الرئيسية  /  تحقيقات

الهلال الأحمر العربي السوري .. عينٌ على الإمكانيات...وعينٌ على المواطن... ولا حلول ناجعة

يونا ونوس


دام برس : الهلال الأحمر العربي السوري .. عينٌ على الإمكانيات...وعينٌ على المواطن... ولا حلول ناجعة

دام برس - يونا ونوس :

أزمةٌ أشبه بالاحتباس الحراري فالكل يحاول التخفيف من حدتها لكن حدتّها تأبى إلا أن تتفاقم ، تضافرت الجهود وتحركت المنظمات الأهلية والحكومية لإنقاذ مايمكن إنقاذه من أرواح مدنينن وإعانة مايمكن إعانته وتقديم المساعدات فقد فعّل الهلال الأحمر العربي السوري خدماته ومكاتبه في كل المحافظات والنقاط التابعة له وشكل سلسلة بشرية من الشباب السوري المتطوع لخدمة السوريين أينما وجدوا،فيما عملت الحكومة من خلال وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على التعاون مع الهلال الأحمر والتنسيق معه بالدعم المالي والمعنوي.

الرجاء عدم دق الباب والإزعاج..

أمام مكاتب الهلال الأحمر وحصراً مكتبه في الشيخ السعد ترى النساء والرجال يتجمهورون أمام الباب الموصد أمامهم مع إن البهو يتسع لهم ويمكن إدخالهم وإجلاسهم على الكراسي الموجودة والاستماع لهم فلا يكف أن يتولى الآذن  إغلاق الباب فقط وتكراره لعبارة "راجعونا"بل إنه لوهله تحسّ أنه الموظف الوحيد فهو يجيب عن الأسئلة الكثيرة والمتشابهه ويسمع لهم ويوعدهم في موعد لاحق.وإذا حاولت الدخول إليهم والاستفسار من الباب الخلفي وخصوصاً إن هناك مواطنين يأتون من مناطق بعيدة ولايستطيعون أن يأتو كل يوم وجدت عبارة مكتوبة على الباب "الرجاء عدم الإزعاج"

الإعانات المالية بين الحقيقة والخيال..

عند سؤال دام برس المواطنات المتواجدين أمام الباب انهالت علينا الشكاوي من كل حدب وصوب،أم محمد سجلت منذ سنة ولم تقبض فرنك سوري واحد فيما جارتها وهم من نفس المنطقة المتضررة قبضت مرتين في هذه السنة فيما تقول إم وليد أن الهلال قد زار بيتها وسجل المعطيات فأبنها عسكري وزوجها لايعمل وبيتهم تهدم لكنّها لم تحصّل على أي مبلغ من الهلال الأحمر،فيما هناك من المواطنين من سمع بالإعانة وجاء لاهثاً من مناطق ساخنة ليسجل عليها ،فيما تأكد فاطمة أن أخوها قد سجل وقبض واليوم هي آتية لتسجل "ونشالله خير"

بعتولنا رسالة ..وراحت علينا...

هناك ألية معتمدة من قبل الهلال الاحمر السوري بأن يتم التسجيل في فترة هم يحددوها ومن ثم بعد شهر أو أكثرمن ثم يتم فرز الأسماء وإرسال رسالة إلى المواطن وذلك حسب الوثائق الثبوتية التي يقدمها المواطن لهم وعلى أساس الضرر وحجمه  يقع الخيار عليه لكن مالم يعرفه المواطن أنه في حال لم يأت بنفس اليوم الذي إرسلت به الرسالة فإنه يخسر الإعانة وهو حال أحمد الذي أصيب بانهيار عصبي عندما أخبره الآذن بذلك وكأنه لم يصدق أنه قد خسرها وعند سؤالنا له عن عدم مجيئه وأخذ معونته في الوقت المناسب فقال أنه من منطقة" نجّها " وهي منطقة على طريق المطار وبعيدة وطريقها ليس آمن فلا يستطيع أن يأتي في الوقت المحدد له.

