الرئيسية  /  لقاء دام برس

خبيرة الوقاية من أسلحة الدمار الشامل دعد قنوع في حوار خاص مع دام برس حول آليات الوقاية من أسلحة الدمار الشامل، وبعض الإجراءات الواجب اتخاذها


خاص دام برس – بلال سليطين:

مع ارتفاع وتيرة التهديدات الأميركية لسورية ووجود خطر استخدام السلاح الكيماوي من قبل الجماعات الإرهابية في سورية، لابد من معرفة بعض النصائح والاستماع إلى إجابات على أسئلة تراود أذهان الكثيرين، قد يكون في مقدمتها كيف نقي أنفسنا؟

دام برس التقت خبيرة الوقاية من أسلحة الدمار الشامل "دعد قنوع" والتيأجابت على بعض الأسئلة التي تدور في الأذهان:

السيدة "قنوع" بدأت بالقول:« من الطبيعي حدوث الحروب ضمن دائرة الصراع الكونية بهدف سيطرة طرف على الطرف الآخر، عبر العصور تعددت أنواع الحروب وأساليب السيطرة، أخطرها ما كان في الحرب العالمية الثانية من استخدام لأسلحة الدمار الشامل الذي تنوعت أدواته وتطورت مع تقدم العلوم والأبحاث العسكرية في البر والبحر والجو. منها البيولوجية والنووية والكيميائية المحظورة وفق اتفاقيات عالمية بشروط موثقة في العديد من المعاهدات والمؤتمرات وغيرها، حتى تمكنت الدول المتقدمة من الوصول إلى استخدام الطقس كسلاح مدمر"هارب" بحيث من غير الممكن كشفه وتحديد المسبب للكوارث الناتجة.مثال تقنية هارب في أميركا. في الجانب الآخر لابد من تحضير وسائط الوقاية وتجهيز أماكن تأمين السكان ووقايتها من هذه الأخطار المتوقعة والمحتملة في أي وقت».

نص الحوار:

* ما هي التحضيرات التي على الأهالي القيام بها للتخفيف من ضرر أي ضربة؟

** بداية ينبغي أن نحدد الجهة المسؤولة عن تشكيل فرق وقاية من أسلحة الدمار الشامل وهي الإدارة العامة للدفاع المدني التي تحدد أماكن ومواصفات التجهيزات الهندسية للمباني والمنشآت في كل محافظات ومدن القطر العربي السوري. أهم هذه التجهيزات الهندسية التي يلجأ إليها السكان في حال التنبؤ بإمكانية وقوع خطر هي توفر ملاجئ خاصة تخفف آثار التلوث الكيميائي والجرثومي ومخابئ معدة مسبقا للوقاية من التلوث الإشعاعي والغبار الذري.

* ما هي إجراءات العمل في مناطق التلوث الكيماوي وآليات الإخلاء، خصوصا بعد أن قامت المجموعات الإرهابية باستخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري؟

** يتعرض العاملون في المناطق الملوثة بالمواد السامة للإصابة نتيجة: تساقط قطراتها على الأجزاء المكشوفة من الجسم او على الملابس، أو ملامسة الأغراض الملوثة بهذا المواد، أو دخولها عبر أجهزة الهضم والتنفس مع الماء والطعام أو الهواء الملوث، وبالتالي تتم وقاية الأفراد من الإصابة بالمواد السامة بالاستخدام الجيد والماهر لوسائط الوقاية الفردية وفي الوقت المناسب، حيث أنه في المناطق الملوثة بقطرات المواد السامة الثابتة (المواد السامة الشالة للأعصاب ومولدات البثور) يجب ارتداء: الأقنعة الواقية. الأردية الواقية كبذات. الجوارب والقفازات،  أما في المناطق الملوثة بأبخرة المواد السامة الثابتة ترتدى: الأقنعة الواقية الملابس المشربة الجوارب والقفازات النظامية أو المرتجلة، وفي المناطق الملوثة بقطرات أوأبخرة المواد السامة غير الثابتة(المواد السامة الخانقة والمسممات العامة): يمكن الاقتصار على ارتداء الأقنعة الواقية فقط.

يتم تحديد وسائط الوقاية الواجب ارتداؤها في كل حالة من قبل قادة التشكيلات وأركان الدفاع المدني في كل منشأة، ونظرا للآثار السلبية المجهدة التي يخلفها ارتداء وسائط الوقاية الفردية لا بد من تحديد زمن ارتدائها وفق مختلف الشروط، ويتمكن الأفراد المدربون جيدا من ارتداء القناع الواقي لمدة تتراوح بين 6-8 ساعات حسب حرارة الطقس، على أن تبدأ مدة التدريب لمدة عشر دقائق فقط، ويجب أن تتم الاستراحة، بعد مغادرة المنطقة الملوثة أو في الملاجئ.

بغرض التقليل من خطورة الإصابة بالمواد السامة أثناء العمل على الأرض الملوثة يجب أن يتم إجراء المعالجة الخاصة الجزئية لأماكن إقامة الأفراد وأماكن العمل ولا يسمح بملامسة الأغراض الملوثة بدون قفازات ويجب أن تحضر الأطعمة في أماكن غير ملوثة ويتم تناولها في الملاجئ المجهزة، وتنقل في أوعية محكمة السد.

