دام برس _ محمد قاسم الساس
ضيفتي ممثلة سورية من طراز مختلف، تتسم خطواتها بالهادئة والثابتة في الدارما السورية. ملامح وجهها وابتسامتها الناعمة كفيلة لتؤكد لك عن طيبة قلبها وعفويتها. فاجأت جمهورها بدخولها عالم الغناء بغية تحقيق هدف إنساني سامي، لنكتشف معها جمال صوتها الذي لا يختلف عن جمال حضورها المسرحي. ضيفتي هي الممثلة السورية " ديمة الجندي " والتي تطل معنا وبكل محبة في أول إطلالة إعلامية لها بعد مشاركتها وخروجها من برنامج ( ديو المشاهير ) متناولين معها كواليس هذه التجربة الغنائية مع العديد من الأمور الفنية والشخصية.

1_ دخولك مجال الغناء مؤخراً والذي كان ورائه هدف إنساني كان بمثابة مفاجأة للجمهور، وذلك باشتراكك في برنامج ( ديو المشاهير ) الموسم الثاني والذي يعرض حالياً على قناة /Lbc /، ما الذي دفعك لكي تقبلي على هذه الخطوة الجريئة ؟
بصراحة لقد استغربت من الفكرة عندما عرضت عليّ ولكن عندما أخبروني بالهدف الخيري للبرنامج وبأنك من خلاله ستبذل مجهود فني يعود ريعه لعمل إنساني خيري وهو من اختيارك أنت، وكذلك نجاحي في امتحان الصوت ذلك جعلني أشعر حقيقةً بالرغبة لخوض هذه المغامرة التي لا أعلم كيف سيكون شكلها وكم ستكون مدتها. لم يخطر في بالي يوماً بأنني سوف أغني أمام الملايين، كل ما أدركه هو بأنني أمتلك أذن موسيقية وأؤدي بطريقة صحيحة. وعندما اجتمعت هذه الأسباب معاً شكل لدي دافع الرغبة في المشاركة بهذه التجربة الجديدة كلياً بالنسبة لي.
2_ مثلما كان دخولك مفاجأة للجمهور، أيضاً كان خروجك بحد ذاته صدمة لك ولجمهورك، ما السبب وراء خروجك السريع ولتكونين ثاني المشاهير المغادرين من البرنامج مع حصولك على شيك بقيمة / 5000 $ / يعود ريعه لجمعية ( دار المسنين ) الذين تمثلينهم ؟
في هذا اليوم بالتحديد وقبل إعلان النتيجة كنت جالسة في الكواليس مع عدد من المشاهير وعلمت وقتها بأنني أنا وكارلوس وماغي وباميلا قد حصلنا على أعلى نسبة تصويت بالإضافة إلى ذلك كان لدي إحساس بأنني على الأقل سأبقى لأربعة .. خمس برايمات قادمات وبناءً على ذلك عندما أعلن أسمي صعقت لأنني كنت على يقين داخلي بأنني باقية ولم أتخيل بأنني سأخرج بهذه السرعة خاصةً وبأنني أعلم بأن كم التصويت من قبل أهلي وأصدقائي وجمهوري كان كبير جداً. لا أنكر بأنني تضايقت عند خروجي ومن ثم تعاملت مع الموضوع على أنها تجربة جميلة تحمل في طياتها كواليس بعيدة عن التمثيل حيث يقيم أدائك الغنائي قامات فنية هامة، حيث تكون "Yes or No" مقسمة على أدائك وحضورك وصوتك عدا عن ذلك غنائك إلى جانب نجوم الغناء، أضف إلى ذلك بأنني خرجت بمبلغ / 5000 $ /. الذي واساني وخفف من حزني هو عندما ذهبت إلى الجمعية لكي أسلمهم الشيك، وقتها عبروا لي عن سعادتهم بزيارتي وبالمبلغ الذي حصلت عليه على الرغم بأنني قد أجده قليل ولكن كان يعني لهم الكثير لأن الجمعية أساساً قائمة على المساعدات الشخصية. صدقني كنت متحمسة جداً لكي أقدم أفضل ما عندي للوصول إلى مبلغ أكبر ولا أخفيك بأنه وبعد زيارتي لهم " وجعني قلبي " عليهم وتمنيت لو أنني بقيت لمدة أطول ولكن كله قسمة ونصيب.