إعانات تصل إلى 25000ل.س...

تتراوح الإعانات النقدية التي يقدمها الهلال من 18000ل.س إلى 25000ل.س وذلك حسب الضرر وتقديره من قبل شباب الهلال الذين يضطرون أحيانا إلى زيارة الاماكن ومعاينتها،لكن حديثنامع أحد بائعي الخضار والقريب من المركز أكد لنا أن أي شخص باستطاعته ان يسجل على الإعانة النقدية متضرر وغير متضرر ومن الممكن أن يحصل عليها، ونصحنا ان نسجل ونجرب حظنا.

المساعدات تتركز في المدارس ومراكز الإيواء...

اشتكى المواطنون من توزيع المواد الغذائية والمعونات. فهي تقتصر على المدارس ومراكز الإيواء مع عدم التوزيع خارجها فهناك مناطق تحتاج إلى معونات وأهلها لايسكنون في مراكز الإيواء ومنهم من بقي في بيته ويستطيع الهلال أن يذهب لهذه المناطق باعتبارها ليست ساخنة بل متوترة أمنياً  متسائلين عن أقتصار المساعدات على مراكز الإيواء واصفين وضع المتواجدين هناك بالجيد لكن وضع الذين سيسكنون في الخيم وفي العراء بالمأساوي .

الحلقي يدعم الهلال ..

حرص رئيس مجلس الوزراء خلال لقائه عبد الرحمن العطار رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري إلى أن الحكومة تعمل على تسهيل إجراءات وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية للمواطنين في كل المناطق وتذليل العقبات والصعوبات التي تقف في طريق إيصال المساعدات إلى مستحقيها،ونوه الحلقي بالدور الايجابي الذي تقوم به منظمة الهلال في تقديم المساعدة للمواطنين رغم استهداف كوادرها من قبل المجموعات المسلحة التي تقوم بالسطو على كميات كبيرة من المساعدات والمواد الإغاثية للمنظمة.

تنسيق.. ولكن

أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية الدكتورة كندة الشماط أن تأمين الاحتياجات المطلوبة للأسر المتضررة في أكثر من 700 مركز إقامة مؤقتة يشكل أمرا حيويا بالنسبة لعمل اللجنة العليا للإغاثة وخاصة في ظروف قلة الإمكانات المتاحة لافتة إلى دور الإعلام في توضيح آلية عمل اللجنة في إيصال المساعدات إلى مستحقيها من الأسر المتضررة في جميع المناطق وتم وضع إطار للتعاون بين الجمعيات الأهلية في سورية والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة العاملة في الشأن الإغاثي بحيث يكون لدى هذه الجمعيات خطة عمل ذات أثر تنموي وانتشار جغرافي وكوادر متخصصة

 وبينت وزيرة الشؤون الاجتماعية أن النشاط العام للمنظمات الدولية العاملة في الشأن الإغاثي ليس بالمستوى المطلوب وعن الدعم المالي للجمعيات الأهلية أشارت الشماط إلى أن المبالغ التي حولتها الوزارة العام الماضي والمقدرة ب 120 مليون ليرة سيتم تحويلها إلى اللجان الفرعية في المحافظات حسب أولوية احتياجات كل منطقة وبناء على تقديرات هذه اللجان معتبرة أن إعادة هيكلة اللجنة العليا للإغاثة كانت بمثابة المدخل المهم لتسهيل اتخاذ القرارات الخاصة بالشأن الإغاثي في الوقت والمكان المناسبين.

المساعدةحق لهم فأوصلوها..

يقف المواطن السوري وهو يحسّ بنوع من الذّل حين يطلب مساعدة من على باب أحد المنظمات الحكومية أو الخاصة التي تعنى بالشأن الإغاثي ،فهو ليس "شحاد"بل الظروف جبرته على طلب المساعدة وتوصية خاصة من أحد المواطنين أن يتم معاملتهم بإنسانية على الأقل.

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=33340