الرئيسية  /  كتاب وآراء

أجساد تحركها عقول النعاج - بقلم: محي الدين المحمد


دام برس :

العدوان الإسرائيلي على غزة لم يبدأ قبل أسبوع، ولن ينتهي بعد أيام، لأنه عدوان مستمر بدأ منذ وعد بلفور عام 1917 ولن ينتهي إلا بطرد آخر صهيوني من الأراضي العربية الفلسطينية التي حولتها قوى الاستعمار القديم وخاصة فرنسا وبريطانيا إلى مستنقع يستجلب إليه المستوطنون من كل أصقاع الأرض، بينما يتم تهجير السكان الأصليين، أو يتم سفك دمائهم في مجازر مروعة لفرض واقع غير أخلاقي وغير إنساني تحافظ عليه أمريكا بأهداب العيون، وبطائرات الـ ف16 وبصواريخ القبة الحديدية وبالفيتو في مجلس الأمن، وفي تآمر أعراب النفط الذين لا تختلف أعمالهم عن لدغ الأفاعي المستترة تحت أكوام التبن.
وبالتالي فإن ما كشفه موقع «غلوبال ريسيرتش» الكندي حول ما قام به الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني من خدمة جليلة للإسرائيليين من خلال مساعدتهم في تحديد مواقع قادة فلسطينيين في قطاع غزة المحاصرة ليتم استهدافهم.. ليس غريباً على الحمدين اللذين تم توظيفهما لخدمة المشروع الأميركي - الإسرائيلي..

لقد حاول وزير خارجية قطر أن يغطي على الهدايا التي قدمها الحمدان إلى القادة الفلسطينيين وكانت سبباً مباشراً في تحديد الطائرات الإسرائيلية لمواقعهم ومن ثم اغتيالهم.. ولكن بدل أن يكحلها عماها.. وبدل أن يشيد بصمود المقاومة في غزة، وفي قدرتها على استهداف مواقع إسرائيلية بصواريخ زودهم بها محور المقاومة.. بدل ذلك وصف العرب بالنعاج، وهو يعلم علم اليقين أن محور المقاومة الممتد من غزة إلى طهران مروراً بلبنان وبسورية هو الذي أقنع «إسرائيل»، وأقنع أميركا ومن لف لفها بأن هنالك رجالاً متمسكين بحقوقهم وعمّدوا مواقفهم بالدم، وأن النعاج التي يتحدث عنها تستتر تحت عباءات بائعي النفط الذين حولوا بلدانهم إلى قواعد أميركية، ووجهوا خناجرهم لطعن ظهور أشقائهم في محور المقاومة.. وبالتالي فإن ما تتعرض له غزة من عدوان إسرائيلي هو حلقة في سلسلة الاعتداءات التي تتعرض لها سورية منذ عشرين شهراً، وبمباركة من هؤلاء النعاج خدمة «لإسرائيل».
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=23926