الرئيسية  /  رأي دام برس بقلم مي حميدوش

سورية في مؤتمر الوحدة الإسلامية رمزاً للتآخي ووحدتها الوطنية نموذجاً يحتذى .. بقلم : مي حميدوش


دام برس :

امة تمتلك كل ثروات الدنيا والطاقات المعنوية لكنها معطلة حيث لم يعد خافياًعلى أحد الواقع الإسلامي المؤسف الذي نعيشه اليوم، حيث أصبح العدو بالفكر صديقاً بالتعامل، وكيف أصبحت الدول التي تخطط لتدمير بلدان المسلمين صديقة في عرف البعض و الدول الصديقة التي تتفانى من أجل قضايا ومبادئ المسلمين عدوة تحشد ضدها أروقة الفكر لتشويه صورتها، هي سياسة قلب الموازين حيث انتشر الفكر المتطرف من أجل خدمة بني صهيون.
عرفت الأمة العربية والإسلامية العريقة المترامية الأطراف عبر التاريخ بأنها ثقافية قبل كل شيء وتحتضن كنوزاً فكرية وثقافية غنية وقيمة، وتفيض بنعمها وخيراتها على أبناء هذه الأرض وغيرها من أبناء العالم.
وهكذا فإن بلادنا عرفت بين بلاد العالم بطابعها الثقافي وشكلت الثقافة دوماً أساس العلاقات بين هذه الأمة وغيرها من بلدان العالم وشعوبه وفي عالمنا المعاصر ونظراً لتنوع الخصائص التي يتميز بها كل بلد فإن سورية تشارك بكل فاعلية باقي البلدان في تشييد عالم عامر ومليء بالقيم الإنسانية والمعنوية .
إن سورية وباعتمادها على هذه الكنوز الثقافية العظيمة ترى نفسها اليوم مكلفة بالوجود الفاعل في الساحة الدولية لتؤدي دورها التاريخي كعضو ثقافي متميز وفاعل في المجتمع العالمي، وذلك من أجل المحافظة على التوازن الثقافي والمعنوي في العالم المعاصر إلى جانب التعريف بنموذج الوحدة الوطنية لأبناء العالم.
مع بدء رسم ملامح انتصار سورية على الحرب الكونية المعلنة من محور التآمر تكون سورية قد أوصلت رسالتها التاريخية المطلوبة ودخلت مرحلة جديدة تسعى من خلالها لتوسيع وتعميق العلاقات الثقافية مع مختلف شعوب العالم فضلاً عن عرض الثقافة والحضارة الأصيلة أمام العالم.
لقد أوصلت سورية الحضارة صوتها اليوم إلى العالم عبر عدة محاور وبأساليب متنوعة , وفي مؤتمر الوحدة الإسلامية وقف رجل من وطني أمام العالم ليعلن بأن سورية كانت وستبقى نموذجاً للإخاء والتسامح.
إن أهم عمل لتحصين الوحدة الإسلامية، هو أن يفهم المسلمون بعضهم بعضاً، وهذا ما نحتاج إليه، وهو أمر قد أصبح متقدماً على مستوى العلماء، لكن ما نلاحظه دائماً، أنّه لا ينزل إلى الأرض، فالعلماء يلتقون ويتحدَّثون ويتفهّمون بعضهم بعضاً، ولكن ليس من تأثيرٍ في السَّاحة الّتي يعمل فيها كلّ من هؤلاء، ولهذا نجد أنّ أيّ فكرة خلافيّة تطرح، تترك مباشرةً آثاراً سلبيّةً على الواقع، وهذا من الأمور الّتي تعمل على تأزيم الواقع في أكثر من موقع، ولا سيَّما في ظلّ السّعي لتكبير نقاط الاختلاف.
في هذا الوقت علينا جميعاً أن نقف في وجه التطرف والتعصب وكل من يحلل سفك الدم البريء وستبقى سورية قلعة صامدة ورمزاً للتسامح وشعاراً للمقاومة.
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=28&id=25123