الرئيسية  /  لقاء دام برس

الكاتب والمخرج المسرحي طلال لبابيدي لدام برس : مسلسل الولادة من الخاصرة سم لذيذ قدمه أمهر الطهاة ..وبعض الأعمال كانت فتاوى درامية أخطر من فتاوى القرضاوي والعرعور بثت على القنوات الفضائية والأجهزة الأمنية غائبة


دام برس : الكاتب والمخرج المسرحي طلال لبابيدي لدام برس : مسلسل الولادة من الخاصرة سم لذيذ قدمه أمهر الطهاة ..وبعض الأعمال كانت فتاوى درامية أخطر من فتاوى القرضاوي والعرعور بثت على القنوات الفضائية والأجهزة الأمنية غائبة

دام برس – خاص – اياد الجاجة

مع حلول شهر رمضان الكريم وما يشهده عادة من عروض لأعمال درامية على شاشات نهار رمضان الطويل وأمسيات ما بعد الإفطار، يعود الحديث عن الدراما السورية ليطفو على السطح من جديد وسط تساؤلات حول تأثير الأزمة السورية بشكل عام وتضارب المواقف في الوسط الفني السوري مما يجري على وجه الخصوص على إنتاج الدراما السورية لهذا العام، وما إذا كان قد تراجع أو تغير نوعياً أم لا.
و من الواضح أن واقع الدراما السورية بدا متأثراً إلى حد ما بالمناخ العام الذي تعيشه البلد، ومن المتابعة الأولية لبعض الأعمال الدرامية السورية نلاحظ بأن بعضها قد حمل رسائل موجهة إلى المجتمع.
لذلك كان لنا لقاء مع شاب سوري يشكل نموذجا للشباب الواعي والمثقف نقل بعدسته وأفكاره أحلام الشباب السوري الواعد، ومن أجل تسليط الضوء على الدراما السورية وانعكاساتها على الواقع الحالي كان الحوار التالي مع الكاتب والمخرج المسرحي السيد طلال لبابيدي :

كثر الحديث عن مسلسل الولادة من الخاصرة ما هو تقييمك للعمل وبرأيك ما الهدف من عرضه في هذه الفترة تحديدا ؟

