الرئيسية  /  تحقيقات

جشع تجار الأزمات و ارتفاع الدولار و غياب الرقابة عن الأسواق أرقت حياة المواطن السوري


دام برس – دينا محمد محمود

أصبح المواطن السوري في ظل هذه الأزمة يعيش في ضغط نفسي نتيجة غلاء العيشة و تفكيره الدائم في تأمين لقمة العيش له و لعائلته  فقد شهدت  الأسواق المحلية ارتفاعا حادا في الأسعار خلال الفترة الماضية وذلك بعد انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار الذي ارتفع منذ بداية الشهر الجاري ما أسهم في رفع كبير لأسعار السلع وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين ناهيك عن وجود تجار يقومون باستغلال المواطن فيقومون بالاحتكار و الابتزاز دون أي رحمة لما يحل بالمواطن .

و قد قامت دام برس بجولة ميدانية لمعرفة رأي الشارع السوري بهذا الغلاء و كانت كالتالي :

الرأي الأول : موظفة  في احد المؤسسات الحكومية أكدت أنها كانت تشتري بقيمة 1000 ليرة سورية خضروات وفاكهة لمدة أسبوع، أما اليوم فهي لا تشتري لها هذه القيمة النقدية إلا ليومين فقط، معربة عن استغرابها لهذا الغلاء الذي وصفته بأنه فاحش ويمثل جشع التجار وطمعهم في استغلال الظروف التي تتعرض لها البلاد .

الرأي الثاني ( بائع زجاج ) : إن نسبة الربح لدي قد خفت و بشكل ملحوظ لأن أغلب المواطنين أصبحوا يقومون بشراء ما هو ضروري ( كأس شاي أو ماء) و ابتعدوا عن شراء الكماليات يضاف إلى ذلك أجور النقل التي أصبحت كبيرة جداً وهذا ما يجعل الوضع يسوء فلا يوجد سعر نظامي للنقل .

الرأي الثالث : المشكلة لا تقف عند هذا الحد، بل إن هناك سلعا باتت تفقد من الأسواق، بحجة أن الطرقات غير آمنة لوصولها إلى الأسواق، إن كان  في دمشق أو بعض المحافظات الأخرى، أو أن قسما منع من الدخول إلى سوريا بسبب العقوبات المفروضة على سوريا ، ولكني أحمل الرقابة التموينية مسؤولية تدهور الأسعار، لغيابها عن الأسواق، وعدم قدرتها على تنظيم ضبوط بحق المخالفين للأسعار التي حددتها الحكومة .

الرأي الرابع  ( بائع خضار ) يجب على المواطن أن يتفاءل قليلاً فقد تراودت أحاديث في السوق بأن الدولة السورية ستقوم بمنع التصدير و بذلك ستكون الأسعار في متناول الجميع و سيسقر السوق بشكل جزئي و لكن قد يأخذ الأمر قليلاً من الوقت  .

الرأي الخامس :نشكر سيادة الرئيس على هذه الزيادة التي قدمها للمواطنين و لكن أرجو كل من يقرأ هذا التحقيق من التجار ألا يستغلوا ذلك لمصالحهم الشخصية و لجني المزيد من الأرباح فالمواطن لم يعد قادراً على تحمل احتكارهم و ابتزازهم .

الرأي السادس (بائع خضار) إن غالبية الأسر تقوم مجددا بالعودة إلى الزراعة إذ يتم زراعة الخضروات على أسطح البيوت وفي أحواض النباتات بكميات، للتكيف مع الوضع الحاصل في البلاد نظرا لعدم توفر الخضروات بين الحين والأخر، وغلائها في أحيان أخرى، مع التأكيد بأن الحاجة أم الاختراع .

الرأي السابع ( طالبة جامعية ) الغلاء لم يقتصر فقط على المنتجات بل يطال حتى الأطفال فمثلاً البسكويت و الشكولا و الشيبس قد تضاعف سعرها و أصبح أيضاً الطفل يعاني من جراء هذا الغلاء ناهيكم عن غلاء المواصلات الأدوات الكهربائية  و غيرها .

\"\"

الرأي الثامن :الملابس أيضاً قد طالها الارتفاع و لذلك أصبحت أقوم بالشراء من البسطات أو محلات البالة لتأمين مستلزمات أطفالي و إن وجدت التخفيضات في بعض المحال و بنسبة جيدة  لكن لا استطيع شراءها وهذه أيضاً مشكلة يجب أن تدرس .

الرأي التاسع  : جميعنا في هذا السوق فلاحون و بالكاد نستطيع تأمين معيشتنا اليومية فأجور النقل تدفعنا في بعض الأحيان لنرفع الأسعار قليلاً حتى لا نخسر الكثير و لنواكب تغيرات الأسعار .

الرأي العاشر : حتى العقارات لم تعد في متناول الجميع أنا طالب و ليس لدي عمل مستقر فكيف سأستطيع العيش في منزل وليس لدي ما أملكه فأقل أجار في الوقت الحالي هو 15 ألف ليرة سورية ناهيكم عن أسعار المأكولات و لكن بغض النظر عن ذلك أعتقد بأن صمود سوريا إلى هذه الدرجة يستدعي منا الصبر و التحمل مهما كانت الظروف .

الرأي الحادي عشر( ربة منزل ) استغرب لهذا الغلاء فأغلب منتجاتنا وطنية و البعض يقول بأن أجور النقل قد زادت و لكن برأيي السبب هو تجار الأزمة الذين يقومون باحتكار بعض المنتجات لمأربهم الخاصة فهل يعقل بأن كيلو البندورة أصبح ب 110 ليرة سورية و البطاطا ب 60 و الباذنجان الحمصي ب 35 و الموز ب 120 و الفاصولياء ب 125 ليرة فماذا سيفعل من لا يملك عملا يدر عليه دخلا جيداً .

الرأي الثاني عشر : ناهيك عن الغلاء هناك سلع كثيرة قد انقطعت من الأسواق بسبب العقوبات المفروضة مثلاً الخبز نشهد عليه ازدحاماً كبيرا بسبب قلة الطحين و الوقود لتشكل عبئاً جديداً على المواطن السوري .

الرأي الثالث عشر : لا يمكن لنا أن نحمل مسؤولية الغلاء على الدولة فهناك الكثير من المحال التجارية قد أغلقت بسبب الأوضاع الراهنة و أيضاً أعتقد بأن سبب الغلاء في الأجور هو الضغط على بعض الأماكن و زيادة نسبة السكان في داخلها و لهذه الحرب الكونية آثار لابد لنا من تحملها مهما كانت الظروف .

غلاء أسعار المنتجات من المشاكل التي تؤرق حياة المواطن اليومية من تأمين الخبز إلى تأمين الخضروات و الفاكهة إلى تأمين أجور المواصلات أي تأمين الحياة الكريمة لكافة أفراد الأسرة هو أمر يجب أن يوضع له حل سريع بعودة الرقابة على الأسواق بشكل دوري و محاولة  و ضع لوائح بالأسعار و محاسبة كل من يخالف القانون حتى تعود العدالة الاجتماعية ( بين الفقير  و الغني )  التي اختفت في ظل هذه الأزمة .

تصوير : تغريد محمد

Dinamahmoud75@gmail.com

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=29028