الرئيسية  /  لقاء دام برس

عبد الله منيني لدام برس: نسعى لإنشاء الجامعة الشعبية العربية بدل الجامعة الحالية ..وسورية المتجددة ستظهر بعد معركة حلب ومئة دولة تحارب الرئيس الأسد


دام برس : عبد الله منيني لدام برس: نسعى لإنشاء الجامعة الشعبية العربية بدل الجامعة الحالية ..وسورية المتجددة ستظهر بعد معركة حلب ومئة دولة تحارب الرئيس الأسد

دام برس - اياد الجاجة - خاص

عندما نتحدث عن سوريا المستقبل من الطبيعي لنا أن نتحدث عن الشباب الواعد والمسؤول الشباب الملتزم بقضايا وطنه هؤلاء الشباب الذين يختزنون كل طاقاتهم إسهاما منهم في بناء سورية الغد، بخاصة أن هؤلاء الشباب يملكون رؤى سياسية وفكرية و تنموية واضحة ستساهم حتما في رسم خارطة الطريق نحو مستقبل أفضل، كلامه يدخل إلى العقل قبل القلب دونما استئذان, يعتمد على الحجة والمنطق والثقافة الواسعة, شاب جسد الحركة الشبابية بشكل فاعل على أرض الواقع, سعى ويسعى لبناء جيل شاب مؤثر ليس بالكلام فقط, فيجمع طاقات شباب سورية ليُطلقها في خدمة سورية المُستقبل, أسس لجنة بالتعاون مع الأستاذ رفيق لطف لتقديم وثائق تُدين الشخصيات التي ساهمت في سفك الدم السوري وتقديمهم للعدالة. لذلك يسرنا أن نستضيف هذه المرة رئيس منسقية شباب الأحزاب التي تضم الشباب من كل الأحزاب العربية, عضو الحزب السوري القومي الاجتماعي المنضوي تحت قيادة الجبهة الوطنية التقدمية ومنسق الشأن الفلسطيني في الحزب ووكيل عمدة الإذاعة والإعلام في الحزب القيادة المركزية, وأمين سر مؤتمر الأحزاب العربية, الأستاذ عبد الله منيني.

ما هي قراءتك لكلمة السيد الرئيس بشار الأسد التي وجهها سيادته إلى الجيش العربي السوري بمناسبة ذكرى تأسيسه ؟

