Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_8gu3pn8jvbleee2nhfd0dtt361, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
مؤسسة دام برس الإعلامية

الرئيسية  /  تحقيقات

العيد .. أحد شهداء الأزمة .. عيد الفرح والحلويات بات موعداً يثقل قلوب السوريين


دام برس : العيد .. أحد شهداء الأزمة .. عيد الفرح والحلويات بات موعداً يثقل قلوب السوريين

دام برس : بتول ربيع:
بعدما كان العيد هو الفترة المرتقبة لكل أطفال سورية، بات موعداً أثقل من حكم الإعدام على الأهل، فالعيد الذي  كان ينتظره جميع السوريون ليلتم شملهم وليمضي الأطفال أيامه بلعب وفرحة بثياب جديدة، بات موعداً مع المجهول، لأن الأطفال منذ عامين حتى الآن ماعاد بوسعهم معرفة إن كان الوالدين سيشترون لهم ثياباً جديدة أم لا، سيعطيهم الأب أو الأم الخرجية المنتظرة أم لن يكون في المنزل نقوداً تكفي حتى للطعام كما هو الحال كل شهر منذ بداية الأزمة، وبعد أن كانت الأفراح تعم سورية عند قدوم العيد، بات الهم من مصاريف ضخمة قادمة والغصة للغائبين و الحزن على من توفى أو استشهد هو ما يميز أعيادنا، سورية التي كانت رمزاً للأعياد والحلويات باتت مضرب المثل بالحزن، وهذا ما تثبته الأعياد التي مرت على مدى قرابة ثلاثة أعوام.
وأحد أكبر الهموم التي يعاني منها السوريون هي شراء ثياب العيد للأطفال، إذ ليس خافياً على أحد مدى الارتفاع بالأسعار الذي تشهده الأسواق في كل موسم عيد، فكيف بأزمة ضاعفت الأسعار إلى ثلاثة أضعاف، حيث بات اسم العيد يسبب رعباً لكل موظف وصاحب أسرة، واللافت بالأمر أن الكثير الكثير ممن التقتهم دام برس قد قرروا مقاطعة شراء الثياب وحلويات العيد التي بات سعر الكيلو الواحد منها للحلويات العربية بالسمن النباتي حوالي 1400 ليرة، والكيلو الواحد من الحلويات بالسمن العربي يصل إلى 2000 ليرة.
لانشتري الحلويات ولن نصنعها
أبو سعيد دباس (متقاعد) أكّد بشكل قاطع أن أسرته ستمتنع عن صناعة حلويات العيد حيث قال موضحاً : لم نشتري الحلويات يوماً من السوق لأن إعدادها في المنزل كان جزءاً من بهجة العيد، ولكن بعد أن ارتفعت أسعار موادها بشكل رهيب لم يعد بإمكاننا إعداد الحلويات، وراتبي التقاعدي لم يعد يكفي ثمناً لأدويتي وأدوية زوجتي.
ما فائدة الحلويات إن لم يعد هناك فرح
السيدة رندة (موظفة حكومية) كان لها رأياً رأياً مماثلاً حيث أكدت بأنها وأسرتها هذا العيد سيمتنعون عن شراء الحلويات أو إعدادها وقالت : سورية كانت بحراً من الخير ولم يكن الفقر فيها منتشراً إلى هذا الحد، كان الموظف، أي موظف، بإمكانه إعداد حلويات العيد إن لم يستطع شراءها، لأن إعدادها يحتاج جهداً ولكنه ارخص بكثير من شراءها جاهزة، ولكن الآن ماعاد بالإمكان تحمل تكلفة إعدادها أو شراءها، وأضافت : وما الفائدة من الحلويات إن لم يبقى عند السوريين أي فرح في العيد، فالحلويات كانت مكملة لفرحة الناس بلم شمل العائلة والأصدقاء، أما الآن لم يعد للعيد طعم، ولهذا وللمرة الأولى في عائلتي يكون هناك إجماع بأننا لن نشتري حلويات أو نصنعها.
قاطعنا العيد ليرتاح رب الأسرة

