دام برس - حوار خاص - بلال سليطين :

مجلس مدينة اللاذقية ودوره في علاج أزمتي الغاز والمازوت، وما هي الأعباء الملقاة على عاتقه حديثاً بعد الازدياد السكاني الكبير الذي تشهده اللاذقية، كيف هو واقع عمل لجان الأحياء التي أدخلت حديثاً إلى العمل؟

هذه الأسئلة وغيرها كانت محوراً للقاء "دام برس" مع المهندس صديق مطره جي رئيس مجلس مدينة اللاذقية، وهذا نصه:

* ما هو دوركم في علاج أزمتي الغاز والمازوت والشتاء على الأبواب؟

** لدينا تجربة سابقة مع هذه الأزمة في العام الماضي وقتها كلفنا أعضاء مجلس المدينة بالتنسيق مع المخاتير والتموين والمكتب التنفيذي المختص في المحافظة من اجل عملية التنسيق وجعل عملية الاستلام بموجب القسائم أو على شكل البونات، وأشركنا لجان الأحياء في العملية وكان يتم التوزيع بحضور أعضاء مجلس المدينة و بإشرافهم، لكن في هذا العام حتى الآن لايوجد أزمة غاز حقيقية وانشاء الله  لن يكون هناك أزمة والغاز في الطريق الينا، وإذا لا سمح الله حدث أزمة فإن حلولنا هي ذاتها وهذا مشروعنا وتصورنا حتى اللحظة.

* على مايبدو ان دور لجان الأحياء غير فاعل أو غير مفعل، كيف تنظرون لعملهم وتقيمونه؟

** لجان الأحياء موجودة في القانون ونحن نتمنى ان تكون مفعلة لكنها في الحقيقة لا تمارس دورها بشكل حقيق ونتمنى أن يكون في لجان الحي أشخاص مؤهلون وينتخبون مختاراً لحيهم ويتابعون شؤونه معنا، في هذا الوقت نحن بحاجة أشخاص فعلاً ممثلين حقيقيين للناس وأخلاقيين ووطنيين وليس أناسا يريدون الاسترزاق والاستفادة، ولدينا تصور في هذا الخصوص ونحن نجمع المعلومات عن الأشخاص ونقاطعها مع بعضها من أجل اختيار أشخاص مناسبين في هذا المجال، وحالياً لدينا تجربة في نفس الموضوع بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية وهي تجربة جيدة ومفيدة.

وإذا أردنا تقييم عمل اللجان فأنني استطيع القول أنهم لا  سوى /20%/ مما هو مطلوب منهم هذا بالعموم، لكن بالخصوص هناك لجان فعالة وخصوصاً لجنة حي "أوغاريت" التي تتابع معنا وتلاحق أمور الحي وتقدم لنا المقترحات ونحن بدورنا أحياناً نلبي لهم أكثر من غيرهم نظراً لمتابعتهم وإلحاحهم واهتمامهم.

* في السابق والحاضر لم يكن المواطن شريكاً بصناعة القرار، فالمواطن يفرض عليه القرار ولا يسمع به إلا بعد أن يقر في مجلسكم أو عند تنفيذه، لماذا لايتم إشراكه في صناعة القرار خصوصاً وأنه في أحد المناظرات حول عمل مجلس مدينة اللاذقية كان رأي الأغلبية أن مجلسكم لا يقوم بواجبه على أكمل وجه وهذا دليل على وجود فجوة في القرارات والعمل بينكم وبين المواطن؟

** بالنسبة لنا فإن عملية إشراك المواطن بصناعة القرار تكون من خلال مجلس المدينة الذي يمثل كل أحياء اللاذقية فتركيبة المجلس تأخذ بعين الاعتبار التوزع الجغرافي والديمغرافي للمدينة.

* لكن وعلى الرغم من ذلك فان الكثير من قراراتكم لا تحظى بتأييد المواطنين؟

** هذا يحدث في كل دول العالم الديمقراطية لأنه من المستحيل الحصول على رضى الجميع، لكن فعلياً اللاذقية عدد سكانها 400 ألف كمدينة يمثلهم الخمسين عضواً المنتخبين وأي قرار يتخذ يمثل المدينة من خلال الأعضاء المنتخبين، كما أن العضو لا يمثل منطقته فقط فهو يمثل كل اللاذقية ويحق له الاهتمام والعمل في مختلف المناطق وممارسة دوره.

