الرئيسية  /  ثقافة وفنون

الشاعر منير خلف لدام برس : قصائد كثيرة لشعراء من عصور مختلفة خلت تجد فيها الإبداع والتجديد أكثر بكثير من مدّعي التجديد في هذا العصر


دام برس - الحسكة -عبدالرحمن السيد    

يعتبر  الشاعر منير خلف  صلة وصل  بين أجيال الإبداع الأدبي  في  محافظة الحسكة وسفيراً لأدب المحافظة بمشاركاته وانجازاته في  هذا المجال وآخرها كانت  حصوله على المركز الأول  في مسابقة (الألوكة )  في المملكة العربية السعودية عن قصيدة بعنوان  تشبيه فاقد الأركان , التي كانت مناسبة  لقائنا معه في هذه الوقفة :


ـ مشاركاتك  غي المسابقات  خارج الوطن  كثيرة  ماذا عنها ؟؟
... هي محاولة لإيصال خفقات صوتي إلى الآخر وربما للقفز إلى أبعد مسافة ممكنة كالطفل الذي يحلم أن يكبر بسرعة .. أو ورد يأبى إلا أن يُثبتَ حضوره رغم جبروت الصخرة التي طلع من بين ظهرانيها في غفلة من قسوتها .. أو ربما للبحث عن شمعة جديدة تحمل ملامح ضوء أكثر خضرة وانتماءً، ولا أعتقد أن ثمة مسافة خارج الوطن إن جاز التعبير إذ لا أرى الأرض إلا خيمة تجمع الشمل بين جميع أفراد الأسرة الإنسانية من مشارق الأرض إلى مغاربها ومن جنوب القصيدة إلى شمال الحبّ.
ـ أنت من أنصار  الشعر القديم  لكنك أبدعت  بالشعر الحديث  كيف  تجري التوازن بين ما تهوى  وبين ما يهوى جمهورك ؟؟
نعم هذا ما يقال لكنني وجدتُ نفسي منذ أن تفتّحت زهرة الشعر في تربة روحي أنني أهيم بالموسيقا وبما يتركه الإيقاع الذي يربطني بعالم الجمال في دولة الأدب ويحرّرني في الوقت ذاته من كل ما يعيق حركتي في السعي إلى البحث عن حياة أفضل سموّاً وتطوّراً وحاولت أن أخرق نوعاً ما ما ذهب إليه مَنْ سبقونا وادّعوا أن اللغة لن تُؤتي ثمار الإبداع أو تحقّق نشيده إذا التزم الشاعر بالوزن أو القافية .. صدّقني صديقي وبعيداً عن كلّ الخوض في هذا المجال فإن قصائد كثيرة لشعراء من عصور مختلفة خلت تجد فيها الإبداع والتجديد أكثر بكثير من مدّعي التجديد في هذا العصر .. ثم من ناحية أخرى لماذا لا نفكّر بكتابة قصائد تواكب روح أيّامنا وما يحلم به كلّ مهتمّ بالشعر وقضاياه الفنية مع الحفاظ على الإيقاع الذي يثبتُ الجنسية الوطنية للشعر ويحافظ على جيناته التي ورثها من آبائه وأجداه، أليس من يبتر صلته بماضيه يحاول من حيث لا يدري أن يلغيَ نفسه وشخصيّته ويطمس هويّة مستقبله أيضاً .


