الرئيسية  /  لقاء دام برس

الشيخ محمد خير النادر لدام برس: المعضمية بريف دمشق ستكون نموذجاً للمصالحة الوطنية .. ومن في السعودية يطمح أن يعم الخراب في سورية ..ورئيس مجلس الشعب لم يرد لرسالتنا بعد


دام برس : الشيخ محمد خير النادر لدام برس: المعضمية بريف دمشق ستكون نموذجاً للمصالحة الوطنية .. ومن في السعودية يطمح أن يعم الخراب في سورية ..ورئيس مجلس الشعب لم يرد لرسالتنا بعد

دام برس – خاص – اياد الجاجة

إن الأزمة التي تمر بها سورية ليس لها أبعاد دينية أو طائفية، كما أنها لم تؤثر على التعايش بين الطوائف السورية عامة، بل وزادتهم قوة وتلاحما وتحاببا وتماسكا، والمصالحة الوطنية تشكل إرادة سياسية جديدة راسخة للقيادة السياسية الحكيمة، فالمصالحة الوطنية بعنوانها العام هي عملية للتوافق الوطني على أساسها تنشأ علاقة بين جميع أبناء الوطن قائمة على التسامح والعدل وإزالة آثار الماضي من خلال مجموعة من الإجراءات الهادفة إلى تحقيق الأمن والسلام الاجتماعي والمصالحة بين أفراد المجتمع بغية الوصول إلى حالة وطنية سليمة ومستقرة ورفع مستوى حقوق المواطن السوري في الداخل والخارج، ومن هنا فقد قامت الشخصيات الوطنية الفاعلة بأداء دورها الوطني في تحقيق مصالح الوطن والحفاظ على وحدته، ومن هؤلاء الوطنيين، رجل يحمل في قلبه حب الوطن أخلص لمبادئه، هو وجه من القبائل العربية الأصيلة شيخ لأكبر عشائر سورية، قبيلة كثيرة الفروع والمنازل، ناضلت من أجل تحرير الأرض والإنسان، تاريخه حافل بالمواقف المشرفة، صادق مقاوم شريف أحببنا أن نضيء على أحد جوانب حياته الوطنية فكان لنا هذا اللقاء مع عضو مجلس الشعب السوري الشيخ محمد خير النادر .

بداية نرجوا من حضرتكم أن تطلعونا على مشروع المصالحة الوطنية وما هي أهميته وآخر تطوراته ؟

