الرئيسية  /  تحقيقات

الدولار والمواطن .. من الخاسر ؟؟؟


دام برس : الدولار والمواطن .. من الخاسر ؟؟؟

دام برس – دينا محمد محمود :

لقد شهد الاقتصاد السوري خسائر كبيرة خلال العامين الفائتين، في ظل  و جود المجموعات الإرهابية وفرض عدة دول عقوبات اقتصادية أحادية الجانب، ما تسبب في توقف ألاف المنشآت الاقتصادية، وارتفاع معدل التضخم والبطالة بشكل كبير وقد واكب ذلك ارتفاع سعر صرف الدولار و هذا  يعني ارتفاعٌ في مختلف أسعار المواد الاستهلاكية والوقود، خاصة في ظل حصار الكثير من المدن وانقطاع الكثير من السلع عنها.

ارتفعت أسعار الدولار بشكل غير مقبول في هذه الفترة متجاوزاً بذلك كل التوقعات بأن سعره سيعود كالسابق ب 100 ليرة سورية مما أثر ذلك سلباً على الحياة المعيشية في سوريا و أصبح الدولار حديث العامة بلا منازع يضاف إلى ذلك انخفاض قيمة الليرة السورية و الذي  يعود لعوامل خارجية تتمثلبالعقوبات الاقتصادية والهجوم على الليرة والحصار على البلد، إضافة لعوامل داخلية متمثلة ببعضها في المضاربة والسمسرة بسعر الليرة في السوق.

أما السؤال الذي يطرح نفسه ما هو رأي الشارع السوري بارتفاع الدولار و انعكاسه على الحياة المعيشية له ؟

الرأي الأول : هناك عوامل خارجية ساهمت في انهيار الليرة السورية ومنها العقوبات الاقتصادية ، وقيام بعض الدول بمحاربة الليرة في محاولة لإنهاك الاقتصاد السوري وجعل المواطن السوري يخرج إلى الشوارع احتجاجا على الغلاء وانهيار قيمة الليرة .

الرأي الثاني : هناك تجار أزمة مدللون حكومياً، قاموا برفع أسعار المواد الاستهلاكية المحلية بغير وجه حق، لأنها غير مرتبطة بسعر صرف الدولار".و شركات الصرافة هي التي تضارب على السوق بحسب اعتقادي وهذا الأمر الذي لا يصب بمصلحة الدولة والمواطن".

الرأي الثالث : سعر الصرف بات اليوم الشغل الشاغل للمواطنين؛ فبعد أن كانت هذه المسألة اقتصادية بحتة، أي لا يُعنى بها سوى ذوي الخبرة الاقتصادية ولكن لشدّة ما أثر سعر صرفه في حياة المواطن السوري بات سعره الحديث اليومي للشارع السوري، و يتداوله وينتظر أخباره كل المواطنين من كل الفئات والشرائح فأنا مثلاُ لا استطيع شراء كل مستلزمات منزلي لأن أغلب التجار قاموا برفع أسعار السلع لديهم و ليس بمقدوري ذلك فلا استطيع سوى الانتظار حتى تعود الأسعار إلى ما كانت عليه .

الرأي الرابع: انعدام الرحمة والشفقة في قلوب من ساعدهم القدر في التحكم بقوت المواطن، وأساسيات حياته اليومية، واقصد بذلك بعض التجار والسماسرة والموردين، الذين راقت لهم لعبة مصِّ دماء المواطنين عبر استغلالهم والمتاجرة بأساسيات حياتهم دون أن يجدوا من يردعهم ويوقف خطرهم على الوطن والمواطنين..

الرأي الخامس : المواطن الفقير ماذا سيفعل حيال هذا الغلاء  الخضار و الفاكهة ارتفعت أسعارها و الخبز و الفروج كذلك الأمر و لا ننسى أيضاً المواصلات و كأن المواطن لديه راتب شهري يتجاوز 30 ألف ليرة سورية إن هذا الغلاء زاد الهوة بين الطبقات الفقيرة و الغنية .

