الرئيسية  /  كتاب وآراء

الأردن .. من الحياد الى الوقوف الى جانب الدولة السورية .. بقلم: عاطف الكيلاني


دام برس : الأردن .. من الحياد الى الوقوف الى جانب الدولة السورية .. بقلم: عاطف الكيلاني

دام برس:

من الآخر أقول ... ما عادت تنفع أنصاف المواقف ، وما عاد يجدي ما قد يفهم منه أنه ( إمساك ) للعصا من منتصفها ، وبالتأكيد ( والتجربة اللبنانية واضحة ) ، ليس هناك ( عمليا ) في السياسة الدولية - خصوصا بين الدول المتجاورة - ما يمكن أن نطلق عليه ( سياسية النأي بالنفس ) ...
المؤامرة الدنيئة التي استهدفت الشقيقة سورية ( بحذافيرها ) تستهدف أيضا الأردن ...
لم يكن الأردن يوما في منآى عن مؤامرات متواصلة ومتصلة حاكتها وتحيكها نفس الأيادي القذرة التي عاثت بسورية وعبثت بها أيّما عبث حتى أوصلت الأمور في هذا القطر العربيّ الشقيق الى ما وصلت إليه ...
لن ينفعنا الندم غدا ، عندما تنتهي الأزمة السورية ، لنجد الأردن ملجأ إجباريا للآلاف من عصابات القتلة والمجرمين الظلاميين الذين تحركهم ( بالريموت كنترول ) نفس الأصابع الصهيوأمريكية المتآمرة على سورية وشعبها وجيشها وتاريخها ومقدراتها وعمقها الحضاري ...
هناك التباس في فهم الموقف الأردني مما يجري على الأرض السورية ... فالنظام السوري ( عاتب ) على الأردن بسبب ما يسرّبه الإعلام المتآمر والقوى المتآمرة من تسهيلات لوجستية أردنية للعصابات المسلحة ، والعصابات المأجورة تتهم الأردن بأنه يقف ضدها وإلى جانب النظام ...
وأصحاب القرار في الأردن يقولون أنهم على مسافة واحدة من كل الأطراف ؟؟!!ا
والسؤال الملحّ الذي يجب الإجابة عليه بما يخدم مصلحة الأردن بالأساس هو ... لماذا نبقى على الحياد أصلا ؟ وماذا يفيدنا أن نكون على مسافة واحدة بين دولة بنظامها الشرعي المعترف به دوليا تواجه ( تمردا ) مسلحا ومدعوما من كل أعداء العرب ؟
لا بد للأردن من إعادة النظر بموقفه المعلن من الأزمة السورية ...
مصلحة الأردن العليا أن يكون الى جانب الدولة السورية والنظام السوري في تصديه للحرب الكونيّة التي تشنها عليه قوى التخلف والتبعية مدعومة تسليحا وتدريبا وتمويلا من الناتو وتركيا والكيان الصهيوني وأمريكا وصهاينة نفط الخليج ...
ليس من مصلحة الأردن الوقوف على الحياد ...
ليس هناك إلا أحدى نهاتين للأزمة السورية  ، هذا إذا لم تنجح محاولات جمع أطراف النزاع الى طاولة الحوار الوطني ...
وكلا النهايتين ستوجعان الأردن وتؤلمانه وتسببان له إزعاجا كبيرا ومواجهة مع القوى الظلامية إياها التي فجّرت فنادق عاصمتنا الحبيبة عمان ..
النهاية الأولى ... أن تهزم هذه العصابات في سورية وتتم تصفيتها لتنكفيء مهزومة الى الدول المجاورة لسورية لتعيث بها كما فعلت في سورية ...
النهاية الثانية ( لا سمح الله ) ... أن تنجح هذه القوى الظلامية في التغلب على الدولة السورية ونظامها الوطني الشرعي -وهذا لن يحصل إلا في حالة تدخل خارجي هائل القدرات - ... وفي هذه الحالة أيضا لن يسلم الأردن وشعبه من أذاهم ... إذ ستلعب في رؤوسهم خمرة ( انتصارهم ) ليتفرغوا للأردن والعبث به ، سيّما أن هناك للأسف من القوى السياسية الأردنية من ( بشد ) على أيديهم ، وأعني تنظيمات وأحزاب الإسلام السياسي ...
إذن ( ولسلامة بلادنا وشعبنا الأردني أساسا ) ، لا بد من وقفة سيسجلها لنا التاريخ الى جانب الأشقاء في سورية ...
لا بد من قلب الطاولة على الكيان الصهيوني ( الشامت ) وأمريكا والناتو وحكام الخليج وكل أطراف المؤامرة الكونية على سورية وعلى الأردن وعلى كل الشعوب والأقطار العربية ...
لا بديل لهذا الموقف الذي فيه العزة والكرامة و( المصلحة ) للأردن وسورية معا ، لأنه هو وحده الكفيل بهزيمة مشروع المؤامرة 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=26318