الرئيسية  /  تحقيقات

التيناوي : سورية ستتخطى الأزمة وتنتعش اقتصادياً لهذه الأسباب ..؟!


دام برس - صفوان الهندي

جلسنا مع دانة الشام ومن خلال حوارها شعرنا بأننا نستمد قوة خفية من امرأة ترى التصميم والإرادة في ملامحها و تلاحظ الذكاء وسرعة البديهة في نقاشها ... حديثها يشدك و يعطيك الأمل في تحقيق ، ليس فقط أحلامها وإنما أحلام كل نساء سورية المتعلمات الذكيات اللاتي هن بحاجة لمثل هذه المرأة لتكون مثلاً أعلى للدخول في مجال الحياة العملية والتجارية وتحقيق نجاحات باهرة على غرار السيدة دانة الشام التيناوي ... هذه المرأة لا مكان للكسل في حياتها (( والوقت عندها من ذهب)) فهي دائمة الإنشغال بالتحضير لأعمالها و التخطيط لإنجاحها ، حتى أنها مبهرة في ترتيب مكتبها من خلال لمساتها الأنيقة وذوقها الشرقي الرفيع ونظرتها الفنية في انتقاء ديكور مكتبها الهادئ ، تراها دائمة الحركة مع محمولها وأوراقها .
استقبالها الحافل وكلامها اللطيف يشدك للحديث معها والتعرف عليها أكثر ، ومن خلال حوارها تستنتج أنها تملك مواهب فذة ونظرة ثاقبة للأمور تحاورك بأسلوب هادئ تنتقي كلماتها بحرص وتعني كل كلمة تقولها ، تشعرك بالغبطة من نجاحها وتظن للوهلة الأولى أنها وصلت إلى ماهي عليه بسهولة ولكن بعد مرور الوقت تكتشف حجم الجهد والتعب و الإصرار الذي بذلته والمشاكل التي تخطتها للوصول إلى هنا فقد كانت جهودها كبيرة وبذلت وقتا ً لا يستهان به.
كانت انطلاقتها من الشركة الأم في كندا وقد عملت بجد على تأسيس فروع لها في الإمارات والدول العربية... دانة الشام التيناوي سيدة الأعمال السورية نورد من حديثها الحوار التالي :
- ماهي الصعوبات التي تواجهك كسيدة أعمال تعمل في مجال البزنس ؟
المرأة هي نصف المجتمع وجهودها مهمة في البناء ولا يمكن تهميشها في الحياة العملية والعمل بالنسبة لي شخصياً هو حياتي لا أستطيع العيش بدونه كما نلاحظ أن المجتمعات العربية في الآونة الأخيرة لا تخلو من الأمثلة العليا لنساء أصبحن وزيرات وسفيرات ومديرات وباحثات وطبيبات وشغلن مناصب هامة وتحملن مسؤولية كبيرة إضافة لمسؤوليتهن اتجاه عائلاتهن واستطعن بالرغم من ذلك التوفيق بينهم وأنا دائمة الحرص على مباركة فكرة تجمعات سيدات الأعمال في سورية والثناء على ملتقيات سيدات الأعمال واللجان في الغرف الصناعية والتجارية وأتمنى أن تكون هذه التجمعات تدعم بشكل مباشر الجمعيات النسائية والخيرية في سورية.
- ماهي طبيعة عملك و بماذا تهتمون ؟
لدينا أربع أقسام في الشركة وهي : القسم الهندسي وهو القسم الخاص بالشركة وحرصاً منا على الارتقاء بمستوى البناء في مدينة دمشق إلى مثيلاته في الدول المتقدمة وللوصول إلى بناء حضاري إضافة على حفاظنا على المعالم الأساسية للبناء السوري القديم ،تقوم الشركة بتنفيذ أعمال تدعيم المباني القديمة وإعادة تأهيلها يشكل نظامي ومن ثم إكسائها من الداخل و الخارج بما يتناسب مع عنوان المنشأة ووظيفتها وقد تم تنفيذ عدة مشاريع في منطقة باب مصلى ، الحمرا ء، ساحة عرنوس وعدة مشاريع حكومية كما أن القسم الهندسي في الشركة يقوم بتنفيذ إنشاء منازل وفيلات مع تنفيذ تصاميم الديكور الداخلي بما فيها المفروشات ،وهو قسم كامل بكوادره المختلفة قادر على تنفيذ معامل ومنشآت صناعية مهما كان حجمها ، وتتميز بالقدرة على تنفيذ أعمال تدعيم البيتوني والمعدني وخصوصاً الأبنية الحجرية وكذلك القدرة على التحقق من سلامة الأبنية والقدرة على تحويلها من مباني سكنية إلى مباني تجارية كما أننا قادرون على تنفيذ كافة التصاميم والدراسات الإنشائية ،المعمارية،الكهربائية والميكانيكية والصحية وعلى تنفيذ كافة المخططات المعدة من قبل المكاتب الخارجية وتنفيذها وفق المواصفات الهندسية العالمية المطلوبة وحسب دفاتر الشروط الفنية .
