دام برس : محمد قاسم الساس
ضيفتي ورثت الفن عن أهلها وامتلكت موهبة استطاعت من خلالها ومن خلال ما قدمته من أعمال محلية وعربية خلال مسيرتها الفنية القصيرة إثبات نفسها بجدارة. هي غاية في الجمال، عفوية وقريبة من القلب إضافةً إلى أنها صريحة وغير دبلوماسية. مجتهدة، محبة ومرهفة الإحساس .. ضيفتي هي أخر اكتشافات عائلة جبر الفنية وآخر العنقود. بكل فخر ومحبة أستضيف الفنانة " دانا جبر " لنتحدث معها بكل صراحة وجرأة حول العديد من الملفات السياسية والفنية والشخصية والعائلية كاشفةً لنا العديد من الأخبار التي تتحدث عنها وللمرة الأولى.

1_ ما هي ردود الفعل التي تلقيتها بعد عرض دورك في مسلسل ( الدبور ج1 + ج2 ) في الوقت الذي تتعرض فيه هذه الأعمال – البيئة الشامية – لنقد لاذع لاعتبارات عدة باتت معروفة، وبالرغم من ذلك مازالت حصة هذه الأعمال متوفرة من نصيب الموسم الدرامي الحالي ؟
في الحقيقة أحببت مشاركتي بالدبور ودوري كذلك وبذلت جهدي لكي أنال على إعجاب المشاهدين والحمد لله تلقيت أصداء إيجابية، ففي لبنان مثلاً عندما عرض ج1 من الدبور لمست متابعة عالية له هناك أكثر بكثير من ج5 من مسلسل ( باب الحارة ) وكانت ردود الفعل إيجابية وكذلك الحال في الشام وبالنسبة للجزء الثاني كان الوضع مماثلاً والحمد لله. أرى من الجميل أن نعرض هذه النوعية من الأعمال ولكن مع تجنب الوقوع في التكرار والتشابه في ما بينها، حيث تبين لي عند متابعتي لعدة مشاهد من مسلسل ( رجال العز ) بأنه نسخة عن مسلسل ( أهل الراية). إن الأعمال البيئة والتاريخية أعمال حساسة جداً وإن حدث فيها خطأ التكرار والاستنساخ سوف تلغي بذلك فضول المشاهد لمتابعة أي عمل ينتج بعد العمل المستنسخ الذي شاهده وهذا ربما سيعرض هذه الأعمال للحرج علماً بجودة نصوصها وإنتاجها. هذا العام أنتج 30 عملاً درامياً سورياً بينما أنتج في العام الماضي 50 عملاً لكن هذا الفرق بالكم لم يلاحظ بسبب وجود أعمال ضخمة وممتازة من حيث النوعية وغياب الأعمال التجارية التي وجدت في العام المنصرم بالإضافة إلى أن هذه الأعمال الحالية تطرقت لمواضيع جديدة وطرحتها بجرأة وخاصة المواضيع السياسية منها.
2_ لماذا لم تشاركين في كل من مسلسل ( الخبر الحرام والعشق الحرام ) للمخرج تامر أسحاق بالوقت الذي تعاونت معه في عمله الآخر الذي بدأنا حديثنا عنه ؟
بالنسبة للخبز الحرام كانت الأدوار موزعة قبل أن أتي إلى الدبور حيث تم البدء بتصويره مع منتصف تصوير المسلسل الأول. بالنسبة للعشق الحرام كنت مرتبطة بتصوير أعمالي الأخرى ولم أستطع التنسيق، علماً بأنني أحترم جداً الشركة المنتجة للعمل _ غولدن لاين _ وأحب التعامل معها وهي دائماً متميزة بأعمالها. بالعكس هذا يشرفني ولو كان الوقت يسمح لي لتفرغت طوال العام لكي أتواجد في أعمالهم طبعاً إذا كانوا يريدون ذلك.
3_ شاركتِ أيضاً بمسلسل ( بومب أكشن ) للمخرج فيصل بن المرجة، العمل لم يعرض فضائياً ولم يلف النظر إليه، لماذا برأيك ؟ حدثيني عن هذه المشاركة ؟
ربما لم يسوق له بشكل جيد من حيث الإعلانات وأتمنى أن يعرض عربياً وأن يشاهدوه الناس لأنه فعلاً عمل جميل. شاركت فيه من خلال خمس لوحات كوميدية عفوية وخفيفة الظل ولقد اخترتهم بعناية ولكل واحدة منهم " كاريكتارها " الخاص ولقد أديتهم من كل قلبي.

