الرئيسية  /  لقاء دام برس

ماجدي البسيوني لدام برس:ما يحدث في سورية ليس ثورة فالثوار لا يُستوردون..وكلام مُرسي لا يُعبر عن الشعب المصري ولا تُحاسبوا على كلام هدفه جمع الأموال


دام برس : ماجدي البسيوني لدام برس:ما يحدث في سورية ليس ثورة فالثوار لا يُستوردون..وكلام مُرسي لا يُعبر عن الشعب المصري ولا تُحاسبوا على كلام هدفه جمع الأموال

خاص دام برس – بهاء نصار خير
قُطبان عربيان كبيران واجهوا معاً في مراحل متعددة الكثير من الهجمات الاستعمارية وسال الدم السوري وامتزج مع الدم المصري ابتداءً من سليمان الحلبي مروراً بجول جمال خلال العدوان الثلاثي عام  1956 وصولاً لحرب أكتوبر 73. ورغم كل من سعى لضرب الأسافين بين الشعبين بقيت تلك العلاقة بينهما مميزة مليئة بالمحبة والتعاطف بعيداً عن السياسة. لذلك يسرنا أن يكون ضيفنا هذه المرة أحد أحفاد فكر جمال عبد الناصر الذين ما يزالوا يحملون مشعل العروبة و يُنادوا  بها وهو الأستاذ ماجدي البسيوني رئيس تحرير جريدة العربي الناصري.
بداية نود الحديث أو توصيف العلاقة التي تجمع الشعب السوري والمصري؟
علاقة الشعب السوري والشعب المصري علاقة مميزة جداً وليست وليدة فترة بسيطة أو مرحلة معينة, فهناك تاريخ, هناك طبيعة شعب وفكر مشترك, هناك رؤية قومية واحدة. ولو عدنا بالتاريخ إلى الوراء قليلاً, فلماذا قدم "سليمان الحلبي" ذاك الفتى ذو السبعة عشر عاماً إلى مصر لقتل "كليبر" قائد الحملة الفرنسية على مصر. هذا الموضوع وهذه الحمية بحاجة إلى دراسة مُعمقة, فلماذا اختار مصر بالتحديد؟ أنا أعتقد بأن السبب وراء ذلك هو يقينه الكامل بأن الحملة الفرنسية ستبدأ من مصر وتنتهي في سورية. وفي زمان الزعيم جمال عبد الناصر فسيارته الشخصية رُفعت على الأكف السورية في حين لم تُرفع في مصر, والخطاب الذي ألقاه أمام السوريين من على شُرفة قصر الضيافة كان بوجود ملايين السوريين, فلماذا كُل هذا الارتباط القوي. والسوريين تقدموا بالمئات للتطوع دفاعاً عن مصر ضد عدوان 1956 ومن طالب بالوحدة المشتركة بين مصر وسورية هم السوريين. ولماذا الكلام عن سورية بهذا الشكل, فالأفكار القومية خرجت من سورية وطُبقت في مصر باعتبار أول رئيس كان هو جمال عبد الناصر. وللتاريخ فأي استعمار قادم للمنطقة كان يخاف من ثلاثة كُتل العراق وسورية ومصر, لأنهم شعوب ذات حضارة ولهم تاريخ عريق. والاستعمار يعلم تمام العلم حقيقة علاقة هذه الشعوب مع بعضها البعض لذلك يعمل دائماً على ضربها ووضع الأسافين في سبيل توحدها, وكان المساند الكبير لزرع التقسيم بين تلك الدول هي المملكة العربية السعودية, كما يحدث الآن ولكن مع وجود القطر التي لم يكن لها وجود في ذلك الوقت. والتآمر على الدول المقاومة كان هدفهم من البداية, وبعد حرب 1973 اختلف توجه القيادة المصرية عن نهج القيادة السورية وقد وضع "أنور السادات" في اعتباره بأن حرب أكتوبر هي آخر الحروب بين مصر وإسرائيل وبدأ يُحاول إيصال فكرة قبول إسرائيل لذهنية الشعب المصري وذلك عن طريق زرع فكرة بأنه بعد حرب اكتوبر لن يكون هناك موت بعد الآن ولكن عند النظر بشكل موضوعي للواقع نرى بأن من قُتل من المواطنين المصريين بعد حرب 1973 في حوادث الطرق سنوياً أكثر من الذين استشهدوا في حروب مصر كلها. لكن ورغم كل هذا التوجه لم يستطيعوا ضرب علاقة الشعوب المقاومة مع بعضها البعض, خاصة علاقة الشعب المصري والسوري, فالمواطن المصري عندما يتجول في شوارع دمشق يشعر وكأنه في أحد شوارع القاهرة والعكس صحيح.
