الرئيسية  /  تحقيقات

بالوثائق.. فساد إداري في جامعة تشرين يقضي على مستقبل الطالبة أروى نصرة الأولى على قسم اللغة العربية أروى تطالب باستعادة حقها ..الجامعة :الخطأ علينا والتضحية عليكي


خاص دام برس - اللاذقية - بلال سليطين :

خلال /4/ سنوات من دراستها في جامعة تشرين كانت الطالبة "أروى نصرة" يومياً تمتع ناظريها بقراءة عبارة تزينت بها معظم جدران جامعة تشرين ومفادها أن (العمل الفكري من أقدس أنواع العمل وعلى الدولة أن تحمي المفكرين والعلماء وتشجعهم)، وهي فقرة من فقرات دستور حزب البعث الحاكم في سورية منذ العام /1963/، من البديهي أن هذه الفقرة كانت تبعث الاطمئنان في قلب هذه الطالبة وتدفعها للعمل والاجتهاد والتفوق في جامعتها باعتبار أن واجب الدولة حماية المفكرين والعلماء وتشجيعهم، وهذا ما حدث فعلا فقد تفوقت الطالبة "أروى" وتخرجت من جامعتها بتقدير ممتاز وحلت الأولى على فرعها، لكن ما لم يتم هو ما جاء في هذه الفقرة فالدولة لم تحمي هذه الطالبة ولم تعطيها حقها، وخطأ موظف إداري في الجامعة دمر مستقبلها دون أن يأبه أحد لها ولا لتفوقها.

قصة الطالبة "أروى" بدأت عندما حلت في المتربة الأولى بين خريجي جامعة تشرين قسم اللغة العربية في العام /2012/ بتقدير ممتاز، وتقدمت بكامل أوراقها الرسمية للتعيين بصفة معيدة في الجامعة بحسب الأنظمة والقوانين التي تتيح للخريج الأول التعيين بصفة معيد في حال وجود حاجة.

الطالبة المتفوقة كانت تسير بخطى ثابتة خلال مسيرتها في الجامعة وعقب الجامعة سارت بخطى قانونية ثابتة نحو الحصول على حقها في التعيين وانتظرت عاما ًكاملاً بعد تخرجها حتى جاء وقت المقابلة للأوائل من أجل تعيينهم، لتجد نفسها وقد وضعت خارجاً وأزيل اسمها من كل القوائم كما غيب شاغر اللغة العربية عن المقابلة ولم يدرج ضمنها، على الرغم من أن رئيس قسم اللغة العربية كان قد رفع طلباً بحاجة القسم لمعيدين وحدد الاختصاصات ضمن خطة خمسية.

ومن الاختصاصات بحسب قرار مجلس قسم اللغة العربية رقم /305/ المتخذ بالجلسة رقم /31/ تاريخ /25/8/2010/، نقد عربي قديم عام /2010/2011/، نثر عباسي /2011/2012/، فقه اللغة /2012/2013/ (اي نفس العام الذي تقدمت فيه أروى للمقابلة واسقط الاختصاص منها)، الشعر العباسي /2013/2014/، علم اللغة واللسانيات /2014/2015/.

القضية لم تنتهي هنا ولكي لا يقول أحد المسؤولين أن هذا لايكفي قانونياً، نعود إلى قرار مجلس قسم اللغة العربية رقم /10/ المتخذ بالجلسة رقم /11/ تاريخ /7/2/2012/ والذي جاء فيه حرفياً (المجلس يقترح الموافقة على تعيين معيد يكون الخريج الأول باختصاص (فقه اللغة) في قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة تشرين للعام الدراسي /2011/2012/).

هذا القرار أُتبع بقرار مجلس كلية يحمل الرقم /376/ ومتخذ بالجلسة رقم /17/ تاريخ /26/5/2013/، وتضمن حرفياً (اقتراح الموافقة على تعيين معيد يكون الخريج الأول باختصاص (فقه اللغة) في قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة تشرين للعام الدراسي /2011/2012/).

يضاف إلى ما سبق وجود كتاب موجه من الدكتور صديق عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية إلى رئيس جامعة تشرين يطلب فيه الموافقة على طلب الطالبة أروى نصرة الخريجة الأولى في كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة العربية بنتيجة امتحانات العام الدراسي /2011/2012/ بشأن تعيينها معيدة في القسم المذكور.

