الرئيسية  /  تحقيقات

دام برس في جولة ميدانية لمشفى المواساة: إدارة المشفى : رغم بعض الصعوبات نعمل كخلية نحل 24 ساعة لخدمة المواطنيين


دام برس - لارا عامر :

لا زالت الأزمة في سوريا  تخيم على كل مناحي الحياة وخاصة فيما يتعلق في النواحي الصحية وكان من أهم أثار هذه الأزمة انتشارالأمراض والحشرات بشكل لافت وما تحمله من أمراض خطيرة تؤئر على حياة الإنسان وبالأخص الأطفال وبدا واضحا دور المشافي السورية ووزارة الصحة
في تحمل العبء الأكبر في هذه الأزمة من خلال تجهيز المشافي وتأمين الدواء اللازم لعلاج مثل هذه الحالات ولطالما عمل الكثيرون في قطاع الصحي من أطباء وممرضين وعمال نظافة واداريين على السعي الدؤوب من أجل تخطي  هذه العقبات التي فرضتها القوى الدولية على الشعب السوري وبالأخص على القطاع الصحي فكان لمشفى المواساة النصيب الأكبر في هذه الأزمة من خلال تحمله عبء استقبال المرضى وجرحى الحرب في مختلف حالاتهم بشكل جيد ومتكامل من حيث طاقمها الطبي الى ألياتها مما كان له الأثر الكبير في تفادي العديد من الحالات التي قد تؤدي بأصحابها إلى الموت  حيث كان لدام برس جولة في المشفى ووقفة مع طاقمها الطبي ومرضاها لتعرف على الضغوطات والصعوبات والشكاوى التي تتعرض لها المشفى وكانت البداية مع الدكتور سمير عزاوي المدير العام لمشفى المواساة :
*بداية دكتور سمير ما هو وضع المشفى بشكل عام وخاصة في ظل الأزمة التي تتعرض لها سوريا؟
إن مشفى المواساة الجامعي كمشفى تعليمي من مهامها تهيئة الأطر التخصصية من أطباء سواء في كلية الطب للسنوات السريرية وأطباء الدراسات العليا ويشرف عليهم كوادر من أعضاء الهيئة التدريسية من كلية الطب وهذا من أهم المهام ثم تأتي المهمة الخدمية للمرضى المراجعين ولكن كون المشفى يستقبل الحالات الإسعافية على مدار /24/ساعة وبأعداد غير محددة طغى الجانب الخدمي لاسيما في ظل الظروف الراهنة
وننوه أيضا إلى أن المشفى تقوم بتقديم الخدمة الإسعافية الكاملة للمرضى المراجعين للإسعاف بالتوازي مع الاستمرار بقبول المرضى في الشعب الطبية والتي يراجعها المرضى الذين يشكون من حالات مرضية باردة تحتاج الى دراسة او اجراء عمل جراحي وبالتالي فان نسبة اشغال الاسرة في المشفى تتجاوز /90 %/(علما ان عدا أسرة المشفى /820/سرير منها /50/سرير عناية مشددة و/200/سرير قبول إسعاف)إضافة إلى المراجعين اليوميين للعيادات الخارجية فالمشفى يقوم بعمل كبيروازداد حجم هذا العمل بشكل ملحوظ في ظل هذه الازمة من خلال ما يقدمه للمرضى وما يتطلبه المريض من ادوية ومستهلكات ومستلزمات طبية يتم تامينها بصعوبة بالغة إضافة إلى الاعداد الكبيرة من الكوادر العاملة .
*هناك بعض الشكاوى من المرضى عن وجود انتانات في المشفى  فما هي الاليات المتبعة في المشفى للحفاظ على النظافة والتعقيم وعدم حدوث مثل هذه الانتانات ؟
نقول إن مستشفى المواساة الجامعي يعمل بها شركتي تعقيم وتنظيف منذ عدة سنوات وشركة التعقيم التي تقوم بالإشراف على تعقيم العنايات والعمليات تستخدم أفضل المواد في هذا المجال ويوجد لجنة خاصة لمتابعة عمل شركة التعقيم وكذلك لجنة خاصة لمتابعة عمل شركة التنظيف .
