الرئيسية  /  لقاء دام برس

المعارض فاتح جاموس لدام برس: لجان الحوار التي شكلها النظام برئاسة المحافظ تؤكد ابتلاعه للسلطة ولن نستمر بالحوار في اللاذقية بدون حضور ممثلين عن المناطق التي انطلق منها الحراك


دام برس : المعارض فاتح جاموس لدام برس: لجان الحوار التي شكلها النظام برئاسة المحافظ تؤكد ابتلاعه للسلطة ولن نستمر بالحوار في اللاذقية بدون حضور ممثلين عن المناطق التي انطلق منها الحراك

"جاموس" الإخوان مستعدون للحوار ومبادرة الخطيب انطلقت من خلفيته الدمشقية الرافضة لسيطرة الريف المتطرف المتعصب والراغبة بإيجاد حلٍ حقيقي سياسي للأزمة الوطنية.

خاص دام برس  - حاوره - بلال سليطين

في حواره مع دام برس وضع المعارض السوري الذي امضى سنوات طويلة في السجن "فاتح جاموس" تصوره لحل الازمة التي يسميها أزمةً وطنية، ورؤيته للطريقة التي من خلالها يمكن محاصرة العنف ومسببيه، وشدد على ضرورة الحوار لافتاً إلى وجود قوى تتصارع داخل وخارج الائتلاف وقسمها إلى داخلي وخارجي ميشداً بدعوة الخطيب ومعتبراً أنها تنطق من العقل الشامي ومفهومه للأزمة والعنف والعلاقة الاقتصادية ومفهوم الثورة ومفهوم الحياة بكل ما تعنيه حضاريا وإنسانيا.

نص الحوار:

* منذ بداية الأزمة والحديث بأغلبه عن الحوار، لكن يبقى السؤال من يجب أن يجلس على طاولة الحوار؟

** هناك فرق بين من يجب أن يجلس وبين من ممكن أن يجلس، يجب أن يجلس كل الإطراف المسؤولة عن الأزمة السورية والمعنية بها، كل أطراف المعارضة المسلحة، كل أطراف منظومة التغيير السلمي ومن تدعي أنها منظومة التغيير السلمي والنظام بالتأكيد ومجموعة فعاليات الكتلة الواسعة الشعبية.

* هناك أشخاص كانوا شركاء في عمليات قتل هؤلاء يعتبرون اليوم عقبة في طريق الحوار كيف ستحل مشكلة هذا الملف؟

** في حالة الأزمات الوطنية علينا أن نتفهم أن الأزمة لن تتوقف إلا بالحوار، والحوار حتماً يجب أن تشترك به الأطراف المسؤولة والمعنية بالأزمة والأطراف الأخرى الأقل أهمية بالمسؤولية.

بمستوى الأزمة الوطنية السورية من الواضح أن هناك أطراف لا تريد حضور الحوار وتريد الاستمرار بإستراتيجية كسر العظم بالمعنى العسكري والسياسي والتاريخي الاستراتيجي، وباعتبار أنه يجب أن تحضر لكنها لن تحضر فيجب إطلاق العملية بمن حضر وتطوير هذه العملية السياسية وتشجيع الآخرين عبر تنفيذ التوافقات التي من الممكن أن نتفق عليها، هذا يشجع أطراف أخرى ويخلق شرخاً بين جبهات الصفوف الأكثر تشدد  وفي النهاية إذا أراد طرف ما أكثر تشدداً ألا يحاور وأن يستمر بإستراتجية كسر العظم فعلينا أن نحاصر إستراتيجيته ونعزز دور الدولة في مواجهته.

* وكأنك تتفق مع فكرة أنه لا يمكن لطرف أن ينتصر على الآخر؟

** هذا رأيي منذ زمن، هذه أزمة وطنية سورية مستعصية وغير قابلة للحسم العسكري ومفتوحة على احتمالات كارثية تماما.

* الدولة تحدثت عن رغبة بالحوار وشرعت فيه وشكلت لجان للتحضير له، ما رأيكم باللجان التي شكلتها وما موقفكم منها؟

** نحن اعترضنا على فكرة رئيس الجمهورية بتشكيل هيئة وزارية حكومية من أجل إجراء كل الأفعال التقنية والتشاور والاتصالات وتحديد الشركاء بمثل هذا الأمر، مع أنه من حقه ذلك لأنه يعتبر نفسه ممثلاً رسمياً وشرعياً للنظام، لكن هذا لا يعطي ثقة متبادلة بين الأطراف.

