الرئيسية  /  لقاء دام برس

محمد قزق لدام برس : نظرة المجتمع للتعليم المهني بدأت تتغير و هناك طلبة التحقوا بمهنة تقنيات الحاسوب عوضاً عن الالتحاق بالتعليم العام


دام برس : محمد قزق لدام برس : نظرة  المجتمع للتعليم المهني بدأت تتغير و هناك طلبة التحقوا بمهنة تقنيات الحاسوب عوضاً عن الالتحاق بالتعليم العام

خاص دام برس – اللاذقية – ريمه راعي :
مازال التعليم المهني في سورية يعتبر بمثابة  تعليم من الدرجة الثانية  لا يلتحق به إلا المجبرون  جراء عدم تحصيلهم  مجموعا يؤهلهم  الالتحاق بالتعليم العام و هذا جزء من ثقافة مجتمع يشترك  جميع أبنائه بحلم واحد و هو أن يكونوا أطباء و مهندسين و بالتالي يعتبر الطالب دخوله التعليم المهني بمثابة حكم أبدي بخسارته الحلم التقليدي بان يكون طبيبا  فضلا عن محدودية الفرص المتاحة امامه لدخول الجامعة و التي يحظى بها الأوائل فقط  و الأهم هو نظرة المجتمع إلى العمل الحرفي على انه لا يتطلب دراسة رغم قصور هذه النظرة ومحدوديتها لجهة أن التعليم المهني يقدم فرصة لا يقدمها التعليم العام و هي تعلم حرفة يمكن استثمارها و جعلها مصدرا للدخل مباشرة فور التخرج .
دام برس التقت معاون مدير تربية اللاذقية للتعليم المهني و التقني  المهندس محمد قزق  و كان هذا الحوار حول التعليم المهني بشكل عام :
بداية هلا أعطيتنا لمحة عامة عن التعليم المهني و التقني  ؟

التعليم المهني و التقني يهدف إلى إعداد الأيدي المهنية الماهرة في شتى المجالات لتأهيلها للإسهام  في سد حاجة المجتمع و ربط خطط التعليم المهني بخطط التنمية الاقتصادية لمواجهة الحاجات المتجددة للاقتصاد القومي، والتعليم المهني يقصد به التعليم في المرحلة الثانوية ويقسم إلى صناعي،تجاري و نسوي، ومحافظة اللاذقية تضم 11 ثانوية مهنية صناعية موزعة في مدينة اللاذقية و بعض المدن و البلدات بمهن مختلفة حسب طبيعة المنطقة الجغرافية ، وهناك 4 ثانويات تجارية و 13 ثانوية مهنية نسوية مستقلة و ملحقة بالتعليم العام، أما التعليم التقني فهو التعليم في المعاهد و يوجد 5  معاهد تقانية في مدينة اللاذقية .
وانتساب الطلبة إلى التعليم المهني يتم عن طريق مفاضلة تجريها مديرية التربية  بعد حساب درجة القبول في التعليم العام من خلال دراسة عدد الناجحين في التعليم الأساسي  بنسبة 60 % تعليم عام و 40 % تعليم مهني ،و للعام الحالي كانت درجة القبول في التعليم العام 203 درجات في المدينة و 185 درجة في الريف و ما دون تلك الدرجة يقبل في التعليم المهني عن طريق مفاضلة بعدد الطلاب في كل ثانوية مهنية و لكل مهنة على حدى و يتم فرز الطلاب مع مراعاة درجة قبول لأبناء المعلمين ب 5 مقاعد لكل شعبة دراسية ،وبلغ عدد الطلبة الذين تم قبولهم هذا العام حتى تاريخه أكثر من 3 آلاف طالب و تم تمديد القبول إلى 29-11- 2012  حسب بلاغ وزارة التربية للصف الأول الثانوي  فضلا عن قبول 1279طالب في المعاهد المختلفة .

