Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_g69dhfme3mk0rvjct2omafu5k3, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
مؤسسة دام برس الإعلامية

الرئيسية  /  كتاب وآراء

ما يجري اليوم في المنطقة العربية وجل الشرق الأوسط:-هل هو نتاج ثوري للثورة الأسلامية الأيرانية وتداعياتها ؟! بقلم: محمد احمد الروسان


دام برس : ما يجري اليوم في المنطقة العربية وجل الشرق الأوسط:-هل هو نتاج ثوري للثورة الأسلامية الأيرانية وتداعياتها ؟! بقلم:  محمد احمد الروسان

دام برس:

تحتفل اليوم الأحد سفارة الجمهورية الأسلامية الأيرانية في عمّان، بذكرى مرور أربعة وثلاثين عاماً لأنتصار الثورة الأسلامية في ايران المسلمة، حيث ما يميز مجيء هذه الذكرى (الكربلائية) والمستمرة منذ زمن، في ظل ما تشهده المنطقة الشرق الأوسطية, وتحديداً المنطقة العربية منها وبعض ربيعها, والذي صار ربيعاً أممياً في كل أنحاء المعمورة بتداعياته السلبية وهي كثيرة والأيجابية وهي محصورة ومحددة ومشروعة, وحتّى أنّه امتد الى الكيان الصهيوني الغاصب, والطارىء على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة، حيث كانت نتيجة الأنتخابات الأخيرة فيه نتاج بعض هذا الربيع, ما تشهده منطقتنا من ثورات شعبية – شعبوية, بعضها رأسي لجهة اسقاط الأنظمة, وبعضها عرضي باتجاه اعادة انتاج أنظمتها السياسية واصلاحها, ثورات ضد الفساد السياسي والمخابراتي والعسكري والأقتصادي, وضد الأنظمة السياسية المستبدة والعميلة, والتي استهانت بكرامة وحرية شعوبها ومارست, سلّة من أنواع القمع والأظطهاد السياسي وبمفهومه الشمولي التقني, وأبعدت الشعوب عن حضارتهم الأصيلة, وهويتهم الأسلامية والعربية, فهذه الصحوة تحتاج تأييداً ودعماً, لهذا النهوض الشعبوي الأسلاموي الجديد, انّ الصحوة هي قضية مصيرية للعالم الأسلامي والعربي معاً.
ويمكن أن نعتبر الثورة الأسلامية الأيرانية, في القرن الماضي من الألفية الثانية للميلاد, بقيادة وزعامة صانعها المرحوم أية الله الخميني, مقدمة للصحوة التي تجري في هذا القرن الحادي والعشرين الآن, صحوة الألفية الثالثة للميلاد, هذا وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الأوروبي, الى عدم نشر وانتشار هذه الصحوة, وسوف أتعرض سريعاً لبعض أساليب, عمل الغرب الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية للحيلولة في عدم انتشار هذه الصحوة في ساحات حلفائها, والقيام بعمل مضاد للصحوة, مع تفعيلها وحرفها, مع تصعيدها في ساحات خصومها – سوريا نموذج, عبر الناتو ومثلثات المؤامرة الدولية, وتحديدً فرنسا وبريطانيا, وجل الدول الأوروبية, وللأسف ذهبت بعض الدول الأسلامية, وبعض بني قومي العرب في التساوق والتماثل والأنخراط, في تنفيذ أهداف بنك التآمر الدولي على ثوراتنا وصحوتنا, وعلى منطقتنا, وعلى بعض النسق السياسي الذي يقف عائق أمام مصالح قوى الأستكبار الأممي, فهناك نسق سياسي اسلامي يقف شوكة في حلق قوى الأستكبار والأستعمار الجديد – ايران بنسقها الأسلامي المعارض, نموذج حقيقي يقلق الغرب مجتمعاً.
انّ شعبوية الثورات, واسلامية بعضها, ومناهضتها لقوى الأستكبار الدولي من النقاط والقواسم المشتركة, لجل هذه الثورات, والخصائص الأخيرة متجذرة في الثورة الأسلامية الأيرانية, ونرى الان الثورة الأسلامية الأيرانية في مكنونات ما يجري في عالمنا العربي, وعلى ايران – النسق السياسي المسلم الثائر حتى على نفسه, مسؤوليات جسام تجاه هذه الصحوة في المنطقة, ومحركها الحقيقي النقي, الشباب المسلم الواعي والمثقف والمؤمن, وعليها - أي ايران - الأيفاء بدورها الطلائعي الثوري, ازاء هذه الثورات والحراكات, والذي يتمثل في الدعوة للقيم والمبادىء الأسلامية واعادة الهوية الحقيقية, لمكنونات شعوبنا الأسلامية جمعاء. 
