الرئيسية  /  لقاء دام برس

الدكتور أكرم مكنا لدام برس : الفاسد في سورية هو شقيق للإرهابي الذي يقتل ويُشوه


دام برس : الدكتور أكرم مكنا لدام برس : الفاسد في سورية هو شقيق للإرهابي الذي يقتل ويُشوه

خاص دام برس – بهاء نصار خير
على الرغم من إطلالاته المُقلة على شاشات الإعلام, لكن إن ظهر ونطق بكلامه, كان له التأثير الكبير على جميع المشاهدين سواءً كانوا مع أفكاره أم ضدها. لتبقى كلماته تتردد على مسامع الجميع. له العديد من الكُتب والمؤلفات, من أهمها إنتصار تموز التاريخي وتداعياته على المشروع الصهيوني الأمريكي – وغزة العزة نصر من رحم الألم. يسرنا في لقائنا الجديد أن نستضيف الدكتور والباحث والمحلل السياسي أكرم مكنا الذي خصنا بهذا الحوار.
- قبل بداية السنة الحالية فترة ليست بالقليلة وفي خضم الأزمة السورية خرج العديد من المحللين السياسيين والإعلاميين الذين صرحوا وأعلنوا بأن سورية عليها أن تصمد حتى بداية السنة لأن هناك أمور كثيرة ستتغير مع تزامن الإنسحاب الأمريكي من العراق والذي حصل مع بداية هذه السنة. ما هي وجهة نظرك حول هذا الموضوع, هل صحيح بأن سورية خرجت من عنق الزجاجة وانتقلت من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم؟
أولاً أود توضيح نقطة مهمة ألا وهي بأن الإنسحاب الأمريكي من العراق لم يأتي نتيجة رغبة أمريكية بذلك وإنما أتى الإنسحاب تحت ضربات المقاومة العراقية الموجعة بالنسبة للأمريكيين وبسبب من يقوم بدعم تلك المقاومة سواءً كانت سورية أم إيران وهذا الأمر أصبح واضحاً للجميع. وخاصة بأن الوضع الأمريكي أصبح محرجاً بالنسبة لهم وخاصة بعد هزيمة مشروعهم في لبنان الذي ظنوا بأنهم من خلاله سيشكل الرافعة لمشروعهم الذي تعثر في العراق والتهديد الأمني للوجود الإسرائيلي الذي شكله عام 2006 في لبنان نتيجة انتصار المقاومة اللبنانية في ذلك الوقت. لذلك نرى الذي يحصل الآن في العراق من أحداث دامية وتفجيرات تدمع لها العيون. كل ذلك لمعاقبة العراق على موقفه من عدم التجديد على بقاء القوات الأمريكية في العراق لفترة أخرى. رغم كل التحركات السياسية التي أظهرها الأمريكيون لإيهام العراقيين بأن الوجود الأمريكي ضروري بالنسبة إلى أمن المنطقة. ولكن من يقف خلف المقاومة سواءً سورية أو إيران والسياسيين الشرفاء الموجودين حالياً في العراق والمتمثلين بالقيادة العراقية الوطنية الشريفة رفضوا المُقترح الأمريكي رفضاً مُطلقاً. لذلك بدأوا بالمخطط البديل عندما وجدوا أنفسهم أمام أمر واقع بأنه لا يمكن بقاء القوات الأمريكية في العراق, ولا يمكن تنفيذ الشروط الأمريكية لبقاء القوات الأمريكية في العراق. فبدأوا بحشد الأدوات التي تساعدهم في إتمام مشروعهم التخريبي في المنطقة. هذا المشروع الذي لم يكن وليد اللحظة وإنما كان نتيجة ترتيب أمريكي إسرائيلي منذ العام 2006. لضرب سورية التي تشكل قلب المقاومة لمحور يمتد من إيران إلى لبنان والمُقاومة في فلسطين. والتي بضربها سيكون الجزء الكبير من مخططهم قد أتى أُكُله في المنطقة وتم المشروع وهذا الكلام أتى على لسان قادة أمريكيين وإسرائيليين ذكروا بأنهم إن أرادوا السيطرة على المنطقة فعليهم ضرب رأس المُقاومة المُتمثل بسورية. وكل هذا الذي نراه الآن وما يحدث في سورية هو للتعويض عن خسائرهم التي لحقت بهم خلال العشر سنوات الماضية وخاصة بعد عام 2006. فتحركت الأداوت الأمريكية المتمثلة بتركيا وقطرائيل وأنا أُفضل هذه التسمية لقطر لأنها الأنسب لها بعد كل ما رأيناه من تلك الدولة المجهرية الصغيرة بالحجم والخطيرة بدورها المتآمر. ولا ننسى دور صيصان فيلتمان في لبنان والدور الذي يلعبوه. وزيارة "بان كي مون" قد أتت ضمن هذا الإيطار بإيعاز من أمريكا وإسرائيل. لذلك أنا لست مع من يقول بأن الأمور ستنتهي مع الإنسحاب الأمريكي من العراق بل أنا أقول بأن الأمور سوف تبدأ بعد إتمام الإنسحاب الأمريكي من العراق. وتم التسعير أكثر بعد الإنسحاب وأنتقلوا إلى مرحلة متطورة تمثلت بالتفجيرات الدامية التي حصلت سواءً كانت في سورية أم في العراق الذي يعاقب على دوره الداعم لسورية.

