجلس على وضع آليات لإجراء دراسة متكاملة تتضمن بناء قاعدة بيانات دقيقة بناءً على المعلومات الواردة من الجامعات يعتمد عليها في اتخاذ القرارات المناسبة بهذا المجال على المستوى الآني والاستراتيجي، بحيث يتم تقييم كل برنامج في كل سنة والزيادة العددية للمقبولين فيه منذ إحداثه الى تاريخه، وتوزع الشهادات القديمة والحديثة ( علمي- ادبي – مهني) على البرامج، ومدى حداثة البرامج وتميزها في اختصاصات كليات التعليم النظامي.

 

وأشار السيد الوزير الى اهمية تعديل آليات القبول لخريجي الثانوية الحديثة واعادة النظر بالمناهج والاختصاصات وخلق فلسفة ورؤية واضحة للتعليم المفتوح، ودراسة توزع برامج التعليم المفتوح جغرافياً على الجامعات وتوافقها مع الطلب على هذه البرامج وسوق العمل في تلك المناطق بما يخدم سياسة الاستيعاب وخصوصية كل جامعة يحدث فيها البرنامج، مشيراً الى افتتاح 38 برنامج تعليم مفتوح في خمس جامعات خلال 13 سنة .

 

وتحفيزاً لطلبة التعليم المفتوح على الجد والتفوق أقر المجلس تخفيض الحد الأدنى للتسجيل في نظام التعليم المفتوح من ثلاثة مقررات إلى مقررين على الأقل في الفصل الدراسي الواحد، وتقسيط الرسم للطالب الذي يسجل أكثر من مقررين في الفصل الدراسي الواحد تشجيعاً للمتفوقين والمتفرغين للدراسة من الطلاب.

لنجد ان وزارة التعليم العالي لم تقترب من مشكلة الدراسات العليا لطلاب التعليم الفتوح ضمن اختصاصاته  لا من قريب ولا من بعيد, آملين ان لا تصل هذه المشكلة الى الرفوف العليا دون ان تبحث على الطاولة و يأمل طلاب التعليم المفتوح  ان تكثف الوزارة نشاطها وعملها وجلساتها للنظر في مشكلتهم, ووضع حلول لها مع الاخذ بعين الاعتبار  العدل في كل المقاييس والمعايير بعيداً عن الفوارق والامتيازات بناءً على مبدأ الدكتوراه لمن يستحقها ويتعب بها..!!

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=34114