نحن نفضل لو يجري تشكيل هيئة عمل وطني مشتركة إن لم تحل محل هذا الطاقم الحكومي في كل هذه الأعمال على الأقل تكون هيئة موازية وتكون كل هذه الإجراءات بالتوافق والتشاور بين الهيئتين هذا الأمر يخلق أرضية للتوافق ويفتح العيون على الفجوات والثغرات الموجودة في مبادرة النظام.

مثلاً من هم الأطراف من هم الشركاء هذا أمر غائب، تحديداً مفهوم الميثاق الوطني هناك عموميات في طرحه!!

الأمر الثاني نريد دور خاص للإعلام في هذه العملية وإعطاء المعارضة حصة خاصة فيها لكي تأخذ فرصتها العادلة لتشكيل رأي عام في الكتلة الشعبية الواسعة فكل الأطراف لديها وسائل إعلام وتسعى من أجل الكتلة الشعبية ماعدا المعارضات الداخلية السورية السلمية فوسائل النظام الإعلامية محتكرة والمعارضة المسلحة لديها الكثير جداً من الجزيرات والعربيات التي تستطيع أن تقوم بالتحريض من أجل التأثير بالكتل الشعبية، هذا الأمر مازال غائباً والنظام يحتكر وسائل الإعلام ويمنع على المعارضة الداخلية السلمية أن تعمل على تشكيل رأي عام شعبي وهذا مهم بحد ذاته.

\"\"

* ماذا عن اللجان والتحضير للحوار في اللاذقية التي أنت ابنها وتعتبر من الممثلين لها؟

** النظام في اللاذقية وبقية المحافظات شكل هيئات مشابه بصراحة ومؤلفة كبار المسؤولين بالمحافظة، نحن في المحافظة لبينا الدعوة وطالبنا بضرورة تشكيل هيئتي عمل وطني في اللاذقية وقلنا بدون تشكيل هاتين الهيئتين لا نستطيع متابعة الحوار المحلي.

وأيضاً هيئة أخرى موازية من أجل التعاطي مع ملفات مدينة اللاذقية وهي ملفات هامة جداً في الأزمة وهي ملفات تعايش مزدوجة قديمة بين التركيبة الديموغرافية، وملفات تعايش جديدة كملف المهجرين فهناك مئات الألوف هربوا من مناطق حارة ساخنة إلى اللاذقية بحثاً عن الأمان، وهناك ملفات تتعلق بالحاجات الأساسية لهذه الكتل الواسعة، مطلوب أيضاَ أن توضع بإشراف هيئة عمل وطني.

لقد اتفقنا أن هناك ضرورة من  أجل إيجاد ورقة عمل وجدول عمل والاتفاق على هذه الأسس من أجل تشكيل هيئتين تماما، والبشر ليست مستعدة اليوم لتكون تحت لواء السلطة ولسنا على استعداد لنكون مجرد كتبة أو مستكتبين لجريدة، نحن الآن لا يوجد توافق بيننا وبين السلطة تاريخياً ونريد أن نتشارك تماماً في موضوعات الوقائع والتشخيص والفعل والممارسة ونريد تماماً حصة في الإعلام على هذا الصعيد والتواصل الحقيقي مع الكتل الشعبية وأن نحرر خوفها لكي لا يكون الأمر كما كان في الماضي.

وباعتقادي اتفقنا في لقائنا مع لجنة محافظة اللاذقية خلال اجتماعنا في مبنى المحافظة مؤخراً على إجراء هيئة مصغرة وأن تضع هذه الورقة لنقوم بتوجيه الدعوة لكامل طيف المعارضة في المحافظة تماماً من أجل تشكيل مثل هاتين الهيئتين، إذا تم الأمر على هذه الطريقة سيكون هناك شيء أولي جديد وإذا لم يتم ذلك نحن لا نستطيع التواصل وسنعمل بوسائلنا الخاصة.

أما اللجان الموجودة حاليا فنحن لا نوافق عليها وهي تؤكد ابتلاع السلطة السابق والتاريخي  والمنهجي على الدولة، نحن نريد الآن أن نضع ما يفترض مفهوم الأزمة الوطنية التي تفترض تشارك الجميع بمعرفة الواقع والتشخيص ووضع الحلول والاشتراك بالتفاعل مع الكتل الشعبية لتحريرها من الخوف ولإشراكها بالمساهمة بالحلول وبدون ذلك لا يمكننا المساهمة الايجابية.