الا إنه في الأونة الأخيرة وفي ظل طبيعة الإصابات التي تراجع الإسعاف في المشفى ظهرت الصعوبة في السيطرة على الإنتانات الناجمة عن هذه الإصابات لتعرضها للتلوث الشديد عند حدوثها إضافة إلى وجود العديد من الحالات المحولة من المشافي الأخرى والمحافظات الأخرى بسبب إصابة المريض بانتان شديد وحاجته للعلاج المكثف بالصادات إضافة إلى وجود إصابات جراحية مهملة تم التأخر بإسعافها مما أدى إلى انتان الجروح قبل قبولها للاستشفاء . وبالتالي فإن المشفى تستقبل حالات كثيرة لديها إصابات انتانية قبل القبول مقارنة مع الحالات النادرة التي قد تحدث في المشفى بعد قبول المريض والتي تدخل في زمرة الانتانات المكتسبة في المشفى وهي حالات معروفة عالميا ولها أسباب يدخل ضمنها طول مدة مكث المريض في المشفى .
ولتدارك هذه الإصابات ولتقديم العلاج الأمثل للمرضى المصابين بالانتان والمحولين إلى المشفى يقوم أعضاء الشعبة الانتانية بإجراء استشارات للمرضى وتقديم الدواء الأنسب للحالة المرضية لديهم إضافة إلى وجود مكتب ضبط العدوى ولجنة مكافحة العدوى والتي من مهامها متابعة وجود أي إصابة انتانية لمعرفة سببها وعلاج السبب لمنع تكرار حدوث اصابات لاحقة إضافة إلى قيام مكتب ضبط العدوى ومكتب التأهيل والتدريب بإجراء محاضرات دورية عن التعقيم للكادر الطبي والعاملين وعن الأساليب الوقائية التي يجب عليهم اتباعها للتخفيف من حدوث الانتانات, ولا بد من التنويه إلى صعوبة علاج الانتانات الشديدة لحاجتها إلى صادات وريدية لفترات الطويلة وقد عمدت إدارة المشفى إلى تأمين الأدوية اللازمة بصعوبة شديدة وخاصة بالنسبة للأدوية المستوردة والتي تم تأمينها من عدة جهات (من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية غضافة إلى العقود التي تمت مع المستودعات المحلية المستوردة للدواء وعن طريق مؤسسة فارمكس)
**مشفى المواساة هل بحاجة لدعم من وزارة الصحة أم بحاجة إلى التعاون مع المشافي الصحية الاخرى برايك دكتور سمير؟
مشفى المواساة بحاجة إلى تنظيم التعاون والتنسيق مع مشافي الصحة أكثر من  الدعم ويجب أن يتم على الشكل التالي:
_تنظيم تحويل المريض المراجع للإسعاف في حال عدم توفر شاغر للقبول في مشافي الصحة بحيث لا يحول إلى المشفى إلا بعد التأكد من وجود سرير شاغر لقبوله مع إرفاق إحالة كاملة عن الحالة الصحية للمريض.
_وايضا تنطبق نفس الالية على تحويل المريض الذي أجري له عمل جراحي في مشافي الصحة سواء ضمن محافظة دمشق او في المحافظات الأخرى بنفس الطريقة وهي الإحالة الرسمية بعد التأكد من إمكانية قبول المريض في المشفى المحول إليها وبيان الأسباب التي دعت إلى تحويله
_تنظيم توزيع المرضى المحتاجين لأجهزة التنفس الاصطناعي عن طريق وجود غرفة عمليات مركزية تحتوي المعلومات الأكيدة عن توفر الشواغر من المنافس في كافة المشافي سواء الصحة أو التعليم مع التزام المشافي بمصداقية الإعلان عن الشواغر المتوفرة لديها ويتم عن طريق غرفة العمليات هذه توجيه أي مريض موجود في الإسعاف ويحتاج إلى جهاز تنفس صناعي إلى المكان الشاغر بعد إجراء الإتصالات اللازمة للتأكد من استعداد المشفى لقبول المريض وقد تم رفع تقرير بهذا الشأن من اللجنة المشكلة لدراسة هذا الموضوع .

