دام برس - ناصر الأحمد :
تباينت صورة العامل في الأعمال السينمائية العربية تباينا موازيا لاختلاف الظواهر الاجتماعية والأحداث السياسية عبر الحقب المختلفة، فيما يظهر ارتباط هذه الصورة بالمتغيرات الناشئة في المجتمعات على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي .
الخبير بقضايا العمل والعمال محمود دمراني في تصريح لدام برس أوضح أن صورة العامل جاءت متكررة في الرواية السينمائية وبتسميات متعددة، حتى أن هناك ما يمكن اعتباره كجنس أدبي رواية عمال، مثل الرحلة لفكري الخولي بأجزائها الثلاثة والفيلق لأمين عز الدين وغيرهما من النماذج التي تطرقت إلى شخصية العامل باعتبارها شخصية رئيسية ، وهناك روايات أخرى تناولت العامل كأحد الشخصيات الاجتماعية بشكل عام، ويندرج تحت هذا التناول معظم الروايات العربية، لكن بصفة عامة كان لشخصية العامل قبل التسعينات من القرن الماضي بريقها الخاص، بل وصل الأمر إلى حد اعتبار العامل صانع الحضارات، ولقد رصدت الأفلام السينمائية دور العامل البسيط والفلاح من خلال عمله ودوره في المجتمع .
وأشار دمراني أن السينما العربية والعالمية لم تغفل قضايا ومشاكل العمل دور العامل سواء رجل أو امرأة ، ومن أهم الأفلام العربية التي جسدت قيمة العمل واعلاء قيمة العمل:
الفيلم المصري "برسوم يبحث عن وظيفة " بالعام (1923) ، يحكي فيلم عن برسوم وهو رجل مسيحي وتربطه علاقة صداقة قوية بالشيخ متولي والاثنين عاطلين عن العمل، يعانيا من الجوع، والمنافسة في الحصول على وظيفة في إحدى البنوك. ولدى مراجعتهما لأحد البنوك لطلب وظيفة يتوهم مدير المصرف من خلال لبسهما أنهم تجار فيدعوهم إلى غذاء سخي بمنزله ظناً منه أنهما من رجال الأعمال الأغنياء.
وتابع : ثم يأتي الفيلم المصري (الورشة ) حيث يتعرض لأحوال العمال وقد عرض في 28 نوفمبر عام 1940 من بطولة عزيزة أمير وأنور وجدي واخراج استيفان روستي يتحدث الفيلم عن صاحب ورشة يسافر في رحلة إلى الصحراء ويفقد بها ويظن الجميع أنه مات ورغم أن الفيلم مرّ على أحوال ورشة صغيرة، وليس مصنعا كبيرا، إلا أن له السبق في أن يرى الجمهور العامل على الشاشة للمرة الأولى مرتديا الأفرول ويكدح ويعرق وهو يصلح السيارات المعطلة .
وبعدها عرض فيلم (لو كنت غني)، الذي حققه المخرج بركات، عرض في 26 نوفمبر 1942، ناقش الفلم بخفة ظل قضية الغنى والفقر، أو كما قال بطل الفيلم بشارة واكيم في حواره مع يحيى شاهين إن العالم منقسم إلى طبقتين: أغنياء وفقراء، وفي الفيلم أيضا يشكو عامل المطبعة عبدالفتاح القصري من غلاء المعيشة (اللحم ارتفع سعره من أربعة قروش للرطل، ووصل إلى ثمانية)، ويطالب صاحب المطبعة أن يزيد راتبه، لكنه يتلقى الرفض والمعاملة الخشنة .
وبعدها جاء فيلم (العامل) ، حيث لم تتصدر مفردة (العامل) اسم أي فيلم مصري سوى هذا الفيلم الذي أخرجه أحمد كامل مرسي وعرض في 11 فبراير 1943 بأسم (العامل)، قام بالبطولة كل من حسين صدقي وفاطمة رشدي ومديحة يسري وزكي طليمات، ومن المؤسف أنه لا توجد أي نسخة من الفيلم ، لكن ملخص الفيلم يؤكد أنه فيلم يدافع عن مصالح العمال وحقوقهم، فبطل الفيلم عامل مكافح يطالب بتوفير تأمين على حياة زملاءه من العمال وإصابتهم في العمل، ويحرض رفاقه العمال على الإضراب عن العمل باعتباره سلاحا مشروعا ضد جشع أصحاب المصانع، وفي النهاية ينجح في مسعاه ويحقق الحياة الكريمة لهذه الطبقة المقهورة .