 

- إذاً بناءً على هذا الكلام فنحن مقبلين على مرحلة أكثر دموية من المرحلة السابقة؟
أنا برأيي الآن إذا أسقطنا ما حدث في الثمانينيات من القرن الماضي فنحن مقبلين على أحداث مؤلمة للأسف سواءً في سورية أم في العراق. خاصة بعد وصف نوري المالكي للحكومة التركية بأنها حكومة أزمة. ولكن المرحلة المقبلة ستكون المرحلة ما قبل الأخيرة لأن من يلجئ للتفجيرات فهو المفلس الذي يريد الترهيب وتخويف الناس. وأنا أريد أن أقول بأن هذا الصمود الرائع في سورية على مدى العشرة أشهر التي مضت, وخاصة ضد الدور المستعرب من قِبل من كانوا أشقاءً لنا والأتراك الذين حاولوا لعب الدور الخطير الذي كان مرسوماً. فهذا الصمود الي شهدوه من قبل الثالوث السوري المتمثل بالقائد والجيش والشعب الذي أفشل كل المخططات التي حاولوا تطبيقها في سورية. وأنا برأيي ومتأكد مما أقول بأن الشعب الذي صمد لأكثر من عشرة أشهر قادر على الصمود أكثر والإنتصار أيضاً.
- لقد ذكرت بأن القطري لم يكتف باللعب على الوتر السوري بل تعدى ذلك للتآمر على حليفها الآن في العداء لسورية وهي المملكة العربية السعودية وذلك كما جاء على لسان رئيس الوزراء القطري في تسجيلات سُربت في وقت سابق. أين هي السعودية من كل هذا ولماذا الدور السعودي مُغيب تماماً؟
السعودية وكما يعلم الجميع بأنها شُغلت بقضايا الحكم وولاية العهد. ولكن أود أن أقول شيئاً, حتى ولو كان كلاماً قاسياً تجاههم. وهو بأن الحذاء الأمريكي وللأسف طلب من السعودية في هذه المرحلة أن تتنحى جانباً وتعطي هذا الدور لقطر وتنقاد خلف هذا القطرائيلي بشكل أعمى. لذا كيف يمكننا أن نبرر الخضوع السعودي بهذا الشكل. حتى رأينا وزير خارجية السعودية يسير خلف الوزير القطري كأنه تابع له. حتى أن بعض الصحف شبهته برئيس وزراء بريطانيا السابق "طوني بلير" عندما كان تابعاً "لجورج بوش" ككلب الصيد المرافق لصاحبه وهذا الوصف أتى في الصحف البريطانية. أضف لذلك وباعتقادي بأن الفكر الوهابي يلتقي مع هكذا مشروع والمتمثل بالمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة. والسعودية الآن تفتقد للحكمة العربية, وتفتقد لقادة على شاكلة الملك فيصل رحمه الله. وعَلَي هنا أن أُنوه بأن هناك عدد من العشائر السعودية تمتعظ من هذا الموقف. وهناك أيضاً وكي لا ننسى موقف الأمير طلال والتصريح الذي أدلى به منذ فترة على شاشات الإعلام. حيث أنه حذر من الموقف القطري والدور الخطير الذي تلعبه والذي بدأ يُشكل خطراً كبيراً على المملكة, وأن يمتد التأثير القطري على السعودية. لكن التهديد الأمريكي الكبير والذي قد يطال العائلة المالكة والتهديد بتقسيم السعودية يُشكل ضغطاً كبيراً على كل المملكة ويجعلها ترضخ للأمر الواقع الحالي الذي نراه. وعلينا التنويه بأنها ليست المرة الأولى التي تُفضل فيها الولايات المتحدة الأمريكية قطرعلى السعودية. فمنذ خمسة عشر عاماً مضو حصل خلاف قطري سعودي حول أرض تُسمى العيديد فلجأت قطر إلى الولايات المتحدة لتُساعدها في هذا الأمر كون قطر دولة مجهرية مُقارنة بالسعودية فوفقت الولايات المتحدة على المساعدة شريطة إقامة قاعدة لها على تلك الأرض وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
- طالما بأن السعودية تتعرض لكل هذا التهديد من قبل أمريكا. لماذا لا نراها تقف على الحياد وهذا أضعف الإيمان كما يُقال؟
