دام برس - آية العلي – إياد الجاجة :

الحقيقة تحتاج إلى شخصين احدهم يبحث عنها والثاني يمتلك الجرأة والشجاعة لأن ينطق بها وضيفنا اليوم حمل على عاتقه كشف وتحليل حقيقة ما يجري على الساحة السورية والإقليمية، مقاوم ومناضل عربي حمل السلاح في وجه العدو الصهيوني وعاد من أرض المعركة في أحد الأيام وهو يحمل قبضة من تراب فلسطين المحتلة، حمل قلمه ونقل فكره العروبي المقاوم في الوقت الذي تخاذل فيه الكثيرون من مدعي المقاومة والعروبة.
بين كلماته تجد منهاج عمل وفي نظراته الأمل بالنصر تحاوره لتقف أمام رجل حمل في قلبه عشق سورية وأصالة لبنان ضيفنا اليوم الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية الأستاذ كمال فياض.

- الأزمة السورية اتخذت طريقا جديدا بعد الغارة الصهيونية الأخيرة هل لك بأن تقدم لنا وجهة نظرك في التطورات القادمة؟

لقد جاء التصعيد الصهيوني الأخير بعد التقدم الملموس للجيش العربي السوري في حقيقة الأمر إن الدول التي تآمرت على سورية من الصعب بأن تقبل بالانتصار السوري الذي سوف يعيد رسم الخارطة العالمية وليس الإقليمية فقط فخروج سورية منتصرة من هذه الحرب يعني القضاء على دول كثيرة وتدمير مستقبلها السياسي.
اليوم يشهد العالم مؤتمر يالطا جديد ولكن بشكل مختلف وتحت مسمى جديد ومن يتابع الصحافة العالمية وتحديدا الصحافة الأمريكية يجد بأن جولات المسئولين الأمريكيين تهدف إلى إيجاد تسوية شاملة حيث تشير بعض المعلومات إلا أن لقاء بين مسئولين إيرانيين وأمريكيين بعيدا عن الأضواء قد عقد من أجل إطلاق تسوية تشمل المنطقة و إيران ستساهم في إطلاق مؤتمر جينيف الثاني والايراني قادر على النجاح في التفاوض لأنه يتقن فن التفاوض وهذه المفاوضات ستكون ضمن ورقة شروط سورية ومن الجدير ذكره بأن الروس والصينيين يحافظون على ورقة الثوابت السورية علما بأن الصين تلعب الدور الأكبر على الرغم من تجاهل دورها إعلاميا فالصينيون يعملون بصمت.
من الممكن تشكيل حكومة تضم شخصيات وطنية وسيكون فيها معارضين لم تتلوث أيديهم بالدماء السورية وباعتقادي فإن هيثم مناع وهيئة التنسيق ستشارك في المؤتمر القادم وسنشهد انشقاقات كثير بين صفوف من يدعون المعارضة مع انفضاح الدور الصهيوني في أروقة تلك التجمعات.
من يدعون المعارضة في الخارج اليوم هم مجموعة من اللصوص والمتآمرين والعملاء ولا أستطيع أن أفهم كيف يستطيع هؤلاء بأن يبيعوا وطنهم ويسهلون احتلاله عبر مطالبتهم بالتدخل الخارجي ودعمهم للحركات الإرهابية المتطرفة التي استباحت الدم السوري.

- كيف ترى القرار السوري بفتح جبهة الجولان أمام العمل المقاوم ؟

إن موضوع فتح جبهة الجولان هو مسألة جدية ولا علاقة لها بالغارة الصهيونية الأخيرة وهنا سأقول بأن في الليلة التي نفذ بها الهجوم على دمشق تم إعلان حالة الاستنفار بين صفوف الجيش العربي السوري وبين حركات المقاومة ولا أقول سرا بأن الصواريخ السورية وصواريخ المقاومة تم توجيهها إلى أهدافها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبأن الجميع كان بانتظار صدور الأمر من القيادة السورية حيث تم الاتصال بين الرئيس الأمريكي والرئيس الروسي من أجل احتواء الموقف وتم الاتصال مع السيد الرئيس بشار الأسد من قبل الرئيس بوتين من أجل تأجيل الرد بشكل مؤقت وهنا لابد من التذكير بأن العدو الإسرائيلي حاول التخفيف من أهمية الهجوم في خطوة يراها المحللين العسكريين والسياسيين أنها تشكل تراجع عن المواقف وخوفا من ردة الفعل السورية.

- الحسم العسكري السوري بات واضحا ونتائجه ملموسة برأيك ما هي أهم نتائج عملية الحسم ؟

إن الغارة الصهيونية كانت عبارة عن رفع لمعنويات العصابات الإرهابية المسلحة بعد سلسلة الهزائم التي وقعت بين صفوفها على يد الجيش العربي السوري لأن القوات السورية قامت بحملة واسعة وعلى محاور مختلفة كانت نتيجتها كارثية بين صفوف المسلحين وقد استمعت إلى عدة اتصالات بين قادة المجموعات الإرهابية المسلحة تثبت بأن معنوياتهم قد انهارت وبأنهم باتوا في حكم المهزومين.
لقد حاولت العصابات الإرهابية المسلحة إقامة إمارة سلفية تحت مسمى دولة الخلافة في منطقة حمص حيث ستضم إضافة لمنطقة حمص مناطق من شمال لبنان بحيث يتم قطع الطريق بين مناطق الساحل السوري وبين دمشق وهذا المخطط تم إفشاله على يد رجال الجيش العربي السوري وما شهدته منطقة القصير هو خير دليل على فشل ذلك المخطط.
و دمشق لن تسقط حتى لو تدخل الناتو بكل ثقله منذ بدء الأزمة السورية كانت دمشق هي الهدف لما تمثله دمشق من رمز للسيادة ولذلك فقد اتخذت القيادة السورية القرارات اللازمة في الحفاظ على سيادة واستقلا سورية والعمليات العسكرية الأخيرة تمثل ضربة قاضية للمخطط التقسيمي وسورية منتصرة.

