دام برس
إن عملية التحول الديمقراطي والحرية السياسية هي هدف تسعى له الشعوب في كل مكان قديماً وحديثاً ، وهي في المحصلة تناله إما عن طريق تراكم الخبرات والتجارب السياسية وبشكلٍ متدرج يتدرج فيه الوعي الجمعي صعوداً وعبر مراحل لا بد أن يكون بعضها الكمون والتبلور والنضج وصولاً إلى نيل المرتجى من المطالب السياسية والمجتمعية والمعيشية ، ويكون ذلك عبر معايشة الفرد والمجتمع لتلك المراحل مجتمعة أو منفردة ، وهو ..أي هذا الطريق نحو تكريس مفهوم الحرية الفردية وقواعدها وضوابطها هو سلمي ..لا عنفي تستخدم فيه الكلمة وسيلةً للتعبير ، والنشاط السياسي النضالي وإن طال أمده طريقاً ومنهجاً ، والتاريخ حافل بأمثلة للشعوب والدول التي نهجت هذا النهج وسارت على هذا الدرب وإن طال أحياناً ، وما مارتن لوثر كينغ وقبله الماهاتما غاندي الذي آمن بالحوار سبيلاً للتغيير سوى مثالين على هكذا حركات مطلبية تغييرية ثورية لا عنفية ، الطريق الآخر البديل .. هو التحول الجذري والحاسم والخاطف والجارف والذي يتمثل هنا بالثورات التي يعطينا التاريخ بدوره أمثلةً عنها ، والتي كانت في الغالب دموية وعنفية يستخدم فيها الفرد يده وما يحمل بيده أكثر من إستعماله للعقل القابع في رأسه ، ونتائجها المنطقية والمثبتة سقوط أعداد كبيرة من الأبرياء ضحايا فقدان السيطرة وضياع المركز وإنجراف العقل والمشاعر الثورية الجياشة حد الثمالة وحد الجنون الثوري ، لدرجة يمسي معها تحكم الفرد أو " الثائر أو المثار " بأقواله وأفعاله أمر في حكم المستحيل ، والتاريخ يحفل أيضاً بشواهد " للثورات " التي سبغت دفاترها دماء الأبرياء ، وقطعت مقاصلها رؤوس من لا علاقة لهم بكل ما هو ثوري ، هذا إن نحن تجاوزنا أو وضعنا جانباً ما بات أيضاً حقيقةً ساطعة كشمس حزيران .. حقيقة أن ما يجري على الأرض السورية ليس سوى المؤامرة الأكثر حقارة ونذالة وخساسة ووحشية على مر العصور ... . كان هذا مجرد عناوين تذكيرية لبعضٍ من الأمثلة عن ما عرف في تاريخنا المعاصر من ثورات ، وأما الحاضر .. الحاضر الذي لن يغيب يوماً عن أذهاننا ما حيينا فهو يعطينا أمثلةً أوضح عن تلك الثورات المثارة بفعل من أراد لهذه المنطقة أن تثور بعبارةٍ أخرى للشيطان الثورجي وثواره الشياطين ، وما حالة العودة إلى السلوك البدائي القطيعي الهمجي التي اتبعها ثوار القاعدة في سوريا سوى مثال واضح عن وحشية " عورات الربيع العربي " ، وما الدرك الذي وصل إليه بعض من يسمون أنفسهم ثواراً أو من وهبهم سلاطين المال والنفط والسلاح هذا اللقب فيما هم ثيران و وحوش في هيئة آدمية ، هذا الدرك من الدموية والوحشية والإنحطاط الأخلاقي الذي نقرأه يومياً وعلى مدار العام على كل صفحات " الثورة السورية " سوى مثال أوضح على هذا النوع من الردة الإنسانية والكفر الأخلاقي والفجور الثوري تحت مسمى ثورات . وبحكم أن الحديث و التعاطي والحوار مع معارضي الخارج و من يساندهم من السوريين أو آل عثمان أو الشيشان أو الافغان أو العربان على الأرض السورية سوف يكون حديثاً أقرب إلى حديث الطرشان ، أو حوار الطرشان مع ثوار بلا آذان أو سمع ، بلا بصر أو بصيرة ، بلا عقل ولا قضاة تدير محاكمه ودوائره ، ولا حراس على أبوابه المشرعة لكل سارقٍ أو قاطع طريق ، حتى باتت تلك العقول مرتعاً لجرثومةً تشبه في آلية عملها معظم الأجهزة الكهربائية التي يتم التحكم بجميعها من حيث توقيت العمل والتشغيل و إيقافه إلى كل تفاصيل عملها وادائها . لهذا فأنا سوف اتوجه اليوم إلى كل من يدعي الحياد في موقفه من المؤامرة على الوطن السوري دون أن أخفي انني أمقت توصيف " الحياد " وأبغضه ، فأنا وبعد أن استنفرت قواي