الرئيسية  /  لقاء دام برس

عمر أوسي لدام برس : المزاج الكردي هو مزاج وطني سوري بامتياز و اعتقد أن الحوار هو الممر الآمن لحل الأزمة السورية


دام برس : عمر أوسي لدام برس : المزاج الكردي هو مزاج وطني سوري بامتياز و اعتقد أن الحوار هو الممر الآمن لحل الأزمة السورية

دام برس – دينا محمد محمود :

السيد عمر أوسي عضو مجلس الشعب و رئيس لجنة المصالحة الوطنية البرلمانية و رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين و رئيس التيار الوطني لإنقاذ سوريا :

بداية وضع الأكراد في سوريا كيف هو ؟

إن المشهد السياسي  لأكراد سوريا و المناطق الكردية المتاخمة للحدود السورية التركية المشتركة  مازالت هي الجغرافيا الأكثر أمناً و استقرار على مستوى الوضع السياسي السوري و المزاج للشريحة الكردية مازال و سيبقى مزاجاً وطنياً سورياً بامتياز رغم الرهانات الكبيرة منذ بداية الأزمة التي مر عليها أكثر من سنتين فقد اعتبروا بأن الخاصرة الكردية السورية هي الخاصرة الرخوة وان أكراد سوريا مهمشين و تم إقصائهم من الحياة  السياسية الوطنية السورية و حرموا من حقوقهم الثقافية و الإنسانية و الاقتصادية و اتخذت ضدهم بعض الإجراءات العنصرية منذ نصف قرن حتى الآن فاعتقدوا بأنه من السهل تحريضهم و جعل الأكراد يقومون بأعمال التخريب و الفوضى ضد بلدهم سوريا و نتيجة للوطنية السورية العالية لدى الأكراد تخندقوا في خندق الوطن السوري و وضعوا المسائل التي يعانون منها و التي كانت ترقى في بعض الجوانب إلى حد كبير للعنصرية و اتخذوا الإجراءات  لذلك رغم كل المحاولات الصهيوامريكية و عواصم الغرب الاستعماري و أدواتهم قطر و السعودية و حكومة رجب طيب اردوغان لزعزعة وطنيتهم ورغم تركيزهم على المكون الكردي و صرفهم  مئات الملايين من  الدولارات لجر الأكراد للابتعاد عن النهج السوري  لن ينجحوا فأعتقد بأن الملف الكردي سحب من أيديهم فهم  عينوا منذ أشهر رئيس حكومتهم حكومة الائتلاف في الدوحة من أصل كردي في محاولة أخيرة بائسة و يائسة لاستغلال الورقة الكردية في البورصات العالمية  ضد سوريا ولكن سيبقى الأكراد على موقفهم الوطني فأنا ازور المناطق الكردية و لن ينخرط الأكراد مهما حصل في أعمال التخريب و هذا هو الشيء الأكيد .

عمل الحكومة الحالية هل يرقى إلى المستوى المطلوب ؟

كنا نتمنى أن يكون عمل الحكومة أفضل من ذلك بكثير فهناك بعض الوزارات الفاشلة بامتياز فالمواطن السوري بحاجة إلى نقطتين أساسيتين غاية في الأهمية  و هما الاستقرار و حماية الممتلكات العامة و الخاصة و تأمين لقمة العيش الكريمة للمواطن و نحن نعاني من هذه المسألتين و خاصة الوضع المعاشي فهو سيء للغاية و تتحمل الحكومة السورية مسؤولية ذلك .

نحن في مجلس الشعب و بصفتي رئيس لجنة المصالحة الوطنية لمجلس الشعب لدينا اعتراضات كبيرة على الأداء الحكومي و سنقوم بمراقبة عملها و محاسبة المخطئ و حجب الثقة عن بعض الوزراء إن اقتضى الأمر .

هل بلغتكم شكاوى جدية بخصوص أحد الوزراء ؟

نحن في مجلس الشعب مهمتنا الأساسية  إصدار التشريعات و مراقبة أداء الحكومة السورية  ومجلس الشعب في حالة استعداد تام على مستوى اللجان و على مستوى مراقبة عمل الحكومة فنحن نمثل عامة الشعب و هي المؤسسة الثانية بعد مؤسسة الرئاسة التي لها خلفية و أساس شعبي و همنا الأساسي إنصاف المواطن بشكل عادل و في حال بلغتنا أي شكوى تجاه احد الوزراء نتابع ذلك حتى تتبين صحة ذلك  فالأجواء في المجلس ديمقراطية بفضل أداء كل الأعضاء و أوجه الشكر لرئيس المجلس  على تعاونه في مختلف القضايا و فعلاً إذا استمر هذا المناخ الديمقراطي في كواليس مجلس الشعب سيتحول إلى علامة فارقة في سوريا .

مجلس الشعب هل يلبي احتياجات الشارع السوري ؟

نتمنى و نأمل أن يكون أداءنا أفضل و لكن اعتقد بأنه إذا ما قورن عمل المجلس بالسنوات السابقة فهناك تطور كبير على كافة الأصعدة إن كان معيشياً أو اقتصادياً أو سياسياً ليلبي ما يحتاجه الشارع السوري و يلائم احتياجاته و يكون على الاطلاع بهمومه السياسية الاقتصادية و الاجتماعية  و يعمل على حلها .