كل ما سبق جاء نتيجة الأحقية المطلقة للطالبة أروى في التعيين كمعيدة في قسمها وفق الأنظمة والقوانين، وبالتالي فإنه من المفترض أن تكون الآن قد عينت في الاختصاص المطلوب من قبل قسمها.

\"\"

المفاجأة الغريبة والتي كثيراً ما حدثت مع طلاب في جامعة تشرين في قسم الهندسة والمكتبات وووإلخ (بحسب الطالبة أروى)، كانت في أن أوراقها غيبت عن مقابلة المعيدين ولم يكن اختصاصها موجوداً ضمن اختصاصات المقابلة رغم حاجة قسمها لذلك ورغم كل الأوراق الثبوتية التي أشرنا لها في الأعلى ورغم قرارات مجلس القسم ومجلس الكلية وكتاب عميد الكلية لرئيس الجامعة.

الطالبة لم تسكت عن حقها وتابعت قضيتها التي تحولت لقضية رأي عام في اللاذقية، وتوجهت إلى رئاسة الجامعة وإلى الوزير السابق ولكن كانت الإجابة (الخطأ خطأ إداري، الخطأ مسؤوليتنا وأنت تدفعين الثمن)، هو جواب كفيل بالقضاء على مستقبل هذه الفتاة وتحطيم معنويات عشرات الطلبة الأوائل في الجامعات السورية والذين يعملون من اجل التفوق والحصول على الترتيب الأول في اختصاصاتهم.

فص ملح وداب

دام برس وخلال متابعتها للموضوع حصلت على كتاب من رئيس قسم اللغة العربية الدكتور عدنان أحمد موجه لنائب عميد كلية الآداب يشير فيه إلى أنه بعد مراجعة رئاسة دائرة كلية الآداب بحثاً عن قرار مجلس الكلية بخصوص الطالبة "أروى" تبين عدم وجود قرار المجلس وبالتالي عدم وجود قرار الكلية، على الرغم من أن القرارات صادرة ولها أرقام وتواريخ أشار لها الكتاب بوضوح وبين تفاصيلها.

\"\"

وقد ختم الكتاب باستغراب الدكتور "أحمد" لعدم وجود القرارات لدى رئاسة الدائرة، وأشار إلى أن القسم بحاجة إلى معيد باختصاص فقه اللغة للعام الدراسي /2011/2012/ وطالب بالاطلاع وإجراء اللازم لمنح الخريجة الأولى "أروى نصرة" فرصتها في أن تكون معيدة في قسم اللغة العربية.

مصادر دام برس في جامعة تشرين قالت أن الخطأ الإداري يعني (واسطة) وبالتالي فإن الأوراق لا يمكن أن تضيع بهذه البساطة، وأنه من الوارد جداً أن يكون هناك طالب أو طالبة أخرى لديها واسطة كبيرة تم إفشال تعيين "أروى" لكي يتم تعيين من يمتلك الواسطة، ومما يدفع لتأكيد ما تقوله المصادر أن أحداً لم يحرك ساكناً لإنصاف "أروى" وإعادة حقها المسلوب بطريقة يرفضها كل عقل ومنطق.

ما تعرضت له هذه الطالبة المتفوقة هو ظلم واستهتار بكل ما للعبارات من معنى، وإنصافها يعتبر من البديهيات، لان استمرار ظلمها سينعكس سلباً على بقية الطلبة، وقد يؤدي إلى استهتار الكثيرين بالتفوق وبذل الجهد من أجله، الأمر الذي سيكون له عواقبه على العملية التعليمية حاضراً ومستقبلاً.

إن قضية أروى قضية وطنية بامتياز، وهي تتأمل الكثير من وزير التعليم العالي الجديد، وتناشده النظر بحالتها وإنصافها ومعاقبة المسؤولين عما حدث، فلا يوجد خطأ لا يصحح ولا يمكن أن يدمر مستقبل طالبة مثلها لمجرد حدوث خطأ يدعي البعض أنه غير مقصود.
بلال سليطين
ايميل

blal-press@hotmail.com

فيس بوك وتويتر

belal slyten

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=31482