هل تتفق  مع فكرة  أن المجتمع السوري مازال ينظر إلى التعليم المهني على انه تعليم من الدرجة الثانية ؟
هذه النظرة الاجتماعية تختلف من منطقة لأخرى  تبعا للوضع الاجتماعي و السبب الأساسي لهذه النظرة  هو كون الطلاب الذين يتم قبولهم في التعليم المهني هم أصحاب العلامات الدنيا ممن لم يتم قبولهم في التعليم العام ، يضاف إلى ذلك عدم وجود فرص عمل لخريجي هذا النوع من التعليم أسوة بخريجي التعليم العام  و طبعا هذا الأمر  يختلف تبعا للمهنة ،و هنا  لا بد من الإشارة إلى أن الحد الأدنى للقبول في مهنة تقنيات الحاسوب لهذا العام  كان 201 درجة و في مدرستين  202 درجات في حين كان القبول في المدارس العامة 203 مدينة و 185 ريف و هذا يدل ان كل المقبولين في مهنة تقنيات الحاسوب كانوا مقبولين في التعلم العام  لكنهم فضلوا التعليم المهني و السبب هو وجود فرص عمل لهم في القطاع الخاص،أي أن النظرة القديمة للتعليم المهني بدأت تتغير لجهة  أن  خريج التعليم المهني يمتلك بيده حرفة  تؤمن له دخلا فور تخرجه على مبدأ تعليم الصيد  لشخص خير من منحه  السمك .

نفهم من هذا أن هناك مهن تلاقي  إقبالا أكثر من غيرها و هل فعلا ًيمتلك  الطلبة  الوعي الكافي لمراعاة  متطلبات سوق العمل لدى اختيارهم الحرفة التي سيدرسونها  ؟
توجد مهن تلاقي  إقبالا  كبيرا  جدا مثل  تقنيات تعليم حاسوب و الميكانيك والكهرباء و الإلكترون  لجهة ان هذه المهن تسمح  للخريج بمتابعة الدراسة في الجامعات و المعاهد و إيجاد فرص عمل في الوزارات و مؤسسات الدولة و بصورة خاصة في القطاع الخاص فضلا عن ان الكليات العسكرية تطلب هذه الاختصاصات ،و في النهاية فإن درجة النجاح في التعليم الأساسي هي مقياس اختيار المهنة و ذلك عن طريقة مفاضلة يتم  بناء عليها اختيار الطلاب و عددهم في كل اختصاص ، وهناك مهن مثل اللحام و التصنيع الميكانكي و الحدادة و النجارة و آلات زراعية  لا تلاق إقبالا و غالبا ما يتم  يتم استيعاب 30 -40 طالب بكل مدرسة  يتسرب قسم كبير منهم بحيث و في بعض المدارس لا يصل أكثر من عشرة منهم إلى البكالوريا .

إلى إي حد جاءت المناهج الحديثة  منسجمة مع خصوصية التعليم المنهي الذي يعتمد بشكل رئيسي على الجانب العملي ؟
إن  تطوير مناهج التعليم المهني هو جزء من مشروع وزارة  التربية لتطوير المناهج بشكل عام  و قد خطت الوزارة شوطا متقدما في هذا المجال حيث يتم حاليا العمل على انجاز هذا المشروع في  جميع المهن وتم تشكيل لجان للقيام بهذه المهمة وفق نظام المعايير و الوحدات التدريبية  التعليمية و قد بوشر هذا العام ببعض المهن الجديدة ،و تم تطبيق  خطط دراسية جديدة لهذا العام2012 – .2013 في  الالكترونيات ميكانيك المركبات و التعليم  التجاري ، كما تم دمج  المهن الحاسوبية التالية في مهنة واحدة  : برمجة و أنظمة تشغيل  ،صيانة حواسيب و الشبكات الحاسوبية للصفين الأول و الثاني الثانوي .
وبالنسبة للجانب التطبيقي فان الخطة الدرسية تتضمن  أن يكون  65%  من المواد المعطاة  في المدارس عملية و تطبيقية وفي  المعاهد 60 -65 % مواد عملية و الباقي علوم مهنية تخصصية ، ومنذ  العام  الماضي تم البدء بتطبيق حالة تجريبية بتقسيم الصف إلى 3 فئات لا يتجاوز عدد الطلاب في كل فئة 13 طالبا و يتشارك أستاذي  النظري و العملي في إعطاء الدرس بحيث يعقب شرح المعلومات النظرية تطبيق عملي مباشر و هذا يساهم في ترسيخ المعلومات في ذهن الطالب .