إن عيد الجيش العربي السوري هذا العام يحمل طابعا خاصة أنه أتى والجيش العربي السوري يتعرض لاعتى حملة تشويه لسمعة هذا الجيش الذي ما زال يحمل كلمة العربي السوري وهنا المشكلة التي وقع بها بالنسبة لأعدائنا ولمن كانوا يعتبرون أنفسهم أصدقاء هذه هي النقطة الأولى.
أما النقطة الثانية فإن عيد الجيش قد أتى بعد اغتيال قادة عسكريين كبار سطروا رسالة جدا هامة أن في الوطن لا يوجد فرق بين جندي أو قائد وهذه هي رسالة الجيش العربي السوري  و قد أتت هذه الذكرى العظيمة  في شهر تموز الذي يعني الكثير للسوريين في هذا الشهر من عام 1920 استشهد الوزير يوسف العظمة دفاعا عن ارض الوطن وعن استقلاله وفي سبيل وحدة سوريا ورفضاً لمشروع سايكس بيكو،وكان الشهيد الأول الذي دافع عن استقلال سورية الطبيعية ويجب أن نذكر انه كانت ترافقه السيدة نازك العابد وهي كانت برتبة نقيب في الجيش وهي أيضا رسالة توجه للجميع أن المرأة في سورية ومنذ بداية التاريخ هي مناضلة ومقاومة ومدافعة عن هذا البلد وهذه رسالتنا في سورية لمن يتشدقون بالحريات أن المرأة في سورية تؤدي رسالة جدا مهمة، أيضا في تموز كان هناك عيد يحتفل به السوريون القدماء هو شهر الفداء لأن اله الفداء عند قدماء السوريين كان يسمى تموز وأتى تموز ليقدم الشهداء القادة روحهم في سبيل هذه الأمة.
هناك رسالة أخرى تحملها هذه الذكرى هي أن عيد الجيش هو الرابط الوحيد الذي بقي نحتفل به مع الشعب اللبناني كمناسبة وطنية موحدة لأن ذكرى تأسيس الجيش العربي السوري هي مشتركة مع ذكرى تأسيس الجيش اللبناني، وهي تدل على تلازم المسارين وان هذه الوحدة التاريخية والطبيعية لا حياة لها إلا إذا تحققت لأننا والشعب اللبناني وكل شعوب سورية الطبيعية يجب أن نجتمع على الوحدة التاريخية وهي وحدة المجتمع ووحدة الأرض والتي هي بالأساس الهدف الأول الذي أدى لاستهداف هذه المنطقة وآخرها ما يجري في سورية لتطبيق مخطط سايكس بيكو جديد أو سايكس بيكو أثنين. 
قرأت الكلمة ولفتني عبارة جدا هامة أوضحها السيد الرئيس هي عندما قال "إننا للأسف نواجه أعداء داخليين"، وهنا النقطة التي حاولنا بالفترات الماضية ومنذ بداية الحرب على سورية لأننا انتقلنا من أزمة وأصبحنا في حرب، نحن نتعرض لحرب حقيقية بكل معنى الكلمة، حرب عسكرية إعلامية اقتصادية هي حرب وجود بكل معنى الكلمة لأول مرة نتحدث بهذه الصراحة بأن هناك يهود في الداخل كنا نحاول دائما أن نوصل رسالة جدا هامة بأننا أبناء وطن واحد ويجب أن يكون الوطن هو جامع لنا ولا نختلف على أي شيء يختص في مصلحة الوطن لان هناك دائما بوصلة ثابتة لنا كشعب سوري هي مصلحة سورية أي شيء يخدم مصلحة سورية إذا هو شيء مفيد ويجب أن ندعمه ونقف إلى جانبه وأي شيء يضر بمصلحة سورية يجب أن نقف ضده وعلينا أن نجعل البوصلة الأساسية هي المصلحة السورية.
قد يقول قائل تقولون أن فلسطين هي البوصلة وأنكم دائما تتغنون بالقضية الفلسطينية نقول مصلحة سورية هي أن تعود فلسطين إن مصلحة سورية هي العنوان الأكبر وعودة فلسطين جزء من هذا العنوان، عودة الجولان جزء من هذا العنوان العراق المعافى جزء من هذا العنوان إلغاء الكيان السرطاني الإسرائيلي جزء من هذا العنوان لان العنوان الأكبر هو مصلحة سورية .
أيضا الكلمة تضمنت رسائل جدا مهمة، أن الجيش العربي السوري، جيش اثبت ولائه لعقيدته التي نشأ عليها، الجيش السوري هو الجيش الوحيد في عالمنا العربي الذي يمتلك عقيدة قتالية لها مشروع واحد وهدف واحد هو تحرير الأرض وتحرير الإنسان، ورسالة الجيش الأهم أن لجيش هو للحرب و الاعمار وهنا أيضا عنوان يجب أن نقف عنده اليوم في ذكرى عيد الجيش لان ما نشهده اليوم من مواجهة والدفاع عن هذه الأرض من خلال الحرب التي فرضت علينا ونحن لا نرغبها هي في هدف الإعمار، اعمار المجتمع واعمار الوطن وخروج الوطن معافى.
والكلمة تضمنت رسائل جدا هامة إلى أعدائنا في الخارج وهي أن الجيش العربي السوري هو الجيش الذي يمثل كل الشعب السوري، لا يمثل جهة ما أو منطقة ما أو فئة ما هو جيش يمثل نموذج مصغر لهذا الوطن السوري الكبير، وهي مناسبة لأتوجه من خلال موقعكم بالتحية إلى جنود سورية الأبطال الذين اثبتوا فعلا أنهم قادرين أن يحملوا لواء الدفاع عن الوطن واستطاعوا أن يفعلوا الشعار الذي نشأ عليه الجيش العربي السوري "وطن شرف إخلاص" سنقول لهم الوطن هو انتم لأنكم درع الوطن والشرف هو انتم لأنكم تدافعون عن شرف هذا الوطن والإخلاص هو انتم لأنكم أخلصتم إلى قسم انتماؤكم لهذه المؤسسة العسكرية العتيدة .
لقد أثبتت المؤسسة العسكرية أن سورية هي دولة مؤسسات بامتياز وذلك كان واضحا عبر المؤسسة العسكرية والبناء المؤسساتي الذي بنيت عليه الجمهورية العربية السورية منذ الحركة التصحيحية هو بناء فاعل ويستطيع أن يواجه أعتا الظروف التي تواجه أي مجتمع أو مؤسسة أو أي وحدة جغرافية أو مجتمعية. 
اعتقد أن الجيش العربي السوري ليس وحده هو المستهدف لأننا شهدنا أيضا محاولات عديدة لاستهداف الجيش المصري خلال الفترة الماضية والسبب أنه في تاريخ الصراع العربي الصهيوني وتاريخ الصراع بين الحق والباطل كان الجيشان العربي السوري والعربي المصري هما الوحيدين القادرين على صد أي عدوان ونستذكر أن حتى صلاح الدين عندما أراد أن يفتح بيت المقدس انطلق من الشام مرورا بمصر حتى وصل إلى بيت المقدس، وأيضا حرب تشرين كان هناك جهد مشترك بين الجيش المصري والجيش العربي السوري لكن للأسف فالجيش المصري كما نعلم خضع لعمليات ابتزاز تحت مسميات الدعم المالي والدعم العسكري ليتحول إلى جيش مدجن فخرج من دائرة الصراع القومية ليصبح في دائرة الدفاع عن مشروع وجود الكيان الصهيوني وهذه حقيقة، إذا لم يبقى في منطقتنا وعالمنا إلا الجيش العربي السوري الذي استطاع أن يبقى كما نشئ عليه جيشا وطنيا عقائديا ولهذا يستحق كل الاحترام والتقدير على المستوى السوري أو على المستوى العربي لأنه يمثل بعدين أساسيين بعد وطني وبعد قومي ومازال يمثل هذان البعدان والاستهداف الأول هو تحطيم صورة هذا الجيش الذي منذ بداية الحملة على سورية بدأت حملات التشويه والإساءة من أجل إحباط معنويات هذا الجيش ولكن أثبت هذا الجيش أنه بعيد كل البعد عن هذه المحاولات وأثبت فعليا أنه قادر ليستلم زمام المبادرة وأن يكون هو قائد هذه المرحلة بامتياز، المرحلة التي تؤدي إلى الحفاظ على السيادة الوطنية قولا وفعلا .

