الرئيسية  /  لقاء دام برس

الداعية الإسلامي عبد الرحمن علي ضلع: أنا متفائل بمستقبل سورية بقيادة الرئيس الأسد وآمل أن يقرأ العرب التاريخ جيداً


خاص دام برس – بهاء نصار خير
شهدت الأسابيع الماضية حراكاً كبيراً في الجامعة التي نأسف بأن نقول عنها عربية. جامعة نذرت نفسها لخدمة المصالح الإستعمارية فعوضاً أن تحول خطابها لخطاب بناء يرفع من شأنها ويعطيها دورها الحقيقي الذي تأسست من أجله حولته لخطاب هدام يُشكل مطية للدمار والتقسيم. إضافة لهذا كله خرجت مظاهرات غير مسبوقة في الخليج العربي وصفها بعض علماء الدين في الخليج بأوصاف خارجة عن المألوف بحق أبناء الوطن العربي. ونتيجة لهذه الأحداث والفتاوى المتناقضة مع فتاوى سابقة خرجت لوصف المتظاهرين في سورية ووصفهم بالسلميين ووصف المتظاهرين في البحرين والسعودية بالمجرمين الضالين كان لنا لقاء مع الداعية الإسلامي عبد الرحمن علي ضلع صاحب الكلمة الحقة والمواقف الوطنية الثابتة فكان الحوار كالتالي:

1- س: منذ فترة سمعنا على لسان مفتي المملكة العربية السعودية كلام وصف خلاله المحتجين في منطقة القطيف بالمرتزقة والضالين. ماهو ردك فضيلة الداعية على هكذا كلام وخاصة بأنه صادر من رجل دين كمفتي السعودية ؟

ج- إن تحريم مفتي السعودية للتظاهر في بعض البلدان العربية مرة، وخاصة المحتجين في القطيف في السعودية ووصفهم بالمرتزقة مرة أخرى، وبينما نرى بالمقابل بأنه يجيز بفتواه التظاهر والتخريب في سوريا والله إنه لأمر عجيب ومحزن ما نراه ونسمعه من خلال هذه الفتوى وأي فتوى كهذه!؟. فتوى كهذه ترخص التظاهر بالتخريب الممتلكات العامة والخاصة وترويع النساء والشيوخ والأطفال في سوريا، اما في السعودية فيختلف فحوى الفتاوى ليتم تحريم التظاهر السلمي في القطيف في السعودية فأي دين يستندون له بمثل هذه الفتوى ؟ فالإسلام بريء من مثل هذه الفتاوى !. يقول الله تعالى: ﴿ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ﴾[16/النحل/116] وترويع النساء والشيوخ والأطفال فأمير المؤمنين عمر بن الخطاب حين سمعت امرأة حبلى بقدومه روعت وخافت منه فسقطت بخوف من هيبة أمير المؤمنين ، فأخرج الدية على ترويع