الرئيسية  /  تحقيقات

دام برس ترصد آراء الشارع السوري حول البطالة ... الظاهرة إلى ازدياد ..والحلول اختفت


دام برس : دام برس ترصد آراء الشارع السوري حول البطالة ... الظاهرة  إلى ازدياد ..والحلول اختفت

دام برس – دينا محمد محمود :
هي أزمة الأزمات، ومفتاح للعديد من المشكلات، وظاهرة لازمت جميع الأفراد والمجتمعات.
البطالة ظاهرة اقتصادية اجتماعية متنقلة ومتجددة وتعاني منها معظم الدول أسبابها كثيرة وعواقبها وخيمة وحلولها مُكلفة.
ازدادت ظاهرة البطالة حدة في دول العالم وتعددت أسبابها واختلفت نسبها من دولة إلى أخرى لاسيما بعد الأزمة المالية العالمية والانكماش الاقتصادي وإذا كان سبب ظاهرة البطالة التي تعاني منها كافة المجتمعات بنسب متفاوتة اقتصاديا بالدرجة الأولى ، ألا أن سببها في سوريا يتعدى الاقتصادي ويرتبط بطبيعة الحياة الاجتماعية  والثقافة المحلية .
البعد الاجتماعي
أن البطالة ليست مجرد مشكلة اقتصادية– كما تبدو للوهلة الأولى، ولكنها ظاهرةٌ اجتماعية ذاتُ أبعاد خطيرة علي مستوى الفرد، وعلي مستوى الأسرة، وعلي مستوى المجتمع ككل، وحتى علي المستوى الدولي! وتتداخل أبعاد البِطالة وتتشابك آثارها على كل المستويات، واستكشاف تلك الأبعاد والآثار يعطي فكرة عن الحجم الحقيقي لواحدة من أضخمِ مشكلات المجتمع الإنساني في العصر الحاضر كما أضحت مشكلة البطالة عائقا تنمويا كبيرا في الكثير من دول العالم الثالث وأصبحت سببا في تهديد استقرار العديد من الأنظمة والحكومات في ظل المعدلات المتزايدة للنمو السكاني في هذه البلدان وزيادة الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، ومن هنا فأن مشكلة البطالة أصبحت من القضايا الملحة والحاسمة التي لا تقبل بأي حال التأخير والتأجيل حيث أصبحت بالفعل خطرا مباشرا يهدد الاستقرار والسلام الاجتماعي ، ومهما تضاربت الأرقام والبيانات فإنها تنذر بأزمة إن لم تتخذ الحكومة وبالتعاون مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية والأهلية حلولا عملية لمواجهتها .

\"\"
و قد قامت مؤسسة دام برس بجولة لمعرفة آراء المواطنين حول ظاهرة البطالة :
ريم المزاوي (طالبة ) :زيادة نسبة المتخرجين من الجامعات من أهم أسباب البطالة  مما يوضح بأنها تزداد مع ارتفاع المستوى العلمي، عوضا من أن يساهم ذلك في انخفاضها. ولعلّ الأبرز هو غياب الخطط الرسمية لمكافحة الظاهرة و الحيلولة دون انتشارها .
طلال طالب ( موظف ) النمو السكاني الانفجاري الذي يفوق النمو الاقتصادي المتذبذب أو المتقهقر  و الإدارات المترهلة والفاشلة والفاسدة و قلة المتعلمين أو المهنيين المتميزين الذين تنفتح أمامهم فرص العمل هو من أسباب البطالة و الذي يدفع إلى هجرة العلماء والأطباء والمهندسين والفنيين المتميزين إلى حيث يجدون الفرص الأفضل لاختصاصاتهم .
و في رأي أخر عن البطالة أضاف : إذا كانت البطالة ظاهرة تقليدية في سوق العمل فكيف يمكن أن يكون المستقبل أمام الشباب السوري الذي يتخرج بأعداد كبيرة من الجامعات والمعاهد التقنية في ظل الأزمة المالية و الاقتصادية التي تعانيها سوريا حالياً .
هادي محمد (موظف ) :في سوريا نشهد ما يسمى البطالة المقنعة التي تنمو في الإدارات الرسمية حيث تفوق أعداد الموظفين في المؤسسات الرسمية أضعاف الحاجة الفعلية لهذه المؤسسات وذلك بسبب المحسوبيات  اللامتناهية .
كامل رافي يعتقد بأن  انخفاض مستوى دخل أسرة العاطل عن العمل يؤدي إلى ظروف معيشية صعبة وقاسية بوجه عام، ففضلًا عن الحرمان من كثير من مباهج الحياة، فإن أسرة في تلك الظروف يتعين عليها أن تتكيف مع البرد القارص دون دِثار، وأن تصبر علي الجوع، وأن تتعايش مع الإضاءة الخافتة، وأن تقبل مستوى النظافة المنخفض، وأن تحتمل ازدحام البيت الصغير بساكنيه!