" اللهجة العراقية أصعب من اللهجة الخليجية .. وأكتب مسلسل عن الشباب وجرأة المراهقين "

4_ شاركت أيضاً بالمسلسل العراقي السوري ( أيوب ) للمخرج خالد الخالد وتتحدثين فيه باللهجة العراقية وللمرة الأولى والتي سبقها تجارب تؤدي فيها اللهجة الخليجية والبدوية، حدثيني عن هذه التجربة الجديدة ؟
بطبيعة الحال أنا أحب اللهجات وأعشق الفن أينما وجد إن كان داخل بلدي أو خارجه. لكل بلد طريقته بالفن ومدرسته وأنا أحب المشاركة في الأعمال العربية لكي أتعرف على ثقافات جديدة وكذلك لكي أكتسب خبرات متنوعة، والجميل بأن وجود هذه الأعمال المشتركة سهلة الموضوع علينا. نعم جسدت أدوار بدوية وخليجية وسعيت لكي أقدم اللهجة بطريقة صحيحة. حبي لهذه الأدوار نابع من المخاطرة بتقديمها حيث عليك أن تقنع هذا المشاهد الذكي الذي يشاهدك وهو يعلم تماماً بأنك ممثل سوري بمدى نجاحك بتجسيدك لشخصية بعيدة عن بيئتك وأن تؤدي لهجتها وكأنك واحدٌ منهم. بالنسبة لأيوب هو عمل سياسي وألعب فيه دور سكرتيرة وزير، دوري لا يتعرض لصورة السكرتيرة الاعتيادية التي نراها في الأعمال إنما هي تشارك في العمل السياسي في العراق حيث يوجد لدوري بعد سياسي وكذلك اجتماعي. وأنا سعيدة بهذه المشاركة علماً بأنني وجدت بأن اللهجة العراقية أصعب من اللهجة الخليجية.
5_ اعتذرتِ عن مسلسل ( مرايا 2011 ) بسبب صعوبة التنسيق ما بين تصوير مشاهدكِ في الدبور ومرايا بالإضافة لسوء معاملة مدير إنتاج مرايا – تيم حوارنة – لكِ كممثلة، العمل لم يسجل نسبة متابعة عالية عند عرضه في رمضان، فهل ترين بأن اعتذاركِ كان لصالحك وفقاُ لما يتعرض له العمل حالياً من نقد ؟
المسألة ربما ليست هي لصالحي أو لا، ربما ليس كان من صالحهم هم عدم مشاركتي في العمل _ تقولها وهي تضحك_، بصراحة لم أتابع العمل .. " زعلانة " مع العلم بأن أ. ياسر العظمة شخص شديد الاحترام ولقد عرض عليّ المشاركة معه قبل خمسة أعوام عندما كان يفكر بإعادة تصوير مرايا و وفي بوعده عندما بدء بتنفيذ العمل. الذي أزعجني هو وجود هذا الشخص _ تيم _ الذي يمكنه تخريب كل شيء لدرجة بأنني لم أستطيع أن أقول للأستاذ ياسر أنا آسفة لا يمكنني أن أتواجد وهذا الشخص موجود. بالنهاية لا يمكنني أن أقول أي شيء عن العمل لأنني لم أتابعه ولكن يبقى لمرايا هذا الرونق الذي يجذبك لكي تشاهده.
6_ بعد نجاح فيلم ( دمشق مع حبي ) ومشاركتك فيه، ماذا أضافت لكِ هذه المشاركة ؟
هذه تجربتي الثانية سينمائياً والحمد لله على هذا النجاح الذي حققه هذا الفيلم السينمائي السوري وهذا يبشر بالخير لولادة أفلام سينمائية سورية ربما تضارب على الأفلام المصرية على الرغم من جودتها وروعتها. كنت سعيدة بأدائي لدوري خاصةً بأنني أجسد فيه صغرت خالتي مرح لأنني أشعر بالسعادة عندما يشبهونني لها.
7_ هل بدأتِ بالتحضير لأعمال جديدة ؟
هناك مسلسل ( بومب أكشن ) الجزء الثاني. سأشارك بمسلسل اجتماعي من إنتاج قطري ربما يكون فقط التمثيل فيه سوري أو ربما مشترك وسأتحدث بلهجتي. عرض عليّ المشاركة في فيلمين مصريين من قبل شركة / روتانا / والأخر من شركة / السبكي / وسوف أسافر قريباً إلى مصر للاتفاق عليهم وتحضيرهم. بالإضافة إلى كتابتي لمسلسل اجتماعي يتحدث عن الشباب والمراهقة وكونهم أصبحوا أكثر جرأة مع وجود الإنترنيت ومرورهم بمراحل خطيرة، ولقد انتهيت من كتابة 15 حلقة منه. أكتب مسلسل أخر هو نمط مشترك مابين الدراما والكوميديا وانتهيت من كتابة أول 9 حلقات. عموماً أنا أحب الكتابة وربما ملكة الكتابة أخذتها وتعلمتها من جدي رحمه الله " محمود جبر ".

