دام برس
وجهت سورية رسالتين متطابقتين إلى كل من رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة تتعلقان بالأعمال الإرهابية التي تقوم بها مجموعات مسلحة مدعومة من دول غربية وعربية. وجاء في الرسالتين اللتين تلقت سانا نسخة منهما أنه خلال الأيام الأخيرة تصاعدت الأعمال الإرهابية التي ترتكبها المجموعات المسلحة في سورية وخاصة منذ التوصل إلى التفاهم المتعلق بخطة كوفي أنان فبالإضافة إلى التفجيرات التي أبرزت الدلائل الأولية على وقوف عناصر تنظيم القاعدة وراءها والجرائم التي تقترفها المجموعات الإرهابية المسلحة الأخرى تصاعد التحريض أيضا من قبل أطراف تدعي حرصها على سورية وعلى أهمية إنجاح مهمة المبعوث الدولي الخاص وتمارس تلك الأطراف في الوقت نفسه أعمالا تتناقض مع خطة أنان ومع عودة الأمن والاستقرار إلى سورية.
ولفتت الرسالتان الى ان نتائج بعض الاجتماعات التي عقدت مؤخراً تشير إلى أن الهدف الأساسي للمشاركين فيها كان سفك المزيد من الدماء السورية حتى وصل الأمر من قبل البعض إلى الإعلان عن تأسيس صناديق لتمويل وتسليح هذه المجموعات التي سبق أن زودناكم من خلال رسائل سابقة ببراهين تثبت ممارستها القتل والعنف والإرهاب وصرف رواتب لأعضائها.
وأوضحت الرسالتان أن متابعي تطورات الأزمة في سورية يلاحظون أن الأطراف التي أججت هذه الأزمة من خلال التحريض الإعلامي غير المسبوق ومن خلال دعم وتسليح المجموعات الإرهابية وتمويلها لم تلجأ إلى الاعتراف بوجود هؤلاء المسلحين إلا بعد أن أثبتت بعثة المراقبين العرب وجودهم وممارستهم للقتل والتدمير والإرهاب ولهذا بادرت الأطراف التي كانت تنكر ذلك إلى سحب المراقبين العرب وإنهاء البعثة وعدم التعامل مع تقريرها لأنه لا يخدم أعداء سورية في جامعة الدول العربية وخارجها.
وأضافت الرسالتان.. إن سورية زودت بعثة المراقبين العرب والأمم المتحدة بمختلف اجهزتها بوثائق تثبت الجرائم التي ارتكبتها المجموعات الارهابية المسلحة بحق المدنيين وقوات حفظ النظام في سورية واعتداءاتها التي لا يمكن احصاؤها على الممتلكات الخاصة والعامة والبنى التحتية الامر الذي كانت له انعكاسات سلبية على حياة المواطنين السوريين.
وبينت الرسالتان بأرقام توثيقية عدد الشهداء من المدنيين الذين سقطوا بالاعمال الارهابية اضافة الى عدد الشهداء في صفوف الجيش وقوات حفظ النظام والبالغ 2088 شهيدا واكثر من 478 من عناصر الشرطة.
كما وثقت الرسالتان عدد النساء الشهيدات والأطفال الشهداء بالإضافة إلى عدد الذين وقعوا ضحية جرائم الاختطاف والتهديد بالقتل مقابل فدية من المدنيين وأفراد الجيش والشرطة وعدد المركبات الحكومية المسروقة.
واستغربت الرسالتان من تباكي الكثير من أجهزة الإعلام والمسؤولين في دول معينة في المنطقة وخارجها على شعب سورية بينما لم ينطقوا بكلمة حق حول هذه الجرائم ناهيك عن استصدار قرارات من مؤسسات اقليمية ودولية هدفها الأساسي تشويه صورة سورية وتهديد استقرارها واستقلالها وسيادتها والنيل من دورها الإقليمي والدولي.
وقالت الرسالتان إن ممثلي دول في منظمة الأمم المتحدة يتسابقون إلى استنفار المؤسسات الدولية ضد سورية من أجل تقويض الجهود التي يقوم بها أنان والتي أكدت سورية دعمها لمهمته والتعاون لإنجاح جهوده.
وأكدت الرسالتان أن سورية تهيب بجميع الدول للعمل معها من أجل منع الأعمال الإرهابية والقضاء عليها بما في ذلك التنفيذ للاتفاقيات الدولية ذات الصلة بالإرهاب وتطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بشكل خاص باتخاذ التدابير اللازمة لمنع ووقف تمويل أي أعمال إرهابية أو الإعداد لها ضد سورية انطلاقا من أراضي دول أخرى.
وحذرت سورية في الرسالتين الدول التي أعلنت أن دعم الإرهابيين وتسليحهم ضد سورية أصبح واجبا من مغبة تصريحاتهم وأعمالهم لأن العالم لم ينس بعد ما قامت به هذه الدول من تمويل لمجموعات إرهابية في دول أخرى كان تأثيرها كارثيا على المستويين الدولي والاقليمي.
وطالبت سورية كل الدول المعنية بعدم توفير ملاذ آمن لمن يخططون للاعمال الارهابية او يدعمونها او يرتكبونها لان المجتمع الدولي لم يعد قادرا على التساهل مع هؤلاء الارهابيين ومن يدعمهم.
وقالت الرسالتان ان الصلة الوثيقة بين الارهاب الدولي والجريمة المنظمة عبر الوطنية والاتجار غير المشروع بالمخدرات وغسل الاموال والاتجار غير القانوني بالاسلحة جوانب تثبت علاقتها بما يحدث في سورية وعلى الجهات المعنية في المنظومة الدولية ردعها وادانتها بغية تنسيق الجهود على كل الصعد الوطنية والاقليمية والدولية في مواجهة هذه التحديات والتهديدات الخطيرة للامن الدولي.
وأشارت الرسالتان الى ان سورية بصفتها عضوا مؤسسا للامم المتحدة ومساهما نشطا في فعالياتها تتطلع قدما لتعاون دول العالم الوثيق معها للقضاء على الارهاب وتمويله وتسليحه وعدم تعريض الدول المستقلة وذات السيادة لكوارثه ومآسيه.