دام برس:

استعادت فرقة لونا للغناء الجماعي ألق القصيدة العربية في حفلها الذي أحيته على مسرح الحمراء بقيادة الفنان حسام الدين بريمو حيث نجحت عبر جوقة شام بانتزاع تصفيق الجمهور بعد كل فقرة من فقرات برنامج الحفل الذي حمل عنوان بالفصحى مستندة في ذلك إلى أصالة اللغة العربية في تاريخ الغناء الشرقي وما فيه من أيقونات غنائية خالصة ساهمت في تطوير الذائقة العربية وحفظها في أرشيف الأغنية العالمية وموسيقا الشعوب.

وتمكنت الجوقة من تقديم أداء عالي المستوى من حيث توزيع لحني راق حافظ على أصالة القصائد المغناة ورفعها إلى مصاف الطرب الأصيل البعيد عن امزجة السوق البصرية السائدة وصرعات الفيديو كليب ما ترك الفسحة واسعة أمام مغنيات ومغني فرقة لونا للغناء الجماعي للتعبير الصوتي والأداء المتقن في اللعب على العرب الموسيقية وتلوينها بغية تقديم توليفة متنوعة من أغنيات رسخت في ذاكرة المستمع ومكنته من حماية حواسه من موجات الغناء الهابط.

ولعب الموسيقار حسام الدين بريمو دوراً جوهرياً في قيادة عشرات المؤدين والموسيقيين على الخشبة مكرساً دوره كمايسترو لتعزيز تناول التراث العربي بطريقة جماعية تتمكن فيما بعد من تنمية المواهب الجديدة واستقطاب الجمهور من جديد نحو المقامات العربية وأسلوب الاستماع إليها عبر إعداد كورال غنائي افتتح فعاليته بموشح صحت وجداً من مقام الكرد ليتبعه بأغنية السيدة فيروز ياعاقد الحاجبين من كلمات الأخطل الصغير وألحان الأخوين رحباني.

كما قدمت لونا أغنيات غريب الدار ياساحر العينين لتتبعهما بأغنية يا حبيبي كلما هب الهوى التي جعلت من مسرح الحمراء مكاناً يضج بعشاق الغناء الطربي الأصيل متعاطفين مع كل جملة من الصياغات الغنائية لتنهي حفلها بأغنيتي.. غنيت مكة لفيروز و هذه ليلتي للسيدة أم كلثوم حيث حازت هذه المختارات الموسيقية اهتماماً من قائد الفرقة الفنان حسام الدين بريمو في إظهار بنائها الموسيقي برفقة أصوات مغنيه ومغنياته معشقاً جمالية الشعر العربي وعذوبته بقوة الجملة اللحنية وحيويتها اللامتناهية واضعاً الحضور في مناخ طربي خالص.

وتميزت الأمسية بحضور واسع من جيل السميعة الذين سجلوا للجوقة إتقانها لمفردات الطرب الشامي والمصري والحلبي على اختلاف ألوانه ومشاربه اللحنية حيث برزت جوقة شام كأحد أهم الفرق التي اشتغلت على تأصيل عادات الاستماع للفن الأصيل الذي يرتكز على قدرته غير المحدودة في الإفادة من ثراء اللغة العربية وقدرة نصوصها على البقاء طازجة وراهنة في زمن مطربي الميديا المتوحشة ونجومها الموسميين.

يذكر أن جوقة شام هي مجموعة من مغنين هواة يعملون في مجالات غير موسيقية أحبوا التراث الغنائي العربي فبحثوا عنه بكل أشكاله لتأكيد حضوره في وجدانهم وفي آذان متابعيهم حيث يقدمونه بأبسط حالاته كغناء نظيف بمرافقة التخت الشرقي فالجوقة منذ تأسيسها في 2 أيار 2006 على يد قائدها بريمو قدمت حتى الآن قرابة خمسين أغنية من المدرستين الشامية والمصرية وشاركت إلى جانب حفلاتها في.. حفل افتتاح احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية عام 2008 ومهرجان موسيقا على الطريق 2010.

وجوقة شام هي إحدى جوقات لونا للغناء الجماعي التي تضم إلى جانبها كلا من جوقة سنا.. جوقة ألوان.. جوقة ورد.. وجوقة قوس قزح.. وأوركسترا ندى.

سانا