الرئيسية  /  لقاء دام برس

أنس الشامي لدام برس : من يردد مقولة الأسد أو نحرق البلد أحمق وغبي ومقولته مردودة عليه ولايقبل بها الرئيس .. غادرت حلب بعد تعرضي لمحاولة اغتيال لأني أرفض أن ألوث يدي بالدم


دام برس : أنس الشامي لدام برس : من يردد مقولة الأسد أو نحرق البلد أحمق وغبي ومقولته مردودة عليه ولايقبل بها الرئيس .. غادرت حلب بعد تعرضي لمحاولة اغتيال لأني أرفض أن ألوث يدي بالدم

خاص دام برس – ريمه راعي :
تربع الحوار الوطني على هرم الجهود المبذولة للخروج من الأزمة السورية وتحقيق المصالحة الوطنية  لردم الشرخ الذي خلفته الاحداث الدامية  في الجسد السوري وأحد الاسماء التي برزت خلال الفترة الماضية  من خلال الحضور على الأرض في إطار المصالحة الوطنية بوصفه عضوا  في لجنة المصالحة الوطنية المركزية البرلمانية الوزارية المشتركة اضافة لكونه  سفيرا  للسلام في الاممم المتحدة : النائب في البرلمان السوري المحامي أنس الشامي  الذي كان له دور مشهود في اطلاق سراح الكثير من المخطتفين  و المعتقلين في جميع  انحاء سورية فضلا عن جهوده في مجال  الصلح الاهلي خاصة في محافظة حلب.
دام برس التقت النائب أنس الشامي وطرحت أمامه جملة الملاحظات التي تشكك بجدوى الحوار و المصالحة الوطنية للخروج من الازمة السورية فضلا عن استعراض الواقع الامني و الخدمي والاجتماعي في سورية عامة و في محافظة حلب التي ينتمي اليها الشامي خاصة اضافة الى الشائعات الكثيرة التي تناولت انشقاقه وانضمامه الى صفوف المعارضة  فكان الحوار التالي  :
هناك من يشكك بجدوى الحوار كمخرج للسوريين من ازمتهم لجهة أن الشرخ أعمق من ان يردم بحوار وهذا ما قاله علنا ً بعض أعضاء لجان الحوار الفرعية في المحافظات داعين للانطلاق نحو المصالحة الوطنية  من اجراءات ملموسة على الارض لرأب الصدع الموجود ،فما رأيك؟
لا مخرج لنا مما نحن فيه الا عبر الحوار المبني على اساس لا غالب و لا مغلوب،لا اقصاء ولا  الغاء ،على اساس المصارحة و المصالحة و لكن بوجود من يقصي و يلغي ويضع شروطا ً و يتحدث بلغة انا الأقوى فهذا يعني اننا لن نصل الى حل و سنبقى نتنتازع حتى نهلك، ،والحقيقة الواضحة التي لا لبس فيها لا لليمين ولا  لليسار هي ان من يدفع الثمن هو الشعب السوري بكل اطيافه ،و لا بد من التأكيد أن الحوار للخروج من الأزمة السورية  سيكون بين الفرقاء المتنازعة على السلطة وليس بين افراد الشعب ،لأن كل من يتصارعون و يحملون السلاح هم ينازعون منصبا و سلطة ، لذا لا بد ان  يتحاور هؤلاء الفرقاء على طاولة مستديرة وبرعاية حكماء  على أن يقوم بالصلح شخصيات تنبثق عن المجتمع و تلقى احتراما لدى جميع الاطراف تتولى  المصالحة الوطنية على مبدأ أن جميعنا سوريون والقاسم المشترك الذي يجمع بين هؤلاء المتخاصمين هو المواطنة و من هنا فقط  يمكن لأي مؤتمر حوار  بين المعارضة و الموالاة ان يبصر النور .
أما لقاءات الحواروالمصالحة الوطنية التي تتم في المحافظات فهي ملتقيات تجمع الناس لابداء آرائهم و بث شكواهم  و الاستماع الى مظالمهم  وهذا أمر محمود  يجب ان يكون بشكل دائم ما بين الدولة و الشعب ،وما بين  البرلمانين والمواطنين ، و إن مساندة المواطن في احتياجاته و مظالمه هو همنا الاكبر و نعمل عليه بفضل الله بصورة يومية و برتم سريع ، و انا اوكد ان من اهم مهام الشخصيات الاجتماعية حاليا ً هي  تقديم العون و الاغاثة لمواطنيهم لاننا في ظروف صعبة جدا خاصة في المناطق  المتوترة.