إن مسألة المصالحة الوطنية تشمل كل ما يتعلق بالمشاكل التي يعانيها الناس مع الدولة من ناحية أو حتى بين المكونات الشعبية في أي مكان سواء وجدت أم لم توجد، وعندما أتى مشروع المصالحة الوطنية جاء ببنود جديدة تشكل ما يشبه ديوان للمظالم لإيجاد حل حقيقي والعمل من أجل الإضاءة على القرارات التي ساهمت بتعطيل المراسيم والقوانين بهدف تجاوزها.
ولقد بدأنا القيام بأعمال مهمة خلال فترة قصيرة من إطلاق مشروع المصالحة، حيث قمنا بأعمال ميدانية وهي الأهم وذلك بالتعامل مع رموز وطنية لها تأثير على القاعدة الجماهيرية عبر القيام ببعض المصالحات لفسيفساء وطني في كافة المحافظات السورية ، ومن خلال توزيع بعض المبالغ المالية وتقديم الدعم للعائلات المتضررة من إرهاب المسلحين .
لقد ابتدئ مشروع المصالحة الوطنية في محافظة ريف دمشق بعد لقائي مع السيد وزير الإدارة المحلية في مجلس الشعب وقد استمر اللقاء أكثر من ثلاث ساعات وتم الاتفاق على أن يكون كل عضو مجلس شعب مسؤولا عن منطقته وبداية هذا المشروع كانت في منطقة المعضمية في ريف دمشق وكان لي لقاء مع السيد محافظ ريف دمشق من أجل وضع خطة عملية للقيام بمصالحة وطنية بين أحياء منطقة المعضمية كما التقينا عدد من قيادات الأجهزة المختصة والذين أيدوا فكرة المصالحة وشددوا على ضرورة هذا المشروع لأنه يعبر عن الوحدة الوطنية في وطننا سورية.
وقد كان السيد محافظ ريف دمشق متابعا بشكل دائم لتطورات هذه المبادرة وقد أجتمع وجهاء المنطقة ومن كافة الأحياء في مبنى المحافظة وتم الاتفاق على تشكيل خمسة لجان تضم كافة الأطراف كما سينضم إلى هذه اللجان عشرة أشخاص من كل عائلة من أجل الاطلاع على واقع هذه المبادرة وتطبيقها على أرض الواقع.
وبعد تشكيل هذه اللجان سيعقد لقاء في منطقة المعضمية يضم كل الأطراف إضافة إلى السيد وزير الإدارة المحلية والسيد محافظ ريف دمشق والسيد قائد شرطة المحافظة وسيتم الصلح بين كافة الأطراف , وسيكون مشروع المصالحة الوطنية في المعضمية نموذاً للمصالحة في بقية المناطق السورية , وسنتوجه بعدها إلى إجراء مصالحة وطنية في منطقة يبرود.
إن المصالحة الوطنية يجب أن تكون بين جميع أطياف المجتمع وقد عملنا على تسوية أوضاع المطلوبين الذين تورطوا في الأحداث والراغبين بالعودة إلى جادة الصواب مهما كانت مخالفاتهم.
وشددنا على دعم الوحدات الإدارية التي استقبلت الأسر المهجرة ومعالجة ضعف الالتزام بالدوام المدرسي في بعض المناطق وتطبيق الدوام النصفي في المدارس الواقعة ببعض المناطق لاستيعاب الطلاب المنقولين وزيادة المقاعد في هذه المدارس وتأمين القاطنين في مدارس الإيواء بمساكن بديلة مناسبة.
ونحن نعمل بصورة جدية لتسوية أوضاع المطلوبين الذين تورطوا في الأحداث الجارية وقاموا بتسليم فإن استعادة المواطنين المغرر بهم ليأخذوا دورهم في عملية الإصلاح والبناء مكسب كبير على طريق حل الأزمة.
هناك عدد ممن حمل السلاح قد غرر بهم ولذلك قمنا بحوارهم عبر عائلاتهم والوجهاء في المنطقة وقد تعهدت الجهات المختصة بإخلاء سبيل كل من يسلم نفسه وسلاحه وذلك عبر ضمانات من الوسطاء  وهناك العديد ممن فر من الخدمة العسكرية قد عاد إلى رشده وتم معالجة وضعه والجهات المختصة والقيادة السياسية أعطتنا كافة الصلاحيات من أجل إتمام مشروع المصالحة الوطنية.
البعض يحاول أن يشوش على مشروع المصالحة وذلك عبر خرق الاتفاق الذي يتوصل إليه وجهاء المنطقة هؤلاء المرتزقة لا يريدون أن تتم المصالحة لأنهم يقتاتون على الدم السوري ويقبضون ثمن سفك هذا الدم الطاهر من الدول المتآمرة.
قبل عشرة أيام تم خطف مجموعة من الشباب من الطرفين كل ذلك من أجل الاتجار بدم الأبرياء، وهناك العديد من القصص التي تثبت وجود طرف ثالث لا يريد أن ترى هذه المبادرة النور.

 

ما هو دور بعض المقيمين في دول الخليج في الأزمة السورية ؟

هناك العديد من أبناء سورية مقيمين في دول الخليج وأخص بالذكر هنا بعض المقيمين في السعودية متخلفين عن أداء خدمة العلم وهم يحملون بطاقة لاجئ تصدرها السلطات السعودية وتمنح حاملها إقامة لمدة خمس سنوات، هؤلاء يطمحون أن يعم الخراب في سورية من أجل إنهاء وتسوية وضعهم.

