دام برس - يونا ونوس:

حكاية نهايتها حزينة ،أبطالها إعلاميون صغار ،لم تكد فرحتهم تكتمل،ولم يلبث حلمهم أن يبدأحتى انتهى.
هوحال المئات من طلاب الساعات المعتمدة في كلية الإعلام جامعة دمشق الذين صدموا بقرار وزارة الإعلام القاضي بمصادرة مركز التعليم والتطوير الإعلامي لصالح التلفزيون الملحي ،هذا ماآثار موجة من ردود الافعال نحاول أن نضيء عليه في هذا التحقيق..
المركز التعليمي الأول من نوعه على مستوى العالم العربي.
افتتح مركز التعليم والتطوير الاعلامي التابع لكلية الاعلام جامعة دمشق كأول مركز تعليمي في الشرق الاوسط ،برعاية رسمية وأشراف حكومي حيث جهز بأحدث التقنيات والمعدات، بعدما تناقلت مصادر أن ميزانيته تجاوزت المليار ليرة سورية،حتى إذا مادخلت رحابه تحسب نفسك في أحد مراكز الإعلام العالمية،وحرصت الحكومة على تزويدة بكافة معدات الخاصة"بالصوت والاستديو وغرف المونتاج والبث المباشروقاعات النت"وتم برمجة هذه المعدات لتصبح تعليمية تدريبة رغبة في بناء جيل إعلامي أكاديمي ليتم ضخه في سوق العمل.
الساعات المعتمده ....نظام تعليمي متطور
..يرفع الكفاءة ..ويطور الخامات النظيفة
يعتمد على تقسيم الطلاب إلى مجموعات كل حسب اختصاصه متوزعين على صفوف يحتوي كل صف من 25ـ30طالب يتم تدريسهم من قبل دكاترة متخصصين بمجالهم ،وتدريبهم في المركز مباشرة في محاولة لتحريك المياه الراكدة في كلية الإعلام والتي تعتمد أساسا على التدريب العملي أكثر من النظري والذي افتقدته وافتقده خريجي الإعلام منذ زمن.
كادر مدرب وخبراء جاهزون لتدريب الطلاب..
واللافت ،الاهتمام الكبير من قبل الجهات الحكومية والرسمية أن يتم كل شيء على أكمل وجه حيث تم إيفاد العديد من مهندسي الصوت والمونتاج ومدربي الظهور والتقديم التلفزيوني وأساتذة في تدريب الصوت الإذاعي إضافة لإدارة المركز الذي يشهد بكفاءتها وخبرتها العالية.
الأزمة تلقي بظلالها...
وفي ظل الأزمة التي تعيشها البلاد على مدار السنتين ونيف ،وتعرض كوادر الاعلام السوري للخطف والاغتيال وتفجير مقرات عملهم كما حدث مع الأخبارية السورية مماأطر وزارة الإعلام لجمع وسائلها في مبنى الإذاعة والتلفزيون ،وصدر قرار من وزارة الإعلام بمصادرة المركز التعليم والتطوير الإعلامي لصالح احد التلفزيونات الحكومية معللة ذلك بالظروف القاسية التي تعيشها البلاد والإعلام السوري بشكل خاص.
يافرحه  ...ماتمت..
هكذا لخصت الطالبة رنيم كلماتها التي كادت أن تختنق بها فهي تعتبر المركز من حق طلاب الإعلام وخاصة بعد مرور سنة على تعلمها وتدربها فيه معتبرة إياه خطوة جريئة ومتطورة على طريق تطوير الإعلام السوري .

قرار صعب..في ظروف صعبة..والطلاب ظلموا.
محمد البلخي أستاذ مدرب في المركز وصف القرار بأنه صعب وغير عادل فمن جهه أن المركز ضم كادر تعليمي كبير وجديد لايمكن لمبنى كلية الإعلام استيعابه وخاصة بعد أن تم جمعهم هم والمهندسين في غرفة واحدة في المبنى وأصبح الموظفين أكثر من الطلاب ،ومن جهه أخرى هناك قاعات تعليمية في المركز لايمكن لطلاب الساعات المعتمدة إلا التعلم بها وخصوصا بعد تغيير المواد الدراسية وتكييفها بما يتناسب مع المركز،فكيف لنا أن نعيد ترتيب هذه الأمور المتشابكة والمرتبطة ببعضها مشيرا إلى توزيعهم على أقسام المكتبات والديوان للممارسة أعمال ليست من أختصاصهم واصفا الوضع بالصعب.

الكادر التعليمي يحاول التخفيف من حدة القرار ..ولكن؟
تمنى الكادر التعليمي لوأعطتهم وزارة الإعلام بعض الوقت لحين ترتيب أعمالهم أو لحين بناء استديو مصغر داخل مبنى كلية الإعلام والسماح لهم بنقل بعض المعدات التعليمية والتي هي من حق الطلاب ولايجوز مصادرتها .

وعلى أمل أن تتحسن الأوضاع ويعود الأمان إلى ديارنا يبقى المركز علامة مضيئة في تاريخ الاعلام الاكاديمي السوري ونتمنى من وزارة الإعلام أن تعيده إلى أهله بعد أن يزول الكرب عن الوطن ..