تحدثت أن المتآمرين حاولوا تشويه صورة الجيش العربي السوري وهم أيضا حاولوا تشويه صورة السيد الرئيس بشار الأسد كيف تقرأ قوة السيد الرئيس؟
أنا أؤمن بمقولة أن فيكم القوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ وهي لابد فاعلة، مسألة القوة هو مصطلح يختلف حسب التعريف من زمان إلى مكان ولكن القوة بالسبة لنا هي الحفاظ على الحقوق ولهذا نحن تعز بوجود قائد قوي استطاع أن يحافظ على الحقوق العربية رغم كل الضغوط التي تعرض لها ونعلم تماما أن ما يجري في سورية هو استمرار لمحاولات بدأت منذ العام 2003 وزيارة كولن باول الشهيرة عندما كانت القوات المشتركة على الحدود السورية العراقية والعدو الصهيوني موجود للأسف في أراضي أشقائنا العرب في الأردن وأسطولهم موجود في البحر المتوسط وفي قواعد الأناضول، أي أن سورية كانت ضمن دائرة الاستهداف، واستطاع السيد الرئيس أن يثبت قوته التي أتت من إيمانه بشعبه، إيمانه بحقوقه ، انه رجل قوي وفيه القوة فعلت فغيرة وجه التاريخ، ومن حينها اعتقد بأن وجه التاريخ قد تغبر. من يقرأ مجريات الأمور منذ عام 2003 إلى الآن يجد أن هذا التسارع في المعطيات السياسية وخلق حالة حيادية جديدة بدأت تعتمد على قوة الشعب التي تعطي القوة للقائد و الذي يستطيع أن يتحدى العالم عندما يملك الشعب والأرض والقرار الوطني المستقل.
السيد الرئيس تعرض لحملة تشويه ممنهجة كان الهدف الأساس منها هو أن هناك رجل عربي قومي يجمع عليه كل العرب وكل أحرار العالم وهو رمز للمقاومة والممانعة فكان لابد من ضرب هذه الصورة التي أصبحت أسطورة وأنا اشهد انه قبل بداية الأحداث بشهرين كنت مشاركا في مؤتمر في مدينة الرباط في المغرب وشاركت في مسيرة لدعم الشعب الفلسطيني وعندما وقفت في ساحة البريد في الرباط وجدت صورة السيد الرئيس بشار الأسد ترفع في الرباط هذا المشهد يقلق الأصدقاء قبل الأعداء لأننا في مجتمعنا العربي لا نقبل أن يكون هناك رجل حر لا يلتحق بركب الإرادة الغربية والأمريكية والصهيونية استطاع أن يلتقط هموم الشعوب وآمال الشعوب وان يرفع شعار "المقاومة هي خيارنا وليس اختيارنا" واستطاع أن يثبت هذا الإيمان من خلال الوقفة التاريخية عام 2006 في حرب تموز ومن خلال الدفاع عن غزة خلال العدوان الصهيوني على غزة ومن خلال رفض الاملاءات الأمريكية والضغوط الأمريكية والغربية التي تعرضت لها سورية وخاصة عام 2005 وما يتعلق بموضوع اتهام سورية باغتيال رفيق الحريري والقرار الدولي الشهير رقم "1559" إذا نحن أمام رجل قوي بمفهوم القوة الحقوقية الموضوعية القوة المستندة إلى الحقوق إلى الإيمان بالوطن إلى حب الشعب إلى الهدف الاستراتيجي إلى عودة الأرض والقوة الأهم انه رجل يعلم تماما انه في هذا الزمان لا مجال للتنازل وأي تنازل يعني التنازل إلى الأبد لهذا استطاع أن يحافظ على موقف تاريخي عندما أعلن أهمية القرار الوطني المستقل وصولا لتبنيه شعار القرار العربي المستقل وكانت هي سابقة بعد مرور عشرات السنوات من رفع هذا الشعار أن سورية تتبنى القرار العربي المستقل وقد نسفت مبدأ الأردن أولا ولبنان أولا وحتى سورية أولا لأن السيد الرئيس آمن تماما عندما نقول بأن هذا القطر أولا فإننا نقول بأن الكيان الصهيوني هو ثانيا.

 