في ظني وتقديري واعتقادي, انّ أعظم ما يملكه عالمنا الأسلامي المترامي الأطراف, لا يكمن في الذهب الأسود – النفط , أو الذهب الأصفر- اليورانيوم, أو الذهب الأبيض – القطن, أو حتّى الذهب بمعناه وشكله المعروف كمعدن ثمين, وانما أعظم ما يملكه هو:- الشباب المثقف الواعي المتنوّر الملتزم, بقيمه وعاداته, وفوق كل شيء بدينه واسلامه المتنور, هذا المورد البشري الأساس, والذي ينساب نحو الأسلام من كل حدب وصوب, ينضمون الى ركب الأيمان الحقيقي, وينادون بالعودة الى كتاب الله وسنة رسوله صلّى الله عليه وسلّم وعلى آله وصحبه, وأيضاً يدعون الى تحكيم شرعه ومنهاجة سبحانه وتعالى بدون غلو وتطرف, الذي ارتضاه للبشرية جمعاء.
انّ ما يجري في عالمنا العربي والأسلامي اليوم, هو صحوة شاملة, أسبابها عديدة ومتنوعة, تجمع بين المكونات الأسلامية والعربية, اشترك فيها الجميع في المجتمع, من اسلامي, الى علماني وطني عروبي, الى يساري قومي وشعوبي, هذه الصحوة أشرق نورها من جديد, وان كانت في جلّها قائمة على الأصالة والأقتباس, من منابع شرعنا الأسلامي, من كتاب الله وسنة رسوله, وما كان عليه السلف الصالح, من نهج مميز وهدف سامي.
وان كان ما يجري اليوم لجهة تداعياته ونتائجه, هو بحد ذاته رحمة بالأمتين العربية والأسلامية, الا أنّه ليس كلّه على درجة واحدة من نقاء السريرة والدافع لتحريكه, وهي نقطة خلافية بلا شك, نشرحها أثناء الأشتباك الفكري مع الآخر المناهض, لكن في نهاية الأمر والمسألة, أنّ ما يجري هو فعل لكتل بشرية ضخمة بجهود بشرية انسانية, يصيبها ما يصيب أي جهد بشري انساني آخر, من أحوال وأطوار صحية أو مرضية, وهذا ما يدفعنا ويجعلنا لنجري تمحيصاً وتدقيقاً, عبر عمليات ديناميات مراجعات فكرية ومنهجية عاجلة, لحل هذه الأحوال والأطوار ورصدها جيدا,ً وتقديم العلاج الناجع والناجز والشافي, ضمن مقاربات شمولية, وفقاً لآليات عمل واضحة وبسيطة للغاية.
لذلك نريد ان نسلّط الضوء, على مجمل التحديات التي تواجه الصحوة, سواء كانت اسلامية بامتياز أو شعوبية شعبوية بتجرد, وان كان التحدي الأبرز, يكمن في أزمة الفهم الصحووي لما يجري وتنميطه وتصنيفه.
وعندما نقول أنّ فلان قد صحا من نوم أو غفوة, بمعنى الأنتباه والأفاقة واليقظة, وأيضا استعاد وعيه, بعد أن غاب عنه, وما يعتري الفرد من غياب الوعي, يعتري الأمم كذلك, وقد تطول أو تقصر فترة غياب الأمم عن وعيها, نتيجة فعل تخريبي من داخلها, لجعلها تنام أو تغفو, غفوة  أهل الكهف أو أقل بقليل, أو حتّى نتيجة تنويم خارجي دولي سلّط عليها.
وأمتنا الأسلامية, اعتراها نوم وغفوة, ثم هاهي تتدارك ذلك, عبر صحوة شعوبها, فصحوة الأمة تعني عودة الوعي والأنتباه لها, بعد طول أو قصر غيبه, والصحوة تعني البعث والأنبعاث.
والصحوة في الأصطلاح, تتموضع فهما ومعرفة, بأنّها تلك الظواهر الأجتماعية الجديدة, والتي تشير الى تنبه ويقظة الأمتين الأسلامية والعربية, وافاقتهما واحرازهما تقدماً مطرداً, في احساسهما بذاتهما واعتزازهما بدينهما, وفي تحررهما من التبعية الفكرية والسياسية, وفي سعيهما للخروج من حالة تخلفهما وانحدارهما, ولقيامهما بدورهما الحضاري المتميز, باعتبارهما خير أمة أخرجها الله تعالى, لأعمار الأرض واثارتها.
