الرئيسية  /  لقاء دام برس

مراسل نيويورك تايمز لدام برس: حكومة أميركا لديها مشكلة قديمة مع نظيرتها السورية والصحافة الأميركية اعترفت بأن الإسلاميين هم من يقاتلون في سورية والجيش العربي السوري منع التدخل الخارجي


دام برس : مراسل نيويورك تايمز لدام برس: حكومة أميركا لديها مشكلة قديمة مع نظيرتها السورية والصحافة الأميركية اعترفت بأن الإسلاميين هم من يقاتلون في سورية والجيش العربي السوري منع التدخل الخارجي

خاص دام برس - بلال سليطين :

"روبرت وورث" صحفي ومراسل لـ نيويورك تايمز أمضى سنوات طويلة في الشرق الأوسط متنقلاً بين لبنان وسورية والعراق ودول الخليج العربي، وهو اليوم في زيارة إلى سورية للاطلاع على الوقائع على الأرض ومعرفة ما يحدث فيها وإلى أين وصلت أزمتها ونظرة السوريين لها.

روبرت الذي واكب الأحداث التي اجتاحت بعض الدول العربية مؤخراً، يرى أن الحالة السورية مختلفة تماماً ويعترف أن هناك مشكلة قديمة بين حكومة بلاده وحكومة الجمهورية العربية السورية، ويقول في حديثه مع "دام برس": «المشكلة بين الحكومة السورية والأميركية ليست وليدة اليوم وإنما عمرها يمتد لسنوات طويلة مضت، فأميركا تدعم إسرائيل وسورية تدعم المقاومة والقضية الفلسطينية وهذه هي المشكلة الأساسية بين الحكومتين».

الصحفي الأميركي الذي حل ضيفاً على دام برس واطلع من خلال مراسلها على تقرير وثائقي عن مجريات الأزمة السورية، يقول أن زيارته لسورية تأتي بسبب الأزمة السورية التي تتغير المعطيات فيها بشكل يومي حسب وصفه، ويضيف: «أريد أن اعرف ما هو شعور الناس هنا وما هو إحساسهم وموقفهم من هذه الأزمة وكيف اندلعت .. إلخ، خصوصاً وأن المراسلين لا ينقلون إلا وجهة نظر واحدة هي وجهة نظر المعارضة، بينما وجهة نظر الحكومة والشعب المؤيد لها غائبة بشكل شبه تام، وهذا الأمر تتحمل الحكومة السورية جزء من مسؤوليته وعليها أن تشجع زيارة الصحفيين الأجانب إلى سورية، لأنهم في حال زاروا سورية مضطرون لنقل وجهتي النظر وحسب معرفتي فان عدد الصحفيين الأجانب الذين زاروا سورية قلَّة، ومن زاروها فقد زاروها بفوارق زمنية مما جعل تقاريرهم غير متكاملة».

\"\"

وأضاف "روبرت" متحدثاً عن بدء تبلور صورة ما يحدث في سورية لدى الصحافة الأميركية، حيث قال: «في الفترة الأخيرة بدأت الصحافة الأميركية تنشر مقالات توضح فيها ماهية الجماعات المسلحة في سورية، ونحن في "نيويورك تايمز" نشرنا بحثاً كاملاً تصدر الصفحة الأولى للصحيفة أشرنا فيه إلى أن المسلحين في سورية هم عبارة عن معارضة دينية متشددة».

"وورث" وفي معرض رده على سؤال لدام برس حول السبب الذي يدفع أميركا لتأمين الغطاء لجماعات متشددة في سورية في وقت هي تحارب هذه الجماعات في غير أماكن؟، نعم أميركا تؤمن الغطاء للمسلحين في سورية، لكن في الحقيقة الرئيس الأميركي يواجه معضلة في الأزمة السورية فهو من جهة لا يريد أن يرى الرئيس بشار الأسد رئيساً لحكومة سورية التي تعادي اسرائيل وفي نفس الوقت لا يجرؤ على دعم المعارضة المسلحة عسكرياً، وبالتالي فان وضع سورية معقد بالنسبة للرئيس الأميركي الذي يتعرض لمطالبات يومية من "قطر والسعودية" لتقديم دعم عسكري ثقيل للمسلحين في سورية وهذا الأمر قاله لي مسؤولون قطريون وسعوديون كبار (أميركا لم تقبل طرحنا بتقديم عتاد عسكري ثقيل للمسلحين في سورية).

مراسل "نيويورك تايمز" يؤكد أن الصحافة الأميركية تتعامل بحذر مع شائعة استخدام الكيماوي في سورية ويرى أن إمكانية التدخل العسكري الأميركي في سورية تحت هذه الذريعة مستحيلة لأن الأميركيين وأوباما يعتبرون حرب العراق خطأ تاريخي ولا يريدون تكرار هذه التجربة.

   المختص بالشرق الأوسط يعتبر أن الجيش العربي السوري شكل قوةً رادعة ضد التدخل الخارجي رافضاً  المقارنة بين ليبيا وسورية، وقائلاً: «سورية هي مركز الوطن العربي ودولته الإستراتيجية التي تحيط بها مجموعة من الدول الهامة، وعندما يكون النزاع في سورية فهو يؤثر على هذه الدول وبالتالي فهو يؤثر على إسرائيل، وفي سورية يوجد الجيش العربي السوري وهو جيش قوي والحكومة لديها أوراق قوة كثيرة وهذا يمنع حدوث تدخل شبيه بالتدخل في ليبيا نظرا لانعكاسات هذا التدخل على المحيط».

"روبرت" الذي زار سورية سابقاً عدة مرات قبل الأزمة يعترف بأنه شاهد صورة غير تلك التي كانت في مخيلته قبل أن يأتي إلى سورية حالياً، ويقول: «المتلقي الذي لا يعيش في سورية يعاني من هجوم إعلامي يقدم له صورة سورية على أنه لا يوجد فيها أشخاص يوالون الحكومة السورية ويدافعون عن الدولة، في وقت عندما أتيت إلى هنا وجدت أن هناك أكثر من ذلك بكثير، في سورية أغلب من التقيتهم يعتبرون ما يحدث محاولة لتدمير سورية وأنهم يدافعون عن وجودهم كسوريين ووجود الدولة السورية على الخارطة ولا يدافعون عن شخص».

الصحفي الأميركي رفض توجيه أي انتقاد إلى المعارضة السورية لكنه أكد أنه كأميركي يعتبر أي معارضة تطالب بتدخل خارجي في بلدها "بدون شرف" وقال لا يشرفني أن أضع يدي بيد معارضة تطالب بتدخل خارجي في بلدها (هذا جنون).

وأضاف: لا أحد يمكن أن يطالب الخارج بالتدخل في بلده، هذا النموذج غير موجود في أميركا وهو مرفوض تماماً.

السيد "روبرت وورث" ختم حديثه بالإشادة بسورية والسوريين وقال : في سورية تشعر أن كل شيء فيه نفس سوري وروح سورية أما في بقية المناطق العربية التي زرتها فقد كنت أشعر أن الطابع الغربي متفوق على الطابع المحلي، وهذه ميزة أعجبتني كثيراً وحظيت باحترام كبير من قبلي.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=27329