لكننا لا نستطيع انكار وجود شرخ كبير في جسد الشعب  السوري الذي فقد الثقة بالحكومة ومؤسساتها و يعتبر ان الفساد المستشري في  المفاصل الحكومية هو من  فتح الباب الذي نفذ منه الارهاب الى سورية  ؟
ما يحدث اليوم هو سعي لانهاء الدولة السورية بكافة مكوناتها و ضرب البنى التحيتة لوجود الدولة السورية التي كل مواطن سوري هو جزء منها ، لذلك في هذه المرحلة بالذات على  كل مواطن سوري في اليمين أو اليسار في الموالاة اوالمعارضة أن يلتف حول الدولة ريثما نخرج من هذه الازمة ونصد الذين استقدموا من الخارج ليعثوا فسادا و قتلا وخرابا في بلدنا ،وبعد ان نواجههم ونعتقلهم ونقدمهم الى المحاكمات نلتفت الى قضايانا الداخلية ،نحن في حالة مزرية هذا صحيح لكن علينا ان نميز ما بين الموقف السياسي و الاجندة الخارجية وما بين  المظلومية والاحتياجات الراهنة.و لا بد لنا ان نقرأ الاحداث بمنطق ودون سطحية و ندرك ان ما يحدث اليوم في سورية  من ارهاب و خراب و قتل يتم وفق اجندة قذرة دبرت للنيل من سورية و  الفساد الموجود في الداخل السوري شكل حاضنة لها ، لكن سورية قيادة وشعبا  تدفع ثمن تمردها على الامبريالية العالمية وثمن وقوفها مع المستضعفين في الارض وعلى راسهم الفلسطينيون،وكل هذا التكالب والتطاول على سورية هو نتيجة الموقف المشرف والتاريخي للرئيس بشار الاسد وللنظام السوري في حرب تموز 2006 وحرب 2008 في مواجه الكيان الاسرائيلي،ولن ينسى هؤلاء العربان وأسيادهم يوم وقف اصغر زعيم عربي ليقول لهم :انصاف الرجال،هم اليوم يدفعونه فاتورة ذلك الموقف الشجاع والشريف،ونحن لن ننسى كسوريين يوم وجهت سوزان رايس رسالة الى الرئيس الاسد بعد  مرور أيام على الازمة السورية مفادها أنه إذا اراد العودة الى ما قبل 15 آذار 2011 عليه ان يتخلى عن حزب الله وايران و حماس،إذن الأمر جلي هؤلاء دبروا هذه  المؤامرة القذرة وللاسف فان أبناء جلدتنا ينفذونها.
تساءلت في مداخلة لك تحت قبة البرلمان السوري إن كان أهل حلب الذين صمدوا طيلة عام و نصف العام  في وجه تتار العصر يعاقبون عوضا عن  ان يكافئوا وطالبت بتشكيل لجنة وزارية برلمانية مشتركة للوقوف على الواقع المتردي في حلب،هل تعتبر ان الحكومة السورية  قد قصرت بحق اهل حلب ؟
حلب الشهباء أو حلب الشهداء كما يحلو لي أني أسميها و التي صمدت طيلة عام و نصف العام في وجه اشرس هجمة شهدها العصر الحديث هي اليوم  أثر من بعد عين ، وما نراه اليوم من مشاهد تنفطر لها الافئدة في حلب حيث صروح من اوابد التاريخ قد استهدفت و منها قلعة حلب والسوق القديم و قبل هذا و ذاك استهدف الانسان فحلب قدمت آلاف الشهداء خلال هذه الازمة ،وعندما تساءلت هل تعاقب حلب كنت  اعني تماما ان الحلببين استهدفوا لانتمائهم الجغرافي لهذه المحافظة بوصفها عصب سورية اقتصاديا و ثقافيا و دينيا و بوجود حدود مشتركة مع تركيا تم فتحها أمام المرتزقة و القتلة ليعثوا في حلب خرابا و قتلا لانها صمدت بوجه  الهمجية و الارهاب،ودعوتي لتشكيل لجنة وزارية  برلمانية مشتركة مفادها ان علينا ان نتحرك كسلطتين تشريعية و تنفيذية بشكل سريع و مباشر للوقوف على واقع الحال المزري في  حلب التي  تمر بظروف صعبة لا تخفى على احد اليوم  فاليوم هناك نقص فظيع في المواد الطبية و الغذائية و الطاقة والمحروقات يقابله  ظروف امنية صعبة ليس من السهل العمل بها ،لكن الدولة راعٍ و على الدولة ان  تجد السبيل لتقدم الحد الادنى من الخدمات لمواطنها الذي له حق على الدولة وعلينا نحن الذين نعمل في الشأن العام ان نرتقي الى حيث مسؤولياتنا لا سيما من هم في السلطة التنفيذية  .