مالسبب وراء عدم وجود موقف للشباب المصري الحالي من سورية رغم كل هذا التاريخ المشترك الكبير؟
الشاب المصري الذي ولد ما بعد سنة 1974 زُرع في عقله وفكره عن طريق الإعلام الرسمي بأن سورية هي شيء سلبي بالنسبة له أما الجيل الذي كان ما قبل ذلك التاريخ فهو مختلف تماماً, ولكن هناك من هو شاب واعي ومُثقف وقادر على التمييز ما بين الصح والخطأ.
-  لماذا من وجهة نظرك نرى هذه الهجمة الشرسة على سورية ومن القريب قبل الغريب؟
إن ما تتعرض له سورية حالياً هو بسبب تمسكها بالمد القومي والتزامها واحترامها لمبادئ ونصوص منظمة دول عدم الإنحياز. فلو قامت سورية بالتخلي عن دعمها للفصائل الفلسطينية وحزب الله وفصلت علاقتها الإستراتيجية مع إيران لما وصلت سورية لهذه المرحلة. ولكن التزامها القومي الراسخ أوصلها إلى ما هي عليه الآن. وهذا ما حصل مع مصر عندما تخلى أنور السادات عن القضايا القومية فأصبحت مصر بمنأى عن كل التدخلات الخارجية. ليتم تقوية الإخوان المسلمين في مصر ويصلوا إلى ما هم عليه الآن.

-   لماذا لا نرى ردة فعل مضادة من الشعب السوري ضد الشعوب العربية ؟
لا وجود للكراهية بين الشعب المصري والسوري, وامتناع الشعب السوري عن الرد بالمثل يعود لسبب بسيط ألا وهو أن ما تلقاه الشعب السوري من بعض الفئات من الشعوب العربية لم يقابله بنفس السلوك لأنه شعب تربى على القومية, منذ عهد القائد حافظ الأسد وحتى سيادة الرئيس بشار الأسد. فالفكر القومي غُرس في عقله وفكره بشكل كبير وأصبح جزءً من ثقافته. من الممكن مواجهة حكام تلك الشعوب ففي النظام القومي المهم علاقة الشعوب وليست العلاقة مع الأنظمة. والرئيس الأسد يُركز دائماً على علاقة الشعوب العربية ببعضها بمعزل عن الحكام. لهذا السبب نرى الاحتضان الكبير من قبل الجمهورية العربية السورية لكل الشعوب العربية ودعمها لحركات المقاومة العربية. فالشعب السوري فتح بيوته للإخوة العراقيين أثناء الحرب ولم يصنع مُخيمات لهم. فهذا الفكر القومي الكبير يمنع الشعب السوري من الرد بالمثل على الإساءات.

\"\"


- من وجهة نظرك هل تعتقد بأن سورية خُدعت بالشعوب العربية نتيجة تلك المواقف؟
المشكلة بأن سورية لم تكن تتوقع بأن يحدث ما حدث خاصة من قبل الشعوب وهذا لا يعني بأنها لم تكن متنبهة. ولكن هذا يدل على مدى وحجم المخطط الذي كان مرسوماً ضد سورية وخاصة العمل على تتدجين الشعوب.
بالحديث عن مواقف شعوب الدول العربية كيف تقرأ موقف حركة حماس من الحرب القائمة على سورية؟
في الحقيقة يجب الفصل ما بين موقف حركة حماس والشعب والقضية الفلسطينية المحورية والتي تُعد القضية الأولى بالنسبة للعرب, فحركة حماس منذ نشأتها وجدت لتقف في وجه منظمة التحرير الفلسطينية, وعندما تم تسميم خالد مشعل من قبل إسرائيل ثم وُضع في الأردن ومن قام بإحضار الدواء المُضاد للسم هو الملك حسين في ذلك الوقت. والسؤال هل أصبح الملك حسين هو حامل راية العروبة والمدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني. فكل هذا كان عبارة عن تمثيلية ليكون له دور في يوم من الأيام. ولذلك لاحظنا بأن خروجهم من دمشق لم يكن بطلب من سورية بل هم قاموا بذلك لأن مرجعيتهم هي المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر. فهل كان يحلم "إسماعيل هنية" بأن يصعد على منبر الأزهر ويوجه خطاباً ضد سورية, لو لم يكن موجهاً من جهة معينة.