ما هو السبب وراء قيام العصابات المسلحة بحرق المؤسسات والمرافق العامة ؟

إن سورية استطاعت أن تؤسس دولة مؤسسات حقيقية وهناك استهداف حقيقي لتدمير البنية المؤسساتية التي كانت داعم أساسي لقرار سورية المستقل لأنه مبني على إدارات مؤسساتية استطاعت أن تترجم كل الأفعال إلى أقوال وان تحافظ على وحدة مجتمعية ووحدة حكومية وصولا إلى وحدة الأرض والمجتمع طبعا موضوع الثورة من عدمه ومنذ اليوم الأول الذي حرق فيه أول لوحة إعلانية في الشارع خرجت التسمية من ثورة إلى فورة وأصبحت فورة لا تخضع إلا إلى توجيه ومزاجية وهمجية والهدف الأول والأخير منها هي التدمير والحرق والتخريب بفعل الانتقام وستكشف الأيام أن كل عمليات استهداف المؤسسات والشخصيات هي املاءات أتت من الخارج وفق مؤسسات أسست في الخارج مهمتها الأولى والأخيرة أن تدمر الشعب السوري ومؤسساته وهي ترتبط بالموساد والاستخبارات الغربية تضع نقاط استهداف وترسم المخطط وتوجه خلايا الداخل لتنفذ هذه الأهداف.
إذاً تدمير المؤسسات تحت عنوان انه مخطط صهيوني تقوم عليه وكالات استخبارات عالمية الهدف منها تفريغ الدولة السورية والوطن السوري ولكل مقومات وجود الدولة لإعادتنا إلى مجتمع يفتقر إلى ابسط قواعد الحياة ابسط قواعد الاستمرار وابسط قواعد الوحدة المؤسساتية والمجتمعية في محاولة إلى زرع كانتونات ليست فقط أربع دول بل الهدف تقطيع الوطن.

الزعيم سعادة قال "يجب أن أنسى جراح نفسي النازفة لأضمد جراح أمتي البالغة" إلى أي مدى التزم السوريون هذه المقولة ؟

دعني اقو لان هذه المقولة هي من أجمل المقولات لأنها معبرة فدعني أبدأ بما أنك تحدثت عن الزعيم سعادة من أعضاء الحزب السوري القومي الاجتماعي الذين يؤمنون بفكر انطون سعادة أنهم بالفعل نسوا جراحهم النازفة في سبيل جراح أمتهم البالغة وكلنا نعلم أن الحزب السوري القومي الاجتماعي تعرض أيضا لحملات تشهير منذ خمسينيات القرن الماضي حتى بداية القرن الحالي وتعرض أعضاءه إلى الملاحقة وتعرضوا للتنكيل والسجن بفعل أحداث ليست بعيدة عن احد وليست غائبة عن احد وكانت مؤامرة على حزب جعل المقاومة أساس له ولكن عندما وقعت الواقعة في بلاد الشام اعتبر الحزب أن ما يستهدف بلاد الشام يستهدف وجودنا ومستقبلنا ويستهدف تاريخنا وحاضرنا لهذا ترفعنا عن كل هذه الجراح وأصبحنا جنودا في خدمة الوطن لندافع عن هذا الوطن وننسى كل جرح صغير ونبحث عن الحلول لعلاج جراح هذه الأمة البالغة لكن للأسف السوريين ككل تتفاوت آرائهم وتقديرهم لهذه الأمور وأنا اعتقد تماما أن المعيار أصبح واضح من هو السوري ومن هو غير السوري لأننا أمام اختبار الآن حقيقي جدا ليصبح ولائنا لسوريتنا واعتقد كل منا يستطيع أن يقيم من يستحق أن يكون سوريا ومن لا يستحق أن يكون سوريا وكل من رفع شعار للقتل والعنف والتدمير والتخريب واستدعاء الخارج  لا يستحق أن يحمل شرف مواطن في الجمهورية العربية السورية إذا نحن الآن أمام عملية فرز فرضها علينا الواقع كنا لا نتمنى أن نخضع لها لكنها أصبحت حقيقة والميزة فيها أن الفرز لا يقوم به أشخاص ولا تقييم من مؤسسات بل تقوم به الجمهورية العربية السورية باسمها العريق العتيد الوطني والتي أخضعت كل الشعب السوري إلى هذا الاختبار ولا يستطيع احد أن يهرب من هذا الاختبار نحن أمام هذا الاختبار نتمنى تمام أن يعلم السوريين حقيقتهم وهويتهم من هم وما الذي يجمعهم وما الذي يوحدهم وان يثبتوا لعالم اجمع أنهم سوريون وأنهم امة خالدة.