تلك المرأة ، وهذا أمر لم يقصده أمير المؤمنين عمر بترويعها نهائيا، هيبة عمر فقط. فكيف ترى بدولة كالسعودية بإفتاء بث الفتن والتخريب في سوريا؟. ونحن ما عهدنا المملكة العربية السعودية إلا مُصلحاً للبيت العربي وأتمنا ان يستفيقوا لما يحدث وتعود المملكة لأخذ دورها البناء من جديد..
ألا يذكرون ويعرفون ما يريد الغربيون من الدول العربية والإسلامية. الهدف هو الهدف لم يتغير، فهو ليس مجرد احتلال، أو أطماع نفط، أو وصاية استعمارية، أو إعادة تشكيل سياسي للمنطقة فحسب. فالهدف الحقيقي هو أمة العرب والإسلام. وأولا مقدساتها وعقيدتها وانتماؤها. ولا يخفي الأمريكيون اليوم حدود أهدافهم. وملامح أهل المنطقة هي المشكلة أمام مصالحهم وأهدافهم واستمراريتهم فوق أرض الأمة. بالمقابل يقف معظم النظام الرسمي العربي في بؤرة عري تاريخي لم يسبق له مثيل. ليس فقط لأن موقفه من الحرب الأمريكية على المنطقة أكثر من مخجل. وليس لأن معظم هذا النظام لم يستطع أن يوجه ( لبارك أو أوباما ) ما قاله مانديلا لجورج بوش من أنه فاقد البصيرة وكاوبوي الإرهاب في العالم. ويقول تعالى: ﴿ وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا ﴾[33/الأحزاب/14].
بل لأن مظاهر السياسية التي يجسدها واقع الحال في المنطقة العربية اتسعت في الآونة الأخيرة، وبلغت صورة التهافت السياسي إلى حد أن الأصوات الداعية إلى القبول بالوصاية السياسية الأمريكية والاستسلام للأمر الواقع باتت عالية وجلية. ولم تكتف أيضا بالترويج لثقافة الهزيمة الفكرية والثقافية ، وتصوير الأمريكي القادم على متن البوارج وحاملات الطائرات كمخلص. بل وصل الإذعان والإحساس بالهزيمة إلى حد الاستعداد لوضع الإسلام عقيدة وانتماء وفكرا وثقافة في قفص الاتهام!. ولكن يبدو للأسف أن معظم هذا النظام يتآمر. ولا يدري أنه يتآمر على نفسه ووجوده ولكن الوقت لن يطول حتى يُكشف ذلك. وعندها سيكون على ملوك الطوائف أن يتذكروا عبارة شهيرة في الأندلس القديمة عن البكاء على ملك مضاع، وأقول لهم كما قال الشاعر :
اصـــبر على مَضَــض الحسو د فإن صبــــرك قـاتـــله
النـــار تـأكل بـعضــــها إن لم تـجــــد ما تأكـــله