في دراما هذا العام شكل مسلسل ولادة من الخاصرة في جزئه الثاني نقطة اختلاف فهو من حيث التقنيات كان عملا متميزا ومبدعا خاصة من الناحية الإخراجية والتقنية من موسيقى تصويرية إلى الصوت والإضاءة فهو من الناحية التقنية عملا متقنا ومن هنا جاءت المصيدة أو الفخ أي أنه كان سما لذيذ فشكل وجبة قدمها أفضل الطهاة ولكن مكوناتها كانت من دم المواطنين السوريين.
لقد اعتمدوا على ممثلين نجوم مبدعين لهم جمهورهم كما اعتمدوا على أفضل تقنيات التصوير من حيث المعدات والكادر البشري وهنا يجب أن انوه أن الكاتب سامر رضوان يمتلك أدواته ويتقن عمله فقد قدم حبكة درامية تشد المشاهد حيث بمجرد متابعتك للحلقة الأولى تجد نفسك مضطرا لمتابعة العمل كاملا ومن هنا نجد أن عناصر العمل كانت متكاملة.
في الجزء الأول من العمل كنت من أشد المتحمسين والمتابعين له رغم وجود بعض الملاحظات وقد اعتبرته جرأت في الوقت الذي عرض به في الجزء الأول انتصر الحق وتم محاسبة الفاسدين والمقصرين وهنا لم يكن هناك أي مبالغة من حيث الفكرة والمضمون.
وبالانتقال إلى الجزء الثاني وبعد متابعة الحلقات الأولى في كل يوم بدأت الحقيقة تتوضح إلى أن وصلنا إلى الحلقة الأخيرة لذلك نجد أن الكاتب قام بشحن المشاهد بالوقود وكانت الحلقة الأخيرة هي عود الثقاب من الواضح أن المسلسل كان هدفه التحريض وإيصال الرسائل لذلك كمتابع حاولت أن أتقصى آراء المشاهدين لأعرف ردات فعلهم وبعيدا عن الرسائل السياسية كان هناك رسائل اجتماعية سلبية وعلى سبيل المثال فالبعض تحدث عن المشهد الذي دار الحديث به بين الفنانة منى واصف والفنان قصي خولي حيث قامت بالدعاء له وعندها أجاب أن الله عز وجل هو فقط للأغنياء وأحد الرسائل التي لا تحمل أي طابع سياسي حيث تحدث أحد الممثلين بأنه إذا لم تكن ذئبا فستكون أي حيوان آخر وهذا ينفي عنا طابع الإنسانية كما برر الكاتب لكل الشخصيات انحرافها وبدون استثناء فكل الشخصيات الايجابية في الجزء الأول قام بتبرير انحرافها .
عبر هذه الرسائل حاولت التقصي عن كاتب العمل حيث وجدت أنه يعتبر نفسه معارضا ولكن ومن خلال إحدى تصريحاته الصحفية والتي قال من خلالها أنه يعتمد على علم النفس التحليلي للعالم فرويد ومواصفات المرض النفسي هي التي ترسم ملامح الشخصيات وهنا نجد أنه يريد انتصار الشر على الخير ومن هنا نجد أن الشخصيات الشريرة في العمل أصبحت محببة للمشاهد وعلى سبيل المثال الناس تعاطفت مع المقدم رؤوف والذي أدى دوره الفنان عابد فهد ومع شخصية أبو نبال والذي أدى دوره الفنان باسم ياخور.
وهنا نجد أن خطورة الموضوع تأتي عبر تبرير الشر والمشكلة أن المتلقي العادي لا يعلم مدى تلك الخطورة حيث كان هناك توافق بين مضمون المسلسل ورأي المشاهد الذي انجرف في عواطفه مع شخصيات العمل.
هذا النوع من الأعمال الدرامية يندرج تحت عنوان البيئة الاجتماعية وليكون عمل البيئة ناجحا يجب أن يتم التصوير في نفس البيئة الاجتماعية وهنا نقول أن نجاح مسلسل أبو جانتي في جزءه الأول جاء من خلال استخدام البيئة الحاضنة لشخصيات العمل أما في الجزء الثاني وبسبب الابتعاد عن البيئة الطبيعة لهذا العمل لم يلقى رواجا أو متابعة لدى المشاهدين.
والسؤال هنا كيف سمحت نقابة الفنانين بتصوير هذا العمل لأنها الجهة الأولى في إعطاء الموافقة، وكيف سمحة لجنة الرقابة في التلفزيون بتمرير تلك الرسائل والتي كانت تدقق على كل كلمة في نص العمل وكيف تم السماح بالتصوير في أماكن ذات طابع وطني كوزارة الداخلية.
لقد شكلت بعض الأعمال الدرامية هذا العام وعلى رأسها عمل الولادة من الخاصرة فتاوى درامية أخطر من تلك التي أطلقها شيوخ الفتنة وهنا لابد أن نخشى على وطننا من لعنة الشياطين.
ولا يمكن لنا أن نبرر له خطأه عبر اللقطة الطفولية التي أعلن بها احد الشخصيات أنه ضد استخدام العنف والسلاح علما أنه في نفس المشهد قامت الجموع بسرقة السلاح من الجهات المختصة التي أظهرها عديمة الإنسانية و لابد أن نسأل الكاتب لماذا ترك النهاية مفتوحة عبر جزء ثالث.
وإذا تم تصوير الجزء الثالث في نفس البئية فهذه تعتبر كارثة حتى لو أظهر اختلاف عن الجزء الذي سبقه من حيث الحبكة الدرامية لأن في أحد لقاءات الكاتب سامر رضوان صرح بأنه يتلاعب على الرقابة من حيث أنه يكتب شيء وينفذ شيء آخر.
إن كتابة الجزء الثاني من هذا العمل كانت موجهة حيث مكان إقامة الكاتب في دولة الإمارات العربية المتحدة ولابد من ملاحظة بعض الجمل التي وردت على لسان شخصيات العمل والتي حملت شعارات تحريضية استفزازية حيث دعا الكاتب إلى إشاعة الفوضى في المجتمع وهنا يجب أن أؤكد بأن كل مواطن سوري شريف يستطيع أن يؤدي دوره من خلال موقعه.
والعتب يوجه أيضا إلى الفنانين المشاركين في العمل والذين يعتبر بعضهم أصحاب فكر وطي إصلاحي مؤيد لمسيرة الإصلاح والتحديث و لابد أن نذكر بأن بعض الفنانين قد نقلوا مكان إقامتهم إلى خارج الوطن دون مبرر. 
وهنا لا بد من أن أوجه رسالة إلى كل من أساء لهم هذا العمل بأن يتقدموا بدعوى قضائية للمطالبة برد اعتبارهم ونحن كمواطنين سوريين لا نقبل بأن تهان الأجهزة الأمنية التي تقدم الشهداء لحماية الوطن عبر عمل درامي مأجور يكرس فكرة قانون الغاب.