ما هو مصير العمل العربي المشترك في ظل تآمر جامعة الدول العربية على مصالح الأمة ؟

طبعا أنا لا أؤمن بالعمل المؤسساتي العربي وأؤمن بالعمل الشعبي العربي بالعودة إلى جامعة الدول العربية وآلية تأسيسها نكتشف أن المشروع الذي أنشئت من اجله جامعة الدول العربية والإستراتيجية السورية لا ترتبط بالفعل وردات الفعل إن سورية تعتبر أن كل القضايا العربية هي قضايا حقوقية سورية وهي لا تخضع إلى املاءات عربية أو غيره لان هناك عرب وهناك من يتكلم اللغة العربية والجامعة العربية للأسف أصبحت جامعة تؤدي دورها الذي كلفت به من خلال دول الاستكبار العالمي والامبريالية العالمية والصهيونية وغيرها لذلك فقد خرقت ميثاقها وخاصة ما يتعلق بالمادة الثامنة من نظام جامعة الدول العربية والتي تنص على احترام حقوق سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية لذلك فجامعة الدول العربية سقطت منذ ان تخلت عن قضية فلسطين سقطت منذ أن سمحت باحتلال العراق سقطت منذ اللحظة التي تخلت بها عن غزة سقطت منذ أن تخلت عن مساعدة شعب الصومال الذي يعاني الجوع سقطت منذ ان سمحت باحتلال ليبيا وكان سقوطها الأخير عندما للأسف أصبحت خنجرا في ظهر سوريا والتي تمثل قلب هذا الوطن العربي الكبير.
طبعا هناك الآن خريطة جديدة سترتسم استطيع أن أبوح لكم بأننا بصدد تأسيس الجامعة الشعبية العربية وقد شكلت لجنة تحضيرية لها وأتشرف باني أترأس لجنة لوضع نظام هذه الجامعة بالتعاون مع إخوة من الأحزاب العربية في الأردن ومصر وتونس ولبنان واليمن على أن تشارك كل الدول العربية بتأسيس الجامعة الشعبية العربية التي تمثل الشعوب ولا تمثل الأنظمة .
ومن خلال الرؤية الجديدة والوضع الجديد إننا بحاجة الآن إلى وحدة تمثل المشرق العربي وان نحقق وحدة مابين سورية لبنان العراق من خلال مجلس مشترك اقتصادي وسياسي نستطيع من خلاله توسيع هذه الرقعة لتشمل إيران وروسيا والصين وهذا ليس بشيء جديد حيث أن السيد الرئيس بشار الأسد قد تبنى فكرة وحدة البحار الخمسة هذا المشروع الذي كان أهم سبب لاستهداف سورية خلال هذه الفترة لأنه مشروع لو أنجز كان سيحقق قوة عالمية جديدة وقطب عالمي جديد اقتصادي سياسي عسكري امني يتميز عن غيره من الأقطاب الموجودة بأنه قطب نشأ على مبدأ الحقوق وليس عبر السيطرة واستلاب الحقوق من الآخرين ولهذا كان هناك أيضا مشروع لنسف هذا المخطط والإستراتيجية الكبيرة التي تبنتها سورية.
إن منظومة العمل العربي المشترك للأسف هي منظومة أثبتت فشلها ويجب أن أعترف بذلك علما أن سورية حاولت عبر قمة دمشق والتي أعلنت شعارها العمل العربي المشترك ووضعت بنود مهمة جدا فيها ولكن للأسف الجامعة العربية خطفت من عربان الخليج خطفت من محميات بريطانية نشأت بعد اتفاقية بايدن التي أنشأت هذه المشيخات وهذه الدويلات الصغيرة التي لا حياة لها ولا استمرارية لها لأنها للأسف هي عبارة عن أدوات بيد الآخرين تنتهي بانتهاء دورها.

هل لكم أن توضحوا للقارئ فكرة إقامة الجامعة الشعبية العربية ؟

إن إنشاء الجامعة الشعبية العربية أتت من خلال مؤتمر الأحزاب العربية والمؤتمر القومي العربي وبعد الإحباط الذي أصاب الشعوب العربية من تخاذل الجامعة العربية خاصة بعد الذي أصاب سورية تنادى أصحاب الحقوق العربية والقوميين العرب من اجل إيجاد مؤسسة بديلة تستطيع أن توصل صوت الشعوب العربية بعيدا عن الأنظمة العربية التي لا تملك قرارها المستقل وخطة الإطلاق ستعلن بعد انتهاء شهر رمضان المبارك وهذه الجامعة ستضم عدة مكاتب ومؤسسات تختص بدعم الحقوق العربية ومناهضة الاستعمار الصهيوني ودعم الشعب الفلسطيني ومقاطعة البضائع الغربية وسيكون هناك دور للشباب ودور للمرأة ودعم للغة العربية ودعم للفكر العربي ودعم المشروع النهضوي العربي وصولا إلى تحقيق تكامل شعبي وتحقيق مؤسسة شعبية ترتقي بأن تكون على الأقل في أدنى مستويات وطموحات الشعوب.
وتوضع آلية انتخاب واختيار ممثلين لكل الدول العربية ونحن نعلم أننا سنواجه صعوبة كبيرة جدا وخاصة في دول الخليج التي لا يوجد فيها بالأساس أي مشروع انتخابي أو أي ممارسة ديمقراطية وهنا أريد أن أقول لان الشعوب ما زالت حية فهناك شعوب عربية تعي تماما ما يجري حتى في دول الخليج هناك أصوات عروبية حقيقية ترفض ما يجري وترفض ممارسات حكام الخليج وهناك شخصيات سيجلها التاريخ وسنضع أفضل آلية تؤدي إلى أوسع مشاركة للشعوب العربية في هذه الجامعة.
وسيكون المقر الرمزي هو القدس لما لها من مكانة لدى الشعوب العربية ونتأمل أن يكون المقر المؤقت في دمشق لأنها هي الوحيدة التي تستطيع أن تحمل هذه الشعلة الجديدة التي ستنير هذه الظلمة التي فرضت علينا ودمشق كانت دائما الرافعة لأي مشروع عربي يحقق الوحدة العربية بكل مفاهيمها.
يحق لأي شعب يدافع عن وجوده ضمن آلية توضع يتفق عليها الجميع ولهذا فمن حق الشعوب أن تدافع عن نفسها ضد أي تدخل خارجي، وإذا تحدثنا عن دويلة قطر فإنها تقوم على دعم القاعدة الأميركية وقناة الجزيرة.
نحن الآن أمام تشوه إعلامي وتخريب لعقول المجتمعات ولكن ما يزال هناك مجتمعات تمتلك الإرادة القوية والرغبة في تحقيق الوحدة فيما بينها.
وستقول الشعوب كلمتها وما أسموه ربيعا عربيا سيرتد عليهم فنحن بالشام لدينا الفصول الأربعة من الصيف إلى الربيع ومن الخريف إلى الشتاء أما في دول الخليج ليس لديهم سوى الصيف وسيشهدون يوما صيفيا حارقا بكل معنى الكلمة ليذوقوا عذاب ما فرضوه علينا ونحن سنستطيع أن جعله بردا وسلاما على المجتمعات ككل.
نحن لا نعتدي على أحد و لا نسمح بالاعتداء على أحد ولكننا لن نكون كالنعاج إذا ما اعتدي علينا، نحن أقوياء ونستطيع أن ندافع عن أنفسنا ونستطيع أن نصدر رسالتنا الهامة وهي رسالة الديمقراطية والمحبة والسلام وبالمقابل نستطيع أن نأخذ حقوقنا وأن ندافع عن أرضنا ونوجه رسالتنا بأساليبنا وآليتنا التي ستثبت للعالم أجمع أننا قادرين تماما أن نفعل فعلنا.