كيف تصف ما يُسمى بالثورات العربية؟
ما حصل في تونس منذ البداية هو ما يُمكن إطلاق اسم الثورة عليه فالنقابات العمالية في تونس قوية جداً. ولكن وبلحظة ما تم خطف الثورة. ومنطقة "بوزيد" التي انطلقت منها الثورة لا وجود للإخوان المسلمين فيها. والسؤال هل كان هناك وجود للغنوشي في تونس قبل الثورة؟ لم يكن له وجود بل أتى بعد الثورة فإن كانت المُعارضة العراقية دخلت العراق بعد تدميره على دبابة أمريكية, فالإخوان دخلوا على متن طائرة أمريكية. وللتوضيح أكثر فالإخوان المسلمين هي حركة عالمية فلا يُمكن فصل إخوان مصر عن إخوان سورية وإخوان تونس, فجميعهم يملكون عقلية مشتركة وواحدة.
هل تصف ما يحدث في سورية بالثورة كما يدعوها البعض؟
إن ما نراه في سورية هو عبارة عن حرب ضد مجموعات مسلحة قادمة من دول مُتعددة كالشيشان وأفغانستان وليبيا وبعض الدول الأخرى عربية كانت أو غيرها. لذلك لا يُمكن إطلاق كلمة ثورة على ما يحدث في سورية فباختصار أقول بأن الثوار لا يُستوردون.
الموقف التركي سلبي جداً خلال الأزمة كيف ترى حضرتك هذا الموقف؟
الموقف التركي تضخم خلال الفترة الماضية والحالية وكبُرت فكرة عند القيادة التركية بأنهم أتوا ليرثوا الخلافة العثماني, وإعادة موروث الخلافة الإسلامية, لتكون في مجابهة إيران. وكل هذا بسبب وجود الإخوان المسلمين في قيادة هذه الدولة على عكس الرؤية التي كان يحملها العلمانيون في تركيا قبل عهد "أردوغان". لهذا السبب نرى هذا الموقف المحارب والمعادي تماماً لسورية. في حين يتساءل البعض ويقول بأن الحركة التجارية ما بين سورية وتركيا كانت كبيرة تصل لغاية 15 مليار دولار سنوياً فكيف ستقوم تركيا بخطوة عدائية ضد سورية قد تخسر بها هذا الحجم الكبير من التبادل. فهنا ما أود قوله بأن تركيا لم تخسر شيئاً بل على العكس فقد قامت كل من السعودية وقطر بالتعويض لتركيا عن تلك الخسارة ومبالغ قد تزيد عن 15 مليار. فهنا من استفاد هي الدولة التركية أما التجار الأتراك فقد عانوا الأمرين من هذه المقاطعة وبدا ذلك واضحاً في حجم الانتقاد الذي وجهه التجار لحكومة أردوغان فقام هو بدوره بتعويضهم عن طريق أموال قطرية سعودية لسد العجز الحاصل لديهم.
نُشر منذ مدة تسريبات لوثيقة سنة 1966 موجهة من قبل الملك فيصل السعودي إلى رئيس أمريكا يدعوه فيها لضرب الدول العربية الثلاث مصر وسورية والعراق. ألم يتضح الدور السعودي في الأزمات العربية حتى الآن؟
وثيقة الملك "فيصل" عام 1966 تشبه وثيقة الملك "عبد الله" للرئيس "أوباما" عام 2012 عندما طلب منه الاستعجال في ضرب سورية. فتاريخ آل سعود واضح تمام الوضوح ودورهم في إحداث الفتن في العالم العربي جلي للجميع. فبداية تأسيس تلك المملكة مليء بالشكوك والدلائل على ارتباطهم بالمُخططات الخارجية. لذلك دور السعودية لم يتغير أبداً فلا ننسى بأن تدمير العراق تم بتمويل سعودي, وما يُسمى بالربيع العربي تم أيضاً بتمويل سعودي, وما حدث من قمع في البحرين تم بتمويل ودبابات سعودية. لذلك واقع السعودية معروف الأهداف والنشأة. ولكن المشكلة التي تواجهنا في فضح دورهم هو تحكمهم بوسائل الإعلام واختيار ما يجب بثه أم لا. أضف إلى ذلك الدعم الأوروبي والأمريكي لدور السعودية في المنطقة. لتُشكل قاعدة خلفية للبيت الأبيض في الشرق الأوسط.