لقد رأينا سابقاً الأحداث التي حصلت في القطيف شرقي المملكة العربية السعودية. وهذه الأحداث كان لها التأثير الكبير على المملكة لذلك عمدت المملكة إلى تأجيج الأمور في سورية للفت الأنظار عما يحدث في الداخل السعودي. والخوف السعودي من أن ينتقل الحراك العربي إلى المملكة, فتقع حينها وتستضم بالمشروع القطري المدعوم إسرائيلياً وأمريكياً. عندها تكون أمام أمر لا حول ولا قوة لها عليه. وبالعودة للتصريح الذي ورد على لسان "جون ماكين" عندما هدد روسيا بقوله بأن أمريكا ستنقل الربيع العربي إلى روسيا. فكيف لنا أن نرى تهديداً بهذا الحجم موجهاً لدولة عُظمى كروسيا. وننسى التهديدات التي تتعرض لها مملكة لا تُقارن لا من ناحية الحجم ولا من ناحية الدور ولا من ناحية القوة العالمية المؤثرة. لذلك فالدور السعودي ببساطة دور مخجل ومُخزي دُعم بشكل كبير من النظام الرسمي الموجود حالياً في السعودية يدعم ويتماشى مع الدور القطري. ولكننا نرى أن هناك الكثير من السعوديين يقولون هذا الكلام ويتألمون لما أصبحوا هم عليه من خضوع وركوع لدولة مجهرية كدولة قطر. وبالنهاية وتلخيصا لهذه الأدوار الخليجية فهي نابعة منهم لأنهم دول ليست ذات سيادة يتلقون أوامرهم من الحذاء الأمريكي وهذا هو المؤسف صراحةً.
- منذ أيام شهدنا زيارة لرئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتصريح الذي أدلى به بدعوته لإرسال قوات ردع عربية إلى سورية. هل هذه حالة من الإفلاس أم ماذا؟
أولاً هذا الكلام يمكننا وصفه بالسخرية, فمن هي الجيوش التي ستقوم بلعب هذا الدور وترسل قوات ردع كما وصفها حمد. فعليهم أن يتذكروا بأن الجيش العربي السوري الباسل هو الذي شكل قوات الردع لإسرائيل عندما قامت باجتياح لبنان في القرن الماضي خسرت سورية خمسة عشر ألف جندي على أرض لبنان دفاعاً عنه. في حين تخلت عن لبنان تلك الدول التي تُريد الآن أن ترسل ما يُسمى بجيوشها إلى سورية. لذلك هذا الكلام مدعاة للسخرية لكنه بالوقت نفسه يهدف للكثير من الأمور والأهداف المُبيتة. وبالعودة قليلاً إلى الوراء علينا أن نتذكر بأنهم هم من قاموا بتشكيل لجنة المراقبين التي نراها الآن في سورية. وهم من قاموا بانتقاد عملها الذي وصفت الوضع على عكس ما كانوا يودون رسمه للواقع الحقيقي في سورية لأنهم أرادوا من خلالها أن يُحرجوا سورية وتُشكلوا مزيداً من الضغوط عليها. ولا ننسى تَكشف أدوار بعض أعضاء اللجنة ك "أنور مالك" الذي ظهر على الإعلام وأدلى بتصريحه والفضيحة التي لحقت به عن علاقته الخاصة ببرهان غليون وبأنه أثناء تواجده في سورية لم يُغادر الفندق أبداً من لحظة وصوله إلى سورية إلى لحظة مُغادرته لها. ولكن رغم كل هذا أين هم من الجيش السوري الكبير. الذي لم يُظهر حتى الآن ولو جزءً بسيطاً جداً من قدراته التي يتمتع بها. لكنه الآن أي "حمد" يعتقد بأنه سيعتمد في هذا الكلام على الدول التي سيطرت فيها حركة الإخوان المسلمون على السلطة, وبأن هناك عدد من الجاهلين في سورية ممن سيُقويهم هذا الكلام ويُعطيهم دفعاً نحو التصعيد بالإجرام والقتل والتخريب. لذلك قام بالحكم على أداء اللجنة مسبقاً تبعها بكلام عن تدويل الملف السوري ليُصرح أخيراً تصريحه الأخير من واشنطن. لكنه في إعتقادي كان يُعاني من حالة هذيان عندما نطق بهذا الكلام. لأن مثل هذا الكلام سيلقى الكثير من الإنتقاد من دول عربية عدة تقف في وجه هكذا اقتراح. لكنه لا يُلام على هذا الكلام لأنه عبارة عن أداة تُنفذ الوحي الأمريكي, فماذا يقول له الأمريكي عليه أن يُنفذ بالحرف الواحد دونما اعتراض. وكما ذكرت سابقاً مالذي ننتظره من دولة لا سيادة لها.