تحدثوا عن معركة دمشق الكبرى ثم انتقلوا إلى معركة حلب والبعض يعتبر أنها ستكون المعركة الحاسمة ؟ 
الساعة الثانية ليلا في أول يوم تعرضت حلب لهذا الاعتداء يتصل رئيس الاستخبارات الفرنسية بالرئيس الفرنسي ليوقظه من نومه ويبشره بأن القصر العدلي الذي يقع بالقرب من قلعة حلب قد سقط بيد من يدعون أنهم ثوار وبالمقابل أيضا الأتراك يصدرون فورا بيان هام جدا بأن معركة حلب هي المعركة الأخيرة ونسمع وزير الدفاع الأميركي من طائرته يقول بأن مقبرة النظام ستكون بحلب.
كل هذا لأن الرهان على حلب كان رهانا حقيقيا ومخططا له من خلال سيطرت هذه العصابات المسلحة على حلب ونسمع البيان رقم واحد ليعلن عن دولة حلب المستقلة وبعد ساعة نسمع الاعترافات الدولية بهذه الدولة والتي لا تمتلك أي من مقومات الدولة.
ومن ثم نسمع عن اتفاقية أمن مشترك بين تركيا ودولة حلب المزعومة ليدخل بعدها الجيش التركي إلى حلب ونرى منطقة عازلة شبيهة ببنغازي ولكن الهدف الأول والأخير هو خلق بنغازيات جديدة وكانوا قد فشلوا في عدة مناطق.
في كل مرة يقول المراقبون والمحللون السياسيون ان هذه هي المعركة الأخيرة فما قبل حمص غير ما بعد حمص وما قبل باب عمرو عير ما بعد باب عمرو وما قبل معركة دمشق الكبرى غير ما بعد معركة دمشق الكبرى.
استطيع أن أقول أن تركيا قد وجهت رسالة إلى كل الدول المتآمرة على سورية وقالت لهم الآتي " سنريكم ما الذي سنفعله بحلب وما الذي عجزتم عنه خلال سنة وأربعة أشهر في عدة مناطق وسنثبت لكم أننا كأتراك سننشئ كل ما عجزتم عنه من منطقة عازلة إلى منطقة آمنة إلى منطقة يسيطر عليها المسلحون إلى منطقة لا وجود فيها للجيش العربي السوري إلى منطقة خارجة عن القانون والإعلام والسيادة السورية .
لقد جرى وضع جميع التجارب في المناطق السورية وجمعها في حلب ولهذا فان الرهان على حلب هو الرهان الحاسم لما تشكله حلب من قوة اقتصادية ومن موقع استراتيجي جدا هام ومن حدود طويلة مشتركة مع تركيا سهلت عبور المسلحين والمقاتلين والاهم من ذلك أنهم استطاعوا خلال الفترة الماضية بأن يخلقوا الخلايا النائمة في عدة مناطق استعدادا لتلك المعركة.
إن معركة حلب بالفعل ستكون المعركة الفاصلة واستطيع أن أجزم أن ما قبل حلب ليس كما بعد حلب وان الرهان الكبير على سقوط حلب إعلاميا قد سقط عندما رأينا الإعلام السوري ينقل من وسط حلب لماذا نقول ذلك لأن الهدف الحقيقي كان إسقاط حلب إعلاميا ولهذا رأينا جواسيس لقنوات مثل الجزيرة تم اعتقال بعضهم في حلب إضافة إلى ضباط مخابرات أتراك دخلوا كصحفيين وتم أيضا إلقاء القبض عليهم وقد قتل بعضهم والبعض الآخر قد هرب وهنا نقول انه عندما استطاع الإعلام السوري أن ينقل تفاصيل حلب ومن بينها موقعكم عندما نقل عدة تفاصيل أي أن المشروع قد سقط لأن السقوط الأول كان سقوطا إعلاميا وصولا إلى السقوط العسكري.
استطيع أن أقول أن الشعب السوري الموجود في حلب وأنا لا أحب كلمة الشعب الحلبي أو الشعب الشامي وغيره فالكل شعب سوري يعي تماما ماذا يجري في حلب ويعلم تماما أنها محاولة انتقام من موقفه الذي وقفه في الفترة الماضية لهذا نرى أن القوة الضاربة التي تستخدم في حلب لأن هناك قناعة بأن أهل حلب يرفضون ما يجري في وطنهم واستطاعوا أن يفشلوا كل المحاولات التي افتعلت في حلب من مظاهرات وتخريب ووجود عصابات مسلحة فقد رفض الحلبيون ذلك وشكلوا وحدة حقيقية ومقاومة حقيقية لكل هذه المحاولات.
الأيام القادمة خلال يومين أو ثلاث ستشهد تطور كبير جدا في حلب هناك تصعيد إعلامي وقد سمعنا عن مشروع قرار ستقدمه فرنسا في مجلس الأمن بمناسبة استلام فرنسا رئاسة مجلس الأمن وستحاول أن تستغل هذا الوجود ولذلك نريد أن نوضح مؤشر هام بأن وزير خارجية فرنسا برء نفسه من أن فرنسا لا تصدر السلاح إلى سورية وأن كل من قطر والسعودية هي التي تصدر السلاح وهذا المؤشر يدل تماما بأن المعطيات التي وصلت إلى القيادة الفرنسية هي معطيات تقول أنكم فشلتم وأن سورية لديها الأدلة والوثائق تثبت تورط دول بما يجري على الساحة السورية وأنها تنتهك القانون الدولي وسيادة الدول ولقوانين مجلس الأمن ولقوانين المجتمع الدولي لهذا أرادت فرنسا أن تبرأ نفسها فهذه الحكومة الاشتراكية الجديدة هي حكومة أتت بعد فشل ساركوزي في أن يجعل فرنسا دولة محبة وسلام وجعلها دولة للقتل والتدمير والشعب الفرنسي الذي استاء من سياسة ساركوزي انتخب هولاند ومجموعته بناء على برنامج انتخابي وعد بسحب قواته وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول لأن الشعب الفرنسي يبحث عن السلام والأمان والحكومة الفرنسية السابقة تورطت بالفخ السوري وحاولت أن تبرأ نفسها أمام شعبها لأنها أيقنت أنها فشلت ومخطط حلب قد فشل ومؤامرتهم سقطت.

