الرئيسية  /  تحقيقات

في جامعة تشرين تركوا العنوان العريض (الشهداء) واهتموا بصغائر الأمور (الخلافات الشخصية) فألغيت الفعالية


خاص دام برس – بلال سليطين :

(وضعوا لنا العصي في العجلات) جملة تكاد تسمعها يومياً من المجموعات الشبابية والمبادرات التطوعية في محافظة اللاذقية والتي يشكو القائمون عليها من وجود أشخاصٍ في مركز القرار يريدون التحكم بهم وسرقة جهودهم التطوعية لكي ينسبوها لأنفسهم، وفي حال عدم قدرتهم على ذلك فإنهم يعرقلون أية مبادرة أو عمل تطوعي حتى إفشاله مهما بلغت أهميته وقيمته، فهم لا يهتمون بكبائر الأمور وإنما يهتمون بصغائرها حسب قول المتطوعين.

آخر الفعاليات أو المبادرات التي ألغيت في محافظة اللاذقية لهذا السبب كانت في جامعة تشرين وقد كانت موجهة لشهداء الجامعات السورية حسب قول المتطوعين الذين أشرفوا على تحضيرها وتنظيمها قبل أن يذوقوا الأمرين ليصلوا إلى مرحلة النهاية فيأتي شخص ينسف كلما قاموا به ويعيدهم إلى نقطة الصفر.

القائمون على الفعالية اتجهوا إلى دام برس حتى ينقل لهم معاناتهم ويتوجهوا من خلاله إلى أصحاب القرار علهم يجدون حلاً لمشكلتهم مع هكذا أشخاص من جهة وليخاطبوا زملاءهم في الجامعة ويوضحوا لهم حقيقة ما حدث من جهة أخرى.

حيث يروي القائمون على الفعالية تفاصيل ما حدث لدام برس قائلين: «بعد استشهاد طلاب كلية العمار في جامعة دمشق قررنا القيام بوقفة نعلق خلالها لوحة رمزية رسمناها بأيدينا تعبر عن حدث استهداف الطلبة واستشهادهم، وقد قدمنا طلباً رسمياً من أجل ذلك لكن طلبنا تاه في أدراج أصحاب القرار لأكثر من شهر ونصف ما جعلنا نقرر إلغاء الفعالية نظراً لفوات أوانها، وبدأنا العمل بشكل شخصي على إهداء اللوحة إلى جامعة دمشق بصفة طلابية شخصية بعيداً عن أي جهة رسمية».

وتابعوا: «خلال تحضيراتنا للتوجه إلى دمشق ومعنا اللوحة سمع بالأمر أحد المسؤولين في الجامعة (مسؤولة) فاتصلت بنا وتكفلت بتسهيل أمور النشاط وإقامته ضمن جامعة تشرين بعد أن علمت بتفاصيل اللوحة واطلعت عليها وأشادت برمزيتها وقالت لنا سأتواصل مع عمادة كلية الهندسة المدنية لتحديد يوم عرض اللوحة.

وبالفعل حدث الأمر واتصلت بنا في اليوم التالي وقالت راجعوا عميد الكلية وعندما راجعناه في شهر نيسان أعطانا موافقة شفهية وكلف أحد الأشخاص لديه بالتنسيق معنا حيث اتفقنا معه على يوم /8/ أيار لإقامة الفعالية وأعلمنا المعنيين بالأمر وحددنا ساعة النشاط /11،5/ صباحاً على أن تستمر لمدة نصف ساعة فقط في بهو كلية الهندسة المدنية».

استكمل القائمون على الفعالية تحضيراتهم قبل الفعالية بأيام وبدؤوا بحملة دعاية لها على صفحات الفيس بوك وقد لاقى الأمر قبولاً عند الطلبة حيث وصل عدد الذين ينوون الحضور على الدعوة الموجهة لهم فيسبوكيا إلى /500/ طالب وطالبة خلال فترة قصيرة، وهم من انتماءات سياسية وحزبية مختلفة.

لكن المفاجأة كانت عندما جاءهم اتصال هاتفي بعد منتصف الليل غير كل شيء، وقد تحدثوا عن هذا الاتصال بالقول: «اتصل بنا أحد أعضاء اتحاد الطلبة وهو من حزب سياسي حدث فيه انشقاق مؤخراً وهو من المنتمين إلى الجناح المنشق، وقد اعترض على الفعالية وعلى وجود أشخاص منظمين لها ينتمون إلى الجناح المركزي في الحزب الذي انشق هو عنه، واقترح علينا استبدال أسمائهم بأسماء أخرى هو يقترحها لكي تقام الفعالية، لكننا رفضنا وقلنا له لا يوجد ما يمنع من مشاركتهم فهم طلاب في جامعة تشرين ومعروفون بمواقفهم الوطنية خلال الأزمة السورية ناهيك عن أنهم أصحاب المبادرة والجهد».

خروج الفعالية عن سيطرة هذا الشخص ومن معه جعلتهم يضعون العصي في عجلات الفعالية، حيث يقول المنظمون: «عندما وجدوا انه لن يكون لهم حصة في الفعالية ولن يتبروظوا بها بدؤوا بوضع العراقيل لها وطالبوا بلجنة لفحص اللوحة قبل يوم من الفعالية التي كان قد وافق عليها الجميع وحصلت بالتنسيق مع كل الجهات المعنية وعندما قلنا لهم تفضلوا وشكلوا لجنة على الفور ودعوها تطلع على اللوحة فوراً وتضع ملاحظاتها عليها بدؤوا بعملية مماطلة لإضاعة الوقت، علماً أن طلاب الهندسة المدنية يحق لهم عرض لوحاتهم في بهو الكلية دون ان تطلع عليها أي لجنة أو أن توافق عليها رئاسة الجامعة».

القائمون على الفعالية أعربوا عن خيبة أمل شديدة مما حدث، وقالوا: «هذه الفعالية ليست لأحد انها من أجل الشهداء، شهداء العلم والكلمة الذين ضحوا بأرواحهم لكي تستمر الحياة ورفضوا أن يبقوا جالسين في بيوتهم في هكذا ظرف، وكان من المفروض أن تحل أكبر مشكلة تقف عقبة أمام هكذا فعالية احتراماً لأرواح الشهداء، لا أن تضع العصي في العجلات وتلغى الفعالية في وقت لم يقم فيه أي نشاط مشابه لشهداء العلم في جامعة تشرين».

ملاحظة: الصورة الرئيسية .. هي صورة اللوحة التي كان من المفترض عرضها.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=27637