دام برس: يعكس واقع الأحزاب السورية الجديدة أكثر من غيره الأزمة البنيوية الشاملة التي تعيشها سورية و المجتمع السياسي السوري حيث الساحة مستلبة بالكامل لصالح السلطة الإدارية و الأمنية الحاكمة بأشكالها المختلفة . تفاءلنا خيرا بعد صدور قانون الأحزاب حيث شهدت الساحة السورية ولادة عشرات الأحزاب و قلنا قد ينبثق عن هذه الأحزاب قواعد فكرية حزبية جديدة و محددة تنبثق عنها برامج اقتصادية و سياسية تطرح على الجمهور و تساهم في تطوير العمل السياسي السوري و العمل الحزبي و تساهم في خلق وعي سياسي لدى السوريين المسيسين بالفطرة. كنت دائما أدعو إلى تأسيس أحزاب قوية تنافس حزب البعث العربي الاشتراكي لأنني أعتقد أنه لا يمكن إجراء إصلاح ديموقراطي في أي بلد إلا عبر إصلاح الأحزاب السياسية أو تطويرها أو تسهيل تأسيسها لأنني أنتمي فكريا و سياسيا إلى حزب البعث و أعرف بالتفصيل ماذا يجري في الحياة الداخلية لهذا الحزب. لذا أقترح على قادة كل هذه الأحزاب عرض برامج أحزابها عبر الاعلام و الفضائيات أو تأسيس صحافة حزبية و اعلام حزبي خاص بها لتقديم برامجها إلى المواطنين السوريين لكي نخلق وعي حزبي سوري جديد يساهم في تطوير سورية . اذا كان البعض يعتبر البعث جزءا من الأزمة الراهنة فليقدم للناس فكرا و برامج جديدة مقنعة و تنافس البعث و ليسعى إلى السلطة بوسائل سلمية و دستورية و ديموقراطية و حضارية // لأنني أعتقد أن الحزب الذي لا يسعى للسلطة فخير له أن يتحول إلى جمعية خيرية أو أن يكتفي بعمود في احدى الصحف // خلاصة الكلام الأحزاب هي التنظيمات السياسية المؤهلة للوصول إلى السلطة و تداولها و نحن بحاجة ماسة في سورية لتطوير الأحزاب القائمة و الدعوة إلى اصلاحها و تأهيلها للقيام بدورها الرئيسي في نظم الحكم الديموقراطية فالأحزاب وحدها القادرة على تنظيم المواطنين و تفعيل دورهم السياسي و ادماجهم في الحياة السياسية الوطنية إضافة إلى تحريك المصالح المشتركة و التوفيق بينها و جمع المواطنين حولها و التعريف بالسياسسات العامة للدولة و بلورتها في برنامج سياسي و اقتصادي قابل للتنفيذ رأي شخصي من خلال متابعتي للأحزاب السورية الوليدة و خبرتي في هذا الأمر حيث عملت مع أحد أبناء المحافظة لتأسيس حزب سياسي جديد تولدت لدي بعض الأفكار و القناعات أضعها هنا في هذه الورقة و أشارك بها أخوتي السوريين و هي : أغلب الأحزاب التي تأسست لا تزال أقرب إلى التجمع الشخصي أو العائلي أو المناطقي على الرغم من تنفيذها اشتراطات قانون الأحزاب ( 1000 عنصر من 6 محافظات لا يقل أعداد كل محافظة عن 50 شخص ) حزب البعث ( حزبنا ) الذي كان قائدا و حاكما للدولة بالدستور السابق أضعفته السلطة و غرق بالفساد و البيروقراطية و تحول إلى أداة بيد أجهزة الدولة و تحول إلى امتيازات و منافع و سيارات ووو.... و تخلى عن دوره الرقابي و التقويمي و الإشرافي و التوجيهي و تحول مع التدريج إلى عامل معيق للتطور السياسي بدل أن يكون حافزا قويا لتطوير سوريا سياسيا و إداريا و اقتصاديا المشهد السياسي السوري العام حزب البعث ذو الإرث النضالي الكبير ترهل الآن و يجب عليه تجديد و تطوير ذاته و نفسه فكريا و تنظيميا سياسيا وبشريا أحزاب جديدة وليدة ربطت نفسها بمؤسسيها و قادتها فقط ولا تسوق نفسها بشكل جيد و هي موضع نفور تلقائي من جانب أغلب طبقات الشعب و ما هو مفقود الآن هو حزب المستقبل الذي يستجيب لاحتياجات الداخل السوري و يعبر عن مصالح كل الناس كل المواطنين كل المثقفين و يقدم الحلول الأفضل و البدائل الأحسن في مجال الإدارة و الاقتصاد و الإعلام و الشباب و ربما الأزمة التي تعاني منها سوريا منذ عامين انعكست سلبا على عمل كل هذه الأحزاب و ما نرجوه أن نشهد حياة حزبية سياسية حقيقية في سوريا بعد انتهاء الأزمة .
عبد الرحمن تيشوري – شهادة عليا بالادارة |
||||||||
|