ما هو دور العشائر في حل الأزمة السورية وكيف تنظرون إلى المطالبة الشعبية  بالحسم العسكري؟

نحن كوجهاء وشيوخ قبائل لنا امتداد على كافة أراضي الوطن ولقد كان لنا العديد من الوساطات الناجحة بين العديد من الأطراف المتنازعة وفي الكثير من القضايا.
نحن مع الحسم العسكري لأن مستوى الإجرام لدى عصابات المرتزقة قد وصل إلى حد لا يحتمل فهم يسعون لنشر الفتنة وغايتهم الوصول إلى إشعال حرب ذات طابع طائفي لكن السوريون صامدون في وجه هذه المؤامرات.
نحن نتأمل خير بمبادرة السيد الأخضر الإبراهيمي وقد التقينا سابقا مع السيد مود وقد طلب مساعدتنا ونحن عبرنا له عن استعدادنا لتقديم كل ما فيه فائدة لوطننا.
إن العشائر تعتبر الرديف الأول للمؤسسة العسكرية وفي محافظة حلب أثبتت العشائر ولائها للوطن ولقائد الوطن وهي تسير في مسيرة التطوير والإصلاح.
إن الحملة العدائية والاستهداف الذي تتعرض له سورية الحاضنة لقوى الممانعة والمقاومة والمتمسكة بالثوابت الوطنية والقومية وذلك من خلال استهداف وحدتها الوطنية وتحجيم دورها وزرع الفتنة بين أبنائها وضرب معاقل القوة فيها، و نجاح سورية في تخطي الأزمة يتطلب تكاتف وتعاون أبنائها داخل سورية وخارجها عبر الحوار الوطني حتى يصبح الحوار حقيقيا يجمع الأطراف بنقاش عقلاني ومنطقي من خلال مكافحة الفساد الذي لا يتم بقرار سياسي بل عبر جهد كبير يبدأ بالمواطن وينتهي بالمسؤول وتكون مهمة الدولة وضع الآلية ومتابعتها مضيفا أن الديمقراطية لا تعني الاعتداء على المرافق العامة والتخريب والتدمير وبث الفتنة وزعزعة الأمن.

مجلس الشعب في إجازة رغم التطورات الحاصلة ما هو تعليقكم ؟

لقد طالبنا السيد رئيس مجلس الشعب بأن يبقى مجلس الشعب منعقدا لأننا في حالة حرب ويجب أن يقوم كل عضو مجلس شعب بدوره وذلك عبر تواصله مع أبناء منطقته وذلك من أجل الإشراف على الواقع الميداني والمساهمة بالحل السلمي لبعض المشاكل ولتفعيل دورهم في المصالحة الوطنية وإلى الآن لم يصلنا الرد حول هذا الموضوع.

 

ما هي راسلتكم للشعب السوري عبر موقع دام برس ؟

إن العشائر في سورية تقف خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد الحكيمة في مواجهة مؤامرات الغرب فهي بالتالي تقف إلى جانب وطنها الأبي ضد كل ما يعصف به من مخططات خارجية فليس من قيم العشائر التآمر على الوطن وعلى أبناء الشعب السوري والذي تمثل هذه العشائر جزءاً لا يتجزأ من نسيجه المتلاحم لان الوطن هو الأرض والعرض وبالتالي فان العشائر في سورية ترفض استغلالها لتدمير الوطن علما أن دورها هو التهدئة وليس التحريض حتى تصل لدور فاعل وغير منفعل وتقوم بدور معاكس في التوعية والتهدئة لكي لا يدمر بنيان الوطن بل يتم الارتقاء به إلى المكانة التي تليق بسورية التاريخ والحاضر والمستقبل على أن تساهم هذه العشائر بتشخيص وتبين الفجوات والثغرات والأخطاء بهدوء من اجل معالجتها وتجاوزها حتى تتعافى سورية فنحن أبناء هذا الوطن وعلينا أن نقوم بواجبنا تجاه وطننا وأن تعود سورية واحة للأمن والأمان وقبلة للعرب. 

تصوير : علي العجلوني
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=22719