الرئيسية  /  ثقافة وفنون

الكاتب يوسف الأسعد .. عاش ومات وهو يناضل بقلمه ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية


دام برس:

في اليوم العاشر من آذار  من هذا العام 2013 ، توقف تماماً النبض في قلب الكاتب يوسف الأسعد ... رحل يوسف الأسعد في ذلك اليوم البارد ، بعيدا عن مسقط رأسه في عكا ، ومكان نشأته في فيق بالجولان العربي السوري ، ومنزله في السيدة زينب بريف دمشق ، ليرحل في إقامته المؤقتة بدمشق عن عمر يناهز الستين .
ولد يوسف الأسعد عام 1948م لأسرة فلسطينية، في مدينة عكا  ، وعاش طفولته الأولي يعاني ويكابد ككل أبناء الشعب الفلسطيني  من التشرد والحرمان  ، وحين شبّ عن الطوق تلقي تعليمه في مدارس فيق في الجولان العربي السوري، وانتقل بعد عدوان 1967 إلي مدارس النازحين  في دمشق .. وحصّل دراسته الثانوية والجامعية  ( إجازة في الأدب العربي ودبلوم التأهيل التربوي ) في دمشق .. مارس التدريس في الرقة والقنيطرة ... عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.. منسق وكاتب سابق لبرنامج " ارض وجذور " في إذاعة دمشق .. قدم دراسات أدبية وثقافية منشورة في الدوريات العربية والمحلية / العربي الكويتية – المجد الأردنية – الأسبوع الأدبي ـ تشرين – الثورة ... / .. ونشر العديد من القصص والخواطر في الدوريات المحلية والعربية أيضا .
يوسف الأسعد  هذا المبدع الذي أتقن حرفية الكتابة ، كتب أيضاً مقالات  رصد فيها المقاومة  ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة  ..
كان يوسف الأسعد نبراساً لأجيال من الطلبة الذين علمّهم فأتوا من بعده وحملوا الراية علي نفس الدرب ، وظلّ طاقة متقدة ومنيرة تنير لهم الدرب في مختلف مناحي الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية  .
لم يكفَّ يوسف الأسعد عن أن يظل مقاوماً في كتاباته حتي الرمق الأخير ، وكان واحدا من  المناضلين الذين يطاولون السحاب بقاماتهم ، ويعانقون المجد بكفاحهم ، وكان يخطو في تؤدة كخطو المعتد الواثق ، وكان يرتسم على وجهه ملامح قوية تليق برجل مقاوم لم تلن له قناة مهما تحدته الظروف ، شفتاه اصطبغتا بلون التبغ الذي لم يكف عن تدخينه أو امتصاص رحيقه ..
و لم ينس يوماً عروبته ، وكتب فافرد العديد من مقالاته لذلك ، وكان يمتلك من الشجاعة قدراً لا يكفٌّ عن التوهج في شرايينه ..
ولأن المقاوم والبطل يرتفع دوماً فوق جراحه مهما أثخنته ، ولأنه لا يسقط سريعاً في حومة الميدان مهما نالت منه ، إلا أن الموت خطفه كلمح البصر من بين ذويه وأبناء شعبه ، ولكن متى يا ترى ؟ ؟ في بداية فصل الربيع من عامنا الحالي الفصل الذي شهد البطولات والشهادة والحب والعطاء والأعياد .. حين كان قبلها حائراً ماذا يكتب ، هل يكتب عن ذكرى استشهاد المناضل العربي عبد المنعم رياض في التاسع من آذار عام 1969 ، أم يكتب عن عيد الأم العظيمة ؟ أم يكتب عن ذكرى يوم الأرض  في 30 آذار ، أم عن ذكرى غزو العراق في 20 آذار عام 2003 .. أم عن عيد جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية الحبيبة ؟.   
ضفّر الكاتب يوسف الأسعد  من كلماته جدائل يلفها الحنين والتوق إلي العودة الى ربوع فلسطين والجولان العربي السوري وكل الاراضي العربية المحتلة   ، فراح يزرع سهوب فلسطين والأراضي العربية المحتلة ووديانها بأحلام كبار ، ورصد في إبداعاته أحلام البسطاء والمهمشين سواء في قصصه او مقالاته  ..
كان يوسف الاسعد مدافعاً بالكلمة فكانت كالنصل الذي جابه به كل من وقف عائقاً في سبيل تقدم الوطن ورقيه ..
فكانت كتاباته كالبوتقة التي صهر فيها روحه فأدت إلي تأجج روح الثورة في النفوس وألهبت المشاعر وسعت لتطهير فلسطين والجولان والأراضي العربية المحتلة من دنس العدو الصهيوني المحتل الذي ما زال  جاثما ًفوق تلك الأراضي المحتلة .
قدم يوسف الأسعد خلال رحلة حياته الكثير من الأعمال الإبداعية ، رصد فيها كفاح الشعب العربي لتحرير أراضيه المحتلة .. وكان قد شد الرحال إلي لبنان الشقيق ضمن صفوف جيش التحرير الفلسطيني  أثناء إحداث لبنان في سبعينات القرن الماضي  للدفاع عن عروبة لبنان الى جانب الجيش العربي السوري .
وبعد رحيله ، لابد لنا من أن نقدم للأجيال الصاعدة ذاك الكاتب ، ولنذكر دوره الإنساني وسط هذا الركام الهائل الذي يغلف ذاكرتنا .
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=31&id=27495