الرئيسية  /  من هنا وهناك

لما التقينا ؟ سؤالٌ لم أجد له جواب ! بقلم محمد قاسم الساس


تباً لقرارٍ اتخذناه ولم نكن نعلم بأن نتائجه مخالفةٌ لما توقعناه.
وقتها كنا نعتقد بأننا كنا نلهو ونضحك، وقتها أمضينا معاً وقتاً ممتعاً، ولو أردنا أن نعود بذاكرتنا إلى الوراء لشعرنا بأنها بضع ثوانيٍ و يا ليتها تعود تلك الساعات.
لا أردي لما ابتعدنا أو قررنا الابتعاد، ولكننا فعلناه وكلٌ ذهب باتجاه، ودارت الأيام وجمعتنا مع شريكٍ جديد وكان القدر شاهداً على هذا الارتباط .
تعهدنا كلانا على الوفاء والإخلاص، وكنا أهلاً لذلك رغم ذاكرتنا التي كانت دون استئذان تعود بنا لتذكرنا بما كان قد حصل هناك. حينها نشعر بأننا نخون وبأننا لسنا أهلاً للوفاء.
المفاجأة التي لم نحسب لها حساب بأن الأيام كانت كفيلة بأن تجمعنا مجدداً ودون ميعاد.
هذه الصدفة جعلت حياتنا الحالية تذهب للانهيار أو ربما صعدت بها إلى السماء.
مشاعرنا القديمة استفاقت رغم نومها لسنوات، عادت مجدداً وبنفس القوة التي كانت فيها وربما أقوى بقليل .. بل كانت أقوى بكثير لأنها احتوت على مشاعر الشوق والآه وضمت كل الذكريات.
ما ينتابنا الآن أننا في حيرةٍ من أمرنا لا نعرف ماذا نريد وما يتوجب علينا فعله، لأننا لا نستطيع أن ننسى بأن هنالك طرفٌ أخر موجودٌ لدينا ولكلينا .. ولكننا التقينا وأمضينا معظم حديثنا ونحنا نتكلم عنهما والخجل كان ردائنا، لأننا ندرك تماماً بأن ما نفعله الآن هو ما تفعله عادةً الفراشات.
هي النار ونحن نعي تماماً ما معنى " نار"، ولكننا بدأنا نقترب منها أكثر فأكثر، كنا نذهب إليها لنرقص حولها كرقص الفراشات حول النار .. واحترقنا.
أثار الجراح كان واضحة للعيان ولا يمكننا تجهلها ولا بمقدورنا أن نخفف من ألمها حتى ولو تناولنا كل المنبهات.
بعد ذلك استيقظنا من غفوتنا ورأينا بالمرأة وجوهنا وانتابنا شعورٌ كله استغراب، أهذي وجوهنا ! أم وجوهٌ نادمةٌ عما اقترفناه !! من ذنبٍ فعلناه بحق شريكنا وبحق نفسنا ومع من تشاركنا معه احتراق الذات.
اللعنة على ما قد حدث معنا ...
ففي المرة الأولى عندما التقينا كان الوقت مبكراً آنذاك ..
وعندما التقينا مجدداُ كان الوقت قد ... تأخر.
الصحفي محمد الساس/facebook.com

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=82&id=12673