العقلية جميعها وقرعت أجراس الإنذار في كل قاعات و صالات ودهاليز الدماغ حتى استيقظ جميع موظفيه وعامليه ومناوبيه و " جاهدوا " للوصول إلى حالة بسيطة أولية ومبدئية من التفهم لمصطلح الحياد في الحالة السورية ولكن عبثاً وهيهات ودون جدوى ، كان الرد يأتيني دوماً أن هناك خللاً ما في الطلب أو خطأً في السؤال أو عطلاً في البرمجة .. وكان صوت سوري غاضب وهادر يدوي كما الرعد قائلاً : لا حياد في معركةٍ يكون فيها الوطن وشعب الوطن وجيش الوطن في مواجهة أكبر المؤامرات التي عرفتها البشرية وأضخم الأعداد من القطعان الثورية الإرهابية التي تمزق البشر وتفتت الحجر وتحرق الشجر وتسرق الهواء السوري وتحجب الشمس السورية ويغتال البسمة على شفاه السوريين ، وسأدعو كل من ادعى يوماً أو لا زال يدعي الحياد إلى جولة لا شك أن معظمكم قد قام بها لأكثر من مرة خلال عمر المؤامرة التي امتدت على مدى قرابة العشرين شهراً الماضية ، سوف آخذه إلى عالم شبيه بصندوق الفرجة لكن الفرجة فيه تغم ولا تسر ، تحزن ولا تفرح ، ساسحبه إلى جولة في شوارع ما قد يسميه هو " ثورة أو شبه ثورة " ، مرةً أخرى .. رحلة في عوالم الشيطان .. . سوف أصحب هذا " الحيادي " إلى جولة في شوارع ما قد يسميه هو ثورة أو شبه ثورة ، فلا بد لعينيه أن تواجه مشاهد القتل والذبح الثورجي ، سأعرض عليه عشرات الفيديوهات لعمليات الذبح الإسلامي السلفي الوهابي .. الذبح الحلال للبشر .. وكما قال أحد الإرهابيين على شاشات التلفزة السورية في وصفه لمشهد ذبحه لأحد ضحاياه " وضعت السكين على رقبته وقلت .. سبحان من حللك للذبح ؟؟؟!!! " ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا بل يفرض نفسه على العقل وصاحب العقل ... هل هناك كفر بعد هذا الكفر ؟؟؟؟ ، سأريه في شوارع ثورته دمار الثورة و آثار عبواتها الناسفة وسياراتها المفخخة ، سوف أمسكه من يده واسحبه لأريه بطولات ثواره في مواجهة مراكز ومحطات توليد الكهرباء الظالمة وعمليات ثواره النوعية ضد جحافل أنابيب النفط والغاز المتغطرسة والدكتاتورية ، وسأقرأ له في دفاتر الثيران ما كتب بالحبر الأحمر القاني عن تدميرهم لمنازل وأحياء الأعداء " كل من يخالفهم الرأي والإنتماء والموقف " مدنياً كان أم عسكري ، رجلاً أم إمرأة راشداً أو طفلاً صغيراً أو رضيعاً ، ولن أنسى قراءة الملاحظة والمعلومة الأهم .. أن جميع ما ذكرت من تفاصيل دموية ارهابية وحشية كانت تتم على واقع نشيد الثورة المؤلف من كلمتين اثنتين فقط ... نشيد " الله أكبر ". وسأدخل هذا الحيادي إلى اقبية الثورة ليرى أدوات التعذيب الثورجية لمن يختطفهم ابطال الثورة الأشاوس و أشلاء من قطعت جثثهم بالسواطير الثورية والسيوف الإسلامية ، وسأسمعه بعض مفاخر ثواره عن اغتصابهم للفتيات والنساء على الطريقة الثورجية الإسلامية قبل قتلهن ودفنهن ، ، سأمشي معه في انفاق الثورة وأجبره أن يرى العفن الثوري المنتشر على كل جدار ، و سأدخله كهوف الثورة وأجبره على تحسس الطحالب الثورية الوهابية ، ولن يكون له مهرب من لقاء ثعابين الثورة وجرذانها ، ولن أبدأ معه بتعداد أعداد وأسماء ضحايا ثورته من شهداء الجيش السوري البطل والمدنيين الأبرياء ، لأن الوقت لن يسمح ولأن الحيادي غالباً لا وقت لديه .. فهو مشغول بأشياء أخرى وإهتمامات أخرى فيما الوطن ينازع ، وهو إذ يفعل هذا لن يكون أفضل حالاً وأعلى قيمةً من ذاك العاهر الذي يمارس الجنس مع عاهرة في غرفة فيما والدته أو زوجته أو ابنه أو ابنته تعاني سكرات الموت في الغرفة المجاورة وتحتاج منه ربما شربة ماء أو لمسة حنان أو قبلة وداع ، سأدعه يكحل ناظريه وجهاً لوجه بأبطال "الثورة السورية " أولئك الذين تتدلى الأفاعي من وجوههم لتشكل لحًى سلفية أو وهابية أو اخوانية وجميعها تكفيرية فيما تجثو تلك الزبيبة على جبين معظمهم فتراها أن نظرت حيث هم كما ترى نجمة آل صهيون في شوارع فلسطين المحتلة . لن أسأله عن رأيه ولن اطلب منه تحديد موقفه أو مكانه أو مكانته على الخارطة بعد إنتهاء الرحلة ، سأطلب منه فقط وأرجوه أن يخضع للعلاج وأن يتناول الأدوية التي سوف يصفها له ثلاثة أخصائيين بإنتظام ، فطبيب العيون أولاً عله يرى ما لم يرى أو ما ترفض شبكيته أن ترى لأسبابٍ في علمه أو في علم الغيب ، و طبيب الأذن ثانياً عله يسمع ما رفض سابقاً أن يسمعه بعد تحسن أداء أذنه الداخلية ، وقبل هذا وذاك طبيب الأعصاب عل الخلل المسيطر على جملته العصبية وبالتالي مراكز المحاكمة العقلية والمنطقية السليمة ينال نصيبه من بعض شفاء فيعود له بعض رشده أو يلتقي بإنتماءٍ أضاعه في رحلة الحياد .. ومرةً أخرى أؤكد رأيي كما ملايين السوريين وأقول : لا حياد في الحرب المستعرة ضد الوطن ولا حياد في معركة الكرامة الوطنية ولا حياد إذ يستهدف تراب الوطن .. ولا حياد بكل تأكيد في حربٍ يكون فيها جيش الوطن المقدس طرفاً يدافع عن الكرامة الوطنية ويحفظ التراب الوطني .. . وبالعودة قليلاً ولمرةٍ أخيرة إلى ثورتهم أقول أنني مررت ببواباتها التي يفصل بعضها عن بعض آلاف الكيلومترات كما تفصل تلك البوابات بحارٌ ومحيطات ، لكن عاملاً واحداً كان يجمع تلك البوابات أنها جميعها تعمل " بالريموت كنترول " ، وأن أجهزة التحكم فيها هي بيد من يفترض أنه جمهور أو شاهد على مجرياتها وليس متحكماً باقفالها ومفاتيحها وبواباتها التي تلج منها قطعان ثيرانها المروضة أيما ترويض ، تلك التي تتحول عند رعاتها ومروضيها إلى خرفانٍ أو أغنامٍ تحني رؤوسها وتلتهم ما يقدم لها من العلف الثوري فيما تتحول إلى وحوش كاسرة في تعاملها مع أبناء الوطن السوري .. . دخلت خلسةً شوارعها الخالية إلا من بعض الثوار الأسرى ، نعم الأسرى .. هل سمعتم يوماً عن ثائرٍ أسير يريد تحرير وطن .. وهو أسير !! ، انها أحجية ثوار سورية الأشاوس ، هم أسرى وتابعين حد العبودية لهرمٍ من المتحكمين برقابهم ومصائرهم وعقولهم وسلوكهم وأقوالهم وأفعالهم وطبيعة جرائمهم ضد وطنهم وأبناء وطنهم و لكنهم رغم ذلك يدعون أنهم يشكلون كتائب ثورية حرة وجيشاً ثورياً حراً وهيئات تنسيقية حرة ومجالس إستنبولية وباريسية وآل حمدية وآل سعودية و يهودية .. وجميعها حرة ؟؟!!! .. .
أخيراً لا بد أن اشارككم الإطلاع على ما تسرب في الآونة الأخيرة من أنباء عن المسؤولين والقائمين على إدارة كتاب غينيس للأرقام القياسية وعن دهشتهم وحيرتهم في كيفية تصنيف مصطلح " الثورة السورية " فهي حققت ما لم تحققه ثورة عبر التاريخ ونالت من الألقاب والسمات والصفات ما يعجز كتاب غينيس نفسه رغم ما يشاع عن صهيونية إدارته عن استيعابه والوصول إلى إتفاق في تبويب وتصنيف هذه التي تدعى بالثورة ، فهناك من يصفها بالثورة الخائنة والماجنة والعاهرة والداعرة والكافرة وهناك من يضيف أنها الثورة الصماء البكماء العمياء ، المصابة بالهذيان والخرف والعجز المبكر وسرطان الخلايا المخية والقصور العقلي ، هذه الصفات جميعها تنطبق وتنسحب على مثيريها على الأرض السورية ، هؤلاء الذين يرفض احدهم أن يستمع مجرد الإستماع إلى وجهه نظرك لمجرد أنك تؤمن بغير علم .. وغير مبادئ ، أولئك الذي يتميزون بنعاتهم الكثيرة .. تلك التي تنتهي بالنون .. فهم الحالمون الواهمون الساقطون .. وهم الكافرون الماجنون الخائنون .. وهم المهزومون كانوا في كل المعارك وكذا هم اليوم في أم المعارك ... مهزومون ... . |
||||||||
|