والعمود الفقري لهذه الصحوة, بمفهومها الشامل المانع الناجز, هم الشباب المسلم والمؤمن, والواعي المثقف, والمتنوّر وحتّى المسيس, والذي حاول الغرب الأوروبي وأمريكا, أن يعزله عن دينه وعن تراثه وعن امته, وراحت تعمل وتفعل معاول الهدم الفكري عملها, لكن قدّر الله ما شاء فعل, فصار هذا الشباب, هو رمز هذه الصحوة, ويجسّد أمالها وتطلعاتها في الأنعتاق, من ذل الهيمنة والأستكبار, وديكتتوريات بعض الأنظمة, التي رأت نفسها في خندق عدوّها وعدو عقيدتها ودينها.
انّ الحركات الأسلامية والقومية والوطنية, باعتقادي هي كلها وعلى مختلف مشاربها, ثمرة حيّة من ثمرات الصحوة الأسلامية والشعبية و\ أو الشعبوية التي تجري, والهزائم المتلاحقة, والأنتكاسات, وعلى مختلف الصعد الحياتية, والتي عانت وتعاني منها أمتنا, بسبب فعلنا وارتهاننا الى الأجنبي, وحسب ظني وتقديري, هي مكون رئيس في يقظة الأمة, وعودتها الى دينها وقيمها وذاتها, عبر حراكات عمودها الفقري, وهم الشباب المسلم المؤمن, بعدالة حقوقه وقضاياه, الواعي والمثقف والذي شق ويشق طريقه في الصخر, ناحتاً وحافراً آليات تحرره وأمته الأسلامية, من شرنقات وقوالب غربية – امريكية صنعت, لكي تهدم أسس أمتنا الأسلامية.
انّ أهم تحدي أمام الصحوة – المعاصرة, كصحوة اسلامية – شعبوية, هو أزمة الفهم والتوجيه, فهم النص القرآني, وكذلك سنة الرسول صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه, فلا بدّ من مراعاة جملة من الضوابط والأسس, في التعامل مع النص القرآني, حيث الأخير هو الذي يفسر الحديث الشريف ويفسر بيت الشعر أو الحكمة, ومسؤولية معالجة أزمة الفهم هذه, هي مسؤولية جماعية, لا بدّ أن يشارك فيها الجميع من مسلمين وعرب, وتقع مسؤولية خاصة على ايران الثورة, ايران الدولة المسلمة, والتي من حقها أن تعبر عن مجالاتها الحيوية, ليس فقط في نطاق الجغرافيا التاريخية, وانما في مجال الفكر الأنساني السليم والقويم.
* محاولات أمريكية غربية أوروبية, للحيلولة دون وصول الصحوة للساحات السياسية الشرق الأوسطية الحليفة والمؤيدة لهم.    
في المعلومات الأستخبارية, يقوم الخبراء المعنيين, بشأن العمليات العسكرية السريّة في إطار, مؤسسات المجمّع الأمني الأستخباري الفدرالي الأمريكي, والذي يضم أكثر من سبعة عشرة وكالة استخبار واستطلاع, وفي مؤسسات البنتاغون, ومؤسسة مجلس الأمن القومي الأمريكي, حيث الأخير يرسم السياسات الخارجية للعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي, وفي FBI وغيرها, يقوم هؤلاء الخبراء المراقبين وعلى مدار الساعة, بإعداد ورسم الخطط, لنشر عناصر ووحدات فرق الموت والقنّاصة, في العراق وسورية, ولبنان وليبيا, والجزائر وبعض ساحات الحلفاء الضعيفة, لغايات التصعيد وإثارة فوضى بنّائة, وفقاً للرؤية الإستراتيجية الأمريكية, لتكون مخرجات لساحات أخرى, لغايات خلق وتخليق, "سلّة" ذرائع شاملة, لتشريع التدخلات الدولية اللاحقة, عبر جامعة الدول العربية, كمنظمة إقليمية, عندما تحين اللحظة المناسبة.
ومن المعروف أنّ نموذج, خطط ومخططات فرق الموت والقنّاصة, سبق أن تم تطبيقه في دولة السلفادور, فصار يعرف بخيار السلفادور الذهبي, والأب البيولوجي لهذا الخيار بالأساس هو: جون نيغروبونتي السفير الأمريكي الأسبق في السلفادور, وهو صاحبه والمبتكر والمشرف, على تنفيذ خيار السلفادور الذهبي, وأعاد الكرة مرّةً ثانيةً, عندما تولى منصب السفير الأمريكي في العراق المحتل, حيث قام بإسقاط خيار السلفادور, على بلاد الرافدين المحتلة.