وفي عام 1944قدم الممثل يوسف وهبي فيلم (ابن الحداد) من تأليفه وإخراجه وبطولته مع مديحة يسري وفؤاد شفيق وعلوية جميل، وكعادة الرائد المسرحي الكبير يحتشد الفيلم بعبارات ضخمة تمتدح العامل المصري ومهارته وصبره وتواضعه وتفوقه على الأجانب، من خلال شخصية يوسف وهبي ابن الحداد الذي سافر إلى أوروبا وتعلم في جامعاتها، ثم عاد إلى الحارة ليطور ورشة الحدادة الخاصة بأبيه، ويحولها إلى مصنع كبير، نشاهد العمال وهم منهمكون في تعلم تشغيل الآلات الجديدة (المستوردة من أوروبا)، وكيف يحن عليهم ويرعاهم صاحب المصنع الطيب الذي هو يوسف وهبي نفسه ، في الجانب الآخر يفضح الفيلم تفاهة الطبقة الأرستقراطية وبذخها وكسلها، بعد أن تزوج ابن الحداد من ابنة هذه الطبقة الفاسدة (الملعونة)، وفي النهاية يعطي بطل الفيلم دروسا لأفراد هذه الطبقة في كيفية التعامل مع الحياة بجدية، وأن العمل شرف يجب أن يحترم، ولا يخفى على المتفرج الرسالة الخفية التي يطرحها الفيلم، وهي الرضا بالفقر، لأن الثراء مرادف للفساد والخليعة فهذا الفيلم انتج في فترة كان الاقطاع جاثماً بجبروته وثقافته على المجتمع وبيئة العمل .
ولعل فيلم (المرأة) هو الفيلم المصري الوحيد الذي صورت مناظر الخارجية (بمصانع الزجاج الأهلية/ محمد سيد ياسين بك) كما كتب في المقدمة، وزاد صانعو الفيلم بأن كتبوا عقب المقدمة هذه الفقرة الدالة (تدور حوادث هذه القصة في جو الصناعات المصرية المزدهرة، وقد تفضل الصانع المصري الكبير محمد سيد ياسين بك فسمح لنا بتصوير بعض مشاهد القصة في مصانعه بشركة الزجاج الأهلية. وقد أمدنا بجميع التسهيلات التي يسرت لنا إخراج القصة، فلعزته نتوجه بأجمل عبارات الشكر ، ويروي الفيلم قصة “أحمد” عامل شاب متحمس يدافع عن حقوق ذويه لدى أصحاب المصانع وشركات الإنتاج، وتتضمن رحلته النضالية في هذا المضمار علاقة حب تربطه بجارته “هنية” التي تؤمن به وبقضيته، يتكبد هذا العامل الكثير من المتاعب ويقع في كثير من المآزق، ويتم التآمر عليهم من قبل صاحب المصنع، ويحاول الإيقاع به وتلويث سمعته أمام العمال المؤمنين به عن طريق غانية، إلا أن عفته ونزاهته تحولان دون ذلك.
تتبدل الأحوال ويصبح “أحمد” الذي نصبه العمال زعيمًا، ذا نفوذ ولا يتوانى عن مواصلة رسالته ودفاعه عن حقوق العمال، حيث أقام لهم مؤسسات وشركات لا يجدون فيها إلا الإنصاف وتقدير الجهد، وتم ذلك بتحريضه للعمال على الإضراب عن العمل، حتى تتم تلبية مطالبهم ويخضع أصحاب المصانع أخيرا .
الفيلم عرض في 25 يوليو 1949، وأخرجه عبدالفتاح حسن، وتقمص الشخصيات الرئيسة كل من المطربة أحلام وكمال الشناوي ومحمود السباع وسميحة توفيق وماري منيب .