الرأي السادس : نتمنى من السيد الرئيس محاسبة الفاسدين الذين أوصلواالمواطن السوري الشريف العظيم لهذا  الوضع الصعب نحن نريد رجال مخلصين يفعلون المستحيل للحفاظ على كرامة المواطن .

الرأي السابع  : إن الكثير من المحلات التجارية في مختلف المدن السورية وحتى في الساحل "الذي يعتبر الأكثر استقراراً على الصعيد الاقتصادي" أغلقت أبوبها، وذلك بسبب ارتفاع أسعار صرف الدولار اليومي، وهو ما يسبب ارتفاعاً بأسعار البضائع، وعدم وجود جدوى اقتصادية لبيعها حالياً.

الرأي الثامن : يطل علينا السيد قدري جميل منذ  شهر على إحدى الإذاعات ويقول لا علاقة للمواطن العادي بالدولار وكان المواطن العادي يعيش بالقمر وليس بسوريا , إن الشعب السوري يستحق وجود مسؤولين أقوياء يخرجون إليه بقرارات قوية واستثنائية ومليئة بالجرأة التي تنصف المواطن حتى ولو ذهب التجار إلى الجحيم .

الرأي التاسع : حتى الآن لم نستطع أن نربط ما بين سعر صرف الدولار وسعر البابونج والزهورات التي تضاعفت أسعارها أكثر من ثلاث مرات، رغم أن بائع الزهورات شرح لنا بأن السعر قد ارتفع بفعل الدولار فما ذنب الدولار هنا في كل ما يحدث..، ولماذا يُصرّ البعض على إقحامه في كل كبيرة وصغيرة، حتى تطاولت الأسعار بشكل مرعب إلى هذا الحد..؟؟

الرأي العاشر : أن العمل على تخفيض سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية هو أفضل من عملية زيادة الرواتب للعاملين في الدولة بحسب اعتقادي فمنذ زيادة الرواتب أصبحت الأسعار بالخيال و أصبح المواطن يتحمل فوق قدرته المادية .

الرأي الحادي عشر  : المسألة باتت تعني البائع والمستهلك والسياسي والتاجر والموظف، فقضية سعر الدولار باتت قضية الرأي العام السوري، وهذا طبيعي، حينما ترتبط حياة المواطن بسعره ارتفاعاً وانخفاضاً فقد أصبح الكل يتحجج بالدولار و ينهب من المواطن المزيد من الأموال بهذه الحجة و كأنه ليس لدينا صناعة وطنية .

كانت نسبة الاستطلاع كالتالي البعض غير واثق بقدرة تلك الإجراءات والخطوات التي أعلنت عنها الحكومة والمصرف المركزي بالتأثير على سعر الصرف وإعادته إلى حدوده الطبيعية أو على الأقل إحداث تراجع في سعر الدولار مقابل الليرة، منطلقين في ذلك من فكرة تقول بأن مخزون القطع الأجنبي ربما نفد أو يكاد..؟؟ و نسبتهم 40% و البعض الأخر 20% يعتقد بأن الآلية التي جرى الحديث عنها وتطبيقها كانت قاصرة ولم تنطلق من بعد استراتيجي .... يضاف إلى ذلك السوريين يتخوفون من ارتفاع إضافي على الأسعار في شهر رمضان و هو ما سيزيد الأمور سوءاً 25% و أما القسم الأخير يعتقد بأن الدولة ستستطيع خفض سعر صرف الدولار 15 %.

حديث الدولار وارتفاع الأسعار أصبح الشغل الشاغل للمواطنين السوريين، ويأملون أن تتخذ الحكومة السورية خطوات عملية تحد من انهيار قيمة العملة المحلية و تضع حداً لكل من يتلاعب بالأسعار.

Dinamahmoud75@gmail.com

تصوير : تغريد محمد

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=29730