" لا توجد حرية مطلقة .. طيب القلب يُأكل حقه ومنه أخذت هذه العاطفة المفعمة "

_ " من الآخر " سأعرض عليك مجموعة أسئلة تتعلق بمواضيع فنية وشخصية وأريد بأن تكون إجاباتك عنها من الآخر صادقة وصريحة.
1_ من الآخر، ما هو رأيك لما تعرضت له الفنانة القديرة " منى واصف " _ شقيقة جدتك _ من هجوم على خلفية موقفها من الأحداث التي عاشها بلدنا ؟
من الآخر، أريد القول أنني عندما أعطي وجهة نظري بأي فنان أكون حيادية حتى ولو كانت هناك صلة قرابة تجمعني معه. برأيي كان من الأفضل أن لا يحدث ما جرى وأقصد هنا ليس فقط " منى " بل الكثير من الفنانين الذين كانوا معارضين ورجعوا ثم ارتدوا ... الخ. " ما بيصير هالشي " عيب وليس جميلاً منهم التصرف بهذه الطريقة وهم فنانين كبار ولقد استغربت مما فعلوه. الرئيس الأسد يبقى شخص رائع وبفضله أصبحت الدراما والممثل السوري على أفضل حال كما هو حال البلد عموماً وخاصة بدخول التكنولوجيا وتغير نظرة الغرب لنا فمن المعيب أن ننكر كل هذا وأن نكون هجوميين على سيادته. بالنسبة للحرية لا توجد حرية مطلقة. الحرية أنت الذي يخلقها وهي مختلفة من شخص لآخر. لو كانت الحرية التي نريدها كما طالبوا فيها لخربة البلد. الله يرحم كل الشهداء ولو أعادوا النظر بكيفية مطالبتهم للحرية لما حدث ما حدث.
2_ من الآخر، ما هو وجه الاختلاف بينك وبين خالتك الممثلة " مرح جبر " إنسانياً ؟
هي تثق بالآخرين بالوقت الذي لا يتوجب عليها منحهم كل هذه الثقة. أنا على عكسها حذرة ولا أثق بأحد بشكل مطلق كي لا أتفاجئ فيه إذا تغير يوماً ما. لأننا نحب نتصرف كذلك وكل واحدةٍ منا لديها طريقتها الخاصة. نحن امرأتين عاطفيتين وظلمنا كثيراً وهي طبعاً أكثر مني لأنها أكبر مني إن كان بالفن أو الحياة. أي شخص طيب القلب وقلبه كبير يُأكل حقه إن كان في العمل أو في الحياة.
3_ من الآخر، ما هو وجه الشبه بينك وبين خالتك الممثلة " ليلى جبر" فنياً ؟
لا أرى بأن هنالك تشابه، ربما لأنني لم أجري مقارنة وبالعكس أنا أحب أن يوجد بيننا تشابه خاصةً بأنها قدمت أعمال رائعة وراسخة بأذهان الناس ومن المحتمل وبطريقة لا شعورية أن يخرج شيء مني يشبه أدائها، وأن أحبها جداً.
4_ من الآخر، لو أتى على مسمعك اسم جدك الممثل القدير" محمود جبر " رحمه الله، أي صورة تتشكل مباشرةً في مخيلتك عنه ؟
بصراحة جدي هو أبي وهو من رباني وعلمني وأخذت منه هو وعمي ناجي هذه العاطفة المفعمة _ عاطفة بيت جبر _ كان حنوناً وأنا كنت أبادله هذا الحنان فلقد كنا أصدقاء. الله يرحمه كانت وفاته خسارة كبيرة للعائلة.
5_ من الآخر، هل يوجد اليوم حب في حياتك أو ربما ارتباط ؟
من الأخر، لا وللأسف مع أني أتمنى ذلك. المسألة مسألة نصيب وربما كوني ممثلة يكون الوضع أصعب خاصةً بأن حياة الفنان غير مستقرة وربما هذه الخاصية تقلق الطرف الثاني و " كلشي بيجي من الله يا محلاه ".

