دام برس - بلال سليطين :

أطلق الفنان السوري "محمد اسعد" (سموقان) مشروعه الفني الجديد من خلال معرضه "أبجدية الأزرق" الذي تستضيفه صالة نادي الاوركسترا في اللاذقية، ويضم لوحات فنية عالية الدقة والتكنيك من جهة وغنية بالمفردات الفنية والرمزية الجمالية من جهة أخرى.

"سموقان" تحدث لدام برس عن معرضه "أبجدية الازرق" قائلاً:«المشاهد قد لا يرى اللون الأزرق الاعتيادي في اللوحة لكن جميع الألوان من مشتقات الأزرق، ثم الأشكال المرسومة من سمكة أو صياد أو صيادة وقصبة صيد، وهناك أهمية للخيط الذي تجده في كل اللوحات ويحاول أن يغطي العناصر المرسومة لتفعيل الحس الخفي للمشاهد من أجل أن يفكر في العمل ويضعه في حالة من السحر يعتقد خلاها أن عليه النظر إلى العمل أكثر فأكثر من اجل قراءاته».

ويضيف "سموقان":«هناك مفاتيح عدة لقراءة العمل الفني إن بالإضاءة أو الشكل، فالضوء هل هو أحمر أو اخضر او أصفر؟ .. الضوء هو أزرق، والدلالة زرقاء وكل شيء أزرق، وعندما يمسك المشاهد المفتاح الذي يدخل بواسطته إلى اللوحة يصبح بحالة من السحر والشعر».

يتابع "سموان":«في اللوحة كائنات صغيرة تعيدنا إلى المحور التاريخي والأسطورة والأختام الاسطوانية في أوغاريت، يعني أن العنصر المرسوم يحمل دلالة أسطورية ومستقبلية وبالتالي فان العمل على محورين مستقبلي وتاريخي.

كما أنني أقدم أبجدية وحروفا كما تقدم أي لغة، وإذا ما نظرنا إلى حرف الباء بكلمة بحر نجد أنه يتكرر بكلمات كثيرة لكن بمعني مختلفة، والشكل الذي يتكرر لدي في أكثر من لوحة فإنه يوحي في كل واحدة بمعنىً معيناً يرتبط بها وبعناصرها، وبالتالي فإنني اليوم أقدم مشروعاً جديداً مختلفاً من حيث الموضوع والعناصر لكنه من حيث التقنية والتكنيك ليس مختلفاً وهي طريقتي في العمل وهي حالة متفردة وتحمل خصوصيتي وخصوصية البلد الذي أعيش فيه».

الفنان التشكيلي "علي الشيخ" تحدث عن معرض الفنان "سموقان" قائلا:«الرابط والمحور الأساسي للمعرض هو خيط السنارة، والسؤال ماذا يريد أن يصطاد وإذا أضفنا إلى السؤال لغة لونية، نقول الجو الذي قدمه من خلال لوحاته هو جو المستنقع فهل أراد الاصطياد بالماء العكر أم أراد القيام بعملية إسقاط لواقع الفنان ضمن هذا المجتمع، فهل نحن غارقون بماء مستنقع».

ويضيف الشيخ متحدثا عن "سموقان":«لقد عرفناه بملك الغابة وقد نزع الأوراق المتساقطة من الأشجار وعلى سطح هذا المستنقع رفع هذه الأوراق وأعاد إحياءها من جديد ليظهر من تحت الأوراق الصياد هذا الإنسان والسمكة التي هي روحه، ولكن بآلة يمكننا القول أنها صنارة الصيد التي اعتمدها مع الخيط كمحور أساسي لهذه التجربة.

كما أن العنوان يجعلك تعتقد أنك قادم لتشاهد معرضاً كله أزرق وأزرق، لكنه اعتمد الأزرق الراكد من باب أن المياه الراكدة في المستنقع وطبقات الأزرق لا تعطيك الأزرق وإنما تعطيك لون الماء الذي لم يتحرك منذ آلاف السنين، فهذا السواد هو الأبجدية ولكي يتكلم الأزرق ينطلق من كثافته اللونية التي تبدأ من الأسود باتجاه لون الظل الذي هو في الأساس البنفسجي وإذا أضفنا إليه خيط شمس واحد يشبه خيط صنارة يتحول اللون البنفسجي إلى الدرجة الأسمى لونياً وهي الأخضر وهذه هي القراءة الأبجدية لهذا الأزرق عند سموقان».