* يجري الحديث دائماً في الشارع عن المخالفات في البلدية وعن وجود حالات الفساد والتي لا يمكن إنكارها أو تجاهلها، ماذا تفعلون لمواجهتها والحد منها؟

** المواطن بتستره على الفاسدين يتحمل /80%/ من المسؤولية وهو يعكف عن تقديم الشكوى بحق الموظف المرتشي أو الفاسد لأسباب غير منطقية، ونحن ليس بإمكاننا متابعة كل شكوى بالهاتف أو الاهتمام بكل كلمة تقال هنا وهناك، لذلك فان هذا الأمر مسؤولية المواطن بالدرجة الاولى وعليه ألا يقول كلما دخل إلى دائرة (بدي مشي أموري وما بدي ضر حدا أو شو بدبي لاشتكي عليه) وبعضهم صار يقول ( إذا كان موظف فاسد بمشيلي أموري أفضل من موظف شريف يعقد لي إياها)، وهذه القضية عقدت الأمور وساهمت في صناعة الأزمة، ونحن لا يمكننا كشف المخالفات إلا من خلال شكاوى المواطنين ومتابعتنا لها، ومن نجد أنه فاسد فاننا سنحاسبه ولن نسمح له بأن يكون فاسداً على حسابنا وحساب المواطن، ونحن على استعداد لاستقبال أي شكوى ومتابعتها وندعو كل مواطن لممارسة دوره الرقابي.

* حدث خلاف شهير في مجلس المحافظة وتطور إلى اشتباك بالأيدي بين مؤيد لعملكم ومعارض له، هل أثر على العلاقة بين البلدية والمجلس؟

** بالنسبة لي أتشرف بما حدث وأشكر الجميع، في مجلس المحافظة لايوجد عضو واحد او اثنين هناك حوالي /100/  عضو وإذا كان هناك اثنين أو ثلاثة ضدي واستخدموا الرعونة لا يعني أن مجلس المحافظة ضد رئيس مجلس المدينة أو ضد البلدية.

* لكن هناك /100/ مليون لكم في مجلس المحافظة ولم تصرف هل أوقفت لهذا السبب؟

** لم توقف الأموال في المجلس لهذا السبب وهي لنا.

* كنت رئيساً لمجلس مدينة اللاذقية في الدورة السابقة وأنت اليوم رئيس المجلس في الدورة الحالية، ما الذي تغير بين المجلس السابق والحالي ؟

** الأهم أن تتغير عقول البشر فمهما غيّرت القوانين وطورَّ في النظام وأمِنَت الأموال والسيولة فانه إذا لم يكن هناك أشخاص محترمون لن تتمكن من تحويل القانون والمال إلى قيمة محترمة، وقد كنا نتمنى في الأزمة أن يتقي الناس الله أكثر وأن نحب البلد أكثر وألا ننظر إلى الخلافات الشخصية والمواضيع الصغيرة وأن ننتظر حتى نهاية الأزمة للحديث في الأمور الضيقة.

يجب على الجميع تقدير وضع البلد وعدم استغلال الوضع للمخالفات وهناك مافيات في كل مكان يستثمرون الأزمة وهنا أتحدث بشكل عام ولا أخصص.

* ماذا عن مناطق المخالفات وما أكثرها؟

** مناطق المخالفات سنعالج الصفة التنظيمية لها وسنستبدلها بالأبراج لحل أزمة الأراضي والسكن والبشر في آن معاً، سنلحظ كل شريط الرمل الجنوبي وصولاً إلى محطة القطار والزقزقانية، الدعتور، قنينص، بساتين الريحان، بالاضافة لجزء من بسنادا وبالقرب من دمسرخو والمروج والأزهري .. إلخ، فكل هذه المناطق داخلة ضمن العشوائيات وسنلحظ اعادة تطويرها إما على القانون /66/ الجديد، أو على القانون /15/ للتطوير العقاري.