* وكأنك تقول نحن لا نسير بالطريق الصحيح نحو الحوار؟

** إذا كانوا هم نفذوا هذا الاتفاق الشفهي الذي اتفقنا عليه في مبنى المحافظة فهذا أمر مهم، لكن المطلوب اختبار هذا الأمر بسبب غياب التوافق السابق.

* في الحوار الذي تقيمه محافظة اللاذقية ويشرف عليه المحافظ كل الشخصيات التي حضرت لا تمثل المناطق التي اندلعت منها شرارة الأزمة، هل سيكون الحوار بدون مثلين عن هؤلاء؟

** أنا والاتجاه الذي أمثله لا نستطيع متابعة المشاركة إطلاقا بدون تمثيل حقيقي لكامل طيف المعارضة ودعوته بطريقة ندية مع كامل كبريائه إلى مثل هاتين الهيئتين وإشراك فاعليات اجتماعية شعبية على الأرض بشكل أساسي من النقاط التي انطلق منها الحراك لمعرفة أسبابه ولكي تقدم وجهة نظرها بدون خوف هذه المرة  وتشترك في الحلول.

* هل من الممكن أن يقود فاتح جاموس بما يمتلكه من تاريخ سياسي معارض ومعتقل لسنوات مبادرة لدفع المسلحين على رمي السلاح والتقدم نحو طاولة الحوار؟

** كشخص لا أستطيع القيام بذلك، لكن يمكن أن ألعب دوراً بمرحلة معينة مع الكثير من الشخصيات الاعتبارية ويجب أن تكون تركيبة هذه الشخصيات الاعتبارية مختلفة بالمعنى المذهبي والديمغرافي والتنوع الحقلي الاجتماعي إن صح التعبير، وفي لحظة معينة من اللحظات إذا اقتنع هؤلاء الأشخاص أن ما يجري في سورية هو جاد من ذوي التنفيذ مثلاً ملفات تنفذ شعبياً ويتم التوافق على مرحلة انتقالية بصورة جدية، هذا يشجع بعض الأطراف _أنا لا أقول كل هذه الأطراف في النقاط الساخنة_ وستأتي للحوار بدون أي توسط شخصي مني أو من غيري فهذا يشجعها كثيراً، وأنا جاهز للحوار مع أي طرف في الأزمة الوطنية السورية بدون أي شروط قطعاً، وهذا مفهومي الحقيقي لمفهوم الأزمة الوطنية السورية ومتطلباته الثقافية والفكرية والبرنامجية على صعيد الحلول، ولو لدي نقود أدفع من جيبي لكي أشجع أي آخر لكي يأتي ويسمع ويحاور حول الأزمة الوطنية  وما تقترحه هذه الأزمة، لكي يصبح دور الشخصيات دوراً ثانوياً أمام العملية السياسية والتنفيذ الفعلي للتوافقات على الأرض، وفي الحد الأدنى العملية التالية إذا كانت هناك أطراف قصوية فان ذلك يعمل شرخاً سياسياً بينها وأكثر من سياسي بالوسائل التي تستخدمها بين بعضها البعض ويحاصر شرعية الأطراف التي لديها قرار بالا تحضر وبعضها على درجة عالية من الارتباط مع أطراف خارجية وتريد المزيد من التدمير الداخلي قبل إطلاق العملية السياسية.

* تتحدث دائماً عن مبادرة الحل، ما هي رؤيتك لهذه المبادرة؟

** أن تبدأ العملية السياسية بالحوار بمن حضر، الآن هناك طرفان مستعدان للحوار، نظرياً النظام مستعد فعلياً الأمر يحتاج إلى تجريب هو أطلق مبادراته من ذوي الشكلية مكتملة وهناك مبادرات أخرى مختلفة معها، الآن هناك طرف منظومة التغير السلمي مستعدة للحوار ويجب انطلاق الحوار بين الطرفين وفعاليات اجتماعية وشعبية، ويجب الوصول السريع إلى التوافقات والتنفيذ، إذا مضى الأمر بهذا الشكل نكون قد دخلنا في إطار المبادرة التوافقية الفعلية لمقابلة المبادرات المطروحة المختلفة مع بعضها البعض، وأرجوا من رفاقي في هيئة التنسيق الذين أمضينا سنوات في نفس المطبخ أن يتقدموا إلى الحوار بدون اشتراكات مسبقة، ونستطيع أن نخلق معاً جبهة من المعارضة وأن نمارس ضغوط فعلية وأن نحرر الكتلة الشعبية الواسعة لكي نضغط على النظام من اجل إطلاق عملية الحوار القابلة للتنفيذ بعد عدد من التوافقات الأولى وعدد من الإجراءات العملية وبهذه الحالة نكون قد أطلقنا مبادرة توافقية على أرضية مجموعة المبادرات التي يختص بها كل طرف، النظام لديه مبادرة، مجموعة التغيير السلمي، لديها مبادرة وكذلك هيئة التنسيق، وإذا جاء أي طرف من قبل الائتلاف قد يكون لديه مبادرة كما يحاول أن يقدم نفسه الخطيب.