أما فيلم( معلش يازهر) من اخراج هنري بركات انتاج عام 1950 ومن بطولة زكي رستم وشادية وكارم محمود وسراج منير يتحدث عن بيئة العمل والعلاقات الاجتماعية التي تقوم بين الإدارة والعمال فالسيد صابر أفندي موظف بسيط يعاني من عثرات مادية، يحضر للشركة التي يعمل بها مدير جديد كان على علاقة صداقة قديمة بزوجة صابر، وهو ما يوثق علاقته مع الوقت بأفراد عائلة صابر، مما يثير حفيظة عدد من موظفي الشركة فتخرج الشائعات المغرضة التي تفترض وجود علاقة تجمع بين المدير وزوجة صابر.
وفي فيلم (الأسطى حسن) الذي خرجه صلاح أبوسيف وعرض في 26 يونيو 1952، أي قبل ثورة تموز بشهر تقريبا، فلم يختلف عن إدانة الأثرياء الذي يقضون حياتهم في تناول الخمر ولعب القمار، بينما الفقراء ومعهم عمال الورشة طيبون ومتكاتفون، ويروي الفيلم قصة حسن (فريد شوقي) عامل في ورشة خراطة و حديد ناقم على معيشته وعلى ظروفه المادية القاسية رغم أن زوجته (هدى سلطان) تحبه حبا شديدا ولديه طفل منها (سليمان الجندى)، وتحضر إليه ذات مرة في الورشة التي يعمل بها، إحدى سيدات المجتمع الراقي (زوزو ماضي) التي تعجب به وتدعوه لفيلتها لاستكمال وتركيب قطعة الديكور التى أتت لتشتريها من الورشة، ومن ثم يتورط معها في علاقة تغير مجرى حياته.
ويأتي أيضا فيلم (باب الحديد) الذي تم إنتاجه في عام 1958 ليتناول جانباً من حياة العمال في القطارات وبائعي الصحف من خلال "قناوي" بائع الصحف غير المتزن عقليا والمثار جنسيا من جانب "هنومة" (هند رستم) التي تشفق عليه لكنها تنوى الزواج بآخر.
وفي فيلم (الأيدي الناعمة) للفنان أحمد مظهر في عام 1964 المأخوذ عن مسرحية للكاتب الكبير توفيق الحكيم تحمل نفس الاسم الأشهر في الأعمال التي أكدت على أهمية العمل من خلال قصة نزع أملاك أحد الأثرياء بعد ثورة يوليو 1952. تم تصنيف فيلم “الأيدي الناعمة” كفيلم كوميدي من قبل الجمهور، ولكنه في حقيقة وباطن الأمر ركز على أهمية العمل وضرورته في حياة الإنسان، فهناك الشاب العاطل الحاصل على الدكتوراه، الذى يقبل العمل مع أمير عاطل، بالإضافة إلى ابنتي الأمير، إحداهما تعمل رسامة ومصدر رزقها من بيع لوحاتها، والثانية متزوجة من نموذج آخر للعامل المصري، وهو مهندس بدأ حياته بسيطا حتى أصبح مالكًا لمصنع، بالإضافة إلى عدة نماذج أخرى، منها البائع المتجول الذى قام بتربية ابنه من هذا العمل البسيط.
ولعب فيلم (للرجال فقط ) دورا هاما في إظهار دور المرأة وقدرتها على العمل حتى في الوظائف المخصصة للرجال فقط، وهو من بطولة سعاد حسني ونادية لطفي وحسن يوسف ويوسف شعبان، سيناريو وحوار محمد أبو يوسف، وإخراج محمود ذو الفقار .
وناقش فيلم (الأرض) معاناة الفلاح المصري وهو يتمسك بأرضه ويفديها بدمه ، فهو من أهم أفلام السينما المصرية، هو مأخوذ عن رواية للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي، وإخراج يوسف شاهين، وبطولة محمود المليجي وعزت العلايلي ونجوى إبراهيم. وقد برع الفنان القدير الراحل محمود المليجي في دور أبو سويلم وهو رمز الكفاح.
قد يكون أحمد مظهر في فيلم (النظارة السوداء) عام 1963 للمخرج حسام الدين مصطفى أحد الذين دافعوا عن حقوق العمال، بوصفه مهندسا مثقفا، ضد جشع وظلم أصحاب المصانع الذين حاولوا رشوته وإبعاده عن قضايا العمال.