- صدر إلى الآن ثلاثة بيانات عسكرية عن أعمال حربية على جبهة الجولان المحتل والإعلام مازال يلتزم الصمت ما هو رأيكم ؟

أنا لدي الثقة الكاملة بالأخ المقاوم ياسر قشلق وهذه المجموعات التي تقوم بالعمل المقاوم على حدود الجولان المحتل هي مجموعات مقاومة وطنية ولابد أن نلاحظ بأن الجانب الإسرائيلي قد قام بالتعتيم على تلك العمليات حيث أعلن فقط عن سقوط قذيفتين ضمن الأراضي المحتلة وفي الوقت نفسه قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق أكبر منتجع سياحي في منطقة الجولان.
وأنا أعلم بأن الأفلام التي توثق العمليات التي نفذت في الأيام الماضية على جبهة الجولان موجودة وسيتم الكشف عنها قريبا وانتظروا المرحلة القادمة لأنها ستحمل تطورات هامة.

- ما هو أفق حل الأزمة السورية من وجهة نظركم ؟

بعد مؤتمر جينيف القادم سيتم تحديد مستقبل المنطقة فإما سنذهب إلى حرب إقليمية شاملة لن تستطيع دولة الكيان الصهيوني تحملها لأن جيش الاحتلال يعتمد على العنصر الاحتياطي مما سيؤدي إلا شل الحياة في دولة الاحتلال وهذا الثمن لا تستطيع إسرائيل دفعه.
مخطئ من يظن بأن سورية أوقفت العمل المقاوم على جبهة الجولان فالتاريخ قد سجل معارك كثير بين الجيش العربي السوري وقوات الاحتلال الصهيوني وخير دليل على ذلك معارك الشرف التي خاضها الجيش العربي السوري في لبنان حيث أوقف الزحف الصهيوني الذي سهله متآمرون ومعركة السلطان يعقوب تمثل معركة شرف لن ينساها التاريخ وهي اليوم تدرس في أهم الكليات العسكرية في العالم.
سورية تتعرض لمؤامرة تستهدف قراراتها الثابتة ودعمها لمحور المقاومة والمؤامرة بدأت منذ عام 2003 وحرب تموز كانت نصرا لسورية وللمقاومة حيث سيكشف التاريخ قريبا بأن ضباط سوريون شاركوا في المعركة وهذه الحرب هي التي أعطت الإنذار الحقيقي للكيان الصهيوني بضرورة إسقاط سورية لأنها دولة الممانعة الوحيدة التي رفضت الانصياع للشروط الصهيونية.
إن الشعار المكتوب في الكنيست الإسرائيلي والذي يرسم حدود الكيان الصهيوني بين الفرات والنيل بات اليوم ساقطا وأقول لك بأن حدود الصهاينة اليوم تمتد من سواحل المحيط الأطلسي حتى الخليج العربي وسورية وحدها التي بقيت تمثل المشروع القومي المقاوم.
- حماس شكلت خنجر غدر في الجسد السوري ما هو تقييمك لذلك ؟

إن طعنة الغدر التي وجهتها حركة حماس للجمهورية العربية السورية كانت الطعنة الأقوى حيث كان خنجر حماس أشد ألم من كل خناجر الغدر التي وجهت لسورية وعلينا أن لا ننسى بأن المرشد الروحي لحماس هو مفتي الناتو القرضاوي فهي إحدى أذرع حركة الإخوان المسلمين.
إن ما نشهده اليوم هو نتاج لحركات تآمر عالمية امتدت عبر العصور ومن اغتال ثلاثة من الخلفاء الراشدين غدرا هو نفسه من يستهدف سورية اليوم.

- كثر الحديث مؤخرا عن الشاب المصري أحمد سبايدر فما رأيك بهذه الظاهرة ؟

أوجه تحية للشاب المصري المقاوم أحمد سبايدر الذي وقف في ميادين مصر ليهتف بحياة الجيش العربي السوري وليهتف للسيد الرئيس بشار الأسد في حين صمت الكثيرين.
في الوقت الذي رفع به علم الانتداب الفرنسي في ميادين القاهرة ظهر هذا الشاب ليوضح حقيقة المؤامرة ويصرخ بأعلى صوته باسم الرئيس الأسد والشعب السوري والجيش السوري.
اليوم لا يحق لنا بأن نعود للوراء لنحاسب هذا الشاب على حياته الماضية وتسريحة شعره أو علاقاته ما يهمنا اليوم هو موقف هذا الشاب من المؤامرة التي تستهدف كل ما هو عربي وكل ما هو مناضل ومقاوم.
هل عليه أن يكون من عائلة سياسية أو أن يحمل شهادات بالتحليل السياسي ليكون محط احترام البعض إن الحملة التي استهدفت الشاب أحمد سبايدر كان هدفها استهداف مواقفه المشرفة.

- ما هي رسالتك للشعب السوري عبر مؤسسة دام برس الإعلامية؟

أيها السوري ومن أي منطقة أو محافظة كنت أمشي وأنت مرفوع الرأس فأنت صاحب حضارة استهدفتك أقود دول العالم في حرب متعددة الوجوه ولم يستطع أحد أن ينال من كرامتك لذلك قلك الحق بأن تفتخر بوطنك وسورية لن تنهار والنصر قادم وكلنا ثقة بالقيادة السورية والشعب السوري والجيش العربي السوري وعلينا الصبر ونحن سنكون قادة المنطقة الجدد.

تصوير : نضال العبد الله