رغم كل هذا الولاء لحلب الا انك غادرتها و عائلتك ما اعتبره البعض هروبا  في وقت حلب بامس الحاجة الى أبنائها خاصة و أنت  نائب في البرلمان عن محافظة حلب و مدين لأبنائها ؟
الانتقادات التي توجه  لي لمغادرتي حلب التي اعشق و اتشرف بخدمة اهلها و ابنائها والتي  لم أنفك عنها ابدا ،أرد عليها بان  حلب جزء لا يتجزأ من ارض سورية وأنا لم ازل في سورية لكني غادرت حلب بعد تعرضي لمحاولات اغتيال و استهداف  بعض المجرمين لابن عمتي و ابن عمي في آن واحد الشيخ عبد اللطيف الشامي الذي اخرجوه وهم يؤم الناس في صلاة التراويح وقتلوه و من ثم اتصلوا  بي لاستلم جثته من الشارع ،فغادرت حلب ليس هروبا و انما لأني أرفض أن ألوث يدي بدم هؤلاء لاني رجل اؤمن بالحوار والسلام لاسيما وأنا سفير للسلام في الاممم المتحدة ، ولا اؤمن بلغة الحرب والانتقام والثأر،لكني لم انفك عن حلب و لم انقطع عنها و لا للحظة واحدة بل  في كثير من الاحيان  اتواجد في حلب دون ان اعلم الآخرين من باب الاحتياط  الامني .
لكن غيابك عن حلب و عن سورية في كثير من الأحيان لجهة سفرك المتكرر خارج القطر  جعل الابواب مشرعة امام شائعات كثيرة تناولت انشقاقك عن النظام السوري ؟
الانشقاق يكون عن تنظيم سياسي انتمي اليه أوعن نظام أعمل ضمنه وانا نائب مستقل، وانا اؤمن ان من يريد ان يتخد موقفا  مما يحدث او  ان يعارض اخطاء تصدر من هنا وهناك من مؤسسات الدولة او رجالات النظام عليه ان يعارض تحت سماء سورية ،و شائعات  انشقاقي لم تطلق لكوني خارج سورية بل اطلقت وأنا في سورية  بناء على مواقف عارضت فيها اخطاء قد حصلت وطالبت باصلاحها و كل مواطن سوري حر وشريف لا بد من ان يكون معارضا في مواقف معينة فاليوم بالتاكيد هناك اخطاء تحصل وهذه الأخطاء نحن بحاجة  إلى اصلاحها و الوقوف في وجهها ايا  ً كان وراءها ،و قد قام بعض الاعلاميين باستغلال مواقفي هذه واطلاق شائعات انشقاقي عن النظام، مع الاشارة الى انني لست موظفا لدى النظام لانشق عنه ، انا نائب مستقل امثل جميع  اطياف الشعب السوري بمن فيهم اليمين و اليسار.

أعلنت أكثر من مرة رفضك الاصطفاف مع أية جهة  من الموالاة او المعارضة، الى اي حد هذا الحياد ممكن على أرض الواقع حيث كلا طرفي الصراع يتبنى ذات المقولة : الاسد او نحرق البلد  ؟
أنا لا يمكن ان اصطف الا مع سورية ومع الشعب السوري و من يردد مقولة الاسد او نحرق البلد هو احمق وغبي ومردودة عليه و هذه مقولة  لا يقبل بها الرئيس الأسد  ولا  يقبل بها من له عقل و لب تحت  سماء سورية، و هذه المقولة  تسيء الى الرئيس الاسد  والى النظام الرسمي اكثر ممن يعثون في الارض فسادا وخرابا و قتلا،الرئيس الاسد شخصية اعتبارية نحترم ونقدر وهو الرئيس الشرعي  للجمهورية العربية السورية   شاء من شاء و ابى من ابى  هو  قائد وصل الى قيادة الدولة السورية لأن غالبية الشعب السوري اختارته أما  سورية فهي ملك للسوريين بكل اطيافهم و الوانهم .