 

الزعيم سعادة قال " إن العبد الذليل لا يمكن أن يكون أمةً حرة لأنه يُذلها" كيف ينعكس هذا على واقع المعارضة التي نراها؟

أولاً هذا القول ينطبق تماماً على حالة معينة, وفي القول رأينا كلمتين ربطهما الزعيم سعادة عندما قال العبد الذليل, فكلمة عبد لوحدها إهانة في المُصطلح الفكري واستخدم كلمة ذليل أي عبد وذليل أيضاً, ولكن أريد أن أربط هذا القول بقول آخر وهو "إن لم تكونوا أحراراً من أمة حرة فحريات الأمم عار عليكم" وأجمل ما قال " أن الحرية لا تُعطى ولا تؤخذ فالحرية تُبنى" وهذا هو واقعنا الحالي, ما الحرية المطلوبة؟ نريد أن نبني حرية. المعارضة للأسف وأنا مُصر على كلمة احتفظ بها لنفسي دائماً, أنا لا أعترف بوجود مُعارضة سورية حقيقية, وأنا أعتبر الموجودين هم معترضين وليسوا معارضين, هم يعترضون على أي شيء لمُجرد إثبات الوجود. لأن مفهوم المعارضة الوطنية الحقيقية هو مفهوم أخلاقي سياسي يرتقي في المجتمع إلى حالة يستحق الاحترام والتقدير, والمُعارضة الحقيقية هي التي تملك رؤية تنسجم مع تطلُعات الشعب ولكن يجب أن تكون حريصة على سلامة وسيادة أي بلد تُمثله أكثر من أي نظام أو دولة حاكمة. الآن نحن أمام حالة من المعارضة أحسب أن تُدرس في التاريخ, بأنها كانت من أسوأ المعارضات التي خرجت للتاريخ ومن أغباها وأنا مُصر على هذه الكلمة. وهناك قاموس للمُفردات المُتناقضة التي وردت على لسان ما يُسمون بالمعارضين. فخرج منذ فترة قائد عصابات ما يُسمى الجيش الحر ليدعي إسقاط طائرة ويقول بالمقابل بأن المعارضة غير مُسلحة. لذلك ميزة هذه المعارضة بأنها أصبحت واضحة للجميع ولا تحتاج لوصف, لذلك كلمة مُعترضين أصدق وصف لها وتنطبق هذه الكلمة على مُعارضة الداخل أكثر من الخارج. 
     
في الأيام القليلة الماضية أصبحت محطات التضليل تنقل أخبار عن انشقاقات في السلك الدبلوماسي ما هي الحقيقة ؟