بناءً على هذا الكلام وعلى الدور السعودي المفضوح في المنطقة, كيف تفسر عقد قمم ثلاثية مصرية – سورية - سعودية منذ قُرابة أكثر من عشر سنوات من أجل التنسيق والتشاور؟
أنا كمصري ناصري لم أكن مع إرسال قوات سورية ومصرية جنباً إلى جنب مع السعودية لمحاربة العراق لتحرير الكويت, وذلك يعود لسبب واضح وهو يشرح نفسه, ألا وهو عندما لا نرى موقفاً كويتياً داعماً لسورية في الوقت الحالي. فأين أنتي أيتها الكويت من سورية التي قدمت الكثير لأجلك وأجل غيرك.
-  رأينا صعود الإخوان المسلمين لرئاسة مصر والإنقلاب الكبير الذي طرأ على الثورة التي لم تُحقق أهدافها التي قامت من أجلها, ما هو المُنتظر من الشعب المصري بعد كلام مُرسي في مؤتمر عدم الإنحياز؟
بداية ما أود قوله هو بألا تُحاسبوا الشعب المصري على كلام مُرسي الذي كان الهدف منه جمع الأموال. فالشعب المصري ليس مع هذا الطرح ورأيه لا يُمثل كل مصر. مصر الحاضر والمستقبل والتاريخ, والعلاقات التاريخية والمصير الواحد مع سورية. ولو كان مُرسي يعي تماماً ما تعنيه قواعد وبنود منظمة دول عدم الإنحياز لما قال ما قال فكلامه تناقض تماماً مع ما تنصه قواعد منظمة عدم الإنحياز.

\"\"


كيف يمكنك أن تصف لنا ما تُمثله حركة الإخوان المسلمين في مصر الآن؟
عند الحديث عن الإخوان المسلمين لا بد من الحديث عن النشأة, فقد نشأت حركة الإخوان المسلمين في مصر بأفكار شبيهة بالصهيونية, وهي أقرب ما تكون لنشأة الكيان الصهيوني في فلسطين. وكانوا يتبادلون الأدوار في التأثير على القومية العربية والدول المقاومة. ولو نظرنا للتاريخ خاصة للفترة الممتدة ما بين 1927 و 1952 لرأينا مدى الارتباط الوثيق ما بين الإخوان المسلمين والماسونية العالمية. وهذا الأمر لم يظهر الآن فمن سمع الكلام الذي قاله جمال عبد الناصر عن الإخوان المسلمين لرأيناه رداً على كلام مُرسي في مؤتمر دول عدم الإنحياز. لذلك ومن هذا المنظور ومدى انتشار الإخوان المسلمين في العالم العربي ووصولهم للسلطة نتيجة ما يُسمى بالربيع العربي يُمكننا الاستنتاج بأن كل ما حدث ويحدث هو لجعل إسرائيل الدولة الكبرى في المنطقة. وإن كنا نعتبر أنفسنا قوميين فالإخوان يعتبرون أنفسهم أمميين تغنوا بمقولة كارل ماركس: "الدين هو أفيون الشعوب" فاعتمدوا في حركتهم بالتأثير على طبقة البسطاء الذين يوكلون كل أمورهم بكل شيء على الله وتلاعبوا بهم وأقنعوهم بفكرة الجهاد للوصول للجنة.
بناءً على هذا الكلام هل تعتبر بأن الإخوان المسلمين وصلوا الآن لمرحلة القمة في مصر وقريباً سنشهد مرحلة الانحدار أم ماذا؟
لقد نشأت حركة الإخوان المسلمين في مصر وستنتهي في مصر, وصعود الإخوان في مصر شبيه بصعود طالبان في أفغانستان, التي أخذت بالتراجع والإنحدار فيما بعد. لذلك هم سرعوا في عملية الانتخابات في مصر لاستغلال حالة الفوضى الموجودة للصعود تحت شعار الإسلام هو الحل. ولكن هذا الصعود سيليه حالة من الانحدار الكبير.
بناءً على هذا هل ترى بأن عملية تسريح عدد كبير من الضباط المصريين هو الخوف من انقلاب عسكري عليهم؟
كل ما ترونه من إقالات لضباط كبار كانت عبارة عن تمثيلية, تمثيلية ما يُسمى بالربيع العربي.