2- س: الأسبوع المنصرم صدرت العقوبات العربية على سوريا. وتم تحديد عدد من الشخصيات التي سيفرض عليها عقوبات. واللجنة الوزارية اجتمعت السبت الماضي. فماذا برأيك أنت كرجل دين وداعية اسلامي من هذه العقوبات ؟

ج- إن العقوبات والحصار العربي على سوريا يذكرنا بسؤال مهم: أين الرحمة والمحبة والمودة بين الأخوة الأشقاء ؟. فإن الرحمة خلق كريم يدل على نبل الطبع وسمو الروح ونقاء المعدن، وكلما زادت معاني الرحمة في إنسان دل ذلك على اكتمال شمائله ونضج فضائله. والرحمة منبع كريم يفيض بالعطاء والمودة والمحبة بين الأشقاء بالمساعدة ، وخاصة بين الأخوة الأشقاء والجيران وهي تدل على رفعة صاحبها ونبله، وتشير إلى رقة قلبه وحبه للإنسان. والرحمة تبعث على فعل الخير وبذل المعروف وتجنب الأذى ومنع التعدي، وتحث المؤمنين على التعاون والإيثار ، وتحقق فيهم معنى الأخوة الصادقة التي أرادها الله بقوله : ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾[49/الحجرات/10]
وهذه العقوبات لتُذكرني بما حصل قبل أربعة عشر قرنا في عصر النبوة . عندما رأت قريش أن الإسلام يفشوا وينتشر، اجتمعوا، فتعاقدوا على بني هاشم، وأدخلوا معهم بني المطلب ألا يكلموهم، ولا يجالسوهم، ولا يناكحوهم، ولا يبايعوهم، واجتمع على ذلك ملؤهم، وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في الكعبة، فانحاز بنو هاشم، وبنو المطلب كلهم كافرهم ومؤمنهم، فصاروا في شعب أبي طالب محصورين مُبْعَدِينَ مُجْتَنَبِينَ، حاشا أبا لهب وولده، فإنهم صاروا مع قريش على قومهم، فبقوا كذلك ثلاث سنين إلى أن جمع الله قلوب قوم من قريش على نقض ما كانت قريش تعاقدت فيه على بني هاشم وبني المطلب. وها هي جامعة العربية تريد أن تمشي على نهج قريش. ولذلك نذكر وننصح أشقاؤنا العرب من مغبة السياسة القائمة على التحرك وفقا لمصالح الغرب، وليس مصالح للجامعة العربية. وهذه السياسة تجري وراء سياسة القوى المهيمنة وإيذاء الأشقاء بينهم، وليست سياسة الاستقلال العرب، والانطلاق من المصالح القومية للشعب العربية. فسورية ليست دولة هامشية في العالم العربي. بل بلد مفتاح وإن على الجامعة العربية أن ترى ذلك وتتحرك على هذا الأساس، والسياسة الخارجية لا تتأسس على الرومانسية ، بل على المصالح المتبادلة. وغداً تتغير مصالح الدول المهيمنة فتعود إلى سورية وبدل أن ينظر الشعب السوري إلى الأشقاء العرب بريبة , يجب أن ترسخ الجامعة العربية المحبة بين الأخوة وأن يصلح ويحسن الجوار بين الأشقاء العرب. وفي كتابه العزيز: ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ ﴾[4/النساء/36]
وما زال جبريل يوصي النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم عن حسن الجوار، فيما أخرجه ابن حبان في صحيحه، كتاب البر والإحسان، باب الجار (2/265)، رقم الحديث (511) عن عائشة رضي الله عنه قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم: « ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أن سيورثه ».
وحثَّنا ورغَّبنا وأمرنا نبينا صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم حسن الجوار وأوصى صحابته بذلك، وكانوا يعرفون بحسن الجوار كما ذكره جعفر بن أبي طالب ، فيما أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، كتاب الزكاة، باب ذكر البيان أن فرض الزكاة كان قبل الهجرة إلى أرض الحبشة إذ النبي صلى الله عليه و سلم مقيم بمكة قبل هجرته إلى المدينة (4/13)، رقم الحديث (2260)، لما نزل الصحابة في أرض الحبشة وكلمه جعفر بن أبي طالب قال له : « أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام، و نأكل الميتة و نأتي الفواحش و نقطع الأرحام، و نسيء الجوار ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه و صدقه و أمانته وعفافه، ... وأمرنا بصدق الحديث، و أداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار، و الكف عن المحارم ».


2- س: ما هو موقف رجال الدين المتوقع لتوعية الشعب السوري وتحصينه للوقوف بوجه العقوبات وهذه المؤامرة الشرسة؟

