الرئيسية  /  كتاب وآراء

شرارة الحرب..لا لا يا أردوغان .. بقلم : فوزي بن يونس بن حديد


دام برس : شرارة الحرب..لا لا يا أردوغان .. بقلم : فوزي بن يونس بن حديد

دام برس

أطلق رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قنبلة من العيار الثقيل حينما صرّح لوسائل الإعلام أن طبول الحرب قد تقرع في أي وقت، وأن صبره تجاه سوريا بدأ ينفد، ولم يعد قادرا على تحمل ضربات النظام السوري في الأراضي التركية، فهل هي شرارة الحرب أم الحرب نفسها؟

إن إعلان تركيا الحرب ضد جارتها سوريا في هذا الوقت بالذات إعلان مرفوض، وكان الأولى بتركيا أن تكظم غيظها وتساعد سوريا في محنتها بدل إطلاق رصاصات الحقد والكراهية على بلد يشهد صراعات داخلية وفتنة ظلماء دهماء لم تعرف منها الخلاص بعد، ونستغرب تصرفات أردوغان، تلك الشخصية الكاريزما التي شدت انتباه العالم الإسلامي في وقت كانت سهامها موجهة لإسرائيل العدو الأول للعرب ولا سيما سوريا، نستغرب هذه التصريحات وندين بها بشدة، إذ كيف له أن يسعر نار الحرب مع جارته ليدمر كل شيء بناه بيده، ولتضحك عليه الدولة العبرية من فرط ما يقوم به، ولا أدري إن كان أردوغان بكامل قواه العقلية عندما نطقت شفتاه بهذا التصريح المخيف لأنه سيدخل المنطقة برمتها في أتون حرب قد تتسع لتشمل دولا أخرى كانت هادئة.

أنسيت يا أردوغان ما وعدت به العالم الإسلامي بأن تكسر شوكة الصهاينة حينما اعتدوا عليكم في سفينة مرمرة، أنسيت يا أردوغان أنك وعدت غزة بالوقوف بجانبها حتى تفكّ إسرائيل الحصار عن غزة، ألا تذكر ما قلته في المنتدى الاقتصادي وحينما انسحبت منه منتصرا كان العالم الإسلامي يؤيدك، ألا تخجل من نفسك الآن وقد كنت قريبا في سوريا وبين أحضان طبيعتها، استقبلك الأسد في قصره كما لو كنت بطلا من أبطال الزمن، أنسيت ما قلته آنذاك أن علاقتكم بسوريا علاقة استراتيجية وتاريخية لا يمكن أن تتصدع مهما تغيّر الزمن وتبدّل، أذكّرك بمواقفك البطولية السابقة في وجه الباطل ووجه السوء الذي يحيق بالأمة الإسلامية؟

ما الذي حدث؟ ما الذي تغيّر؟ هل فعلا شعرت بأن الشعب السوري يستجديك ويطلب منك الغوث والمساندة والمساعدة؟ أم هي نزوة عابرة خطرت ببالك؟ أم هي أوامر إسرائيل وأمريكا مقابل ثمن بخس تنتفع به؟ لا أصدّق أن رجلا عاقلا مثل أردوغان تهوي به الليبرالية الأمريكية والصهيونية على السواء إلى مراتب أسفل سافلين، وكأني لا أصدق ما يحصل ولا أعي ما يقول هذا الرجل كأن مسّاً من الجن قد أصابه فجعله يتخبط في أقواله وأفعاله أم هي دوائر اليهود وتربصهم بكل من يعاديهم.

الشعب السوري الأبي شعب له تاريخ ونضال كبير لا يرضى أن يهدده أردوغان ولا غيره، ولا ترهبهم هذه الكلمات ولا تجهّم الوجه وعبوسه، لأنه شعب يدافع عن كرامته وعن أرضه من أن تسلب واحذروا أيها السوريون من هذا المخطط، فإنهم يريدون تقسيم بلادكم شطرين أو ثلاثة كما فعلوا بالسودان من قبل وسيفعلون بالعراق واليمن والآن جاء الدور على سوريا لكي تنقسم، قفوا جميعا في وجه من يزعزع أمن بلادكم فإنه امتحان عسير وأنا متأكد من أنكم ستنجحون وستفوزون وستنتصرون وستهزمون الأعداء، فلا عاش في سوريا من خانها ولا عاش من ليس من جندها.

إذا أراد أردوغان الحرب فإنه أول من يتلظّى بها، وسينقم عليه شعبه لأنه قد اعتدى على جارة كانت سندا كبيرا لهم، وهو إن أقدم على هذه الخطوة الغبية والقذرة فإنه قد غالط نفسه ولم يعد له مكان في العالم الإسلامي، إذ كيف من جهة يريد أن يساعد الشعب السوري ومن جهة أخرى يرميه بقنابله وصواريخه، إنها مفارقة عجيبة لا يقبلها العقل السليم فاهدأ يا أردوغان، وتوجّه للقدس الشريف،إذا أردت أن تصنع التاريخ فادخله من أوسع أبوابه من باب الصهاينة المجرمين الذين يلوثون المسجد الأقصى الشريف فهم نجس مشركون.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=23099