كما يجب أن يقدم الإسعاف الأولي للمصابين بالمواد السامة فورا.

* وماذا عن إجراءات العمل في مناطق التلوث الجرثومي؟

** تتم وقاية الأفراد في المناطق المحكم تلوثها بالوسائط الجرثومية بشكل عام باتباع الإجراءات التالية: التقيد الحازم باستخدام وسائط الوقاية الفردية في الوقت المناسب،  إكساب الأفراد المناعة ضد الأمراض السارية بشكل خاص، مراعاة التدابير الصحية الوقائية وخاصة فيما يتعلق بالإمداد بالماء والطعام والنظافة الشخصية، اتخاذ إجراءات إزالة بؤر ومصادر التلوث المحتملة في الوقت المناسب.

بعد ظهور أعراض التلوث، بغرض الحيلولة دون انتشار الأمراض السارية خارج بؤر التلوث تفرض تدابير المراقبة الصحية على المنطقة(حجر صحي جزئي) حيث يجري  تحديد الخروج والدخول إلى بؤر التلوث ويحظر إخراج أية تجهيزات من بؤر التلوث قبل تعقيمها، كما يحظر الزيارات بين الأفراد والاتصال مع الجوار من المناطق غير الملوثة، والمراقبة الطبية المستمرة للأفراد في المنطقة الملوثة بغرض الكشف المبكر على المصابين وإرسالهم إلى المستشفيات، ولا ننس إعطاء المضادات والأدوية الوقائية للأفراد في المنطقة الملوثة.

ومن الضروري تأهيل مجموعات مختصة تشديد المراقبة على تنفيذ التدابير الصحية الوقائية. ليتم رفع تدابير المراقبة(الحجر الجزئي) لدى التأكد من عدم وجود مسببات الأمراض السارية وبعد تنفيذ المعالجة الصحية الكاملة للأفراد.

* ما العمل في حال التأكد من استمرار وجود مسببات الأمراض السارية؟

** يتم فرض الحجر الصحي الكامل وتطبيق نظام غذائي صارم، حراسة بؤر التلوث بهدف فرض حظر التجول ومنع انتقال الأفراد من مواقعهم أو دخول أشخاص من مناطق غير ملوثة ريثما يتم تطهير المنطقة كاملا.

 

* ما هي المواصفات اللازمة للملاجئ؟

الملاجئ هي الأماكن التي يلتجأ إليها من أسلحة التدمير الشامل، وهي أنواع: مقرات القيادة وغرف العمليات الحربية، ملاجئ عامة سعتها (150-450) شخصاً، ملاجئ خاصة وتقام في الأبنية الحديثة، 4-الملاجئ في المنشآت الصناعية، الخنادق، المخابئ الذرية، الحفر الأرضية، المغاور والمناجم عند الحاجة.

وظيفة الملاجئ يجب أن تؤمن وقاية العاملين في المؤسسات الاقتصادية والصناعية والأشخاص القائمين على خدمات المدينة وحمايتهم من تأثيرات الإفجار الذري والسلاح الكيميائي والجرثومي.

* ماهي متطلباتها؟

** يجب أن تجهز الملاجئ بـأجهزة التهوية، والعقد الصحية، ومعدات تصفية الهواء من التلوث الكيماوي والذري والجرثومي، في حال وجود الملجأ في مكان معرض لحرائق كبيرة يجب أن يجهز بمعدات تبريد الهواء ومعدات حماية الملتجئين من التأثيرات القاتلة لأكاسيد الفحم.

وتكون أراضي الملاجئ عادة من البيتون العادي ويجب أن تحتمل الرطوبة والمياه، وأبعاد مدخل الملجأ هي: /180×180سم/ لكل 200شخص، /320×290سم/ لكل 300شخص، على أن يتم وضع جوان مطاطي للأبواب لتصبح عازلة من نفوذ المواد المشعة والجرثومية، وتكون مخارج الأمان على شكل نفق تحت الأرض ذو أبعاد /100×90سم/ وفتحة علوية أبعادها من /60×80سم/ وهي مغطاة بغطاء حديدي يفتح من الأسفل فقط.

* ما دور الفرق التطوعية والإغاثية في هذه الأحيان؟

** لعل من أهم مميزات الأزمة نمو ثقافة جديدة في مجتمعنا لم تكن موجودة كما نراها اليوم بهذا التطور والوعي الشعبي، حيث تطوع الشباب السوري للقيام بدوره في اتخاذ زمام المبادرة للدفاع عن الوطن مشكلا قوة رديفة للجيش العربي السوري، في التصدي للحرب العسكرية والنفسية من خلال تشكيلات تفاعلية تشاركية كان لها الدور الفاعل في الأرض والإعلام الالكتروني. ويمكن لهذه الفرق نشر التوعية المطلوبة حول مخاطر أسلحة التدمير الشامل بأنواعه الإشعاعي، البيولوجي، الكيماوي، والطقس والمناخ، كما ويمكن المشاركة في الإسعافات الأولية والإخلاء والحراسة ومهام أخرى يمكن التدرب للقيام بها تحسبا للطوارئ المحتملة.

     

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=31680