الائتلاف بعد أن أعلن رغبته في الحوار وكان في طريقه لزيارة موسكو تغير الموقف وخرج رئيسه ليصرح بأنه سيقاطع العالم ولن يذهب لا لموسكو ولا لمؤتمر أصدقاء سورية، لكنه في النهاية ذهب إلى المؤتمر ولم يذهب إلى موسكو بحيث بدا التصريح وكأنه فقط تراجعٌ عن قرار زيارة موسكو ومشروع التفاوض غير المباشر، ما هو سر هذا التغير في مواقف الائتلاف؟

  ** هناك طرفان داخليان في الائتلاف وطرف خارجي يشتركون بهذه العملية، الطرفين الداخليين طرف منهما هو جبهة النصرة وأشباهها وهو طرف متطرف قصوي جداً وتكفيري ولديهم قناعة بإيديولوجيته وعقيدته وباستعداده للموت بأن الظرف مناسب لإسقاط النظام عبر العنف، وهناك طرف آخر لا يعتقد هذا الأمر ومستعد للحوار مثلاً فريق الإخوان المسلمين بكامل هذا الفريق الطليعة المقاتلة سابقاً والتنظيم العام وماشابه، اعتقد هذا الطرف أن هناك ضرورة لحمل السلاح سابقاً لكنه يرى الآن ربما أن هذا الأمر معقد وتكاليفه عالية جداً، ومن منظور براغماتي تاريخي تشتهر به حركة الإخوان فهم على استعداد لإجراء الحوار، لكنهم على الأرض اشتد موقفهم عنفاً في الفترة الأخيرة من أجل تحقيق مكاسب على الأرض ظناً منهم أن هناك طاولة محتملة من أجل تحصيل ما نسميه حصة إضافية في الكعكة على طاولة الحوار.

وهناك طرف خارجي وبشكل خاص المركز الأميركي والمراكز الغربية ليس لديه قناعة أن سورية دمرت كفاية وخسرت كل طاقاتها الجيوسياسية التاريخية المعروفة بها ولا يجد حتى الآن خوفاً من استمرار الصراع داخل سورية.

* متى تدخل أميركا؟

** تدخل عندما تشعر بأن جبهة النصر ستدخل بعملية سيطرة فعلية ثابتة على الأرض وهي حتى الآن لا تراها كذلك، أو اعتقد أن هناك إمكانية أذى حول إسرائيل لوجود ظواهر كظاهرة حزب الله  مثلاً في هذه الحالة ستدخل على الفور من أجل حلول سياسية، وحتى الآن مستوى الخلاف واسع بين الغرب على رأسه أميركا وبين روسيا على الرغم من زحمة الحديث السياسي الذي نسمع به، وعلى هذا الأساس فان الأمر لا يفتح آفاقاً للحل السياسي على المدى المنظور.

* ماذا عن خلفية دعوة الخطيب؟

** باعتقادي أنها تمد جذورها الفعلية العميقة إلى ما يمكن أن نسميه العقل الشامي أو الفعاليات الدمشقية ومفهومها للأزمة والعنف والعلاقة الاقتصادية ومفهوم الثورة ومفهوم الحياة بكل ما تعنيه حضاريا وإنسانيا، فهم لا يريدون أبداً أن يحكموا بمنطق ريف دمشق المتشدد المتعصب ويريدون حلاً حقيقياً سياسياً للأزمة والسيد الخطيب يستشعر هذا الأمر وهو يلعب على ملف هام يجعله في الخط الأول، وأطلق مبادرته المتعلقة بالمعتقلين وبذلك يكون وضع يده على أمر هام جدا ًوحساس وبالتالي كان من الممكن أن يجعل له نفوذاً خاصاً لكن الأطراف المتنفذة والراديكالية داخل الائتلاف قطعت عليه الطريق مع الأطراف الخارجية التي لا تزال ترى انه لا يوجد أي خوف من استمرار الصراع في سورية.

