الرئيسية  /  لقاء دام برس

خالد العبود لدام برس : قطر تتهاوى


دام برس : خالد العبود لدام برس : قطر تتهاوى

خاص دام برس – بهاء نصار خير – كنان محمد محمد
شخصية سورية وطنية بإمتياز. لعب دوراً كبيراً في بداية الأحداث فكان له الظهور المُلفت والمُسكت لبعض رؤوس الفتنة, فشكل من كلماته سهاماً يرميها على مُحاوريه الذين حاولوا إحراجه. ضيفنا هذه المرة عضو مجلس الشعب السوري وأمين سره الأستاذ خالد العبود:
- أستاذ خالد لقد كان لك حُضور منذ بداية الأحداث في سورية وكُنت من الأوائل في الظهور للرد على ما جاء وشهدناه من هجوم على بعض الشاشات الإعلامية. وكُنت من الذين قرأوا مابين السطور بشكل دقيق. لو تُحدثنا قليلاً عن هذا الجانب؟
بدايةً لو سمحتم لي بالقول بأني لا أرضى بأن يُقال بأني كُنت من أوائل الذين خرجوا للظهور. فهنا لم يكن الظهور بقصد البروز والسباق, وإنما الظروف التي حدثت وتطورت بشكل سريع فرضت عليي ومن منطلق الدافع الوطني أن أظهر لأقول كلمة حق. ونحن جزء من حركة نضال وحركة النضال لا تنتظر ما ستؤول له الأمور فنحن أصحاب قضية لذلك وجب تسجيل موقف وان لا أبقى صامتاً. ففي مرحلة كهذه لا يجب على الشخص الإنتظار وخاصة بأننا نتميز بموقفنا النضالي في المنطقة. والأمور التي شهدناها والدلائل التي أشارت لنا إلى أين سيذهب بنا هذا الوضع فرضت علينا ذلك وللأسف بأننا رأينا بعض الأشخاص الذين أرادوا الذهاب بالوطن إلى المجهول. ووجهت رسائل بأنه حتى ولو قُتل أحد ما برصاص الجهات المُختصة فالأولى بنا أن نترك الدماء جانباً لأن المسألة أصبحت هنا مسألة وطن مسألة وجود وعلينا أن ندع القانون السوري يأخذ حقوقنا وليس الشارع والتخريب. لهذا السبب لم أنتظر ليقل لي أحد أن أخرج ولكن الدافع الأخلاقي دفعني لذلك.
- لماذا لم نرى بعض الشخصيات السياسية السورية والتي لها باع طويل في السياسة لتخرج وتوصّف الحال في حين رأينا مفكرين سوريين حملوا العبئ عنهم ووقفوا في وجه الهجمة؟
بصراحة وفي تقديري أقول لكم لقد راقبت الموضوع وبالضبط منذ العام 2003 . وقد وصلتني رسائل قرأتها بتمعن. فوصلتني الرسالة الأولى في ال 2001 – 2001 عندما تحركت مجموعة من المُثقفين السوريين لجهة إنجاز ما يوصف بمؤسسة المُجتمع المدني. وهي أسماء سورية مُثقفة صنعت نوعاً من أنواع الحراك, هذا الحراك قد نتفق وقد نختلف عليه ولا يوجد مُشكلة في ذلك. ولما نزلت ما يمكن أن يعتبره البعض بالخصم وأنا لاأصفه بالخصم بل هو عنصر مُكمل ويمكن الإستفادة منه. فلما نزلوا إلى الميدان وقدموا مجموعة من القراءات لجهة منظومة النظام, كان من المفروض أن تظهر له أداة مضادة ترد عليه أو أن تقول له تعال لكي نستطيع الإستفادة من أفكارك فنطور بنيتنا. وأنا هنا أُعلق على كيف تمت الآلية وأنا وصلتني رسائل بأننا لا نمتلك مجموعات قادرة على مواجهة الثقافة بالثقافة والمعرفة بالمعرفة. مع العلم بان السيد الرئيس عندما وصلته هذه الأخبار طالب بأن يُرد على المُثقفين الذين قاموا بالحراك بخطاب ثقافي إن كان لديهم خطاب ثقافي فإن قالوا فكرة ما قوموا بالرد عليهم بفكرة أخرى. ودعوا الحوار الثقافي هو السائد ما بين الأطراف. ولكن للأسف لم نستطع واكتفينا بترصدهم فقط. مع أنه كان الأولى بنا ان نستوعبهم وننافسهم بالحوار الثقافي حتى ولو كان مُتلفزاً أي عبارة عن مُناظرة ثقافية. أما الرسالة الثانية التي وصلتني كانت عند ظهور تقرير ميلس, عندما بدأ التطاول الإعلامي على شخصيات ورموز سورية. وانتظرنا في ظل تقرير ميلس أن نرى أحداً يخرج للعلن ويتكلم ولكن للأسف لم نر أحداً. لذلك هنا أريد أن أقول بأن الخطأ هو في المنظومة والهيكلية التي تُنتج والتي تُسمي والتي تُرشح والتي تنتخب ولو كانت المنظومة تسير بالشكل الصحيح المُناط بها لما استطاع أحد التطاول على شخص السيد الرئيس بشار الأسد. والطريقة الخطأ في ملئ الفراغات هي التي أوصلتنا إلى مانحن عليه الآن. وملئ الفراغ اعني به وضع الإنسان الغير صحيح في المكان الغير صحيح.
- هل نفهم من كلامك ان الذين كانوا في موقع السلطة سابقاً لم يكونوا أهلاً لهذا المنصب؟
أنا هنا لا أدافع عن أشخاص أعرفهم فلا نريد أن نبرء أو أن نتهم أحداً آخر. فإذا تكلمنا بهذه الطريقة فإننا هنا نتهم المسؤولين السابقين بأنهم أخطئوا باختياراتهم للأشخاص. ولكن أنا أعلق على منهج التفكير وهيكلية المؤسسات وآلية العمل فقط .