 

ما سبب ظهور المخرجة رشا شربتجي كممثلة في العمل ؟

بمجرد ظهور المخرجة رشا شربتجي كإحدى شخصيات العمل هو عامل جذب للمشاهد وذلك يشكل إحدى مقومات نجاح العمل من أجل تحقيق نسبة مشاهدة أكبر لكي تصل تلك الرسائل إلى أكبر قدر ممكن من المتابعين.
بالنسبة لي أنا لا أنقد المخرجة شربتجي من حيث جودة العمل وإتقان إخراجه إن الشعب السوري هو من جعلهم نجوما وأطلقهم في عالم الدراما.

بعض الفانين كانت مواقفهم صادمة في الشارع السوري من حيث وقوفهم خلف ثوار الناتو وتدمير المؤسسات السورية وتفتيت المشروع القومي ؟

أولا يجب أن لا ننسى ما يسمى بيان السينمائيين حول الأحداث في سورية والذي وقع عليه ستة عشر شخصية صهيونية وهنا أنا كنت بصدد رفع دعوى قضائية على كل سوري وقع على البيان فكيف من يدعي الوطنية يوافق على أن يوقع صهاينة معهم ألا يشكل ذلك نوع من الخيانة والتطبيع مع العدو الصهيوني. 
هنا لابد أن أذكر أنه تم عرض مسرحي بعنوان " سوناتا الربيع " من تمثيل ماهر صليبي ومازن الناطور حيث قدم العمل رسائل هدامة ذات مضمون خطير منها ما تكلم عن أن الإصلاح هو مجرد حلم وضرب من الخيال لا يتحقق فما هي الغاية من هذه الرسالة وبالانتقال إلى شخصية مازن الناطور في العمل والتي تعتبر شخصية رئيسية والذي يكون أستاذ للتاريخ في الجامعة ويتحول إلى دهان ومن خلال هذه الشخصية يوجه رسالة تقول أنه يجب هدم هذا البيت وإعادة بنائه من جديد، على ما يبدو أن رسالة بعض الفنانين السوريين قد تناغمت مع مصالحهم المادية وأنا أتحداهم بأن يظهروا في عمل يتكلم عن الواقع الخليجي الاجتماعي.

هناك مقولة يتداولها الشارع السوري تفيد بأن من مول أنفاق باب الحارة هو من مول أنفاق الإرهاب، كيف انعكست أعمال البيئة الشامية على واقعنا المعاصر ؟

أولا إن نقابة الفنانين كمؤسسة تهتم بالواقع الفني في سورية لم تمارس دورها المفترض في نقل حقيقة ما يجري على ساحة الوطن منذ أن اصدر بعض من يسمون أنفسهم فنانون بيان الحليب الشهير لم تستطع النقابة اتخاذ أي موقف من الكذب الذي ورد في هذا البيان.
لماذا لم نشاهد أحد من النقاد الفنيين يقدمون رؤيتهم حول مسلسل الولادة من الخاصرة .
وعودة إلى أعمال البيئة الشامية هناك الكثير من اللغط حول هذه الأعمال فالمشاهد يرغب بمتابعة تلك الأعمال ولكن هذه الأعمال قد نقلت رسائل بقصد أو دون قصد إلى المشاهد من حيث التركيز على مفهوم الثورات وحمل السلاح .
إن بعض الأعمال الشامية قدمت أفكار بناءة توضح الاندماج بين كافة مكونات المجتمع السوري وهذا تم عبر مسلسلات منها " طالع الفضة "، وفي هذا العام قدم مسلسل طاحون الشر عرضا جديدا حول أعمال البيئة الاجتماعية
في فترة سابقة قمت بعمل استفتاء حول تأثير أعمال البيئة الشامية على الأطفال وذلك من أجل تقديم عمل بيئة شامية يتحدث عن الطفولة ومن خلال الإدارات التربوية وجدت بأن هذه الأعمال انعكست لدى الأطفال بسلوك عدواني.
و لابد من القول بأن الدراما لها تأثير على كافة شرائح المجتمع لذلك يجب انتقاء ما يصلح للعرض خاصة في هذه الفترة من التاريخ السوري.
كيف سيكون موقف من قدم أعمال ساهمت في سفك الدم السوري هل سيتحرك لديهم الحس الإنساني هل سكون ضميرهم مرتاح.
رئيس الوزراء البريطاني تشرشل قال بأنه من الممكن أن نستغني عن أي قطعة أرض بريطانية ولكننا لا نقبل بأن نتنازل عن أي عمل للكاتب شكسبير لأنه من حمل رسالة إلى كل العالم، هذه هي رسالة الفنان.
يجب أن تقوم وزارة الثقافة بدورها التوعوي عبر إقامة العروض المسرحية الهادفة والتي تنقل رسائل المحبة والسلام إلى مجتمعنا السوري فمن غير المبرر غياب دورها البناء في هذه المرحلة.