* من يتحمل مسؤولية كل هذا التطرف الموجود في سورية الآن؟

** بصراحة أي نظام بالعالم مهما كانت طبيعته يتحمل المسؤولية عن مجمل التطورات التي يكون مشرفاً على أساسيات التفكير والخطط تجاهها والتنفيذ والمؤسسات الخاصة فيها، سواء كان ديمقراطي أم غير ديمقراطي، علماني أم غير علماني أي نظام لا على التعيين يتحمل المسؤوليات الأولى.

هذه مسؤوليات تاريخية تبدأ عند النظام بدرجة عالية جداً وتتحمل جهات دينية متطرفة مثل الإخوان المسلمين المسؤولية حتماً، ويتحمل العامل الخارجي باعتبار أنه دائماً عينه على سورية من أجل خنق فعاليتها الجيوسياسية وتدميرها داخلياً وبشكل خاص ما يتعلق بحقل التناقض مع الكيان الصهيوني وأعني هنا السمات الوطنية العامة في سورية بغض النظر عن النظام الموجود حالياً فيها.

* الرقة كانت ملجأ الباحثين عن الأمن والأمان، وفجأة دخلها المسلحون وتحولت إلى منطقة ملتهبة هجر أهلها وهجر المهجرون إليها أصلاً، ما الذي يدفع المجموعات المسلحة للقيام بهكذا عمل حوَّلَ "الرقة" إلى منطقة ملتهبة وتضرر منه المدنيون الآمنون؟

** أولا باعتقادي أن السلطة ارتكبت أخطاء فادحة بالمعنى الاستراتيجي والعسكري والأمني في تلك المناطق التي في لحظة من اللحظات اندفعت إلى حالة من الفوضى.

المكان الآمن إذا لم يكن محمي من قبل الجيش ومؤسسات الدولة الأخرى وإذا لم يكن محمي من خلال تعايش فعلي للجان مجتمع المدني لجان تعيش التوافق وتحل الأزمات بين بعضها البعض، بينما الدولة تتفرج على ربطة الخبز وقد وصل سعرها إلى /250/ ليرة سورية في هذه الحالة تدخل الأطراف التي تستخدم السلاح وتفرض السيطرة بالتأكيد ويمكن أن يدخل معها كما علمت أتراك، وهناك عنف حقيقي في تلك المنطقة يدفع ثمنه المواطن الآمن.

باعتقادي هناك أخطاء شنيعة من منظور العمليات السياسة والأمنية والعسكرية كما كانت هناك أخطاء تاريخية من خلال العلاقة مع الكتلة الشعبية الواسعة.

الآن هناك أمان باللاذقية إذا لم يحمى بصورة صحيحة لا علاقة لها بالماضي بالتأكيد سينفجر الوضع بصورة أو بأخرى في ظل هكذا ظرف.

* أراك لم تنتقد المعارضة والمجموعات المسلحة التي هي من دخلت بسلاحها إلى الرقة؟

** أي عمل عنيف ودموي هو عمل معيب ولا أخلاقي والأشياء التي تستحق الرد على العنف بالعنف هي أشياء نادرة جدا وذات طابع غريزي حتى في مفهوم حق الدفاع عن النفس الذي برأيي يقوم على رد الفعل الغريزي مع أن شروطه معقدة جداً في مواثيق حقوق الإنسان، ومن البداهة بمكان لو أنني كنت بأي موقع مسؤول من أي جهة بالمعنى الأخلاقي كجزء من النخبة  يجب ألا أسمح لنفسي بأي نقطة دم إضافية عداك عن أنني ما سمحت بأي نقطة دم سابقة،  وأعتقد أنه علي رفع العلم الأبيض كي لا أسمح لنفسي باي نقطة دم إضافية وهذا العلم الأبيض يمكن أن يرفعه النظام كما يمكن أن ترفعه المعارضة المسلحة والجلوس على طاولة الحوار فنحن الآن بصدد أشياء غريزية انتقامية ثأرية تقوم على أسس وعقائد متطرفة وقد نمت وأوجدت لأنفسها حججاً ليست أخلاقية ومنطقياً بصراحة.

* إلى أين تتجه الأزمة السوري؟

** أعتقد في المدى المنظور تتجه إلى احتمالي خطيرين سيئين، مزيد من تدمير هيبة الدولة والانزلاق إلى المزيد من أشكال الحرب الأهلية وربما الطائفية والشكل الثاني هو مزيد من التدخل الخارجي الذي ليس بالضرورة أن يكون مباشراً وبالتالي الارتهان أوسع بكثير لدور العامل الخارجي، والاتجاه نحو احتمالات أسوأ.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=26088