 

- قبل الأزمة التي تشهدها سورية, كان هناك سياسة في التعاطي مع جميع المسائل والقضايا, فأثبتت نجاحها في أماكن وفشلها في أماكن أخرى كالسياسة الإعلامية على سبيل المثال. وأثناء الأزمة توقعنا وتمنينا أن يكون هناك تغيير في هذه السياسات لتواكب المرحلة وتكون على قدر المواجهة. ولكننا تفاجئنا إلى الآن بعدم وجود أي تغيير, فالذي حصل هو تغيير في الشكل وثبات في المضمون. ماهي قراءتك لهذا الموضوع؟
يمكنني هنا أن أتكلم كمراقب ووفق منظوري الشخصي وأصف واقع الحال الذي كان سائداًفي البلد. فأنا أقول لكم بأن الشعب السوري كان يعيش حالة استرخاء واتكالية على قيادته المُتمثلة بالسيد الرئيس, حتى أثناء تعرض البلاد للتهديد في السابق على لسان مارغريت تاتشر هناك أشخاص في القيادة كانوا نوعاً ما يتكلون على السيد الرئيس في الوقوف في وجه التهديد. أنا مع أن السيد الرئيس يملك من الحكمة والحنكة مايكفي لإدارة أمور البلاد وإخراجها من الأزمات لكنه في النهاية إنسان يحتاج إلى أن يُساعده الآخرون. ليس هذا من باب الضعف, إنما من باب الدعم المعنوي. وبالتالي تكون هناك رسالة موجهة للخارج بأنه في سورية الكل يُكمل بعضه, القيادة والشعب. واسمح لي أن أُشبه لكم الواقع بالتالي: لنفترض أن البلاد هي حافلة والشعب السوري هو رُكابها وقائد هذه الحافلة السيد الرئيس. وقد تعود الركاب نتيجة مهارة وحكمة سائق الحافلة وبأنه ليس بحاجة للدعم. فكان الركاب نائمين نوم المُطمئن المسترخي وفجأة وفي منتصف الطريق اعترض الحافلة منعطف بزاوية 90 درجة والسرعة كانت 120 كم فاضطر السائق إلى الإنعطاف بقوة مما أدى لحدوث الصدمة والمفاجئة للركاب. فمنهم من سقط وخرج من النوافذ ومنهم من أُغمي عليه, ومنهم من تشبث بالحافلة واستوعب الصدمة وأخذ دور السند والداعم للسائق, وهذا هو حالنا بكل بساطة. لكن للأسف حين طُلب من بعض الأشخاص تشكيل الحكومة يبدو أنهم لم يكونوا ضمن الحافلة فطرحوا الأسماء بناءً على المفاجئة الغير مُتوقعة. ولم تكن هناك بعض الشخصيات على قدر المسؤولية وهنا أنا لا أُقلل بكلامي هذا من خبرة أحد وكفائته وإنما يصلح أن يكون البعض منهم في نفس المركز الحالي ولكن في وقت لاحق.
- برأيك أستاذ خالد هل من مسؤولية تقع على عاتق الشعب والمواطن السوري أدت إلى هذه العقلية في التفكير. ولماذا لا نشهد محاسبة للمُقصرين؟
في الحقيقة الشعب عليه أن يُمارس دوره في النقد بأكثر من وسيلة منها خلال مرشحيه بمجلس الشعب وبالتالي حين يقصر أي مسؤول يُحاسب ويُسأل تحت قبة المجلس فإنه سوف يكون هناك تفكير أكثر جدية من قبل المسؤولين.