وتأسيساً على الأنف ذكره, ظهرت فرق الموت وتكاثرت, كتكاثر الفطر السام, وأعانه على التنفيذ والأشراف, السفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد, عندما كان أحد أركان السفارة الأمريكية في العراق المحتل, فترة سفارة وعمل جون نيغروبونتي, حيث صار الأخير فيما بعد, أول رئيس للمجمع الأمني الفدرالي الأستخباري في الولايات المتحدة الأمريكية.
وهنا نتساءل السؤال التالي: لماذا أصرت ادارة اوباما رقم واحد في حينه، على ابقاء سفيرها في سورية في بداية الحدث الدمشقي؟ هل له علاقة بخيار ونموذج السلفادور, المراد إسقاطه على ساحات الخصوم, وساحات الحلفاء على حد سواء لاحقاً؟ إن لجهة سوريا, وان لجهة لبنان, وان لجهة الجزائر, فالمغرب, فموريتانيا, بحجة القاعدة ومكافحة الإرهاب, بعد مخرجات وتداعيات" نكش" مدبرة النحل الليبية وعدم السيطرة عليها!.
من ناحية ثانية - لها صلة بالأنف ذكره - تقول المعلومات, أنّ احمد الجلبي - الحمل الوديع -  له تحركات عرضية ورأسية, ناعمة وورديّة بامتياز, إن لجهة الداخل العراقي المحلي المحتل, وان لجهة الخارج العراقي الإقليمي المستهدف, وتحديداً في إيران, وسوريا, وليبيا, ولبنان, والجزائر, واليمن, فكما هو معلوم للخاصة, أنّ الجلبي له روابط عميقة جداً, مع جماعة المحافظين الجدد, ومع بعض المعارضين السوريين على شاكلة: فريد الغادري وغيره, ويتمتع احمد الجلبي, بعضوية كاملة في المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي, والذي يعد أحد أهم مراكز جماعات الأيباك المعنية, بإدارة وتنسيق, العلاقات والروابط العسكرية الأمنية الأمريكية – الإسرائيلية.
كما تتحدث المعلومات المسرّبة, لبعض وسائل الميديا الأمريكية المقرّبة, من دوائر مخابراتية ضيقة, لبعض وكالات الاستخبار, في مؤسسة المجمّع الأمني الفدرالي الولاياتي الأمريكي, أنّ بعض الأطراف الخليجية تقوم ومنذ أشهر, بعقد المزيد من الاتفاقيات السريّة, مع العديد من الشركات الأمنية الأمريكية, والتي تتساوق متقاطعةً في عملها مع عمل ومهمات شركات بلاك ووتر الأمريكية, في أفغانستان المحتلة وفي العراق المحتل, كما تقوم بعض هذه الأطراف الخليجية, بالتعاقد مع شركات أمنية أوروبية وآسيوية, كل ذلك لجهة القيام بوضع وإنفاذ, مخططات الحماية الأمنية في بعض الدول الخليجية, في حالة مواجهة أي تهديدات سياسية واحتجاجات داخلية.
ومن نافلة القول, أنّ تعاقد بعض الأطراف الخليجية, مع هذه الشركات جاء في سياق سرّي للغاية, وحتّى بعيداً عن معرفة الجهات الأمريكية الرسمية, وتقوم هذه الشركات الأمنية المتعاقد معها, بإنشاء الشبكات الأمنية الخاصة, ووضع آليات عملها ومهماتها, وتحديد نطاقات عملها الجغرافية, مع إمكانية توسيع فتحة "فرجار" نطاق عملها, بحيث لا تبقى محصورة في جغرافية, بعض الأطراف القطرية الخليجية, بل لجهة شمول بعض البلدان الشرق الأوسطية الأخرى, مع التأكيد أنّ دور هذه الشركات الأمنية الأمريكية الخاصة, والأوروبية والآسيوية, ينحصر فقط في تقديم الخبراء المخابراتيين الأمنيين, أمّا العناصر( الموارد البشرية) المنفذون, فهم ينتمون إلى العديد من جنسيات البلدان الأخرى, وهم يعملون كمرتزقة بشرية.