إين هو موقف الناصريين الحالي من الأزمة السورية؟
موقف الناصريين القومي والعروبي واضح والفكر الناصري واضح المبادئ, ولكن إن سألتني عن وجود أحزاب ناصرية بحق الآن فأنا أقول لا يوجد, فحسن عبد العظيم أنا أختلف معه تمام الاختلاف وأراه بعيداً كل البعد عن الناصرية. فلو كنت ناصرياً كيف لك أن تستقبل السفير الأمريكي في مكتبك وتذهب لقطر لملاقاة أعداء القومية. كل هذا الموضوع يُبعد الفكر الناصري عن خطه الذي تأسس بناءً عليه.
-  هناك من ينتقد قبول سورية لمهمة الإبراهيمي لأنها تحمل نفس المهام التي حملها سابقوه. كيف ترى هذا الأمر؟
الجميع يتحدث عن هذا الموضوع ولكن هناك فرق ما بين الدبلوماسية والواقع. فالدبلوماسية شيء والواقع شيء آخر, والدبلوماسية السورية تعتمد على مبدأ طول البال والنفس لتحقيق الأهداف الاستراتيجية وهذا هو سر القوة لدى سورية.
كيف تُقيّم مؤتمر دول عدم الإنحياز؟
في هذا الموضوع هناك ما أود قوله ألا وهو لقد رأينا هجوماً كبيراً من قبل مرسي على سورية, ولكن ألم نرى بأن البيان الختامي كان بالموافقة بالإجماع على المُقررات. إذاً نحن أمام أمور لا تُعلن على الملأ وتبقى سرية حتى يحين موعد ظهورها. وأنا أتوقع بأن يكون هناك نتائج إيجابية لمقررات مؤتمر دول عدم الإنحياز على الأرض في سبيل حل الأزمة السورية.
هناك من يقول بأن الأزمة السورية قد طالت ولا مجال للحل كيف ترى أنت هذا الكلام؟
ما كان متوقعاً هو بأن تسقط سورية في الأيام العشر الأوائل من رمضان ما قبل الماضي, ولكن سورية تجاوزت هذه المرحلة, وبقيت صامدة فاجأت العالم بصمودها الأسطوري. ولكن علينا الاعتراف بأن سورية تواجه حرباً شرسة, مع مُقاتلين كثيرو العدد ومدربين أشد تدريب. حرب تختلف تمام الاختلاف عن مقارعة الجيش النظامي التقليدي. ومن تُحاربهم سورية أُشبههم بالفئران التي تتوالد بأعداد كبيرة وهذا هو حالهم. لذلك وبعد طول الوقت حاولوا اللعب على الوتر الطائفي لخلق حالة من الحروب الطائفية في سورية, لذلك قاموا بالتفجيرات الإرهابية في منطقة جرمانا التي تُشكل خليطاً كبيراً من الطوائف ولكن الشعب السوري كان واعٍ تماماً وكبح جماح هذه الرغبة الدموية الموجودة عند أعداء العروبة وأصدقاء إسرائيل. لذلك نحن أمام حرب عالمية ساخنة جداً وليست باردة كما يصفها البعض.
في تاريخ 18/1/2012 صرحت بأن إرسال قوات عربية لمحاربة الجيش العربي السوري هي بمثابة نكتة, هل ما زلت عند هذا التصريح؟
لا يستطيع أي مسؤول عربي سواءً من السعودية أو قطر وأي دولة أخرى إرسال بندقية صيد إلى سورية. فهم يعلمون تمام العلم بأن القيام بهكذا أمر فستقوم الدنيا ولن تقعد. ومن يُشبه هذا الأمر بما حدث عندما قامت الدول العربية بإرسال قوات إلى الكويت فالوضع في سورية أمر مختلف. فالكويت تعرض لتهديد خارجي, بينما سورية تقوم بتطهير أرضها من تهديد تكفيري داخلي, لذلك فالوضع مختلف تماماً. ناهيك عما خلقه الربيع العربي من حالة فهم للسياسة لكل أفراد الشعب العربي تقريباً. وأي توجه قادم سيكون مفهوماً من قبل الشعوب العربية. وهنا أود القول للشعب السوري ألف مبروك لأنه استطاع أن يصد بقوة عزيمته وصبره هذه الهجمة التي لم يسبق لها مثيل, واستطاع بحنكة لا تقل عن حنكة جمال عبد الناصر في مواجهة العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 . لذلك هنيئاً للشعب السوري هذا الصمود الاسطوري.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=22506