\"\"


_إحداث مركز وطني لمعالجة الأمراض المزمنة بإشراف أطباء من وزارة الصحة والتعليم العالي لتغطية علاج مرضى التهاب الكبد والتصلب اللويحي وقصور الغدة النخامية والأمراض المزمنة على مستوى القطر بحيث يكون هناك عدة مراكز لتغطية المناطق حسب التقسيم الجغرافي مع ربط جميع المراكز بشبكة حاسوبية لتوثيق المعلومات وأسماء المرضى المستفيدين من المعالجة
_تخصيص مشفى للأمراض السارية لاستيعاب قبول المرضى المصابين بأمراض انتانية معدية وتكون مسؤولة عن قبول جميع المرضى المحولين من المشافي الأخرى
_تخصيص مركز معتمد لمعالجة مرضى المصابين بالقدم السكري ويتم الإشراف عليه من قبل اختصاصيين ويحال المريض في حال عدم القدرة على قبوله في المركز إلى المشافي الأخرى بشكل رسمي تحت إشراف المركز
_التنسيق بين وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة فيما يخص السياسة الصحية الوطنية وسياسات ضبط العدوى وسياسات العمل والدلائل الإرشادية التي يجب أن تكون معتمدة من قبل الوزارتين وبالتعاون مع الروابط الطبية لجميع التخصصات
_اعتماد سجل الكتروني للمريض مع ربطه بالشبكة الوطنية بحيث يتسنى لأي مشفى الاطلاع عليه في حال تم قبول المريض فيه
_توحيد أرشفة الأمراض بالسجل الوطني المعتمد حسب المعايير العالمية
**ماهي  الضغوطات والصعوبات التي تعاني منها المشفى في ظل الأزمة التي تمر بها سوريا من وجهة نظرك؟
  هناك صعوبات كثيرة والضغوطات اكثرويجب اخد بها بعين الاعتبار وسوف ألخصها كالتالي:
   صعوبة تأمين المستلزمات والأدوية
   صعوبة تأمين دوام العاملين
   صعوبة التعامل مع الحالات الشديدة والمختلطة
   صعوبة التعامل مع مرافقي  المرضى الذين هم بوضع متوتر لهول مصابيهم
وهناك صعوبات بتأمين صيانة وإصلاح الأجهزة الطبية وتأمين القطع التبديلية في ظل الحظر المفروض ولكن في نهاية الأمر نقول أن مستشفى المواساة الجامعي هي في خدمة جميع المرضى والمواطنيين وجميع الكوادر العاملين في المشفى يقومون بتقديم الخدمة الطبية رغم الصعوبات الكبيرة التي يعانون منها للحفاظ على هدف المشفى وهو تقديم الخدمة الطبية المثلى على الوجه الأكمل

 

ومن اللقاءات التي قمنا بها للاستفسار عن وضع المشفى كانت مع الدكتورة شادية الخضري معاون المدير العام للشؤون الطبية

*دكتورة شادية نود أن تحدثينا عن قسم الإسعاف في المشفى وعن الية عمله وهل هو بحاجة لزيادة عدد الكوادر العاملة فيه؟
نقول أن الدوام في قسم الإسعاف يتفاوت بين الدوام الصباحي وبعد الظهر وأول وأخر الليل وعدد العاملين في الدوام الصباحي كافي إضافة لوجود كوادر في المشفى من الممكن أن تغطي أي طارئ يتطلب زيادة في عدد الكوادر العاملة
أما الدوامات الأخرى فهي تبقى بحاجة إلى كوادر تمريضية وخدمية أكثر أما الكادر الطبي فهو متنوع الاختصاصات وشامل لجميع السنوات مما يغطي كافة متطلبات الخدمة الطبية الإسعافية مع وجود مشرفين متخصصين على مدار /24/ساعة ورغم ذلك تبقى الحالات الطارئة التي تتطلب كوادر إضافية تستدعي استقدام الكوادر من المداومين في الأقسام الأخرى في المشفى وأحيانا يتم استدعاء الممرضات من سكن الممرضات وحتى الان هناك تعاون وتجاوب كامل من جميع العاملين عند وجود هذه الحالات الطارئة .
هناك تذمر من بعض المرضى ومرافقيهم من  معاملة بعض الأطباء والممرضين لهم فكيف يتم التعامل مع  المرضى و كيف  يتم ارضائهم؟
تسعى إدارة المشفى جاهدة إلى توجيه جميع العاملين في المشفى من أطباء وممرضات وفنيين ومستخدمين إلى ضرورة التعامل الأمثل مع المراجعين من المرضى ومرافقيهم  رغم الضغوطات الكثيرة التي يعاني منها الكادر الطبي والتمريضي والخدمي .
فمثلا بعض الممرضات تضطر لترك طفلها الرضيع وزوجها في محافظتها لتأتي للدوام في المشفى ومن ثم العودة إلى محافظتها وهذا لوحده كافي لتعب الممرضة النفسي والجسدي وهذا مثال بسيط