أما فيلم (مراتي مدير عام) والذي تم إنتاجه عام 1966، من إخراج فطين عبد الوهاب وبطولة شادية وصلاح ذو الفقار يعتبر من أبرز الأفلام التي بثت الحماسة في نفوس العمال من أجل تقديم عمل أفضل، وجسد الروح الطيبة التي يجب أن تسود بين أفراد العمل من المدير وحتى أصغر موظف، وبرعت الفنانة القديرة شادية في تقديم شخصية المدير، وشاركها في الفيلم صلاح ذو الفقار، وشفيق نور الدين، وتوفيق الدقن، والفيلم من تأليف عبد الحميد جودة السحار، وإخراج فطين عبد الوهاب. يتعرض الفيلم لقضية حقوق المرأة من خلال مناولة طريفة، حيث يعمل الزوج مهندسا بإحدى شركات المقاولات.
وتصادف أن زوجته التي تعمل بالإدارة أصبحت مديرته في العمل،وينبع من هذا العديد من المفارقات من زملاؤه في العمل واختلاف طباع زوجته في التعامل معه في العمل عن المنزل.
وناقش فيلم (سائق الشاحنة) أول إنتاجات المؤسسة العامة للسينما السورية بعد تأسيسها في منتصف الستينيات من القرن العشرين، من بطولة خالد تاجا وهالة شوكت وصبري عياد ، قصة مساعد سائق شاحنة حيث تدور قصة الفيلم حول الصراع بين سائقي الشاحنات وأصحاب العمل في بيئة عمل يحاول أصحاب العمل استغلال سائقي الشاحنات والتحكم بمصير مهنتهم وباب رزقهم.
وفي فيلم (المخدوعون ) من انتاج المؤسسة العامة للسينما السورية عام 1970 واخراج توفيق صالح وبطولة خالد تاجا وبسام لطفي وعلاء الدين كوكش ، حيث يتناول حكاية ثلاثة شبان فلسطينيين يحاولون الهروب من اوضاعهم البائسة فيقررون السفر الى الكويت بحثاً عن فرصة عمل ولصعوبة الحصول على تأشيرة دخول يتفقون مع مهرب على نقلهم تسللاً داخل صهريج وعند الحدود العراقية وتحت حرارة الشمس يموت الثلاثة داخل الصهريج اختناقاً.
أما فيلم (إمبراطورية ميم ) فيعتبر واحد من كلاسيكيات السينما المصرية للمخرج حسين كمال وهو إنتاج عام 1972.
كما تناول فيلم ( أفواه وأرانب ) دور المرأة المصرية في العمل كفلاحة فى الأرض ومهارتها وإخلاصها في العمل، والفيلم من سيناريو وحوار سمير عبد العظيم، وإخراج هنرى بركات، وبطولة فاتن حمامة ومحمود ياسين وفريد شوقى.
وعن فيلم (الرجل المناسب) انتاج عام 1970 بطولة كمال الشناوي - نادية لطفي- دريد لحام- نهاد قلعي تدور قصته عن شركة لبنانية تقوم بإرسال مندوب لها إلى فرع القاهرة لاكتشاف سر خسائر هذا النوع، يتخفى هذا المندوب في شخصية ساعي منقول حديثاً، يلاحظ أن هناك قصة حب تتولد بين ابنة المدير الفاشل، مع موظف العلاقات العامة، يحاول أن يكشف للفتاة ما يحدث، ثم تتحول المشاعر، ويتم الإيقاع بالمدير، ويصبح المندوب مديراً، ويتزوج من الفتاة التي يحبها.
في فيلم (غريب في بيتي) بطولة نور الشريف وسعاد حسني من إنتاج عام 1982 وقصته مأخوذة من فيلم أمريكي بعنوان "فتاة الوداع"، وتدور أحداثه حول "شحاته أبو كف" الذي يهوى كرة القدم ويحترفها في نادي الزمالك وهو من سكان الصعيد ينزل القاهرة لأول مرة له وتواجهه مشكلة الشقة والتي يقوم صاحبها بعملية نصب محكمة ببيع الشقة له ولسيدة أخرى في نفس الوقت ويضطر الطرفان للعيش في بيت واحد ، يصور من خلاله معاناة العامل في سبيل جمع المال وتوفيره لتأمين منزل ولكن يقع في عملية احتيال قد تفقده ماله وبيته الذي اشتراه .