رأيك بالوضع الحالي و خاصة بعد استخدام السلاح الكيميائي في حلب ؟

هم مجرمون للغاية و أنا اقصد المجموعات الإرهابية التكفيرية و لو كانوا يملكون أسلحة نووية لاستخدموها ضد الشعب السوري ومن الواضح  كيف يقومون بإلقاء قذائف الهاون على شوارع دمشق و يستهدفون المدنيين و سقط الكثير من الشهداء جراء ذلك و أما عن استخدام السلاح الكيميائي في ريف حلب  فهو بمثابة إبادة جماعية ضد شعبنا الآمن فهم يقومون بهذا بناءاً على أوامر المايسترو الأمريكي بهدف إيجاد موطئ قدم لهم على الأرض السورية و هذا لن يحدث و اعتقد بأن هذا التصعيد سيستمر لأيام و أسابيع قليلة و تحدث التسوية بين محور الممانعة ممثلاً بسوريا و إيران و أمريكا من جهة ثانية عبر البوابة الروسية و لقد شرح لنا الخبراء الروس أثناء زيارتنا لهم بأن التسوية الروسية الأمريكية قطعت شوطاً كبيراً و  بالنسبة لأمريكا سقط وهم إمكانية إسقاط النظام في سوريا و باتوا يبحثون عن الطرق التي تضعف النظام لجعله يدخل على طاولة الحوار و هو شيء مستحيل .

لقد حاولت أمريكا و أدواتها ليس فقط إسقاط النظام بل إسقاط الدولة السورية بذاكرتها الحضارية و تقسيمها إلى إمارات عرقية و مذهبية و دينية متناحرة و تفاجئوا بقوة الجيش العربي السوري و صمود الشعب السوري ومن هنا تحولت أمريكا من إسقاط النظام إلى التسوية و وقف الدعم اللوجستي لهذه المجموعات .

ما هو رأيك بتعيين معاذ الخطيب في الجامعة العربية ؟

أمر لا يهم الشعب السوري و لا يشرفنا و أنا أدعو سيادة الرئيس و أناشده بتجميد عضوية سوريا من الجامعة العربية و انسحابها منها فجامعة الدول العربية منذ تأسيسها ليس لها وجود و لا وزن نوعي لها فهي لا تحمي العرب أو الحقوق العربية نهائياً و كان أدائها على مر السنين فاشل و بجدارة فليأخذوا مقعد سوريا و غير متأسفين على ذلك لان العرب تحولوا إلى أداة لغدر سوريا و خيانتها و أنا اقصد النظام العربي و ليس أحرار العرب فلديهم مواقف مشرفة تجاه سوريا .

وضع محافظة الحسكة كيف تصفه ؟

الخدمات في منطقة الحسكة و التواجد الكردي سيئة جداً من حيث الكهرباء و الماء و توفير الخبز و فمحافظة الحسكة تحولت إلى ملاذ امن لعشرات الآلاف من المهجرين من كافة المناطق لذلك يجب على الدولة الاهتمام بالواقع المعيشي للمنطقة و التي تنتج الذهب الأسود أي النفط و الذهب الأصفر الحنطة و القمح و الذهب الأبيض القطن و رغم ذلك هي مهمشة و أيضاً رغم استقرارها الأمني فهي مهملة و يجب أن تضع الدولة خطة لتنميتها و يتم حالياً دراسة الخطط لإعادة تنميتها على كافة الأصعدة  وتامين الحياة الكريمة لكافة المواطنين .

هل الحوار الوطني هو الحل للأزمة السورية ؟

الحقيقة الأزمة في سوريا بقناعتي يحلها عاملان أساسيان استراتيجيان هما التسوية التي تحدثت عنها سابقاً و من ناحية أخرى هو نجاح قواتنا المسلحة على ارض الواقع و هذا ما أثبتته على كافة الأصعدة و اعتقد أن الجيش يراقب تحركاتهم لإنهاء ما يقومون به و رغم  ذلك فإن الحوار الوطني هو الممر الآمن و نعول عليه آمالاً كبيرة و نرجو منه تحقيق ما يتطلبه الواقع السوري .

هل من كلمة أخيرة تود قولها :

أقول لأبناء الشعب السوري نحن في الربع الأخير من هذه الأزمة لكن علينا إعلان حالة الاستعداد  و صب كل الجهود لإنقاذ وطننا السوري و أن نساهم في إنهاءها بدءاً من الدائرة الصغرى العائلة و انتهاءً بمجتمعنا السوري و سننتقل إلى سوريا الأكثر ديمقراطية و حرية و ما تم تدميره من بنى تحتية يسهل ترميمه لكن المهم هو كريزما المواطن السوري و أن نعيد صياغة برنامجنا التربوي و التعليمي و هذا مسؤولية وزارة التربية و التعليم و الأوقاف و كافة الوزارات الأخرى و تحديث القوانين السورية و يجب أن نعمل بعد انتهاء الأزمة و هي الحرب الأصعب على إعادة الشخصية السورية كما عرفناها سابقاً .

Dinamahmoud75@gmail.com

تصوير : تغريد محمد

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=26542