ما هو وضع المعاهد الصناعية في اللاذقية و هل هناك اختصاصات تلاق إقبالا أكثر من غيرها أسوة بالمدارس ؟
يوجد 5 معاهد في المدينة و هي المعهد التقاني الصناعي الاول و يتضمن اختصاصات : مكيانيك مركبات، تكييف و تبريد، تصنيع ميكانيكي، إنشاءات معدنية ،لحام و تشكيل ،المعهد التقاني الصناعي الثاني و يتضمن :الكترونيات، كهرباء ،ميكانيك بحري، تدفئة، تعبئة و شحن و تفريع سفن ،معهد تقنيات الحاسوب و يتضمن تقنيات حاسوب ،برمجة، صيانة حواسيب، و شبكات حاسوبية ،معهد الاقتصاد المنزلي ويقبل  خريجي ثانوية الفنون النسوية و باختصاص خياطة ملابس ،والمعهد التجاري المصرفي يقبل خريجي الثانويات التجارية و اختصاص مصرفي تجاري فقط .
و معهد تقنيات الحاسوب يلاق إقبالا كبيرا من المتقدمين لجهة وجود فرص عمل لهم في القطاع الخاص وقد  بلغ عدد المتقدمين خلال هذا العام 417 طالبا في كافة الاختصاصات و الطاقة الاستيعابية للمعهد لا تتجاوز  200  طالب و بعد مطالبة حثيثة من  أهالي الطلبة و بموافقة السيد وزير التربية الدكتور هزوان الوز مشكورا تم استيعاب جميع الطلاب و البالغ عددهم  417 طالبا و هذا دليل على وجود ضغط على هذا المعهد أما بقية المعاهد اختصاص إلكترون و كهرباء و التي طاقتها  الاستيعابية 160 طالب بكل اختصاص فلا يوجد إقبال كبير عليها .

بالنسبة للمهندسين الذين يتم فرزهم الى المدارس و المعاهد التقنية  لماذا لا توجد اختبارات لقياس كفاءة المهندسين قبل تكليفهم بالتعليم  المهني و السعي لتأهيلهم قبل مباشرتهم مهامهم بالتعليم ؟
إن  تأهيل العاملين في التعليم المهني و التقني من مدرسين و مهندسين و معلمي حرف يتم  بشكل دوري وعلى مدى العام و خصوصا أثناء العطلة الصيفية حيث يتم إجراء دورات مختلفة في كافة المجالات المهنية و التخصصية إضافة إلى دورات تخصصية في مجال تشغيل و استثمار المخابر الجديدة ، و هذه الدورات كفيلة بتأهيل المدرس و إعطائه المعلومات اللازمة ولكن طريقة إيصال المعلومة تعود لكل مدرس ، و بشكل عام فان سوية المدرسين جيدة و هم يلتزمون بجميع الدورات حتى التي تقام خارج مدينتهم و بعضهم يطالب  بدورات إضافية .
و عدد المهندسين لدينا  يقدر بحوالي 300 مهندس من  كافة الاختصاصات الكهربائية و الالكترونية و الميكانيكية إضافة إلى حوالي 400 مدرس تجاري يتم استيعابهم في الثانويات و المعاهد و بأعمال إدارية مختلفة إضافة إلى عدد كبير منهم يتولى التدريس في  مدراس التعليم الأساسي لمادة الرياضيات و  350 مدرسة مساعدة للتعليم النسوي و ما يوفق 1075 معلم و معلمة حرفة بكافة الاختصاصات يتولون  التدريب في الثانويات و المعاهد المختلفة و قد تم تأهيلهم بشكل جيد و يقومون بإيصال المعلومات و التدريب بشكل جيد جدا.