" هذا أمر غير محبذ كانت ترتكبه لجنة تحكيم ( ديو المشاهير ) "

3_ ( أتلاح ) هي أخر أغنية قدمتها في البرنامج مع النجمة " ميريام فارس "، أتلاح كلمة مغربية ومعناها بالسوري / حل عني /، بصراحة من قال لك : ( أتلاح يا ديمة )،1_ تصويت الجمهور 2_ لجنة الحكم 3_ سياسة البرنامج ؟
صدقني لا أعلم. ربما في بداية الأمر كنت مؤمنة بقصة التصويت ولكن حالياً بدأت أرى بأن هنالك من يحصل على Yes في الوقت الذي تكون Noمن نصيب من هم أفضل منه بكثير ومن هنا تختلط عليك الأمور. عندما كنت في البريمات الثالثة الأولى رأيتني عندما أحصل على "Yes or No" أشكرهم ولا أستجدي عواطفهم لأنهم أخبرونا بأن التصويت هو الأساس. من جهة أخرى لدي هنا ملاحظة وهي كيفية التعامل معنا كمشاهير حيث كانت تأخذ طابع جدي فاللجنة تتعامل معنا وكأننا أحد طلاب ستار أكاديمي ونحن على طريق الاحتراف في الوقت الذي ينبغي التعامل معنا بطريقة أسلس خاصةً بأننا نجوم في مهننا ( كالممثل، المخرج، الملحن ... الخ ). ثانياً عندما نصعد على المسرح أحياناً يقللون من أهميتنا أمام نجم الغناء المستضاف وهذا أمر غير محبذ بالنسبة لنا حيث أرى بأنه من الأفضل أن يغادر المطرب فور انتهائه من أداء أغنيته معنا لأنه ليس من الضروري بقائه واقفاً معنا لحين انتهاء التقييم.
4_ ما الذي أضافته لك هذه التجربة على الصعيد الإنساني والفني ؟
أولاً اكتشفت بأنني أغني بشكل جميل _ تقولها وهي تضحك _ وثانياً كسرت لدي هذه التجربة حاجز الخوف الموجود عندي من المسرح خاصةً بأنني لا أمتلك تجربة مسرحية في مهنتي كممثلة، هذا على الصعيد الفني. أما على الصعيد الإنساني كنت أشعر بطعم مختلف وطاقة خاصة تنتابني كون المشاركة هدفها بالأساس إنساني.

" أتمنى أن يبقى سيف الدين سبيعي إلى المراحل النهائية وأتوقع فوز كارلوس عازار "