\"\"
السيدة بدور نشواتي امتنعت بدورها عن شراء أو إعداد حلويات العيد، ولكن الحلويات ليست الشيء الوحيد الذي قاطعته، بل كل ما له علاقة بالعيد حسب وصفها، إذ قالت : قاطعت هذا العام كل ماله علاقة بالعيد، فلا ثياب جديدة لي أو لأولادي، ولا حلويات، وهذا جعل زوجي يشعر براحة كبيرة إذ بعد أن رأيناه أنا والأولاد بهمّ كبير خوفاً من مصاريف العيد قررنا أننا سنقاطع العيد الذي غادرتنا بهجته.
رب ضارة نافعة
سماح خولة ( خياطة) قالت :
في الأعوام الماضية كانت الثياب الجاهزة قد طغت على مهنتي، وقلة قليلة من الناس استمرت بتفصيل الثياب عند الخياطين، ولكن هذه الأزمة يمكن القول أن لها مفعلو القول المأثور : رب ضارة نافعة، لأن ارتفاع أسعار الثياب جعل الناس يعودون إلى الخياطين وخصيصا في فترات الأعياد، ولكن هذا العام، لم يكن عندي إلا زبونتين فقط، لأنهن مقتدرات مادياً، أما الباقون فمنهم  من لم يبقَ في البلاد، ومنهم من لم تعد أوضعهم المادية تسمح لهم بتحمل كلفة شراء القماش وأجري الذي سأتقاضاه بالرغم من أنه معقول جداً، ولكن الأسعار باتت مرتفعة إلى درجة قاتلة، وأنا عن نفسي هذا العام لن أفصّل لنفسي ثياباً للعيد لأن الميزانية لن تسمح لي ولزوجي بذلك، وسأكتفي بشراء الثياب لإبني الصغير من السوق لأنه يريد ثياباً كالتي يشتريها أصدقاءه حسب الموضة.
سعر القطعة يعادل أربع قطع سابقاً
هديل سليمان (موظفة بالقطاع الخاص) أكدت بأنها كانت من مدمنات التسوق حيث كانت تقصد السوق مرة كل ثلاثة أيام ولا يمكن أن تعود دون أن تشتري قطعة واحدة من الثياب على الأقل، ولكنها عدلت الآن عن هذا النشاط المحبب إلى قلبها و ذلك حسبما قالت : لم يعد بإمكاني تحمل تكلفة شراء الثياب، الأسعار وصلت حد الجنون، الآن اقتصرت زياراتي للسوق على مرة واحدة في الشهر، وحتى هذه المرة بالشهر بت أنظر بأمرها، لأن سعر القطعة الواحدة من الثياب بات يعادل سعر أربع قطع سابقاً، والراتب الذي أتقاضاه من الشركة التي أعمل بها كان يعتبر راتباً محترماً سابقاً، اي قبل الأزمة، أما الآن بات بشق النفس يكفي لمصروفي من مواصلات وطعام أثناء العمل، و الخروج لمرتين فقط بالشهر مع صديقاتي بعد ان كان يكفيني لأخرج برفقة الأصدقاء أكثر من خمس مرات بالشهر.
ثياب العيد الماضي كسوة لهذا العيد
أدهم مرعي (مهندس مدني) بيّن أن ثياب العيد الماضي ستكون كسوة أبناءه لهذا العيد أيضاً لأن راتبه لا يمكن أن يغطي تكلفة شراء الثياب لهم وهم بنتين وصبي، وتحدث قائلاً : ذهبت وزوجتي إلى السوق لنلقي نزره على الأسعار، وعندها علمنا بأننا لن نستطيع شراء أي ثياب جديدة للأولاد هذا العيد، ولكن الحمد لله أن ثياب العيد الماضي لم تسمح زوجتي لهم باستعمالها كثيراً ولهذا لازالت جديدة، إني مستاء حقاً لأن هذا العام والذي قبله هما أول آمين لا اشتري بهما لأولادي ثياباً جديدة كل عيد، وحتى العام الماضي كان الوضع أفضل من هذا العام، ولكن ما وجدناه بالسوق من بضاعة لا يستحق هذه الأسعار الخيالية التي يطلبها التجار.
وبعد تبيان آراء بعض السوريين تبيّن أن بهجة العيد لن تزور بيوتهم لا بزيارات الأقارب، ولا بحلويات العيد ولا الثياب الجديدة للأطفال، وهكذا لم يكن السوريين هم وحدهم ضحايا الأزمة وتجارها الجشعين، وإنما العيد ايضاً كان شهيداً في سورية في هذا العام كما الذي سبقه.
تصوير: تغريد محمد
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=33001


Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_8gu3pn8jvbleee2nhfd0dtt361, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0