" أعترف بأكبر خطأ اقترفته بحياتي .. رئيسنا سيبقى على منصبه ونحن نريده ونحبه جداً .. تقبشو قلبي شو بحبكم "

6_ من الآخر، هناك من يرى بأنك استعجلتِ بإجراء عمليات التجميل _ بوتوكس _ وخاصةً بأنك مازلت في ربيع العمر، ما هو ردك على ذلك ؟
نعم لقد ارتكبت أكبر خطاً في حياتي وذلك عندما مررت بأزمة نفسية. لقد عشت حالة من الفراغ والملل بعد فترة من ضغط العمل أدت إلى تصرفي بطريقة خاطئة ألا وهي " نفخ شفاهي ". أنا آسفة جداً وأعلم بأنه لا يوجد أحد أحب ما فعلته، سامحوني لقد أخطأت ولكنني صلحت خطئي وعادة شفاهي طبيعية كما كانت. أما بالنسبة لأنفي كانت مجرد عملية جراحية _ جيوب _ وليست تجميلية بسبب وجود خنة في صوتي، وهنالك صور تثبت بأن شكل أنفي لم يتغير عن ما كان عليه سابقاً.
7_ من الآخر، ما هي تصوراتك لغد سورية القادم ؟
أنا أرى بأنها خلصت وأن لم تكن قد انتهت تماماً هي مجرد أيام وتنتهي كل هذه الأمور. رئيسنا سيبقى على منصبه ونحن نريده ونحبه جداً ليس من باب خوفنا من أن يأتي شخصٌ ما غير مناسب لهذا المنصب نحن لا نفكر بهذا الشيء بل نحن نريده هو. أنا متفائلة بأن الأمور ستذهب نحو الأفضل.
8_ من الآخر، ما هي الرسالة التي بودك أن ترسليها لجمهورك من خلالنا بعدما سرقت صفحتك الخاصة على الفيسبوك وللمرة الثانية ؟
" كيفكون يا حلوين .. أنا اشتقتلكم .. تقبشو قلبي شو بحبكم " _ تضحك وتعاود القول _ بهذه الكلمات كنت أتحدث معهم. سوف أقوم بإنشاء صفحة جديدة لكي أعاود مجدداً التواصل معكم، علماً بأنني أصبت بحالة من الضياع بعد فقداني لصفحتي السابقة، وإذا لم تضيفونني سوف أضيفكم أنا. أتمنى أن تكون الأعمال التي أقدمها كل عام جيدة وجميلة بالنسبة لكم وأن أكون فيها بعيدةً عن التكرار. أدعو لي بأن أقدم دائماً أدوار مهمة و " استرو ما شفتو منا ".
_ أخيراً كل التوفيق أتمناه لكِ دانا وسعيد بمقابلتكِ وصداقتكِ، وكل عام وأنتِ بألف خير بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد ..
أهلاً وسهلاً فيك محمد، أكيد الموقع منور فيك وبمتابعيه. كل عام وأنتم بألف خير وأتمنى أن يبقى كل الشعب السوري والوطن العربي بخير وشكراً لكم على استضافتكم لي.
mohamadsass@yahoo.com
Facebook.com/ journalist Mohamad alsass