الرئيسية  /  تحقيقات

بردى .. هل هو حقل يزرع أم نهر يجري ؟


دام برس : بردى .. هل هو حقل يزرع أم نهر يجري ؟

دام برس : لينا عليشة –يزن كلش:

نهر يخترق مدينة دمشق ويسقي بالمياه غوطتها الشهيرة  وهو يشكل نظاما بيئيا متكاملا وبفضله تشكل دمشق وريفها واحة خضراء ضمن بادية الشام شبه القاحلة .

يبلغ طول النهر نحو 71 كم تراجعت غزارته بشكل واضح لدرجة الجفاف فصار مصدر إزعاج للناس من خلال مياه الصرف الصحي والأوساخ التي تلقى في مجراها وكاد يحتضر ويموت لولا رحمة السماء .

ما أنجز حاليا من جهود للعناية بنهر بردى بدأت تظهر تدريجيا للسكان ولاسيما مشروع تهذيب بردى وعزل مياه الصرف الصحي عنه في دمشق القديمة .

 ومع ازدياد السيارات والزحمة الشديدة في دمشق لم يبقى للحاج أبو سامر الذي يعمل في منطقة المعرض إلا أن يتابع سيره لمنطقة البرامكة متوجها إلى منزله ليرى كل يوم الأسى الذي حل بمجرى النهر بين وزارة السياحة وبداية ساحة الأمويين وخاصة في الأعوام الأخيرة بحسب وصفه وكأن شيئا قد أصابه فبلا  أن يشاهد تدفق المياه أرى حشائش مائية وكأنه مستنقع للذباب والحشرات.

\"\"

بردى قديما:

بينما يمشي أبو سامر يتراءى له النهر الجاري بمياهه الغزيرة والأشخاص التي تسبح فيه وما كان يفعله هذا النهر من فيضانات لتمتلئ الشوارع حتى أن المارة يصيبها البلل من بردى وكأنه شبه النيل المصري بحسب تعبيره. يردف أبو سامر قائلا قصة قد أضحكته منذ زمن عندما كان طفلا يلعب بجوار النهر عند الملعب البلدي ليرى طفلا يستحم دون ملابس مع ضحكة لا تفارق وجهه وأخر يركض مسرعا عله يسترجع ملابسه التي جرفها النهر صارخا باكيا ليقول الزمان الماضي له بركة أكثر من وقتنا الآن كيف أصبح هكذا ؟ بردى الحكاية القديمة بوصف بائع للأحزمة النارية في منطقة السروجية "سوق الزرابلية قديما" أكد أن النهر قد استهلك نتيجة الزيادة في عدد السكان بالإضافة لرمي النفايات وكأنه أشبه بمكب قمامة , إلا أن زميله في الدكان خالفه ليذكر  أن يجب عدم منح التراخيص الحكومية كيفما كان من أجل بناء المطاعم على ضفافه بدلا من أن يبنوا منتزهات جماعية لمنع احتكار مياهه

. وفي آراء أخرى طرح فيها أن بردى قد قل منسوبه خلال 20 سنة الماضية نتيجة عوامل طبيعية ومنهم من قال أنه قد قلت البركة في مياه النهر والذي أقيم عليه في الماضي سبع قنوات فرعية لري دمشق كلها مع الريف. قل المنسوب وانخفض نسبة المياه أمر ليس بأيدينا قالته أم جاد ضاحكة , نعم لماذا هذا التسيب البيئي وأين الرقابة ألا تجلب الحشرات الضارة بالصحة وتسبب تلوث في الهواء مكملا العبارات زوجها واللذان قد قطنا وولدا في هذه المنطقة "منطقة باب توما" بحسب ذكرهما .

\"\"

وأضافا بأنهم لم يرو مثل هذه التجاوزات والتسيب لماذا لا نرى المنظمات الأهلية والجمعيات الخيرية التنموية والتي تنظم حملات تنظيف تطوعية بالمشاركة مع محافظة دمشق أليس تنظيف بردى جزء تنموي وتطوير حيوي لسوريا. لا نستطيع عرض جميع الآراء إلا البعض المتشابه والتي تصب لمصلحة النهر أخيرا منها: على المنظمات العمل على إنشاء فرق تطوعية للعمل على جث الأعشاب كما فعلت قبل مدة وتخصيص مبادرة بالنهر من أجل معالجة الأمر ويجب المساعدة من قبل الجهات المعنية لإتمام هذه المهمة المستعصية  وفي تصريح خاص  لدام برس من عضو في المكتب التنفيذي في محافظة دمشق رفيق شاويش  أكد أنه يتم إرسال حملات كل 3 أشهر لتنظيف النهر وسنرسل حالا حملة من أجل التنظيف الفوري لمجرى النهر وخاصة قبل الموسم .

تصوير : تغريد محمد

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=34057