سامر ع : يعاني المواطنون السوريون من أوضاع اقتصادية صعبة مع فقدان العديد منهم عملهم بسبب تأثر الاقتصاد بالأحداث التي تشهدها البلاد، إضافة إلى أن العديد من المناطق يصعب العمل فيها أو وصول العاملين إليها جراء ما يحدث .
عصام الدين ياسين : ماذا لو صبّت الحكومات المتعاقبة جزءا من تركيزها على ظاهرة البطالة، والسبل الآيلة إلى مواجهتها واقتلاعها من جذورها، أما كانت لتوفر خسائر جمة في اقتصادنا المتدهور، وتحمي شبابنا من مرارة الهجرة وهواجسها. أم أن المناصب السياسية والمصالح الشخصية أنستهم مطالب من نصبهم وأنتخبهم .
و عند سؤالي لأحد المارة عن رأيه بالبطالة أجاب : من أجل الحد من هذه الظاهرة يجب تنشيط مكاتب الاستخدام وإرشاد طالبي العمل إلى الوظائف الشاغرة وكذلك أحداث تغيير هيكلي بحيث تحظى القطاعات الإنتاجية بالتنمية المتوازنة وتزيد بالتالي من فرص العمل التي يستحقها كل مواطن سوري .

\"\"
يزن الرفاعي يرى بأن قلة الاستثمارات و ثقافة الكسل والتنبلة والاعتماد على التواكل وكراهية حب العمل يضاف إليهما البرامج التربوية التقليدية الكسولة التي لا تترك للطالب حرية التفكير الذاتي وإيجاد سيناريوهات الحلول المناسبة هي أسباب تزيد من نسبة البطالة .
معن اللحام ( بائع ) : أبناء الريف السوري أكثر من غيرهم يعانون من البطالة في قراهم حيث فرص العمل في الزراعة محدودة ولا يمكن أن تستوعب الزيادات السكانية  لذلك اضطر مئات الآلاف من سكان المحافظات الشرقية للهجرة إلى دمشق - ومدن كبرى غيرها - بحثاَ عن قوت يومهم .
و حسب رأي  وسام عبد الكريم : تعاني سورية من أزمة تسريح العمالة في القطاع الخاص، والتي اشتدت في الأشهر الأخيرة على خلفية تشديد العقوبات الاقتصادية على سورية بالإضافة الى خفض رواتب الكثير مما يشكل خطراً حقيقاً على واقع العمل و يزيد نسبة البطالة بشكل غير متوقع .
أما أسامة فيرى بأنه من أشكال تفاقم البطالة كثرة المتسولين و بائعي اليانصيب و البسطات لذلك يجب على الدولة إيجاد فرص عمل لمن لا يملك الشهادة الجامعية و براتب يسمح له بالعيش بكرامة و دون الحاجة إلى ممارسة أعمال أخرى .
إن محاولة  القضاء على البطالة هي خطوة في الاتجاه الصحيح ومكافحة الفقر والتخلف، لا تتطلب فقط مشاريع إيجاد فرص عمل فردية رغم أهمية البرنامج الوطني لمكافحة البطالة والذي توج بصدور القانون 71 لعام 2001 القاضي بإحداث هيئة مكافحة البطالة وهي الهيئة العامة التي تشرف على تنفيذه  لكن يجب أن تتلازم مع خطط على المستوى الوطني في الاستثمار والحد من الزيادة السكانية فالتخلف والفقر والزيادة السكانية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية قضايا مترابطة ومتشابكة، ومن الصعب حلها دون خطط شاملة تطال الجانب الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوطني.

Dinamahmoud75@gmail.com
تصوير : تغريد محمد
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=29802