الرئيسية  /  ثقافة وفنون

الخزافون في اللاذقية يفصلون العمل الخزفي عن باقي الفنون في المعارض


دام برس-اللاذقية - تغريد سامي يازجي :

قدمت صالة نادي الاوركسترا بالتعاون مع مركز الفنون التطبيقية في اللاذقية معرضا خاصا منفردا للأعمال الفنية الخزفية , لتمييز العمل الخزفي عن باقي الفنون , وإعطائه دوره في ظهور هذا الفن بعيدا عن فن الرسم والنحت الذي يعد السباق في الفنون , وشارك في المعرض ثلاثة عشر فنانا منهم (أحمد عابدين . جابر أسعد , عبد الله عبيد , لينا حسن , ديانا فهد , شانتال الريشاني , علي مناع , فاطمة دبوس , كمال سلمان , مهدي صبحة , مها كراوي , ناديا ديب , هيفا انجرو ) فقامت دام برس بالاطلاع على مشاركة بعض الفنانين المشاركين في هذا المعرض  .

شارك الفنان أحمد عابدين بخمسة أعمال خزفية وهو خريج هندسة زراعية إلا أنه لم يعمل بشهادته واتجه للعمل للتجارة التي تمتهنها العائلة فغاصت مكنونته الفنية في أعماقه لتنفجر بالظهور بعيدا عن ضغط العمل والسبيل الوحيد للاسترخاء والمتعة للإبحار في عالمه الخاص , دخل أحمد عابدين مركز الفنون التطبيقية باللاذقية منذ سبع سنوات لممارسة الهواية والمتعة  واختص لفن الخزف بما تحمل من قيم روحية إبداعية  , وأبرز أهمية فن الخزف بما يحمله المفهوم الشائع عند بعض الناس إن الفن هو عبارة عن رسم مجرد لوحة بل هناك فنون أخرى كالنحت والخزف , اقتصرت أعمال الفنان أحمد عابدين على الأشكال البسيطة كالجرة والأواني والتحف ,أيضا إلى أعمال تحمل أفكار توصل الفكرة إلى معنى ومغزى معين بالأخص الأعمال النابعة من داخل الإنسان , ويهدف أحمد عابدين إلى ابتكار الفكرة في العمل لكي توصل لجميع مستويات الناس من التعليم أو رجال الفكر بعيدا عن الأعمال المبهمة التي تتطلب مستوى ثقافي معين ليفهم هذا العمل .وكانت من أحد أعماله قبضة يد منبثقة من جبل وهذه الفكرة رسالة للإنسان بقوته الداخلية التي يستطيع من خلالها  أن يخترق كل الصعوبات بقبضة يد  .

\"\"
وشاركت أيضا الفنانة لينا حسن بستة أعمال خزفية متنوعة المواضيع منها الأثرية والأسطورية  مستفيدة  من خبرتها في الآثار والمتاحف, بالإضافة إلى الأعمال الأخرى من الواقع الذي نعيشه كحالة التشتت ,ولها عمل وجه مبعثر الملامح في كأس يدل على حالة التشتت والضياع من وضع البلد الراهن  , شاركت بالكثير من المعارض منها نادي الأوركسترا وهيشون ومهرجان الميرديان حلوة يا بلدي , وأكدت الفنانة لينا أهمية فصل فن الخزف في المعارض عن باقي الفنون لكي يعطي للخزف حقه في العرض , ويبتكر الخزافون بمدينة اللاذقية طريقة جديدة لفن الخزف لاعطاءه خصوصية أو طابع خاص ليكون متواجد على الساحة الفنية , وهناك معارض سنوية بمركز الفنون التطبيقية وأنجز هذا العام المعرض الخامس , وأظهرت الفنانة لينا حسن صعوبة ودقة العمل بالخزف لأنه عبارة عن طين خزفي معالج , يتكون الشكل في أول مرحلة ويوضع بالفرن الخاص بالعمل الخزفي بدرجة حرارة 1000 , وفي المرحلة الثانية يلون العمل بألوان خاصة تسمى أكاسيد خاصة بالخزف ويوضع مرة أخرى بالفرن ولكي يكون اللون نظامي يتطلب لكل درجة لون درجة حرارة خاصة بها , وهناك احتمال تكرار العمل عدة مرات إن لم يظهر اللون المراد ظهوره لذلك يستغرق زمن في العمل ربما أيام أو شهور حسب طبيعة العمل .
وشارك الفنان جابر أسعد بعدة أعمال خزفية ,فهو ضابط متقاعد ولديه مشاركات رياضية ببطولات عربية وعالمية في الرماية والركد و حائز على ميداليات  في السويد وسويسرا , بدأ الفنان جابر أسعد الفن منذ سنة ونصف وأنجز من خلالها أربعين عملا مختلفة المواضيع منها الواقعي ومنها التجريدي , وكان لديه مشاركة في معرض الميرديان بمهرجان حلوة يا بلدي , وأكد أن العمل في الخزف يتطلب الصبر الطويل والتركيز لما يستغرق العمل الواحد من وقت أكثر من أربع ساعات
وربما يطول إلى أيام لكي تنضج الفكرة للتنفيذ لأنها عرضة للتطوير والخروج إلى اتجاه أخر , وعمل الفنان جابر أسعد على المزج مابين الخزف الذي يعتمد على أشكال الصحون والكؤوس والأباريق وبين النحت الذي يدخل بأشكال نحتية كالتماثيل , وكانت من أحد أعماله عاملة التنور وطريقة الخبز على التنور , وتجسيد الباطوس وهو عبارة عن أداة لتقشير الحنطة وتعتبر تراثية لأنها لم تعد موجودة في الوقت الحالي , وتتكون من دولاب من الحجر الكبير يجرها حصان على مبدأ الدوران وكان يستخدم للزيتون والحنطة .
وهناك مشاركة للفنان عبد الله عبيد بعدة أعمال خزفية , يتقن العزف على العود وتعلم بمركز الفنون التطبيقية ويحضر للتخرج في هذه السنة  , يركز عبد الله عبيد على الأعمال الواقعية التي ترمز للأشخاص من خلال برمجة العمل بالصفات الموجودة للانسان بطريقة النحت , ولديه من الأعمال تمثال للسيد المسيح يحمل الصليب وعمل يتكون من ثلاثة بيوت أسكيمو وصرح أن كل بيت استغرق معه شغل بقريب الشهر لأنه على شكل المكعبات لتحصل على كتلة , وعمل عبارة عن كأس من البيرة تحوطه شجرة , وشارك أيضا بمهرجان الميرديان حلوة يا بلدي لبصمة شباب سوريا .
وبما أن الفخار والخزف أو الطين هو جزء من تراثنا في بلاد الشام , الذي اشتهر هذا الفن من خلال الآثار الموجودة من آلاف السنيين  في المتحف ,وهذا يدل على أن الخزف وجد من أول وجود الإنسان على الأرض , باختراعه الأواني للطهي والطعام وحافظة لمياه الشرب,  فالخزف استخدم قديما لتلبية حاجة الإنسان والآن يستخدم للافتخار بما أنجزه القدامى بما حققه الإنسان حتى عصرنا الراهن من تطور .

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=31&id=29928