الرئيسية  /  كتاب وآراء

احــذروهــا فـهـي لـعبـة مخـابـراتـيــه قـــذرة ... بقلم: د احـمـد الاســدي


دام برس:

نحـن نـعـلـم إنَ الأخ الـرئيس بشــار الأســد بـخـيـر بـل والف خـيـر , ومـِنْ مـعـنـويـاتـه وثقـتـه وتفـاؤلــه بالغــد وايمـانـه بحتميـة الانتصـار نـسـتمـد معنـويـاتنـا وثـقـتنـا وايمـاننـا , ولســت جـديـدا عـليـنـا مـا طـبـلـت لــه وتـطـبـل اليـوم وســتطبـل بــه غــدا قــنـوات فـضـائيــة داعـرة ومــواقــع الكـتـرونيــة شــاذة ويــردده بـبغـاويــه سـاذجــه عـنهـم الـبـعض الغـارق فـي وحــل الاعـلام الكـاذب ســواء مـا كـان منـه بخـصـوص شــخـص الرئيس الأسـد او الـسـيـد حـسـن نصـر الله , ولـكـن مـا يـجـب الحـذر مـنـه وعــدم الانـسـيـاق وراءه و بـعـاطفـــة مـحـبــتنـا واعـتـزازنـا بـالأخ الـرئـيـس الأســد وقـلـقـنـا المـشـروع عـليــه , هــو أنْ لا نجـعـل مـِنْ قـلقـنـا هـذا ومحـبـتنـا  لـه وســيـلـــة مـجـانيـة لــدوائــر الاســتخـبـارات الامـريكيـة والغـربيـة المتصهينــة وغـرف عـمـليـاتهـا المنتشـرة فـي اســرائيـل وتـركـيـا والاردن وبـعض مـِنْ منـاطـق لبــنـان , واقـمـارهـا الـتـجـسيســية الـتي يــزدحــم بحـركـتهـا فـضـاء مـنطـقـتنـا لــتحـقـيق اهــدافهـا ومـآربـهـا القــذرة بـإســتهـداف شــخص الـرئـيس لا ســامـح الله , وذلـك مـِنْ خــلال الالـحـاح الـغـيـر مـقـصـود مـِنْ البعـض فـي الشــارع المـؤيــد والـدعـوات الـتـي نـســمـعهـا هـنـا وهــنـاك عـن ضـرورة خـروج الـرئيـس بـخـطـاب او زيــارة لـيـدحـض بهـا الاكـاذيـب والتـلفـيقـات ويخـرس بهـا الألســن ويـلقــم الافــواه النابحـة بكـعـب حــذاءه , لأن هــذا مـا تـصـبـوا اليــه تـلـك الـدوائــر المخـابـراتيــة  وتنتظـرة بـفـارغ مـِنْ صـبـرهـا الـذي بــدأ يـنفـذ , خـصـوصـا اذا اخـذنـا فـي نظـر الاعـتبـار الـظهـور الأخـيـر لـلأخ الـرئـيس ســواء فـي خـطـاب دار الاوبـرا او مـشــاركــته بـالاحـتفـال بمنـاســبـة
المـولـد النـبــوي الشــريـف وزيـارتـه التفـقـديـة المفـاجـئــة لعـوائـل الشــهـداء مـِنْ الطلبـــة الـذيـن ســقـطـوا بـالاعمـال الارهـابيـة
الغـادرة , وبـالطـريقـة الشــجـاعـة الـتي نـعـرفهـا عــنــه حـيث لا بـارجـات ولا ســفـن حـرب روسيــة ولا عـشـرات الآلاف المـُدججــه مِـنْ
جـنـود الحـرس الثـوري الايـرانـي ورجـالات حـزب الله التـي طـالمـا سـمعنـا عنهـا فـي الاعـلام الكـاذب و روج لهـا المعتـوهـيـن والشــاذيـن ومخـرفـي
العقـول اصحـاب المـاضـي الاســود والحـاضـر الشـــذوذي مـِنْ عـلـى شــاشـات فـضـائيـاتهـم ومـواقــع ارتــزاقهــم ,  تـلك الـزيـارات الـتي اقـضت
مـضـاجـع اصحـاب مشــروع ســوريـة وردت كـيـدهـم فـي نحـورهـم , ولا اقــول احـرجـتهـم لأنَ مـِـثـل هـؤلاء عـواهـر رخيصـه لا وجـود للحـرج والحيـاء فـي قــوامـيس حـيـاتهـم , ولـكنـهـا فـي نـفـس الـوقــت ومـِنْ هنـا يــأتــي تـحـذيـرنـا قـد اعــطـت دوائــر مخـابـراتهـم وعـمـلاءهـا فـي الـداخـل
بـارقــة أمــل لإحـتمـاليــة تــكـررهـــا بصـورة غـيـر مـدروســة او فـي لحـظــات اســتفـزازيــة و عـاطـفيــة , وبمـا تــمنحهـم الفـرصــة
الـذهـبيــة لـتحـقـيق خـططهـم الشـــيـاطـانيـة بـإغــتيال الـرئيس , خـصـوصـا وإنَ هـنـاك تــســريبـات اعـلاميــة وكـلام متـداول فـي
الـدهـاليــز المظلمــة عـن وجـود فـرق مـتخـصصـة امـريكيـة فـرنسيــة بـريطـانيـة مشــتـركـة تمـارس نشـــاطـا غـيـر اعـتيـادي فـي هـضبـة
الجـولان المحتلــه وشــمـال لبنـان واخـرى فـي الاردن وتــركيـا و تعـمـل ليـل نهـار عـلـى مـخـطط اغـتيـال الـرئيـس الـذي رســمـوه وأخـذوا يعمـلـون
عليــه بـجـديــة  بعـد أن تــيــقنـوا إنَ آمـالهـم بتحـقق تغييـر حقيقـي لصالحهـم عـلـى الأرض قــد اصـبحـت شــبـه معـدومــة , وإن اعتمـادهـم عـلـى
مجـاميعهـم المـسـلحـة بمخـتـلف مشـاربهـا ومـنـابعهـا الاجـراميـة لـم يـحـقـق لهـم شــيء جـديـد ,  فـبعـد ســنـتيـن مـِنْ الـدعـم التســليحـي
والاســتخبـاراتــي والبشــري الاجـرامـي والمـادي والســـيـاسـي لازال الجـيش الســوري والجهـات الســانـدة لــه يـسـيطـرون عـلـى الارض ويمتلـكـون قـرار المـبـادرة بيـنمـا عـصـاباتهـم الاجـراميــة قـد عـجـزت عـن تحــقـيق
شـيء يـذكـر يمكـن أنْ يـحـفـظ لهـم بعض مـِنْ مـاء وجههـم الاســود , فـالتطـورات عـلـى ارض الـواقـع  تـسـيـر بعـكـس مـا كـانـوا يــتوقعـونـه بـإســتثنـاءات اخــتـراقيـه هنـا واخـرى هنـاك , وســيطـرة عـابـرة عـلـى مـنـاطـق مـبعـثـرة فـي الـريـف الســوري الشــمـالـي وبعـض المنـاطق المعـزولـة عـلـى حـدود هــذة الـدولـة اوتـلـك , حـيث لا قيمــه سـيـاسيـة ولا عسـكريـة اســتراتيجيـة لهـا عـلـى جـداول حـسـابـات تـغييـر شــكـل
الخـارطــة الجمعيــة الســوريـة , وهـذا لـسـت بـإدعـاء اومـِنْ بنـاة افكـار كـاتب السـطـور وانمـا هـم مـَنْ اعــترفـوا بــه وعـلـى المــلأ عـنـدمـا بــرروا قــرار شــرعـنـة تــزويــدهـم لمـا اســمـوه بـالمعـارضـة
الســورية بـالســلاح فـي قمــة نعـاج الـدوحــة بإدعـائيـة خـلق حـالـة تــوازن عـلـى الارض تعطيهـم القـدرة عـلـى المنـاورة فـي اي مفـاوضـات
مـســقبليـة مـع الدولــة الســوريـة , وهـذا الاعـتـراف فـي طبيعـة حـالــه قـد نـسـف كـل اكـاذيبهـم التي طـالمـا تبجحـوا بهـا وتـراقصـوا هـم وقـرودهـم عـلـى انغـامهـا , عـنـدمـا كـانـوا يـدعـون سـيطـرتهـم عـلـى مـا يقـارب 90 بـالمئـة مـِنْ الخـارطـة الســوريـة .