هذا وقد أحرزت وحقّقت هذه الشركات الأمريكية, نجاحات متقدمة, أوضحتها تقارير الانجاز المخابراتية الناجزة, على أرض الميدان في خدماتها, بجانب نجاحاتها الأخرى, في بناء شبكات مخابراتية, تقوم بعمليات سريّة خاصة, أخذت شكل ومنهاج( الكتائب والسرايا)الناشطة, في عمليات غير معلومة ومعروفة.
وتسعى العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي, إلى الاستفادة والإفادة من فرص استخدام وارتزاق, هذه الشبكات الأمريكية والأوروبية والآسيوية, في عمليات مزدوجة نوعية وكمية, لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية, إن لجهة الداخل الخليجي, عندما تحين لحظة الحقيقة والتغيير, وان لجهة الخارج الخليجي, إزاء الملف الإيراني, والملف التركي, على حد سواء, وان لجهة مزاحمات هنا وهناك, للنفوذ الصيني والروسي, في المجالات الحيوية في المنطقة الشرق الأوسطية.

إذاً, الولايات المتحدة الأمريكية, تسعى إلى عدم انتقال, عدوى ربيع الشعوب العربية إلى ساحات حلفائها, على الأقل في هذه اللحظة الربيعيّة, لحين التفاهمات مع الأطراف الدولية الأخرى, ودفعت أمريكا بقوّة, طرف خليجي فدرالي, إلى توقيع اتفاقية بقيمة 540 مليون $, وتحت رعايتها الأمريكية, مع منظمات خاصة للحماية مثل:-
SPECTRE HORIZON- AND- REFLEX RESPONSES   ويرأس مجلس إدارتيهما ضابط المخابرات الأمريكي السابق:- ERIC PRINCE  ذو الروابط والعلاقات المتشعبة, مع مجلس الأمن القومي الأمريكي, والبنتاغون, والمجمّع الأمني الفدرالي الولاياتي الاتحادي, ومع شركات بلاك ووتر, حيث العناصر البشرية المكوّنة, للمنظمات الأمنية الخاصة, التابعتين للشركتين السابق ذكرهما- تتكون كل منظمة من 1500 عنصر بشري, إلى 2000 عنصر بشري - من الأجانب المرتزقة, من كولومبيين, ومن بلدان دول أمريكا اللاتينية, وهم غير مسلمين.
هذا وتفيد المعلومات, أنّهم دخلوا إلى ساحات بعض الأطراف الخليجية, التي تعاقدت مع مثل هذه الشركات الخاصة, تحت صفات عمّال بناء ومنشآت, والمفارقة كما تتحدث بعض وسائل الميديا الأمريكية - المحايدة, أنّ جوازات سفرهم مختومة بختم  الاستخبارات العسكرية, لبعض تلك الأطراف الخليجية المتعاقدة معها, وتلك العناصر البشرية, تم تدريبها في معسكرات خاصة, تحت إشراف مستشارين مخابراتيين:- أمريكانيين, وألمانيين, وفرنسيين, وبريطانيين.
وهدف هذه المجموعات الأمنية- المرتزقة, القيام في عمليات خاصة ضد الإرهاب المحلي والإقليمي, ولقمع الاحتجاجات الشعبوية, في مدن وقرى بعض الأطراف الخليجية المتعاقدة, وتأمين أمن المواد النووية في المنطقة, وتنفيذ العمليات الإنسانية, والدفاع عن مواقع البنى التحتية, مع تفريق المظاهرات والاحتجاجات عبر: " القناوي" والعصي, وفنون الجو دو والكاراتيه, دون استخدامات للسلاح, تحت أي ظرف كان, مع مواطنين تلك الأطراف الخليجية المتعاقدة.
في حين أنّه سيكون لها أدوار سريّة أخرى, كتداعيات للدور الإيراني, أو أي استهداف إيراني آخر غير معلوم, على ساحات تلك الأطراف الخليجية, وسوف تستخدم عندّ هذه اللحظة, نفس أسلوب منظمة بلاك ووتر, في العراق المحتل وأفغانستان المحتلة, من قتل الأبرياء, وتداولات لأسلحة غير شرعية وغير مشروعة, ونشر المخدرات.
2- 2
*المحاولات الأمريكية الأوروبية الغربية, في تصعيد الأحداث في ساحات الخصوم – مثال ذلك النموذج السوري, والأنقلاب على النسق السياسي فيه, مع حرف الهدف من الذي يجري هناك.