مشاركتك في مؤتمر طهران  للمعارضة فهمها الكثيرون انها جاءت بوصفك  معارضا ً و هناك من قال إن كان انس الشامي معارضا فكيف هم الموالاة ؟
هناك من اراد ان يسيء لي و وقف وراءه بعض الاعلاميين ليقولوا ان انس الشامي يتحدث باسم المعارضة و هذا الامر له مدلولات خاطئة  و مبني على مفهوم خاطئ اولا  انا دعيت الى المؤتمر بصفتي نائبا مستقلا في البرلمان السوري ،و كنت امثل وجهة نظر الدولة  السورية و ليس وجهة نظر المعارضة ،و انا لم اكن في أية لحظة من اللحظات ضد الدولة او ضد النظام السوري على العكس تماما  انا احمل هوية الدولة السورية  بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، قلت سابقا و أكرر أني اقف في وجه  الكثير من الاخطاء التي تصدرعن النظام و انتقدها بهدف الإصلاح لنعبر الى بر الامان و ليس من باب المواجهة و المهاترات التي لا تؤدي الى نتيجة ،و من خلال ما  تقدمت به من ورقة عمل في مؤتمر طهران  كنت اسلط الضوء على العلاقة  الخاصة ما بين الدولتين  السورية والايرانية و الشعبين  الايراني والسوري و طالبت الحكومة الايرانية ان تقدم المزيد لسورية و الشعب السوري لجهة ان الشعب و الدولة السورية وقفوا الى جانب ايران الثورة و دولة الاسلام  طيلة ثلاثة عقود و قدموا  لها من دمهما و مالهم  ما لم  تقدمه  ايران الى سورية في ظل هذه الحرب الشرسة عليها،وهذا سؤال حق لان هناك اتفاقية دفاع مشترك ما بين الدولتين الايراينة و السورية  .
اتهمت بالمشاركة في اغتيال ابن مفتي الجمهورية سارية حسون و استند متهموك على مشادة حدثت بين أبناء اخيك و أبناء المفتي قبل اغتيال سارية فما قصة هذه المشادة و الاتهام الذي تلاها ؟
هذا الاتهام وقف وراءه من يسعون للصيد  في الماء العكر ، و انا اريد ان اقول ان ركيزة الحرب على سورية و في المنطقة بعمومها تعتمد على اثارة النعرات الاثنية و الطائفية و الدينية و هذا الاتهام يدخل من هذا الجانب بالتاكيد ،.و هذا الاتهام سخيف و لا صحة له لا من قريب و لا من بعيد و قد حدثت مشادة  في جنازة مفتي حلب رحمه الله بين  ابناء  المفتي احمد حسون و ابناء اخي  الدكتور صهيب و كنت  من أنهى هذه المشكلة و هذا الامر صار وراءنا ومن المعيب ان نتحدث عنه  اليوم  نحن أكبر من أي خلاف ، رحم الله سارية  حسون تربطني  علاقات ود  مع  اهله و اخوانه .
تؤكد دائما رفضك ان يتدخل رجال الدين بالسياسة و في الوقت ذاته تعتمد في خطابك السياسي على خلفية دينية و هناك من يطلق عليك لقب بوق يتحدث باسم الدين  و ينتقد انتقادك الازدواجية بين  السياسة و الدين ؟
احد مصائبنا اليوم في عالمنا العربي و الاسلامي هي عندما  يصبح رجل الدين رجل سياسة ،و انا ارفض رفضا تاما ان يكون رجل الدين رجل سياسة فرجل الدين يجب ان يتحدث فقط  بالتعاليم  الدينية التي تفضي الى الاخلاق واية دعوة دينية لا يكون مفادها الاخلاق مردودة على صاحبها ، اليوم السياسة  تعتمد على المصالح و على فن الممكن وبالتالي  المصالح لا  تلتقي مع القيم ،  الدين مشروع مبدأ اما السياسة فمشروع مصلحة ،وأنا أؤكد أن معظم الساسة كاذبون و انا  مسؤول عن هذا الكلام فكيف لرجل دين ان يكون كاذبا ،و من هنا ارفض ان يكون رجال الدين مسيسسين ,اما عن انتقادي كوني اتحدث بعبارات دينية او استشهد  بآيات قرآنية واحاديث نبوية فهذه هويتي و مدرستي و لي الشرف أن انتمي إلى هذا الدين الحنيف  ولا احد يملك ان يمنع احدا  من ان يملك هذه الهوية ،وأنا لم  آخذ دور رجل الدين و لم اعتل منبر و اوجه الناس،بل  أنا أحمل هوية دينية أفتخر بها والمطلوب من كل اتباع الديانات ان يظهروا في سلوكهم و اعمالهم ما يحملون  من تعاليم دينية .
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=25850