ج- إن المجتمع السوري بكل أطيافه وشرائحه له دور بارز في مواجهة ما يجري على الساحة في سورية في هذه العقوبات. وأما العلماء الفضلاء النبلاء الأجلاء لهم دور كبير جداً في توعية الناس بالإرشاد إليهم بوجه العقوبات، وبيان لهم فيما يخص على دور كل واحد من المواطنين باتجاه هذه العقوبات الظالمة، وهؤلاء العلماء الأجلاء الذين يصلحون إذا فسد يرفع الله لهم الدرجات العليا، كما يحدثنا الله تعالى في كتاب العزيز : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾[58/المجادلة/11]
﴿ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾[35/فاطر/28]
وهؤلاء العلماء فضلهم الله تعالى بتعليم الناس الخير والإصلاح بين الناس من الموعظة الحسنة والإرشادات بين المواطنين والشعب وعدم زعزعة الاستقرار وعدم عبث الأمن الوطن، وتعاون على الخير بمساعدة الأحباب والأصدقاء والجيران بمواجهة خطة الأعداء الذين يريدون تدمير بلدنا الحبيب بالعقوبات والحصار الظالم . بمثل هؤلاء العلماء يقول صلى الله عليه وسلم، فيما أخرجه الترمذي في سننه، كتاب العلم، باب ما جاء في فضل الفقة على العبادة (5/50)، رقم الحديث (2685)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/234)، رقم الحديث (7928)، عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه و سلم رجلان أحدهما عابد والآخر عالم ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم « فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، ثم قال: رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في حجرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير »
وأما ما نسمعه من علماء التكفيرية من الأمر بالخروج عن طاعة ولي أمر المسلمين فهذا ليس من الدين بشيء، والدين منهم بريء ، بل السمع والطاعة إن لم نر منه معصية بواحا ، كما أخبرنا حبيبنا المصطفى، وفيما أخرجه البخاري وغيره في صحيحه، كتاب الفتن، باب قول النبي صلى الله عليه و سلم سترون بعدي أمورا تنكرونها (6/2588)، رقم الحديث (6647)، وأخرجه النسائي في سننه الكبرى، كتاب البيعة، باب البيعة على الأثرة (4/422)، رقم الحديث (7775)، عن جنادة بن أبي أمية رضي الله عنه، قال: دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض قلنا أصلحك الله حدث بحديث ينفعك الله به سمعته من النبي صلى الله عليه و سلم قال: دعانا النبي صلى الله عليه و سلم فبايعناه، فقال: « فيما أخذ علينا أنْ بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان »
وفيما أخرجه مسلم وغيره في صحيحه، كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية وتحريمها في المعصية (3/1467)، رقم الحديث (1838)، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: « عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك »
وشرح شرح الحديث : ( عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ) يقول العلماء : معناه تجب طاعة ولاة الأمور فيما يشق وتكرهه النفوس وغيره مما ليس بمعصية فإن كان معصية فلا سمع ولا طاعة ( ومنشطك ومكرهك ) هما مصدران ميميان أو اسما زمان أو مكان ( وأثرة ) بفتح الهمزة والثاء ويقال بضم الهمزة وإسكان الثاء وبكسر الهمزة وإسكان الثاء ثلاث لغات حكاهن في المشارق وغيره وهي الاستئثار والاختصاص بأمور الدنيا عليكم أي اسمعوا وأطيعوا وإن اختص الأمراء بالدنيا ولم يوصلوكم حقكم مما عندهم. وهذه الأحاديث في الحث على السمع والطاعة في جميع الأحوال وسببها اجتماع كلمة المسلمين، فإن الخلاف سبب لفساد أحوالهم في دينهم ودنياهم.
لذلك يلزم على رجال الدين أن يبين للأمة الإسلامية عامة وعلى شعبنا خاصة أننا اليوم نواجه عدواً أمريكيا وصهيونيا. ومن سار على دربهم, عدوٌ قديم ظالم غاشم مخادع وماكر. هذا العدو المجرم الذي انتهك الحرمات وداس المقدسات وفتك بالأبرياء وشرد الآمنين. الأمر الذي يطلب منا أن نوحد الصفوف ونتكاتف في وجه ما يُرسم لنا. إن الاستعمار الأمريكي واليهودي والصهيونية العالمية أعداء للأمة العربية والإسلامية يمكرون بها المكر السيء، ويتربصون بها وينتهزون كل الفرص للنيل من عزتها وكرامتها ، ولذلك شعارهم فرق تسد.
وأكبر دليل على ذلك ننظر إلى الشرق والغرب ماذا حصل بأهلنا ولذلك علينا أن تكون قلوبنا موحدة، ونفوسنا صافية، ونجتمع على توحيد الكلمة، وتوحيد القوى على مجابهة العدو المشترك. وفي محكم تنزيله : ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [8/الأنفال/46] وفيما أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الأقضية، باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة والنهي عن منع وهات وهو الامتناع من أداء حق لزمه أو طلب ما لا يستحقه (3/1340)، رقم الحديث (1715) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم: « إن الله يرضى لكم ويكره لكم ثلاثا: فيرضي لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال »، وفيما أخرجه ابن حبان في صحيحه، كتاب السير ، باب طاعة الأئمة (4578)، رقم الحديث (10/439) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : « من نزع يدا من طاعة لم تكن له حجة يوم القيامة، ومن مات مفارق الجماعة فإنه يموت موتة الجاهلية »
إن الجمـاعـة حبـل الله فاعتصـموا منـه بعــروته الوثقـى لمــن دانا
كـم يدفع الله بالســلطان معضـلة في ديــننا رحمــة منـه ودنــيانا