5_ مع ظهورك أنت وزميلك الفنان " سيف الدين سبيعي " في برنامج ( ديو المشاهير ) ظهرت أصوات تستنكر مشاركتكما الغنائية على خليفة الأحداث التي تشدها بلدكم سورية، ما ردك على ذلك ؟
تواجدنا في هذا البرنامج لا يعني بأننا نسينا أو تجاهلنا الدم والشهداء والحالة العامة التي تخوضها سورية لأن الشق الأول لا يتعلق بالثاني لأن أساس مشاركتنا هو عمل إنساني. أتتني فرصة أستطيع من خلالها المساهمة ودعم جمعية إنسانية مقابل مجهود سوف أبذله فهل يتوجب عليّ أن أشارك أم يتوجب عليّ الانتظار لهدوء الأوضاع وبالتالي فوات الأوان وذهاب الفرصة من بين يدي !! ومن هنا أنا أفصل بين الأمور ولا أربط فيما بينها. ربما أتقبل هذا الرأي ورغبت الناس بوجودي أو عدمه لو كنت مشاركة في برنامج غنائي عادي ولكنني شاركت بغية هدف إنساني سامي. على فكرة لم أتعرض لشيء من هذا القبيل لا في الشارع ولا عبر صفحتي على الفيسبوك بالعكس كنت قد لمست تشجيع الناس وذلك من خلال تعليقاتهم كما وعبروا عن استيائهم من خروجي السريع لأنهم رأوا بأن هنالك أسماء من المشتركين كان من المفترض أن تخرج قبلي.
6_ ما هو تقيمك لأداء زميلك " سبيعي " الغنائي وإلى أي مرحلة تتوقعين بأنه سيصل إليها ؟
معروف بأن سيف يغني ويمتلك فرقة هنا في دمشق ولديه صوت جميل ويؤدي بطريقة جيدة وبالتالي هو أفضل من غيره. لا أدري إلى أي مرحلة سيصل إليها ولكن أرى من المفترض بأنه يجب أن يبقى إلى المراحل النهائية وهذا ما أتمناه.
7_ أياً من المشاهير تتوقعين بأنه سوف يتوج في نهاية البرنامج ؟
أتخيل بأنه سيكون الممثل اللبناني " كارلوس عازار " خاصةً بأنهم أخبروني بأنه مطرب بالأصل ولديه C.D وهو أبن الفنان " جوزيف عازار " ولقد درس الغناء والموسيقى وبالتالي هو من أكثر المرشحين للوصول إلى الفاينل.
8_ أشير إلى أن حضورك في الموسم الدرامي الفائت اقتصر على حضورك كضيفة خفيفة الظل في المسلسل السوري الكوميدي ( صايعين ضايعين )، كما وقدمت أول بطولة عربية لك وذلك في المسلسل العماني الخليجي ( توين فيلا )، حدثيني عن هذه التجربة ؟
قصة العمل تدور حول عدة فتيات يقمن في فيلتين متجاورتين وتشاركني البطولة عدة فتيات. هذا هو التعاون الثاني الذي يجمعني مع مخرج العمل " محمد العوالي " حيث سبق وتعاونت معه قبل 7 أعوام في مسلسل ( لا مزيد من الدموع ). استمعت جداً بهذا العمل حيث تعرفت على العديد من النجوم الخليجيين وكان تعاملهم معي في غاية الروعة وكانت علاقتي مع أسرة العمل مبنية على أساس كرم الضيافة كوني مغتربة وكانوا فعلاً أهلا لذلك. العمل ترك صدى جميل في عمان كونه عرض على قناتهم وقريباً سيعرض العمل على إحدى المحطات الخليجية المهمة مما سيساهم بأتساع رقعة مشاهدته علماًَ أنني قدمت دوري بلهجتي السورية.

" ما عدت مهتمة لمشاهدة مسلسل ( صبايا ) وأشعر بوجود "هارموني" تجمعني مع أمل عرفة "