إن ما تدعيه بعض الوسائل الدبلوماسية والإعلامية حول انشقاق ما ، هي حالة جديدة يراد منها إيهام المجتمع السوري والدولي بأنها حالة ترهل في النظام وانفكاك عنه ، إن سورية دولة مؤسسات تخضع إلى قانون المؤسسات ووقعت في اختبار جدا هام عندما جرى اغتيال أهم قادة عسكريين في الجمهورية العربية السورية وفورا تم تدارك الأمر خلال نصف ساعة لتثبت سورية أنها دولة مؤسسات بامتياز ، وأنها قادرة على تجاوز هذه الأزمة والمحنة، إن كلمة "انشقاق" هي حالة فعلية تستخدم كمصطلح عسكري يعتمد على انشقاق قسم كبير أو كتيبة كبيرة أو غيرها ، أما ما يحصل في الشأن السوري فهذا لا يعتبر "انشقاق".
إن سيناريو الانشقاقات الدبلوماسية هو استحضار للحالة الليبية وما نتج عنها من سيناريوهات تراها العالم، وكانت هي عبارة عن سابقة جديدة جرى من خلالها استصدار قرارات دولية تختص بليبيا وصولا إلى احتلالها من خلال حلف "الناتو" ومباركة من دول عربية كان من المفروض عليها أن تهتم بكرامة وسيادة الدول العربية وفق المادة الثامنة لميثاق الدول العربية التي تدعو الدول إلى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية أو تغيير أنظمة فيها لقد شهدنا عدة حالات من "استقالات" لموظفين دبلوماسيين سورين لكن بالعودة إلى وزارة الخارجية السورية وما صدر عن الإعلام منذ أشهر مضت فإن معظم الخارجين الآن هم موضع مراجعه لدى الحكومة السورية وخاصة وزارة الخارجية ، والأهم أن هناك خلافات دولية حول موضوع التمثيل الدبلوماسي إن كان لسورية أو في سورية ، ومعظم من يدعون أنهم استقالوا من مناصبهم غير موجودين على رأس عملهم وكل يوم نسمع عن حالة "إنشقاق" لمذيعة أو عضو مجلس شعب أو غيره.
إن الهدف الأول والأخير الآن هو استحضار البند السابع لذلك نحن نرى بعد "الفيتو" الثالث المشترك "الصيني –الروسي" في مجلس الأمن توجه السعودية كرئيس للمجموعة العربية إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة لفرض عقوبات على سورية ، وهي سابقة خطيرة مع العلم أن قرارات الجمعية العمومية هي قرارات غير ملزمة لأي دولة ، مؤكدا أنه لم يعد يوجد سيناريو قد يفاجئ الشعب السوري وأن كل السيناريوهات مطروحة طالما أن السيناريو الأهم وهو التدخل العسكري طرح بشكل علني فما دون ذلك فهو متوقع بأي لحظة من اللحظات.

هل سنشهد اعتراف من بعض الدول بالسفارات والقنصليات المعارضة ؟

لن يجرؤوا على أخذ تلك الخطوة على الأقل بنسبة 90% ، ومن يقاتل إلى جانب سورية هو الموقع الجغرافي لسورية أي أنه يقع بموقع جيوسياسي أي أن لهذه الدول مصالح في سورية ولا تستطيع من خلال اعترافها بقنصليات أو سفارات تمثل المعارضة المشتتة أصلا أن تتوافق مع مصالحها الداخلية، و كلما تقدمنا خطوة إلى الأمام في حل سياسي متوازي مع حل عملي يستطيع فرض الأمن والسيطرة والسيادة على سورية وبالتوازي مع مجموعة إصلاحات تحتاج إلى أرضية خصبه لتكون ظاهرة للمجتمع ، كلما شهدنا هذا الهجوم وردات الفعل غير المنتجة وغير المفيدة فعلينا العودة إلى اتفاق "فينا" عام 1961 وتعديلاته 1969 الخاص في العمل الدبلوماسي ، هذا الاتفاق الذي يتحدث عن العلاقات الدبلوماسية وغيرها، أي أنه عندما يجري الاعتراف بسفارة هنا أو هناك بأنها ممثلة للشعب السوري فهذا "لا يجوز" ، لأن أي ممثل أو سفير لأي دولة يجب أن يكون بكتاب رسمي من الحكومة الشرعية في أرض البلد وتجري الموافقة عليها من الدولة المرسل إليها ، إذا هذه إجراءات غير قانوينة وغير وارده" ، مضيفا أن المجتمع الدولي يخالف كل الاتفاقيات والبروتوكولات العالمية لكن مازال هناك أمل بأن في المجتمع الدولي شرفاء فيه مثل "روسيا والصين" يحاولون الحفاظ على هيبة وسيادة المجتمع الدولي وقانون المجتمع الدولي و الذي نتحفظ على معظمه ، أما فيما يخص المسألة السورية فهناك إرادة قوية جدا سمعناها على لسان الروس والصينين أن التدخل في هذا الشكل بسياسة وشؤون الدول هو سابقة خطيرة في منظومة العمل الدولي ، واعتقد أن تجربة ليبيا وما حملته من آلام ودمار وتخاذل عربي لن تتكرر في سورية لأن المجتمع الدولي أخذ درسا هاما جدا وقد تضررت مصالحه وسمعته ووحدته الدولية والقانونية والدستورية.

مجلس اسطنبول الخائن يشهد عدة انشقاقات ما هو تفسيركم لتلك الانشقاقات ؟
 
إن المعارضة التي دعوا إلى وحدتها وصرفوا ملايين الدولارات لتوحيدها لتكون رأس حربة في وجه الحكومة السورية والشعب السوري، هناك حالات انشقاقات فيها، فعندما نسمع أن هناك نداء مثل "نداء روما" خرج من هذه المعارضة إضافة إلى كتلة ترأسها "برهان غليون" أيضا داخل "مجلس اسطنبول" إذا هناك حالات انشقاقات في المعارضة ، والمعارضة لا تتقدم إلى الأمام بل تعود إلى الخلف بخطوات متسارعه.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=21862