الرئيسية  /  رأي دام برس بقلم مي حميدوش

قناة السويس من دوليسيبس إلى حمد ..تاريخ الاستعمار يتجدد


دام برس :

بعد أن تولى محمد سعيد باشا حكم مصر في عام 1854 تمكن المدعو دوليسبيس والذي كان مقرباً من سعيد باشا من الحصول على فرمان عقد امتياز قناة السويس الأول و كان مكون من 12 بنداً كان من أهمها حفر قناة تصل بين البحرين و مدة الامتياز 99 عام من تاريخ فتح القناة.
بقيت قناة السويس على مر الزمان هدف استراتيجيا لقوى الاستعمار وقد سجل التاريخ للراحل عبد الناصر تتويج ثورة الضباط الأحرار بقرار تأميم قناة السويس يوم وقف متحديا كل القوى الاستعمارية معلنا أن قناة السويس مصرية.
اليوم وبعد ما تسمى ثورة 25 يناير وصل الإخوان المسلمون إلى السلطة، وأصبح محمد مرسى والي عثمانيا جديدا وهنا لسنا في وارد التحليل لكل ما قام به هذا الوالي من تجاوزات ولكن ما يهمنا أن حاكم قطر قرر استملاك قناة السويس وإعادتها إلى أسياده الاستعماريون الجدد.
كان مسؤولين قطريين قد توافدوا على مصر خلال الأسبوعين الماضيين وأعلنوا منح مصر 2 مليار دولار جديدة حرصا منهم على الاقتصاد المصري ومن بين المسؤولين القطريين رئيس الاستخبارات العسكرية القطرية الذي التقى مرشد الإخوان دون أن يلتقي بأي مسؤول في الاستخبارات العسكرية المصرية واليوم وبإعلان الصحف القطرية بدء تسليم قناة السويس لقطر يكون الاحتلال القطري للقناة هو الأول بعد جلاء الاحتلال الانجليزي للقناة بعد 93 عاما من السطو عليها بموجب اتفاق انجليزي مع الخديوي إسماعيل للسطو على القناة باتفاقية حق امتياز جديدة بين مرسى وحمد الثاني.
السؤال الذي يطرحه المراقبون لماذا تريد قطر وبكل هذا الحرص أن تسيطر على قناة السويس، وهى السيطرة التي يمكن أن تصل إلى حد الاحتلال الكامل؟
والجواب هو أن سيطرة قطر على قناة السويس ليس لها معنى إلا سيطرة أمريكا ومن ورائها إسرائيل، وهو ما يعنى أنها ستكون متحكمة وبشكل أساسي فيمن يمر ومن لا يمر في قناة السويس، بما يعنى أن قرار ضرب إيران مثلا أو أي دولة غيرها يمكن أن يكون أمرا ميسورا.
قطر التي سخرت نفسها لخدمة مصالح أمريكا لن تتردد أن تحصل على مفاتيح مصر، وتجعلها في يدها وحدها ومن أجل ذلك بدأت قطر ابتزازها الاقتصادي والسياسي الذي لن تتخلص منه مصر بسهولة.
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=28&id=24983