و ماذا عن طرق الاختبارات هل تتم مراعاة خصوصية التعليم المهني لضرورة  التركيز على القسم العملي اكثر من النظري ؟
نظام الاختبارات يتم كما هو متعارف عليه في كافة مراحل التعليم من حيث الأسئلة و ملائمتها للوقت المخصص لها و بان تكون شاملة و موزعة وتراعي الفروق الفردية لدى الطالب الا ان التعليم المهني يتفرد بخصوصية إجراء الامتحان العملي حيث يتم من خلاله قياس المهارة المكتسبة لدى الطالب خلال تدريبه فصل دراسي كامل .

هل تتم متابعة هؤلاء الطلاب بعد التخرج لرصد المجالات التي تتاح  أمام خريجي التعليم المهني و ما هو دور الدولة في تامين عمل لهم ؟
الهدف الأساسي للتعليم المهني  هو تأهيل العامل الماهر لسد الاحتياجات المطلوبة لسوق العمل من كافة  المهن والدولة  تقوم بشكل دائم بتعيين خريجي هذا النوع من التعليم في شتى الوزارات و المؤسسات حسب حاجة كل وزارة و مؤسسة من خلال المسابقات ويتم استيعاب قسم كبير منهم ،كما يتم استيعابهم في  القطاع الخاص حسب الحاجة ،و كان هناك بعض المحاولات لإيجاد صيغة للتعميم على مؤسسات الدولة  للاستفادة من منتجات التعليم المهني و التي يتم إنتاجها في مهن النجارة و الحدادة و غيرها لاستخدمها كفرش مكاتب على سبيل المثال  .
و الحقيقة كان هناك ما يسمى لجنة لمتابعة الخريجين و لكنها غير مفعلة حاليا و لكن الفرص بعد التخرج  بصورة أساسية هي أما الالتحاق بالمعاهد او الالتحاق بكليات الهندسة و التجارة و الاقتصاد  و ذلك وفق نسبة  3% من الناجحين في التعليم الثانوي وكذلك 3 % من خريجي  المعاهد أيضا  فضلا عن 3 % يلتحقون بالكليات العسكرية  و قسم من الخريجين يدرسون تعليم مفتوح (مهن حاسوبية )و الغالبية ينتظرون المسابقات و قسم قليل يجدون عمل في المعامل و ورش الحدادة و النجارة و غيرها ،علما أنه  خلال عام 2011 تم الإعلان عن مسابقة لخريجي تقنيات الحاسوب و بلغ عدد الناجحين 107 تم  استيعاب 25 منهم و من ثم  25 خريج بملحق أول ثم 15 بملحق ثان أي ما مجموعه 65 خريج  في حين لم يتم تخصيص مديرية التربية  بأية  فرص عمل من برنامج  تشغيل الشباب .

 

هل هناك تواصل بينكم كتعليم مهني و تقني و بين المعامل و المنشآت الصناعية لتدريب الطلبة على أرض الواقع ؟
هناك ما يسمى  التعليم المزدوج  الذي يتم بالتعاون مع بعض غرف الصناعة و التجارة حيث يتم تدريب الطلاب لدى بعض المؤسسات الخاصة بالتعاون مع المنشآت و قد تكون هذه المنشآت عامة أيضا حيث يتلقى الطلاب التعليم النظري في الثانويات لدينا و التعليم العملي لدى هذه المؤسسات و لكن مازال هذا النوع محدودا  و نأمل أن يتم تعميمه على  كافة  المؤسسات و الشركات للفائدة التي يجنيها المتعلم و صاحب المنشاة على حد سواء.
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=24002