 

 

- ما هو وصفك للربيع العربي كما سماه الكثيرون. وماهو مصير مجلس اسطنبول برأيك؟
الربيع العربي هو ربيع فُصل لكي يكون ربيعاً للإخوان المسلمين مقابل تنازل سياسي لأمريكا وإسرائيل وستكشف الوثائق هذا الموضوع. وللتنويه بان الإخوان المسلمين في مصر هم أرحم من الإخوان المسلمين في سورية. أما مجلس اسطنبول فمن وجهة نظري فإن مصيره آيلٌ للسقوط والتفكك.
- بناءً على الكلام الذي ذكرته, هل أنت متفائل بعمل لجنة المراقبين العرب. خاصة أننا رأينا بعضاً منهم أدلى بتصريحات مريحة نوعاً ما؟
بصراحة أود أن أقول لك بأننا الآن في زمن يجب فيه أن لا نثق بالكلام فقط بل أعطني أفعالاً على الأرض أعطيك رأيي في الموضوع. فما يهمنا هو التقرير النهائي للجنة, فالكلام يبقى كلاماً ما لم يُترجم على أرض الواقع. وأنا هنا لا أستطيع أن أحكم أو أن أُقيم عمل اللجنة لأن التجارب صراحةً التي مررنا بها هي من علمنا ذلك. لكن أنا أتمنى أن تكون اللجنة لجنة حيادية منطقية تنقل الصورة الحقيقية لا أكثر وهذا مطلبنا نحن السوريون.
- بعد المواقف التي رأيناها وردت على لسان هيثم مناع. هل من الممكن أن نرى دوراً إيجابياً له في سورية؟
علينا هنا أن نتكلم عن الدولة السورية التي سعت منذ البداية إلى استقطاب جميع الأطراف إلى الحوار وفتحت ذراعيها لهم بكل رحابة صدر. ويجب ليس فقط على هيثم مناع أن يقوم بدور وطني إيجابي في سورية بل يجب على كل معارض وطني شريف أن يقوم بأداء هذا الدور. وقد قال ميشيل كيلو في كلام وجهه للمعارضة منذ فترة إذا لم تحاوروا الآن أخشى أن يأتي زمن تتمنون فيه أن تحاوروا موظف إستعلامات في النظام. وأنا أتمنى أن يأخذ دوره لأنه تمايز عن غيره برفضه للتدخل في الشؤون السورية, وتمايز عن غيره برفضه للفكر الإخواني التكفيري وبعض الأمور. فنرجوا أن يتمايز عن غيره وطنياً.