الحـرب الاعـلاميـة وهـجمـاتهـا التصـعيـديـة ســتـزداد وبصــورة هـســتيريـة وغـيـر متـوقعـة مـِنْ الآن , وإنَ كـل مـا وراءهـا لا يخـرج عـن ســيـاق تـحـقـيق خـرق مـخـابـراتــي يمـكـن أنْ يـوصلهـم الـى غـايتهـم لــذا يـجـب
عـدم الانجـرار وراء ذلـك , و علـى الجميـع تـرك كـل التقـديـرات للقيـادتيـن العسـكريـة والســياسيـة فـي اتخـاذ الوسيـلـة المناسبـة التي يـجـب
التعـامـل بهـا مـع التطـورات عـلـى الارض عســكريـا وســيـاسيـا , وعـلـى
المـواقـع الاعلاميـة الوطنيـة والشــارع الســوري الجمعـي توخـي الدقـة بـالتعـامل مـع المعـلومـة وتحـليلهـا قـبـل قـذفهـا فـي الفضـاء وتـداولهـا
,  فبعـض المعـلومـات والاخبـار وإنْ تبـدوا عـنـد العـامـة مـِنْ النـاس بسيـطـه و تـنـاقلهـا حـسـب تقـديـراتهـم المتـواضعـة لا يـؤثـر عـلـى المشهـد العـام للحـدث لكنهـا فـي حـقيقـة امـرهـا بـالرغـم مـِنْ ذلـك كـالصـاعـق  الـصـغـيـرالذي يمـكـن أنْ يفجـر اكـداس كـبيـرة مـِنْ العتـاد ويـأتـي عليهـا جـميعـا .

al_asadi@aol.com

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=26680