الحديث الأخير, للجنرال في الأحتياط, مائير دوغان الرئيس السابق للموساد, والذي قاله أمام منتدى الجامعة العبرية الأسرائيلية, كجزء من تخميناته وتقديراته الأستخباراتية, لطبيعة ونوعية مفاعيل الحدث السوري الجاري الآن, مع توضيحاته لماهية الموقف الأسرائيلي, الذي يتعين على تل أبيب اتخاذه والألتزام به, لجهة كيفية التعامل معه, وتوجيه تطوراته وتداعياته, بما يخدم ويعزّز المصالح الحيوية لهذا الكيان الغريب, من حيث سعي حثيث مع واشنطن, لأسقاط وتحقيق انهيار دمشق, وهذا يشي بوضوح أنّ محور واشنطن – تل أبيب, ومن ارتبط به من العربان, يرى في استهداف سوريا في الوقت الحالي, أهم من استهداف ايران, وتشي تخمينات وحديث دوغان الأخير, بأنّ على اسرائيل أن تعمل من أجل, أم (بنوك) أهدافها الأستراتيجية, عبر استهداف دمشق, وعلى الأسرائليين والذين ظلوا أكثر اهتماماً باستهداف ايران, عليهم أن يفهموا, بأنّ التفكير في اقدام تل أبيب في مثل هذه الظروف, باستهداف ايران – وبرنامجها النووي ودورها الحيوي, هو أمر سخيف للغاية ويدل على حمق عميق, لذلك عليهم أن يستهدفوا بوّابة ايران, في المنطقة والى العالم العربي والأسلامي, وهي البوّابة الدمشقية, هكذا يرى دوغان, وهو يتحدث الآن بصفته كخبير استخباراتي مجرّب.
لقد ظلّت البوّابة الدمشقية لأيران -(وما زالت)-, تشكل محور اهتمام أجهزة شبكات المخابرات الأسرائيلية المختلفة, وكذلك شبكات المخابرات الأمريكية, في اطار المجمّع الفدرالي الأمني الأمريكي, والذي يضم أكثر من سبعة عشر وكالة مخابرات واستخبار, أضف الى ذلك اهتمامات متنوعة لشبكات المخابرات الغربية الأوروبية, كل ذلك بسبب الدور المركزي الهام, الذي ظلّت ومازالت تلعبه سوريا, في ضبط وتشكيل وتشكل التوازنات الجيو – سياسية الشرق الأوسطية, وكدولة اقليمية ذات أدوار حيوية في مجالاتها الحيوية, وفي توجيه مفاعيل وتفاعلات متغيرات الصراع العربي – الأسرائيلي, بكافة مكوناته وملفات قضاياه الأساسية, حيث اختصره البعض منّا مع كل أسف وحصرة, الى النزاع الفلسطيني – الأسرائيلي, والفرق في ذلك واضح كالشمس, هو فرق بين الثرى على الأرض, والثريا في السماء الدنيا, كذلك أدوار دمشق في توجيه مفاعيل, متغيرات الشعور القومي العربي وبكافة مكوناته, وملفات قضاياه المتعلقة بالعمل العربي المشترك, وبناءات الهوية القومية العربية من جديد وتقاطعاتها, مع بناءات الهوية الأسلامية, كذلك الدور السوري الواضح, في توجيه متغيرات ردع النفوذ الأجنبي على المنطقة, بأشكال استعمارية تستسيغها الأذن العربية, وتحت عناوين الديمقراطيات, وحقوق الأنسان, والحاكميات الرشيدة ... الخ.
شبكات المخابرات المختلفة, لمحور واشنطن – تل أبيب, ومن ارتبط به من العربان, وباقي الحلفاء الغربيين الأوروبيين, تركز على عامل فهم تأثير العامل السوري, ان لجهة اخراج دمشق, من دائرة الصراع العربي – الأسرائيلي, لأنهاء هذا الصراع والى الأبد, وان لجهة اخراج سوريا من دائرة الشعور القومي العربي, لأنهاء المشروع القومي النهضوي العربي, وهو شرط موضوعي, لتفكيك تماسك المنطقة العربية, وتحويلها الى كيانات مفككة, يمكن اخضاعها بكل سهولة للنفوذ الأسرا- أمريكي, كل ذلك من أجل ضبط تأثير العامل السوري, ليصار الى انهائه لاحقاً, أو على الأقل اضعافه, ثم تحييد دوره بشكل مؤقت, ليتاح لاحقاً السيطرة عليه.