ـ ماذا عن الجائزة الأخيرة   وما ذا عن القصيدة الفائزة ؟؟
هي قصيدة بعنوان : تشبيه فاقد الأركان .. حاولتُ فيها أن أقدّم صورة جديدة من وجهة نظري إلى رثاء أجمل وجه تفتحُ عينيك أمام مرآتها في  الصباح وأعذب نشيدٍ تكحّل أذنيك برحيق صوتها ..إنها الأم .. التي لا يقدّر وصفها بكلّ أصناف الكلام .. حاولتُ أن أقول فيها ما لم يقله الآخرون الذي بكَوا أمهاتِهم من قبلُ .. وكأنني أقف أمام لوحة لم يرسم فنانٌ مثلها قطّ .. أو أمام نبع حارت التشابيه في إيجاد صفة مناسبة لعذوبة مائه .. فوجدت أن اللغة تنعى قواميسها ومعاجمها .. وتعلن عجزها أمام كائن قال البارئ في عليائه عنها مرافقة مع قرينها : ( واخفض لهما جناح الذّلّ من الرحمة .. ) أفلا تخفض اللغة أجنحة الوصف أمام جزء من معناها؟.. رأيتُ في لحظة كتابة ( تشبيه فاقد الأركان ) أن يتم تشبيه كل ما جميل وما لا يمكن وصفه بالكلام بخُدّام معاني الأم .. لا أن نشبّهها بما في الطبيعة وأدواتها.. فكل ما في الحياة جزء من جمالها ورقّتها وخضرة قلبها الطافح بالنور والعطاء .. أما الجائزة التي قطفتها يدُ القصيدة فهي جائزة الألوكة في المملكة العربية السعودية وقد شاركت في المسابقة ثلاثمئة قصيدة من مختلف البلاد العربية ويبدو أن لجنة التحكيم عرفت كيف تقرأ رائحة ما كانت القصيدةُ تفكّر به .. فوصل صوتها إلى قلوبهم وكان الفوز بالجائزة الأولى في هذه المسابقة.
ـ انحسرت  نشاطات فرع الحسكة   في مجال رعاية الشباب  لماذا ؟؟
لم تنحسر صديقي لكن ما نعيشه هو الذي أفقد الرعاية بهجتها .. ألا ترى أن صوت الموت والقتل والدخان والدمار لا يترك مجالاً أمام فرسان الكلام أن يقدّموا أنفاسهم المخنوقة أمام هذا الكم الهائل من الخراب ؟
ثم وبجهد شخصي أنشأتُ جائزة النفّريّ وبمبلغ مئة ألف ليرة سورية على قصيدة واحدة ولم نجد ذلك على مستوى القطر فكيف بجائزة بمثل هذا الحب لأبناء محافظة الحسكة .. لم يتوقّف نهر الإبداع لكن ثمّة من يحاول أن يعكر صفو ينابيعنا .. ويلقي بكلّ تشوّهاته في محراب عالمنا الجميل والبريء معاً.
ـ كأمين  سر  اتحاد الكتاب بالحسكة   ما هو جديدكم  القادم   وماذا قدمتم  خلال   الفترة السابقة ؟؟
جائزة النفري  ,ومهرجان باسم الصديق الراحل محمد العجيل
ثم حدث ما ترى ويراه الجميع
وهناك جملة مسابقات وعدة مشاريع في مخيّلتي التي آمل أن يضع البعض لبنات ما لإنجازها علماً أنني شبه متأكد أنه لن يقف مع هذه المشاريع الآن وربما لا يكون الوقت مناسباً لذلك .

قصة إبداع  :
ـ
• منير محمد خلف
مواليد : الحسكة ـ شاغر بازار . سورية 1970
• عضو اتّحاد الكتّاب العرب ( عضو جمعية الشعر )
• عضو دار نعمان للثقافة في لبنان
• عضو اتحاد كتاب الإنترنت
• يعمل مدرساً للغة العربية
• صدرت له المجموعات الشعرية التالية :
1. غبار على نوافذ الروح - دار الحصاد – دمشق 1995
2. سقوط آخر الأنهار -  دمشق 1997
3. لمن تأخذون البلاد ؟ اتحاد الكتاب العرب 2000
4. جنازة الإرث - اتحاد الكتاب العرب 2002
5.  وقت لبكاء الأصابع. اتحاد الكتّاب العرب 2009
• نال عدداً من الجوائز الشعرية في سورية و خارجها من أبرزها :
    1- جائزة سعاد الصباح في الكويت 1995
    2- جائزة المزرعة عن أفضل مجموعة شعرية في السويداء 2001
             3- جائزة طنجة في المغرب 2002
             4- جائزة أديب عباسي في الأردن 2004 
             5- جائزة ربيعة الرقي  1994-1995- 1997- 2006- 2008
             6- جائزة ناجي نعمان في لبنان 2008 وغيرها
              ينشر في الدوريات العربية و المحلية .

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=31&id=20740