ما هي الأعمال التي حملت رسائل ايجابية في هذا الموسم الدرامي ؟

بعيدا عن النقد والتحليل الفني أجد بأن مسلسل رفة عين قد حمل فكرا ايجابيا متوازنا حيث قدم الواقع كما هو وكانت سياق الأحداث تحاكي واقعنا المعاش من حيث توازن الشخصيات والصراع بين الخير والشر.
الدراما السورية تعاني من أزمة كتاب ونصوص ونحن نمتلك الأدوات الفنية المتميزة من مخرجين وممثلين وفنيين.

 

المسرح السوري كان له تاريخ حافل ما هو واقعه اليوم ؟

إن المسرح هو أب الفنون وهو المنطلق والأساس في فترات سابقة كان للمسرح دور كبير في توعية الشارع ومن هنا لقد حاولت بأن أعيد بعض الألق القديم لهذا الصرح العظيم وذلك من خلال تقديمي لعدة عروض مسرحية تحمل في جنباتها أهداف ومعاني إنسانية وعلى سبيل المثال فقد قدمت عملا مسرحيا بعنوان " المزبلة الفاضلة " ركزت من خلاله على الواقع المعاش    
هناك فيلم تلفزيوني قصير بعنوان " قاسم مشترك " يتحدث عن شخصين يتواجدون في ذات المكان يتحدثون عن بعض القواسم المشتركة فيما بينهم دون أن أحدد من هو مؤيد أو معارض فالشخصيتان كانتا متناقضتين من حيث الفكر والتصرف والظلام يسيطر على العرض وعندما يحاول كل من بطلي العمل إشعال شمعة ليضيء المكان فيقترب الشخصين من بعضهما وتضيء الشمعة فتظهر سوريتهم ورسالتنا هي أن القاسم المشترك بيننا هو سوريتنا.
كما قدمت فيلم قصير آخر يتحدث عن سورية الأم التي تربي أولادها وتقدمهم شهداء ومن خلال هذا العمل القصير أحببت أن أوجه رسالة مفادها أننا يجب أن نعود إلى وطنيتنا الحقيقية وأن نحافظ على وطننا من غدر المتآمرين.
وهناك عمل آخر كان محوره خطاب السيد الرئيس بشار الأسد الذي ألقاه على مدرج الجامعة حيث أوضحت مضمون ومحتوى الخطاب.

ما هي رسالتك إلى العاملين في المجال الفني وعلى اختلاف اختصاصاتهم ؟
لا بد من القول بأن الفن يشكل رسالة حضارية ذات بعد إنساني وعلينا أن نبتعد عن مصالحنا الشخصية وأن نراعي مصلحة الوطن، من المعيب أن نستثمر أزمة وطننا من أجل مكاسب مادية أو نجومية، اليوم يجب أن تتكاتف الأيدي من أجل السير قدما في الإصلاح ومن أجل الحفاظ على بلدنا سورية في الماضي قدمت عمل مسرحي بعنوان " المزبلة الفاضلة " تطرقت به إلى حياتنا وواقعنا المعاشي واحد المشاهد كانت حول الاشتراكية يومها كان العرض جريء أما اليوم فان الأولويات قد اختلفت لذلك علينا أن نعي خطورة المسألة ونعمل بشكل وطني لنقدم رسالتنا الحضارية إلى العالم أجمع .

eyad@dampress.net

تصوير : تغريد محمد
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=22331