الرئيسية  /  تحقيقات

صرخة فقير..شو بطعمي إبني


دام برس : صرخة فقير..شو بطعمي إبني

دام برس – بتول ربيع :

صرخة فقير..شو بطعمي إبني..

إن بهجة فتوح المدارس باتت محترقة بعيون ذوي الدخل المحدود فمن الصعب على أي والد أن لايستطيع شراء حقيبة مدرسية جديدة لطفله وأن يعجز عن شراء مريول جديد عوضاً عن المريول القديم الذي لم يعد بقياس إبنه حتى، و الوضع المادي للمواطن السوري يتدهور شيئاً فشيئَاً فالأسواق السورية تعيش حالة هستيرية وإرتفاع الأسعار لا يتقبله لا عاقل ولا مجنون، ولم يعد يعلم المواطن السوري كيف السبيل لإطعام أطفاله فكل شيئ في السوق أصبح ذو أسعار خلبية  ابتداءً من اللحوم وصولاً إلى جرزة البقدونس، وعن أسعار أطعمة الفطور من جبنة ولبنة وبيض فحدث ولا حرج  فهذه المواد الغذائية باتت شبه مفقودة في بيت المواطن السوري..

وعلى الرغم من أن دخل المواطن السوري قبل الأزمة كان متدني كثيراً بالنسبة  للحياة المعيشية في سورية لكنه استطاع التحايل على هذا الأمر في ما مضى بحيث أنه في أغلب الأحيان تخلى عن الكثير من الضروريات في حياته اليومية في سبيل اطعام أطفاله بحيث كان الكثير من أرباب الأسر يمضون السنة بكاملها بنفس اللباس يرتدونه كل يوم إلى عملهم دون أن يشتروا لباساً جديداً ليرتدوه، فيبقون بلباسهم البالي إلى حين أن يهترأ لباسهم بشكل نهائي، وبالعموم نجحوا نوعاً ما من أن لا يقصروا بحق أطفالهم فاستطاعوا أن يأمنوا لهم طعاماً قريب من أن يكونمتوازن صحياً، وبرغم أن الكثير من المواطنين عجزوا عن ادخال اللحمة الحمراء والدجاجإلى بيوتهم أكثرمن مرة واحدة في الشهر وبالطبع بشكل شحيح ،وعلى الرغم من أنهم عجزوا في الكثير من الأحيان من احضار الفواكه التي يطلبها في الكثير من المرات أطفالهم،لكنهم في أسوأ الأحوال كانوا قادرين على شراء الخضراوات الموسمية، أما اليوم فلا يوجد أي طبخة في العالم ممكن أن تطهوها أي أم لأطفالها بتكلفة تقل عن 1000 ليرة سورية مع التنويه إلى أن راتب أي موظف فيالدولة لايتجاوز 27 ألف وذلك بأفضل حالاته فيوجد آلاف الموظفين لايتجاوز راتبهم 16 ألف وبالطبع بعد الزيادة الأخيرة للرواتب.. دام برسقامت بمحادثة بعض المواطنين من ذوي الدخل المحدود فتحدثوا عن تلك الهموم..

بداية نبدأ مع أبو طلال وهو في45من عمره يعمل موظف بمديرية مالية دمشق حيث قال:

\"\"

 

"سندويشة ماذا سأضع بحقيبة طفلي المدرسية"

لدي 3 أطفال بالمرحلة الإبتدائية وأشعر بالعجز عن حيال تلبية مايشتهون فإبني الصغير مثلاً  يشتهي أن يأخذ سندويشة جبنة الكريما إلى المدرسة ليأكلها في الفرصة وأنا عاجز عن شراء جبنة الكريما بشكل دائم  بسبب سعرها المرتفع و المصيبة تكمن ليس بغلاء سعر الجبنة فقط بل بغلاء جميع المواد الغذائية فعند ذهابي إلى السوق لشراء الأطعمة وجدت أن كيلو اللبنة ب600ليرة وصحن البيض ب750ليرة ففكرت بشراء الزيت والزعتر وهي من أرخص المواد الغذائية المتعارف عليها في سوريا فوجدت أن سعر الكيلو الواحد من زيت الزيتون يقارب850 ليرة سورية وأنا الآن بالفعل لا أعلم ماسأطعم أفالي في المدرسة..

"أولادي حرموا من شراء مقبلات الأطفال"

أما حال السيد محمد القضماني ليس بأفضل من أبو طلال حيث تكلم عن وضعه فقال: إني أعمل أعمالاً حرة ومدخولي الشهري لا يتجاوز25 ألف ليرة سورية ولديَ 4 أبناء جميعهم بمرحلة التعليم الأساسي وأكبرهم عمره فقط 11سنة وأبنائي الصغار يطلبون مني قبل نومهم أن لا أنسى أن أضع لهم خرجيتهم على الطاولة ذلك لأني لم أضع لهم النقود على مدى ثلاثة أيام  سابقة وذلك بحجة أني نسيت، وفي الحقيقة أني لم أضع لهم نقوداً ليشتروا مقبلات في المدرسة لأني لم أكن أملك سوى 50ليرة سورية في جيبي فقط لاغير فتكلفة طبخة كل يوم تكلف 800 ليرة سورية "وطبعاً بدون لحمة" ودخلي الشهري لايتجاوز 25 ألف فكيف لي أن أستطيع إعطاء أطفالي خرجية يومية، فواردي الشهري لم يعد يكفي سوى لطعام متواضع، فأنا نتخلف لذلك عن دفع فواتير الكهرباء منزلي،فأنا لا أملك فائضاً من المال بتاتاً لذلك..

تصوير: تغريد محمد

\"\"


 

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=32670