وفيما يتعلق بالمخطط التنظيمي فان هناك لجنة ستعالج الاعتراضات عليه وستستفيد من القوانين الجديدة لحل مشاكل مناطق العشوائيات، وهذا الحل فيه فائدة كبيرة ويجب أن يكون مشترك وهو اقتصادي وأمني واجتماعي وهناك عمل جدي بالمخطط التنظيمي وهو ينتبه إلى الأراضي وليس على حسابها، ونطمئن الجميع بأن إزالة العشوائيات ستكون بطريقة ترضي الجميل وتخدم البلد.

* هناك تسريبات وصلتنا عن توجه لإلغاء الصفة التنظيمية لبعض الحدائق وروضات الأطفال في المشروع العاشر وتحويلها إلى بناء، هل ينقصنا أبنية !!؟؟

** في المشروع العاشر لم نلغي الصفة التنظيمية بمعنى ألغيناها بالعموم لكن لدينا بعض المواقع التي لايمكن الاستفادة منها بغير طريقة (مقتولة)، والمشروع العاشر /67%/ منه مساحات خدمية،  وما عدلنا صفته التنظيمية ليس إلا عقارين صغيرين فقط.

* هل سيتم توسيع منتزه الصيد والنزهة؟

** هناك فكرة لتوسيعه، عندما ننتهي من المشاريع المباشر بها.

* الأهالي يشتكون من النظافة في منطقة السكن الشبابي؟

** السكن الشبابي لم يسلم للبلدية بعد وهناك الكثير من الإشكاليات حوله ولا نتحمل مسؤولياته الآن.

** كذلك النظافة في المشروع العاشر والأرصفة المحفرة موضوع غضب من قبل الأهالي؟

** في المشروع العاشر لديهم الحق ولا ننكر عليهم وجود تقصير لكنه غير مقصود، ونحن نعمل على الأولويات حالياً والمشكلة سنسعى لحلها بالسرعة القصوى، فاليوم نحن نعمل ضمن الإمكانيات المتاحة وتعليمات الدولة وترشيد الانفاق.

*  سوق الخضرة بجانبه منطقة السكنية تفوح فيه رائحة أوساخ اللحوم والسمك لدرجة مزعجة جداً؟

** هذه المنطقة بحق تعاني من الرائحة نظراً لانتشار بائعي السمك واللحوم، ونحن نسعى لضبطهم ونغلق محلاتهم أحياناً لكي يرتدعوا ويلتزموا برمي القمامة بالطريقة السليمة ولكن يبقى هناك حالات غير مضبوطة وهناك من يرمي أمام محله القمامة وبدون كيس قمامة وتكون الحاوية على بعد أمتار منه، علماً أننا خصصنا لهم حاويات خاصة وعددها زيادة ومع ذلك اختفت الحاويات  وبقي رمي القمامة خارج الحاوية، ويتحمل البائعون بعدم التزامهم المسؤولية عن هذا الأمر.

* تعاني منطقة سقوبين من سوء في النظافة لماذا لا يتم حل هذه المشكلة؟

** هي في طريقها للحل وخلال أيام قليلة جداً تكون الأمور جاهزة، حيث أننا أمنا لحي سقوبين /5/ عمال نظافة و/3/ لسنجوان، بالاضافة لـ /30/ حاوية وسيارة ضاغطة للقمامة، وفي حال الضرورة سيكون هناك حملات نظافة ضخمة وسنرسل لها كوادر وآليات.

* ماهي الأعباء الجديدة عليكم خلال الأزمة؟

** لقد زادت الأعباء علينا كثيراً حيث كنا نرحل قبل الأزمة /400/ طن قمامة بينما نرحل اليوم /750/ طنا نظراً للتضخم السكاني في اللاذقية بسبب قدوم وافدين جدد إليها، كما أننا عانينا من صعوبة نقلها إلى المكب وعودة السيارات إلى اللاذقية لنقل دفعة أخرى مرة ثانية بسبب الحاجز عند مدخل المدينة لكن حلت المشكلة وستدخل السيارة عبر المسرب الاحتياطي.

* حدث العديد من السرقات في المنطقة الصناعية التي تعاني من ضعف الإنارة، ماهي الإجراءات التي اتخذتموها للوقوف في وجه اللصوص؟

** هناك اهتمام كبير بالموضوع وقد تواصلنا مع قائد الشرطة من أجل متابعة القضية وتكثيف الدوريات وخصوصاً في الليل من أجل الحراس، وهناك حالياً صيانة للكهرباء والإنارة في مختلف أرجاء المنطقة.