3- س: بصفتك رجل دين وداعية إسلامي كان له حُضور كبير في محافل كثيرة. هل أنت متفائل بالمستقبل الذي ينتظر سورية ؟

ج- نعم نحن متفائلين بخروج سوريا من هذه الأحداث قوية، فإن سوريا كمعادن الذهب كالإبريز الخالص، كلما طُلي بالنار زاد تلألؤه. ونأمل من شعبنا الحبيب الوعي وأن يتبصروا بما يدبر علينا من الأعداء لهذا الوطن، وأن يصب الله لرواد الفتنة وأصحاب التخريب سكنات رحماته، بالعودة إلى رشدهم، فإن استقرار سورية هو من استقرار الوطن العربي، وسورية هي قلب العروبة ولها معزة وتقدير خاص لدى كل الدول العربية. وهي الرقم الصعب في معادلة التوازن الإستراتيجي. وهي بوجودها على مر العصور التاريخية كانت رقماً مهماً في معادلات التوازن الإستراتيجي. وقلبي وتضامني مع شعبي السوري. وآمل أن نتجاوز هذه المرحلة، فهو أقوى من كل المؤامرات. ونحن واثقون من ذلك. وواثقون كذلك أنها ستستعيد دورها العربي الرائد. فهي التي كانت دائما حاضرة وفاعلة في الشؤون العربية، ونحن واثقون من حكمة فخامة الرئيس بشار الأسد. وهناك مؤامرة كبيرة بوجود تحريض طائفي هائل في سورية خصوصاً، وفي العالم الإسلامي عموماً وأعداء الأمة من الأمريكيين والصهيونيين ومن سار على دربهم, مازالوا يريدون أن يرونا ضعفاء بتشتتنا وتفرقنا واختلافنا.
ونشكر الله عز وجل أن أكرمنا برئيس شجاع حكيم يعرف كيف يرد على كل الإتهامات الموجهة ضد سورية. يقوم بذلك بشكل واضح وجلي وبأسلوب متزن, إنه قائد عقلاني وحازم، وسياسته متجذرة ومستمدة من إرادة الشعب. وإن حكمة السيد الرئيس القائد الدكتور بشار الأسد في الأقوال والأفعال مشهودة لها، ومحط فخر واعتزاز في جميع أصقاع العالم على جميع الصُعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فالكل يشهد له برؤيته الإستراتيجية الشاملة المتعددة، إن سورية ثابتة في الأرض وفرعها في السماء. وحري بأعدائها أن يتعظوا ويعتبروا وأن يقرؤوا التاريخ جيداً. وليعلم أعداء الإسلام أن بلاد الشام عليها العناية الإلهية ودعا لها بالبركة خير البرية صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم. فقيادتنا الحكيمة بالرغم من التجاذبات الخطيرة أمسكت دفة القيادة بكل ثقة واقتدار، فأوصل السفينة إلى مرافئ الأمن والأمان دون أي تنازل أو تفريط. وها هؤلاء أعداء الأمة وأصحاب التكفيرية يريدون أن يدمروا ما بناه ولن يستطيعوا..
فإن قائداً وشعباً يجتمعان على حب الله، وحب رسالة السماء، وحب الإنسان لا يستطيع أحد أن يهدم بنيانه، وأن يفرق بين أبنائه، وأن يمزق وحدته. وسيبقى هذا الرمز من الحب والتكامل الذي يميز سورية في قيادتها وأبنائها نموذجاً للعالم ولمن حوله بأنه وطن لا يوجد فيه تصادم حضارات ولا تصادم طوائف. ولذلك نقول نعم لقائد وحارس الأمة، نعم للقائد الذي يأخد بالأمة إلى قمم المجد، وإلى قيم الأصالة والعروبة والإباء، يقول الباري عز وجل: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾[3/آل عمران/139] . وكل التحية لشعبنا الكبير بوعيه والذي كان على قدر كبير من المسؤولية. ونأمل من الإخوة العرب أن يستفيقوا من غفوتهم ويعودوا إلى رشدهم وسنسامحهم لأن قلوبنا نظيفة ما تعودت البغضاء أبداً..

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=16535