- لننتقل لموضوع العفو الذي أصدره مؤخراً السيد الرئيس بشار الأسد والذي شكل احتجاجاً من قبل الشعب الذي تخوف من ازدياد العنف والجرائم. فما رأيك بهذا الموضوع؟
أولاً إذا عدنا إلى خطاب السيد الرئيس بشار الأسد على مدرج جامعة دمشق فقد ذكر بأنه من الممكن أن يكون هناك عفو. وهذا العفو هو الرابع وهو لا يتناقض مع مسيرة الإصلاح ومكافحة الفساد والإرهاب التي أعلنها السيد الرئيس في الخطاب. لأنه لن يشمل القتلة والمجرمين وإنما المُغرر بهم الذين خالفوا قانون التظاهر والخائف من تسليم نفسه, لذلك أنا أرى بأنه أمر إيجابي ومهم علهم يعودوا إلى جادة الصواب على أن يتبع هذا العفو حسماً كما قيل. لمن لم يفهم أن الدولة قوية لكنك ابن هذا البلد الذي يخاف عليك ويُريد منك العودة إلى جادة الصواب. لذلك أنا أعتقد أن يترافق هذا العفو مع حسم للجماعات المسلحة. فبعد هذا العفو لن أسمح لأحد بأن يُحاججني على الحسم الذي سيحصل لأن الدولة قد أعطت أربع فرص حتى الآن. فمن لا يُريد العودة إلى الطريق الصحيح فالحسم قادم لا محالة. وأتمنى أن يصحى من ما زال نائماً ليستفيد من هذا العفو.
- هل سنشهد محاسبة لبعض المسؤولين الفاسدين الذين شكلوا أرضية خصبة لإستعار هذه الأزمة التي تمر بها سورية؟
أنا كنت دائماً أقول بأن الفاسد هو شقيق الإرهابي لا بل هو أخطر من الإرهابي. لأن الفاسد يصنع لك إرهابيين. وهناك فساد إقتصادي وفساد ثقافي وسياسي وديني وفكري. ولا يمكننا أن نُصلح إذا لم ننتهي من هؤلاء الفاسدين. لأنهم عقبة بوجه أي خطوة إصلاحية وعلينا أن نطالب بذلك فكما نحارب الإرهابي علينا أن نحارب الفاسد. وأريد أن أقول بصراحة بأننا نتفاجئ ببعض المسؤولين السابقين الذين رأيناهم خرجوا إلى الدول الأخرى ووضعوا أنفسهك في خانة المُعارضة على الرغم من الفساد الذي عاثوه في سورية. فكيف يُسمح لهؤلاء بالخروج من سورية دون مُحاسبة أصلاً. لذلك علينا محاربة الفاسدين قبل أن يستطيعوا الخروج أو بالأحرى الهروب. وأنا أقول بأن القوة ضرورية إن كانت عادلة فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف.
- القمة العربية القادمة ستُعقد في بغداد. هل ستُعقد هذه القمة بدون سورية وهل سيوافق العراق على انعقادها دون سورية؟
من الجيد بل من العظيم أن تُعقد القمة في العراق وسيتصلون بالرئيس بشار الأسد ويترجونه بالحضور وأنا مسؤول عما أقول. وسيعتبر الأعراب هذه القمة فرصة لمُصالحة الرئيس بشار الأسد.
- في الختام ماهو تصورك للمرحلة القادمة على سورية؟
المرحلة القادمة أوضحها السيد الرئيس بخطابه الأخير. وطالما نحن أقوياء في بيتنا الداخلي فلا يستطيع أحد التغلب علينا, حتى ولو فجروا وأرهبوا شعبنا السوري الكبير. والموقف الدولي الداعم لسورية المتمثل بروسيا والصين يُشكل بحد ذاته مصدر قوة لنا. وقد ذكر هيثم مناع بأنه عندما كان في روسيا سمع كلاماً مفاده "لو كلفنا الملف السوري عشرين فيتو في مجلس الأمن فنحن مستعدين لهذا". لذلك لا يمكن أن تحل الأمور في سورية إلا بالحوار السوري - السوري. وهذا المجلس الإسطنبولي لا يُشكل سوى أبواق لا أكثر وقد وصفهم "هيثم مناع" الذي نختلف معه بالكثير من القضايا بأنهم ليسوا إلا مجموعة من الدبابير والشحاذين. لذلك المرحلة القادمة بقدر صعوبتها إلا أننا قادرون على مواجهتها بفضل الثالوث الموجود والمتمثل كما ذكرت بالقائد والشعب والجيش. ويجب في المرحلة القادمة اختيار عناصر كفوءة, عناصر يكون الوطن همها أولاً وأخيراً والإبتعاد عن الإنغماس في السلطة وإصدار قرار لمن يريد أن يكون في السلطة فله ذلك ولكن دون مكاسب. حتى لا تصبح هذه المكاسب هي الطموح وليس خدمة الوطن والمواطن. وأعتقد بأن المؤتمر القطري لحزب البعث العربي الإشتراكي القادم سيكون مفصلياً بالنسبة لسورية.
bahaa@dampress.net
facebook.com/bahaa.khair

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=17561