- أليس إصدار قانون المجلس الأعلى للإعلام هو أداة للتحكم أكثر منه للتطوير برأيك؟
في الحقيقة من هذه الناحية فإن هذه المجالس هي أدوات يمكن أن تُستعمل بطريقتين يمكن أن تُعطي المشروعية الزائدة لتكلس الإعلام وهنا أتحدث عن المجلس الوطني للإعلام أي لا أنتقد الخطوات وسياسة وزير الإعلام وذلك كون الوزير يُمكن له أن يمارس ضغط على هذا المجلس من خلال مجلس الشعب. ولكن يمكن لهذا المجلس أن يُشكل حضوراً وينتج على الأرض أمور فاعلة فلا يهمنا الإسم أو الصفة التي يحملها المجلس بقدر ما تهمنا النتائج والخطوات على الأرض.
- في نفس السياق وبناءً على كلامك. هل تعتبر أن الأسماء التي قُدمت لتشكيل المجلس هي كفؤ لهذه المسؤولية؟
كل الأشخاص الذين في المجلس الأعلى للإعلام ممتازين ولكن لماذا لم يتواجد ضمن المجلس أشخاص كان لهم حضورهم في هذه الفترة على الساحة كالدكتور بسام أبو عبدالله وأحمد الحاج علي... الخ. من هنا يتبين لنا بأن هناك ما زال خلل في العقلية والآلية.
- كونك أمين سر مجلس الشعب لماذا لا تكون جلسات مجلس الشعب مفتوحة ومنقولة على الهواء مباشرة إسوةً بغير بلدان وخاصة في الأمور الهامة للمواطن كالأمور الإقتصادية والمعيشية؟
بداية يجب أن نُفرق بين مؤسسة مجلس الشعب وبين أعضاء مجلس الشعب. والمجلس كمؤسسة فإنها أدت ما يتوجب عليها في الدستور والنظام الداخلي وذلك بذكاء رئيس المجلس. أما بالنسبة لي فأنا اعتراضي على أداء مجلس الشعب. فبمنظوري الشخصي لم يكن هناك مُحرضات تؤدي إلى تفعيل دور أعضاء المجلس. وكنت قد طلبت أن تُبث الجلسات على الإذاعة بدايةً لكي يشعر المسؤول أو العضو بأنه حين يتكلم فهناك الكثيرين ممن يُسمعوه ويعرفوا ما يقول, وبالتالي سيكون مُتفاعلاً أكثر وحذراً أكثر في تعاطيه بقضايا المواطنين. وطرحت بدايةًالإذاعة من باب التجربة لتمتد بعدها إلى التلفزيون لاحقاً, حيث يمكن للمواطنين من خلال البث معرفة من تواجد من الأعضاء ومن يتكلم. لأنه هناك أعضاء لا نسمع أصواتهم ولا يتواجدون إلا نادراً. ولم تتم الإستجابة. من هنا نعود إلى موضوع الهيكلية والمنظومة في التفكير فالجميع يقول لماذا أنا أسمح بدخول الإعلام لست مضطراً لتحمل المسؤولية فليُدخلوا هذه الوسائل إلى مؤسسات أخرى وهذا لسان حال أغلب المؤسسات بدءً من رئاسة مجلس الوزراء إنتهاءً بالمؤسسة العامة للطيران والكثير غيرهم. وأنا برأيي هنا أضع بالائمة على الأحزاب التي يجب أن تأخذ دور المُحرض. وهنا أنا لا أعتبر أن الأحزاب فاسدة بل ربما يكون هناك مؤسسات فاسدة ولكن الأحزاب ليست فاسدة بل هناك أشخاص وأفراد ضمن هذه الأحزاب هم الفاسدون ولكن للأسف يسيئون لسمعة أحزابهم

 