وفي ظني وتقديري, أنّ الحدث السوري, قد يقود الى سلسلة من عمليات الأنقلاب الرئيسية, في مسارات توجهات النظام الدولي, وطرق اعادة تشكيله, وتنميطات جديدة لعقيدته, حيث نجد أنّ واشنطن وحلفائها من الأوروبيين, صاروا يتمادون كثيراً في استهدافاتهم لسوريا ودورها, بحيث صار الحدث السوري نقطة مركزية, في محيط التحركات الدولية والأقليمية الساعية, لجهة تصعيدات لمجريات الأحداث في القطر السوري.
وأحسب أنّ مسارات التمادي الأمريكي – الغربي الأوروبي, كتدخل خارجي أجنبي, في ملفات الحدث السوري ومفاعيله وعقابيله, سيقود بالضرورة الى حالات غير مسبوقة, من الأنفلات الأمني والسياسي الذي يصعب السيطرة عليه, كما نلاحظ أنّ المعارضة السورية سواءً لجهة الداخل السوري, أو لجهة الخارج السوري, كطرف له ارتباطاته الخارجية والتي هي, محل تساؤل الكثيرين من المراقبين, عقابيل هذا الأرتباط الخارجي لهذه المعارضة, يمنع بلا شك التهدئة في سوريا, ومن جهة ثانية يدفع ازاء التصعيد, الذي يتيح لها الحصول على الدعم الأمريكي – والغربي الأوروبي, مع وجود حراك خارجي تصعيدي, تزامن مع حراك داخلي ازاء التهدئة, ويبدو أنّ هناك ادارات للتصعيد السوري الرأسي والعرضي, بعد أن فشل التصعيد الداخلي, عبر متتاليات هندسة الأحتواء للحدث السوري, بمسارات سياسية.
انّ جلّ الأطراف الدولية الغربية, تنحاز بالتدخل لجانب طرف المعارضة, بدلاً من العمل على تحقيق التهدئة, فهي من ناحية تمارس استراتيجيات اعلامية سوداء, في الغرف المغلقة وعمليات تعبئة سلبية, ومن ناحية ثانية تعمل في دعم جهود التصعيد, عبر المال والسلاح الخفيف الفردي ومستلزماته والثقيل أيضا بمستويات, مع دعومات لوجستية أخرى عابرة للحدود والقارات.
والعنف المضاد و نمو ظاهرة الأختلافات السياسية الرأسية والأفقية, وكما نراه الآن في مصر وتونس والعراق, كما من الممكن أن تمتد حالات عدم الأستقرار في الشرق الأوسط, بسبب عقابيل الحدث السوري, الى بؤر توتر قادمة, في لبنان وفلسطين المحتلة, والمغرب والجزائر, وموريتانيا, بالأضافة لما يجري في اليمن, وهذه التوترات الجارية في المنطقة الآن, تخرج عن السيطرة والأنضباط, ولا يمكن لأي جهة كانت أن تتحكم بها, وما يجري في سوريا يؤثر على الأردن أيضاً, ويدخل كل المنطقة في وضع صعب جداً.
كذلك تعمل وتمارس واشنطن وحلفائها من الأوروبيين, الكثير من التحايل والتجاوزات لحدود ونطاق ولاية القرارات الدولية, عبر مجلس الأمن الدولي, مما أدّى الى اصطفافات من دول أخرى عظمى, تملك حق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي, كروسيا والصين, حيث تعارضان هذه التوجهات الغربية والأمريكية, وحدثت الأختلافات الدولية حول الحدث السوري, وتفاعلاته وكيفية التعامل معه, لذلك فمن الممكن أن تكون مفاعيل الحدث السوري, في منظور الرؤية الدولية, نقطة البداية لعمليات تمرد دولي اقليمي, على مفهوم نظام الهيمنة الأمريكية والغربية, بعد أن قامت القوّات الأمريكية الغازية, بعمليات غزو واحتلال أفغانستان والعراق, وكان ذلك نقطة بداية مسار قطار الهيمنة الأمريكية, على العالم ضمن نظام القطبية الواحدة, ومن شأن تقلبات المناخات الدولية, لهذه المعادلة ومفهومها, أن يؤدي ذلك الى صعود نظام دولي بديل متعدد الأقطاب, أو على الأقل ثنائي القطبية أو ثلاثي, وظاهرة الأختلاف الأممي, ازاء الحدث السوري قد تكون البدايات لجهة ذلك.