أما القسم الثاني فهو قسم الإعلام والدعاية ونعمل في هذا القسم على خلق آفاقٍ جديدة ترويجية إعلانية وتسويقية تفيد جميع القطاعات الإقتصادية التي تهتم بقطاع سيدات ورجال العمال ،كما يهتم الموقع بكل مايفيد مجال الأعمال ويقوم موقع الميديا بعرض الفعاليات من ندوات ومؤتمرات ومعارض في سورية وفي كل الدول العربية للاستفادة والإطلاع إضافة إلى الأخبار الاقتصادية .
ولدينا أيضاً قسم الشحن والتخليص الصادر والوارد (اللوجيستية)، ولدينا القدرة على الشحن من وإلى أي مكان في العالم ويتضمن ذلك التخليص الجمركي مع الحفاظ على سلامة البضاعة ووصولها على مسؤوليتنا أما القسم الأخير وهو القسم التجاري ويتضمن الوكالات التجارية وفرنشايز والتوزيع.
- هل ستؤثر الأوضاع في سورية على النشاط الاقتصادي ؟
الأوضاع الراهنة أثرت وتؤثر على الاقتصاد ولكن إذا تكاتفت رؤوس الأموال و دعمت البلد إقتصادياً "وهذا ممكن جداً"سنخرج بهذا القطاع من أزمته ونتمنى أن ينبثق من الأزمة الحالية انفتاح اقتصادي وانفراج على الساحة الدولية ونأمل بعد تخطي الأزمة أن يكون الإصرار أكثر على التطور والتوسع والنجاح مع العلم أن الأوضاع غير راكدة بصورة كاملة فالحياة العملية مقدسة ولا تتوقف ودائرة التجارة دائرة إلا أنه لوحظ تباطؤ في مجال الشحن .
-هل ستؤثر هذه الأوضاع على الاستثمارات ؟
الاستثمار في سورية لن يتوقف على العكس سوف نتجاوز الوضع والاستثمارات الخارجية سوف تزداد لثقتها بالسياسة الداخلية فالكل متأكد أن سورية سوف تتخطى الأزمة وتنتعش اقتصادياً مدعومة بجهود الكوادر في القطاع الخاص مع العلم أن سورية في الآونة الأخيرة كانت في المرتبة العاشرة من حيث الاستثمارات السياحية وبالاعتماد على موارد بلادنا الطبيعية وكثرة معالمها السياحية وثرواتها الطبيعية سنتطور في هذا المجال و نفتح آفاقاً كبيرة لإفادة بلادنا بما يدره قطاع الاستثمارات السياحية من أموال هذا إذا عرفنا كيف نستثمرها جيداً.
- كامرأة تعمل في مجال البزنس ماهو طموحك وما هو مشروعك المستقبلي ؟
السبب الذي جعلني أعود لبلدي سورية شعوري السلبي بالاغتراب فأنا كنت أزرع في أرض ليست أرضي وأفيد مجتمعاً لا أنتمي إليه لذلك فأنا هنا أريد أن أكون واحدة من الأعمدة الذين يساهمون بإعمار بلدي وكلما تكلل عملي بالنجاح أطمح للأفضل وأريد أن أعمل بجد لأعكس صورة مشرفة للمرأة السورية العاملة والتي تتخطى الأزمات ،الواثقة من خطواتها في سعيها للنجاح ... مثلي الأعلى في الحياة كان والدي الذي علمني قيمة العمل من خلال حصوله على دكتوراه في مجال تصنيع حفارات المياه فقد أنار لي طريق نجاحي وشجعني على المضي في تحقيق طموحي.
- كيف تقيمين دور المرأة السورية في الاقتصاد ؟
مما لا شك فيه أن المرأة السورية خطت خطوات هامة لا يستهان بها وبدعم من بلدها وأهلها استطاعت أن تحقق الكثير وهي امرأة مكافحة بلا شك وتسعى جاهدة لإثبات هويتها العملية من خلال انخراطها في الحياة العملية وتجاوز التحديات المهنية والاجتماعية بمساعدة ومساندة مؤسسات تعتني وتهتم بقضايا المرأة كمؤسسة مورد وغيرها من الجمعيات... وأنا شخصياً أجد أن المرأة في سورية لديها ثقافة عالية وهي مثالية ولكن تحتاج إلى دعم الرجل دائماً ولو بالكلمة لأن وراء كل رجل عظيم امرأة ووراء كل امرأة ناجحة رجل داعم ومشجع ومتفهم وحضاري فالدعم المعنوي من الطرفين هام جداً.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=13574