- مشروع القرار الروسي أثار جدلاَ كبيراَ منذ أيام واعتبره البعض بداية التخلي عن سوريا كما حدث في ليبيا كيف تقرأ هذا المشروع بوصفك مراقبا ومطلعاَ على الأحداث؟ وماذا حول كلام وزير خارجية قطر حول رفع المبادرة إلى مجلس الأمن لتبنيها؟
منذ تسعة أشهر ونحن نتعرض للضغط والمطلوب منا كان الثبات طوال تلك الفترة وذلك بدعم الأصدقاء في روسيا والصين الذين أوقفوا قراراَ في مجلس الأمن حول سورية فبدأ التحول بالضغط إلى الجامعة العربية وقامت قطر بتبني هذا الدور وقدموا المبادرة العربية ليس لإيجاد حل للسوريين وإنما لإحراج الحكومة السورية والنظام في سورية حيث كان لديهم تصور بأن سوريا سترفض المبادرة وبالتالي يشكل ذلك إحراجا ً للسوريين أمام العالم أجمع بما فيه أصدقاؤهم في روسيا والصين ولكن الحكومة السورية كانت أذكى من ذلك حيث فهموا اللعبة ولعبوا على عامل الوقت الذي لم يكن في صالح الولايات المتحدة والدول العربية التابعة لها. والمشروع الروسي جاء موافقاً لوجهة نظر السوريين وهنا مارست روسيا بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدور الحقيقي المُناط بها بناءً على وجهة نظر حيادية ومنطقية تعتمد على ما يجري على أرض الواقع وليس على ما تبثه وسائل الإعلام.
- برأيك ما سبب التصريحات التي خرجت على لسان رئيس الوزراء القطري بأنه سيقوم بتقديم مشروع إلى مجلس الأمن يوازي المشروع الروسي؟
في الحقيقة القطري أحس بأن الحل أصبح نوعاً ما بيد العراقيين وبالتالي فإن العراق سحب البساط من تحت أرجل القطري حيث أصبح الأخير كرتاً محروقاً لدى الولايات المتحدة والذي دفع العراق ليدخل على خط الأزمة السورية قوة موقفه. فالأمريكي خسر في العراق وخرج مهزوماً منه ولم يُفلح باستغلال عامل الوقت بالضغط على سورية لتمرير مُخططه. أضف إلى ذلك أن العراق أصبح أقوى, فبعد خروج الأمريكي أصبح موجوداً ضمن محور استراتيجي مهم جداّ يضم كُلاً من روسيا – إيران – سورية. ومن وجهة نظري كخالد العبود فأنا أوافق ما قاله الأستاذ ناصر قنديل سابقاً في إحدى مُقابلاته بأن هناك صفقة بين العراق وأمريكا بتواجد سوري إيراني روسي.
- منذ عدة أيام صدر تقرير عن مُنظمة هيومن رايتس ووتش حول الأوضاع الإنسانية في سورية وبأن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان أرتُكبت بحق المُتظاهرين, وصرحت المُنظمة أنها بصدد رفع التقرير لمجلس الأمن. في حال رُفع التقرير هل سيُشكل ضغطاً على الموقف الروسي وإحراجه أمام الرأي العام؟
منظمات حقوق الإنسان ومحكمة الجنايات الدولية وغيرها ليست سوى أدوات للضغط تستعملها الولايات المتحدة للحصول على مكاسبها. لكن في حال التوصل إلى اتفاق فإن هذه الأدوات تسقط.
- هل نعتبر توقيع روسيا على اتفاقية التجارة الحرة الآن في هذه الظروف بعد العراقيل التي واجهتها أتت كنوع من أنواع المقايضة على سورية؟
علينا أن نخرج من فكرة أن الأمريكي لازال قوياً ويُقايض فالواقع الآن مختلف عما سبق. فالروسي عاد ليُثبت حُضوره من جديد على صعيد المواقف الدولية وبالنسبة له كما جاء على لسان أحد المسؤولين الروس بأنهم مستعدون لرفع مليون فيتو ولن يسمحوا بتمرير قرار ضد سورية. باختصار أقول لكم سورية ليست ليبيا.
- منذ فترة قال نائب رئيس الوزراء التركي أن هناك 42 ضابطأ تركياً مُعتقلين في سورية بتهمة تهريب السلاح وقبل ذلك سمعنا وجود قيادات عربية في سورية تتولى قيادة المجموعات المسلحة التي تحوي في صفوفها مُقاتلين ليبيين. وهذا ما أكده الصحفي دانييل أرياتيه في صحيفة ABC الإسبانية بعد مُقابلته لهؤلاء المقاتلين. لماذا لم نر هؤلاء المقبوض عليهم على شاشات التلفزة وذلك لإثبات صحة كلام الحكومة السورية عن وجود مؤامرة لمن لا يزالوا يُشككون بوجودها في الداخل والخارج؟
برأيي هذه الملفات لها أكثر من جانب فهؤلاء المقبوض عليهم يُمكن إستثمارهم بجانب إعلامي وجانب سياسي. ولكن بمنظوري الشخصي هذه الملفات إذا عُرضت بجانبها الإعلامي تفقد قيمتها لذلك يبقى التحفظ عليها مُفيداً للجوانب السياسية أكثر كرسائل للآخرين أو للتفاوض أو ما شاكل.
في الختام لا يسعنا سوى أن نشكرك أستاذ خالد العبود باسم جريدة دام برس وقرائها لوجودك معنا.
bahaa@dampress.net
kenanmuhamad@hotmail.com

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=16970