وأتفق مع القول الذي يتحدث, بأنّ بغداد كانت تمثل الشرارة, التي أشعلت نيران الهيمنة الأمريكية في المنطقة والعالم, وقد تكون دمشق عبر حدثها السوري الشامل, والأختلاف عليه دولياً وبكيفية التعاطي معه, بمثابة تلك الأطفائية المائية, التي تقضي على نيران هذه الهيمنة والغطرسة, أو على الأقل التخفيف, من مستويات درجات التهابها.
هناك مقاربات سياسية شاملة للايباك في الولايات المتحدة, لجهة حركة الأحتجاجات السورية وتداعياتها على السلام في المنطقة, وان لجهة مواقف الأدارة الأمريكية, بعد خطاب باراك أوباما الأخير, بحيث أكّدت مقاربات الأيباك, أنّ السلام مع مصر والأردن الى حد ما, صار سلاماً حقيقياً بالأطار الرسمي لا الشعبي, أمّا السلام الأسرائيلي مع سوريا والفلسطينيين, فهو أمر لا يمكن تحقيقه في المدى المنظور, لذلك المطلوب من محور واشنطن – تل أبيب حالياً, التفرغ الكامل لجهة اكمال عزل سوريا واخراجها, من معادلات الشرق الأوسط الحالية والمستحدثة لاحقاً, وبعدها يمكن النظر في أمر كيفية, تحقيق سلام شرق أوسطي حقيقي من زاوية الأيباك.
وحول السياسة الخارجية الأمريكية, فقد ذهبت مقاربات جماعات الضغط الأيباكي, الى أنّ واشنطن تتعامل مع حراكات ربيع الشارع العربي, وفق معيارين أثنين: معيار المصالح الأستراتيجية, ومعيار السلوكيات الأخلاقية القيميّة, ففي المسألة المصرية والتونسية, وثورتيهما الأخيرتين, نجد أنّ واشنطن التزمت وفق معيار السلوك الأخلاقي القيمي, وذهبت بعيداً لجهة احترام رغبة الشارعين المصري والتونسي الشعبوية, في اسقاط نظام مبارك وبن علي الحليفان لها, واستبعدت واشنطن معيار المصالح الأستراتيجية, بحيث تخلّت عن مصالحها الأستراتيجية, والتي كان يمثلها نظام مبارك وبن علي, ولكنها في الموضوع اليمني والبحريني, تعاملت وفق معيار المصالح الأستراتيجية, ولم تسعى الى التعامل على أساس الأعتبارات السلوكية الأخلاقية القيمية, على غرار ما فعلت مع القاهرة وتونس.
ويبدو أنّ توجهات السياسة الأمريكية والغربية, تتناقل متأرجحةً بين الخيارين, خيارات الدبلوماسية القائمة, على عملية صنع القرار المستند, على المعيار الأخلاقي القيمي, والخيارات الدبلوماسية القائمة, على عملية صنع القرار المستند, على معيار المصالح الأستراتيجية, وعليه تتعامل ادارة أوباما الديمقراطية, مع الحدث السوري وتفاعلاته, على أساس وضع دمشق أمام مسارين أثنين, وهو أمر استثنائي لمعايير دبلوماسية العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي.
وتقول معلومات الخبراء والمراقبين الدوليين, انّ حركة الأخوان المسلمين السورية, هي الأكثر والأوفر نشاطاً, في الساحة السياسية السورية حالياً, وصعود هذه الحركة معناه بكل بساطة, القضاء على سوريا المدنية – العلمانية, واستبدالها بسوريا الأصولية – السنيّة, وهو أمر غير مقبول بالنسبة لواشنطن والغرب, وانهيار دمشق معناه, اندلاع نيران العنف السياسي الطائفي, وتداعيات وعقابيل كل ذلك, سوف تتخطّى حدود القطر السوري, الى بقية المناطق الأخرى, المجاورة وغير المجاورة, في جل جغرافية الشرق الأوسط, وانهيار دمشق يعني, ترسانات الأسلحة السورية كلّها, سوف تقع في يد الفصائل والميليشيات المسلحة, بما في ذلك الأسلحة الكيماوية والبيولوجية, واستخدامها سوف يكون حاضراً, ولكنه بمستويات فوضويّة عبثيّة متفاقمة.

ما يجري اليوم في المنطقة العربية وجل الشرق الأوسط:-
هل هو نتاج ثوري للثورة الأسلامية الأيرانية وتداعياتها؟!
*كتب: المحامي محمد احمد الروسان*
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*


www.roussanlegal.0pi.com
mohd_ahamd2003@yahoo.com

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=25345


Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_g69dhfme3mk0rvjct2omafu5k3, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0