دام برس – اياد الجاجة :
لأن جبهة الإعلام كانت من أهم الجبهات في الأزمة السورية المفتعلة وانطلاقا من دورنا كإعلاميين ناشطين في حب الوطن كان لابد لنا من أن نسلط الضوء على زملاء لنا يقاتلون على جبهة الإعلام . سورية اليوم تواجه أزمة عمرها قرابة العامين، كيف تنظر إلى الأزمة السورية وما هو تقييمك لها؟
من اليوم الأول كان لي رأي اعتبره البعض أنه " متطرف " فلقد اعتبرتها حرباً بأدوات داخلية وهي استمرار لما يجري من استهداف لمحور المقاومة .. ولكن كان لدي ومازال قناعة بأن من يغلق نوافذ منزله بشكل محكم فلن يتعرض للسرقة ولن يدخله الغرباء وبيتنا السوري كانت أبوابه مفتوحة على مصراعيها ومن الطبيعي جداً أن يحصل هذا أي أن يستغل العدو هذا الوضع الذي كنا نعيشه من ناحية الفساد وانخفاض مستوى دخل الفرد والاعلام المتكلس والأصولية التي كانت تنشأ وتكبر أمام ناظرينا .. كإعلامي برأيك ما هو الدور الذي لعبه الإعلام في تفاقم الأزمة السورية؟ الإعلام ركن أساسي في تفاقم وتسيير الأزمة السورية فالعدو يعلم جيداُ قيمته وتأثيره في المجتمعات وخاصة مجتمعاتنا الشرقية ويعلم أكثر كم هو إعلامنا غائب ويعيش في زمن منفرد ومكان آخر لا يمس الشارع بصلة فعرف كيف يتغلغل في كل حي وكل زقاق من أزقتنا .. فعندما تنقل " مظاهرة " على الهواء مباشرة حكما ستجمع ضعف عددها في المظاهرة التالية وعندما تروج للمسلحين بأنهم باتوا أعتى جيش في العالم فحكما سيقاتلون بعنف وضراوة خاصة إذا شرعت لهم كل خطاياهم و إرهابهم ..ونحن لم نعرف كيف نستغل الإعلام في حربنا بينما هناك فضائية دمر مبناها تحت القصف واستطاعت النصر على كل فضائيات العالم وأثرت في سير المعركة وهي تبث من بعض الشقق والغرف .. هذا ما حدث في لبنان في 2006 . ما هو الدور الذي تلعبه من موقعك الاعلامي؟ أمارس استراتيجية منفردة وأعلم أنني لن أغير الكثير ولدي قناعة تقول إن استطاع كل اعلامي منا قيادة الرأي العام لألف مواطن فهذا انجاز .. أبتعد كثيرا عن العواطف في عملي وأحاول أن أنبه دوما لخطر العواطف التي تقودنا عبر شاشاتنا .. لا محرمات لدي .. عملي الأخير مع " المنار " أحاول منه تقديم الصورة بوضوح من المناطق الساخنة المختلفة التي أزورها في سورية.. ودوما في تقاريري أعطي معلومات مبسطة توضح للمشاهد ما يجري ولا أعتمد فقط على الاكشن الذي بات ممجوجا على الفضائيات الأخرى ,, شرحت ماهي حرب الشوارع .. ماهي حرب الجبال .. وأتابع في توصيف وتحليل كل المعارك في مختلف المناطق وطبعا هذا يحتاج لأرضية ومتابعة ... ودوما عندما يتعلق الأمر بما يخص الوطن والمقاومة أنزع عني صفة الإعلامي و انا لست محايد بل طرف واضح الى جانب المحور المقاوم. من موقعك كإعلامي كيف تنظر إلى الإعلام في سورية وماذا ينقصه ليتطور مهنياً؟
كان الاعلام السوري له ردة فعل غير متوقعة وفق المعطيات التي يتمتع بها واستطاع صد هجمة خارجية نوعا ما وهذا ما جعله عرضة للعقوبات الظالمة ولكن حكما خسر التوافق السوري عليه ولم يستطع أبدا جذب الطرف الآخر أو حتى الرمادي بل خسر جزءا كبيرا من الطرف الموالي .. ما هي رسالتك للمواطن السوري عبر مؤسسة دام برس الاعلامية؟
هناك رسائل كثيرة ولكن أهم ما أراه في الوقت الحالي ويجب أن يقال هو أتمنى الاتبعاد عن نقل الشائعات أو تضخيم الأحداث فيكفينا حجم الحرب النفسية التي تمارس علينا فلا داعي لأن نمارسها بأيدينا ... ولا تجعلوا الشك يدخل نفوسكم للحظة حول قدرة الجيش العربي السوري على إنهاء هذا التمرد الإرهابي المسلح ولكن المعركة طويلة وتحتاج لكثير من الصبر والصمود. |
||||||||
|