\"\"
ورغم ذلك فإن السمة العامة للتعامل هي التعامل الجيد رغم ما يتعرض له الكادر الطبي من إهانات من بعض مرافقي المرضى الذين يتفاجؤن بموت مريضهم ولا يستوعبون حجم الإصابة الكبير في اللحظات الأولى وخاصة عند وجود إصابات كبيرة لمريضهم لم يتمكن الأطباء من السيطرة عليها  رغم تقديم كامل الخدمة الطبية المطلوبة وقد تعرض اكثر من طبيب للضرب والتهديد بسبب ذلك ,إضافة إلى ضغط العمل الشديد الذي يتحمله الكادر الطبي سواء في الإسعاف المركزي الذي يتم فيه استقبال المرضى أو في الإسعاف الرابع الجراحي والخامس الداخلي حيث يتم قبول المرضى للاستشفاء  ولا يستطيع الأطباء مهما بذلوه من جهد ارضاء رغبة جميع أقارب المريض في معرفة الوضع الصحي لمريضهم والذين يسألون عن حالته الصحية بشكل افرادي ولا يقبلون إجابة الطبيب بأنني قد شرحت الأمر سابقا مما يؤدي إلى تذمر بعض المرافقين ,وهنا لابد من التنويه الى أن إدارة المشفى تتوجه بالشكر عبر موقعكم لجميع العاملين لديها من أطباء وممرضات وفنيين وإداريين ومستخدمين لما أبدوه من تعاون كامل مع الإدارة والتزام بتوجيهات الإدارة ومثابرة على الدوام رغم الصعوبات الكبيرة التي يعانونها للوصول إلى الدوام وخاصة للقادمين من المحافظات الأخرى
كما كانا لنا وقفة مع رئيسة التمريض أمل شاهين :
ماهي الخدمات التي  يقدمها الكادر التمريض لمرضاه وكيف يتم معاملة المريض؟


نقدم خدمات بشكل كامل وعام إلى القادمين إلى المشفى من عيادات واسعافات ودائما نكون في حالة الطوارئ وخاصة في ظل هذه الازمة وجميع الخدمات يتم تلبيتها بشكل سريع دون تلكؤمن قبل كادر التمريض والكادر الطبي معا وعلى الرغم من وجود حالات من المرضى تاتي في حالة توتر وحالات عصبية الا أننا  نستقبلها بكل رحابة صدر لكي يبقى المريض في حالة جيدة ودائما حريصين أن نبقى على تواصل مع المريض
هل هناك نقص في الكادر التمريضي؟
نعم هناك نقص في الكادر التمريضي وخاصة في هذه الظروف ويعود سببه عدم توافر المواصلات لنا مما ادى الى تقديم استقالة بعض الممرضين والممرضات من  عملهم
صعوبة السماح للممرضات  بنقل الى محافظاتهم التي تتواجد فيها حياتهم الزوجية عدم تقديم لهم الشواغر الامر الذي يؤدي الى الدوام المتواصل   
وغياب الممرضين من الذكور اي ان نسبة الممرضات تكون اكثر من نسبة الممرضين وكما نعلم بان الذكور يسطتيعون التاقلم اكثر من الاناث في اي من الاوضاع
  كما أكدت منال الرفاعي عضو اللجنة الصحية بالهلال الأحمر لدام برس :
هناك تعامل كامل بين الهلاك الأحمر ومشفى المواساة حيث دائما تسعى ادارة مشفى المواساة لمساعدتنا  في نقل المصابين إلى مشفى المواساة حيث تقدم لهم العناية الكافية والخدمات اللأزمة وكما تتميز مشفى المواساة الحرص على المعالجة الصحيحة والجيدة لمرضاها وتأمينها للمصابين و جرحى الحرب وتقوم بكافة الإجراءات اللازمة لهم وكما يتوفر فيها أحدث الأجهزة التي قد تكون غير موجودة في المشافي الخاصة وبالأضافة الى الميزة الأهم فيها وهي الخدمة المجانية
ومن أراء المواطنين والمرضى في مشفى المواساة :
-المريض محمد عيس: هناك عناية كافية بصحتي الإ أن تعامل بعض الأطباء غالبا
     ما يكون فظا
-مرافق المريض محمد: هناك ممريضين وأطباء لا تستطيع التكلم معهم لإطمئنان على صحة مريضنا
-المريض مهند حسن : ان خدمات المشفى جيدة وأفضل مما كانت عليه قبل وهناك اهتمام واضح وكبير من قبل الأطباء بالمرضى ويكفي انها تعالج المرضى مجانا
وأخيرا من خلال جولة دام برس لمشفى المواساة نتوجه بالشكرالكبير والتقدير لإدارة المشفى والعاملين بها من أطباء وممرضيين وإداريين وفنيين لما رأيناه من اهتمام واعتناء بالمرضى والمصابين .

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=31311