الرئيسية  /  تحقيقات

الواسطة والمحسوبيات كسروا ضهرنا .. مسابقات توظيف الخريجيين الشباب .. مقبرة الآمال


دام برس- بتول ربيع:

لم يكن يوماً من الأيام إيجاد الشباب لعمل في مؤسسات الدولة بالشيئ السهل، فمنذ سنين وسنين يكتفي الشباب و الشابات السوريين الحاصلين على الشهادات الجامعية بقضاء نصف عمرهم بالتقدم إلى المسابقات التي تجريها الدولة، والنصف الآخر من عمرهم يقضونه بالبحث عن مفتاح للمسؤول ليعطوه مالديهم من المال لقاء هذه الوظيفة السحرية، وهكذا يستمر حالهمإلى أن يصلوا لمرحلة خيبة الأمل وهي المرحلة التي سبقهم إليها المئات من الشباب غيرهم، ومع أن من مروا بهذه التجربة قبلهم و قد سبق وقدموا لهم النصيحة بالعدول عن فكرة التقديم لمسابقات التشغيل بدوائر الدولة ومؤسساتها لأنها ليست سوى مضيعةً للوقت والمال وحرق لأحلامهم ولآمالهم المعلقة، لكنهم لم يسمعوا منهم ولم يتعلموا من دروسهم، لكن ذلك كله ليس لأنهم أغبياء كما ينعتهم من يدري بأنهم يركضون ويتهافتون على مسابقاتٍ من هذه النوع، لا بل على العكس فالسبب يكمن بثقتهم العمياء بوطنه، وطنهم الذي هم على يقينٍ بأنه لن يميز إبناً من أبنائه على آخر، فكما تكافئ الأم ولدها المتفوق بحفنةٍ من المال توقعوا أن وطنهم سيقدم لهم ِأبسط حقوقهم ألا وهو أن  يسمح لهم أن يتوظفوا بإحدى مؤسساته بعد جهدهم المضني بعد أن قضوا عمرهم يتعلمون حتى حصلوا على أعلى الشهادات الجامعية، والتي آل مصيرها لتصبح لوحة على الحائط ليست سوى قطعة ديكور تتباهى بها أمهاتهم أمام أصدقائها..

\"\"

((ليش هيك عملوا فينا))

"ليش هيك عملوا فينا " جملة رددها الشاب أحمد الرفاعي وهو خيريج كلية الحقوق  في الحديث إليه أكثر من أربعة مرات وهذا ناتج عن مدى غضبه وحرقة قلبه، حيث قال: لقد تقدمت ل7 مسابقات من مسابقات تشغيل الخريجين الشباب ولم أنجح بواحدة منهم على الرغم من أني قمت بحساب علامات أجوبتي  وذلك بعد أن تأكدت من صحتها بعد خروجي من  كل امتحان، بحيث تأكدت  بإحدى بتكالمسابقات الوهمية أن علامتي التي يجبأن أحصل عليها لن تقل عن 75درجة والمضحك المبكي في الموضوع أنه بعد صدور نتائج المسابقات السبع التي تقدمت إليها،كانت أعلى علامة حصلت عليها هي 50 علامة وهذا يعني أن الأوراق الإمتحانية لم تصلح بالأصل، فلماذا ضحكوا علينا وأضاعوا وقتنا بهذه المسابقات إذا كانت أسماء الناجحين موضوعة مسبقاً..لم فعلوا هذا لقد خيبوا آمالنا، لقد كلفني التقديم لتلك المسابقات 2200ليرة سورية مابين تكاليف سندات إقامة وأجارات طريق، ومع الأسف كل ذلك هباءً منثوراً..

((رجعت درست منهاج المعهد وكانو عندي فحص))

في سياق آخر تحدثت " ليما موسى "خريجة المعهد التقاني للمحاسبة والتمويلحيث قالت لقد تقدمت ل6 مسابقات ولوزارات مختلفة ولم أنجح بمسابقة واحدة، مع أني عاودت دراسة مواد معهدي بالكامل وكما لم أدرس من قبل، وفي إمتحانات مسابقات التشغيل كنت قد قدمت بشكلً ممتاز لإفاجئ عند ظهور النتائج أن أعلى علامة من تلك المسابقات كانت لاتتجاوز 58 علامة، ولا أخفي القول بكيت كثيراًفي الطريق ولم أتمالك نفسي لحين عودتي إلى البيت مع العلم أن جميع من اختبروني شفهياً أخبروني أني أجبت إجابات صحيحة..

((ماعندي استعداد إرجع قدم عأي مسابقة))

هذا ماقاله فادي حناوي وهو خريج هندسة معلوماتية ،لقد يأست من نجاحي بأي مسابقة من المسابقات التي تقدمت إليها وذلك حتى قبل إعلان النتائج ، وذلك الشعور راودني منذ اليوم الذي كنت أنتظرفيه إلى أن يحين دوري بالمقابلة الشفهية ،بحيث فوجأت بمدى وقاحة الموظفين القائمين على تلك اللجنة بحيث كانوا" على عينك ياتاجر" لايسألون من لديهم توصية سوى عن اسمهم الثلاثي، ولا يسألوهم أي سؤال آخر، ولاحتى على الأقل مراعاةًلمشاعر بقية الشباب الموجودين بالقاعة..

\"\"

((تصوروا تنقلت بالموبايل ومع هيك رسبت))

وفي جانب آخر باحت ح.ن  بسرها عن  كيفية اجابتها على أسئلة مسابقة التوظيف التي تقدمت لها فقالت: لقد غششت بالإمتحان وادخلت معي هاتفي الخليوي إلى داخل القاعة وكانت صديقتي تردني الأجوبة من خارج القاعة واستطعت بذلك أن أجب عن الأسئلة كافةً وبشكلٍ دقيق وحرفي، مع ذلك لم أحصل سوى على 53 علامة من 100 علامة ومن هول مفاجأتي رحت أخبر الناس عن مافعلته لكي أضمن إجاباتي أن تكون صحيحة ومع ذلك فشلت، واليوم تأكدت أن الأوراق لاتصحح حتى..

وبسؤال مصدراً رسمي في وزارة الشؤون والعمل عن رأيه بهذه الحالات أجاب هذا الكلام عارٍ عن الصحة والمسابقات قد تمت بشكل عادل ونزيه ولم تحدث أي تجاوزات من هذا القبيل، ولو حدث شيئ من هذا القبيل لكانت رفعت شكاوى بهذا الأمر، وأضاف قائلاً إن من يكون غير كفؤ للحصول على وظيفةٍ ما يتحجج أن العطل من صاحب العمل وليس منه، وأكمل مصدرنا المسؤول حديثه لافتاً إلى أنه من الممكن أن تحدث متل تلك التجاوزات في مسابقات التوظيف لكن لاتتجاوز نسبة 2ب% لا أكثر..

تصوير: تغريد محمد
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=32334