9_ ما رأيك بمسلسل ( صبايا ج3 ) الذي غيبت شخصيتك فيه وتم استبدالها بشخصية جديدة كما وحصل ذلك أيضاً مع زميلتين لك وهن " ديمة بياعة وقمر خلف " واللتين كانتا مشاركتين أيضاً معك في ج2 ؟
للأمانة لم أشاهد منه حتى ولو 3 دقائق ولا أخفيك بأنني ما عدت مهتمة لمشاهدته. سمعت من الناس بأنهم مستغربون من ج3 بسبب التغيرات التي أصابته حتى بات وكأنه عمل بعيد عن صبايا الذي اعتادوا عليه وهذا لا يعني من كلامي بأنهم لم يحبونه. تغيير الوكشن الأساسي للعمل وتغير 3 شخصيات من أصل 5 أعتبره غلط جداُ كبير لأننا ندرك تماماُ كممثلين وجمهور بأنك عندما تتابع عمل ثم ينتج له ج2 تتغير فيه شخصياته ثم يأتي ج3 بشخصيات جديدة بالتأكيد سيفقد العمل قيمته. يعود سبب اعتذاري أنا وديمة بياعة عن المشاركة في ج3 لأننا كنا نرى بأننا بدأنا هذا المشروع نحن الخمسة وعلينا متابعته للنهاية معاً دون تغيير وإلا لن نتابع فيه وهذا فعلاً ما حصل حيث لم نصل مع الشركة إلى أتفاق ففضلنا الاعتذار.
10_ لو أردنا تصنيف أهم عشر مخرجين في سورية، هل سوف يذكر اسم زوجك " فراس دهني " ضمن هذا التصنيف، ولو اعتبرنا انه من ضمن المصنفين بأي مرتبة سيتم ذكره من وجهة نظرك ؟
نعم حتماً سيكون موجود، فراس مخرج أكاديمي وقدم مشاريع تخرج نالت على جوائز عالمية مهمة وأيضاً قدم هنا أعمال مهمة. أضف إلى ذلك بأنه أبن مخرج وناقد سينمائي معروف أي أنه أبن هذا المهنة ولقد ثقلها أكاديمياً. نعم ربما أعماله قليلة ولكن كل عمل يقدمه يكون أفضل من العمل الذي سبقه كما وأنه يعمل على النص بكل تفاصيله ويقدمه بأسلوبه ورؤيته الإخراجية الخاصة والمدروسة ودائماً يسعى أثناء التصوير بأن يكون الممثل الذي يعمل معه مرتاح لكي يقدم أفضل ما عنده. في النهاية لست بحكم التقييم ولكن من المؤكد بأن اسم زوجي سيرد ضمن المراتب الخمسة الأولى.
11_ بدأت بتصوير دورك في المسلسل الجديد ( المفتاح ) للمخرج هشام شربتجي، حدثيني عنه ؟
هذه تجربتي الأولى مع أ. هشام ويسعدني التعامل معه فهو أسم لامع في الإخراج. العمل جديد ومهم ويستقطب أسماء مميزة منها : باسم ياخور، أمل عرفة، شكران مرتجى ... ألعب فيه شخصية جديدة تدعى " ميساء " تعيش حياة طبيعة وفجأة تستكشف بأن الواقع الذي تعيشه لا يناسبها فتسلخ جلدها وتخرج من بوتقتها متجهةً نحو الكتابة خاصةً بأنها تمتلك هذه الملكة كما أنني أكون صديقة البطلة " أمل عرفة " وهذه المرة الثانية نلعب معاً دور صديقتان بعد مسلسل ( الزلزال ) وأنا أشعر بوجود " هارموني " تجمعني معها أثناء العمل. وأنا سعيدة بهذا الدور الذي ألعبه.
12_ بعيداً عن العمل، حدثيني عن ديمة " ست البيت " الأم والزوجة ؟
أنا زوجة وأم وست بيت بامتياز. أنا بيتوتية حيث أمضي معظم الوقت في المنزل عندما لا يوجد لدي تصوير وأمارس واجباتي المنزلية من طبخ وتدريس ... ولدي بنت اسمها " تيا " في الصف الثاني وأحاول جاهدةً وضعها على الطريق الدراسي الصحيح لكي تستطيع الاعتماد على نفسها عندما يكون لدي عمل، طبعاً وقتها تكون عادةً تحت إشراف أهلي.
_ أخيراً يسعدني بأنني حققت معك سكوب وذلك بظهورك الحصري معي بعد خروجك من ( ديو المشاهير ) ولقائك يشرفني ويسعدني، فهل من كلمة توجهينها لجمهورك في نهاية حديثنا معك ؟
أولاً أشكرك على هذه الاستضافة وأنا سعيدة فيها. وأقول شكراً لكل من تابعني في ( ديو المشاهير ) ولكل من صوت لي وتعاطف معي. أشكر هذه التجربة لأنني استطعت من خلالها أن أقدم عمل إنساني لولاها ربما لما كان بوسعي فعله. أتمنى أن أبقى عند حسن ظنكم وأعدكم أن شاء الله أن يكون حضوري أقوى في الموسم القادم وأن أقدم لكم الأفضل وأهلاً وسهلاً فيك يا محمد.
mohamadsass@yahoo.com
Facebook.com/ journalist Mohamad alsass