الرئيسية  /  كتاب وآراء

سقطوا على أسوار دمشق .. بقلم : اياد الجاجة


دام برس : سقطوا على أسوار دمشق .. بقلم : اياد الجاجة

دام برس :

منذ بدء الأزمة السورية كانت المشكلة الحقيقية لدول التآمر تتمثل بتشكيل تجمع يضم المعارضات الغير وطنية ولم تنفع كل المؤتمرات والمؤامرات في تحقيق هذا الهدف وبات الانقسام واضحا إلى أن تم الاتفاق بتقسيم الغنائم بين مجلس اسطنبول برئاسة المدعو جورج صبرا من أجل الإيحاء بأن ما تسمى معارضة لها وجه علماني وبين مجلس الائتلاف الإخواني من أجل إرضاء السلطان أردوغان في تعيين وال له على بلاد الشام.
إلا أن هذا الزواج لم يدم طويلا حيث أعلن الطلاق يوم شن ما يسمى المجلس الوطني السوري حملة عنيفة على رئيس ما يسمى "الائتلاف السوري المعارض"احمد معاذ الخطيب، رافضا "الدخول في أي حوار أو تفاوض" مع القيادة السورية.
فعلى ما يبدو، لم يكن موقف معاذ الخطيب الذي أبدى فيها الاستعداد للحوار مجرد موقف شخصي وليس مجرد تعبير عن إحباط يتسع نطاقه يوماً بعد يوم من إسقاط القيادة السورية التي أرادها الشعب وأيدها.
عندما توجه معاذ الخطيب إلى روسيا كان يعلم بأن لا أحد يستطيع أن يملي قرارات على القيادة السورية و بأن دعوة الحوار التي وجهها السيد الرئيس بشار الأسد هي الأمل الوحيد لحل الأزمة السورية على الرغم من أن من يدعون المعارضة في الخارج ليسوا مهتمين بحل الأزمة إلا أن بشائر النصر للقيادة والشعب السورية أجبرتهم على الخضوع للإرادة السورية.
ويبدو أن خطوة الخطيب لم تكن بعيدة عن رغبة متصاعدة داخل صفوف المعارضة نفسها، فالجميع متململون من احتكار الإخوان المجرمون قيادة المعارضة السورية الخارجية ويتساءل المراقبون هل ستكون قمة القاهرة التي لن تحضرها دمشق هي قمة الدفع في اتجاه الحوار السوري ـ السوري، وقمة إحياء وثيقة جنيف بتفسيرها الروسي الصحيح، خصوصا بعد أن دعت موسكو إلى إشراك المملكة العربية السعودية وإيران في أي حل للأزمة السورية؟
حقيقة الأمر تقول بأن كل من وقف خلف مؤامرة الربيع العربي بات يبحث عن مخرج من أجل الهروب من دفع ثمن باهظ قد يطيح بحكومات وأمراء نفط وغاز، لأن دول الغرب تعلم بأنها مضطرة لإعادة سفرائها إلى دمشق وأن تفاهما سوريا غربيا يلوح في الأفق في إطار تفاهم روسي أمريكي لحل الأزمة السوية عبر الوسائل الدبلوماسية.
وهنا لن يبقى سوى العثمانيين الجدد الذي سيدفعون ثمن تعنتهم شعبيا في صناديق الاقتراع علما بأن تركيا الأردوغانية ليست سوى ورقة بيد الأوربيين وأصبحت محروقة.
أما مصر ومن لف لفها فأزماتها الداخلية كافية من أجل إبعادها عن الساحة السياسية الإقليمية ومملكة آل سعود بدأت جديا انشقاقها عن محور التآمر وخير دليل على ذلك هو إرسال وفد أمني إلى بغداد لنقل رغبة ملك آل سعود في تشكيل محور اعتدال جديد في وجه قطر.
وكما قال المثل "لن يبقى في الميدان غير حديدان" وحديدان هذا هو أمير الغاز في قطر ويتساءل المراقبون هل سيدفع حمد بن جاسم ثمن هزيمته على أسوار دمشق. 
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=25311