وتدور أحداثه حول الأرملة منى " فاتن حمامة " مديرة بوزارة التربية والتعليم وتعيش مع أولادها الستة بمراحل التعليم المختلفة وتعاني من مشاكلهم، تتعرف على رجل الأعمال الكبير أحمد مظهر الذي يعجب بها ويعرض عليها الزواج، يضيق الأولاد ببعض توجيهات أمهم فيقررون إجراء انتخابات لترشيح أحدهم.
بينما في فيلم (النمر الأسود) إنتاج 1984 تدور احداثه حول قصة حقيقية لكفاح العامل المصري (محمد حسن المصري) " أحمد ذكى " في ألمانيا الذي يتعلم من صغره مهنة الخراطة ويسافر للعمل بهذه الحرفة في ألمانيا، ويعاني هذا العامل في الغربة من صعوبة التعامل مع الأخرين لعدم قدرته على التحدث بالألمانية أو حتى بالإنجليزية.
أما فيلم (سواق الاتوبيس) انتاج عام 1982من اخراج عاطف الطيب وبطولة نور الشريف وميرفت أمين وعماد حمدي تدور أحداث الفيلم حول "حسن" الذي يعمل سائقا لحافلة (أتوبيس) نقل عام نهارا وسائقا لسيارة أجرة (تاكسي) ليلا، وهو الأخ الوحيد لخمس بنات، والده (عماد حمدي) يمتلك ورشة نجارة وبسبب إهمال زوج أخته الذي يدير الورشة تحجز الضرائب عليها، وتعرض للبيع في مزاد علني، يحاول حسن إنقاذ الورشة من البيع لأنها تمثل سمعة والده، فيذهب إلى أخواته البنات وأزواجهن ليساعدوه في سد الدين وإنقاذ الورشة لكن الكل يطمع ويستغل الحاجة وحالة الضيق.
وفي فيلم (ليالي ابن أوى ) من انتاج المؤسسة العامة للسينما السورية عام 1989 اخراج عبد اللطيف عبد الحميد وبطولة أسعد فضة وبسام كوسا ونجاح عبد الله فيحكي عن المشاكل والصعوبات التي يتعرض لها المزارعون في العمل الزراعي من خلال عائلة ريفية تعمل في الأرض يقودها أب متسلط تعمل في الحقل طيلة الموسم وعند بيع المحصول تنخفض أسعار المحصول الذي زرعه ولا يغطي التكاليف التي تكبدوها خلال العام مما يجعل الأب المزارع يصاب بنوبة هستيريا تجعله يتلف المحصول بيده رافضاً بيعه.
أما فيلم (أبو كرتونة) للفنان الكبير محمود عبد العزيز فقد تناول مشاكل عمال المصنع وكواليس الفساد في الشركات من خلال قصة رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات الذى يريد أن يتملّق العمال، فيقرر تعيين أحدهم وهو عامل المخازن "أبو كرتونة" محمود عبد العزيز واثقا من أنه لن يفهم ما يدور حوله ليتمكن من سرقة المصنع والمخازن بمساعدة حسين الشربيني فيتفشى الفساد في الشركة ويكتشف العمال هذا الفساد ويتصدون له، ويقوم مهران وزكي برشوة المسئولين عن المعمل، ليعلنوا أن منتجات الشركة من الألبان فاسدة، يتملق مهران العمال فيدخل أحدهم ويدعى أبو كرتونة عضو مجلس الإدارة ليدرك حقيقة الموقف ويتكتل مع العمال لتوزيع البضاعة الراكدة بعد سرقتها من المخازن حتى يمكن إنقاذ الشركة من الإفلاس لتتم مكافأتهم لموقفهم البطولي رغم تهمة السرقة الموجهة لكل منهم .
وفي فيلم (بنات وسط البلد) من انتاج عام 2005 وهو أيضا من إخراج محمد خان وبطولة منة شلبى وهند صبري تدور أحداث الفيلم حول عالم وسط البلد المليء بالحكايات والعلاقات الاجتماعية الكثيرةوذلك من خلال فتاتين، إحداهما تعمل كوافيرة والأخرى بائعة في محل ملابس وتتعرضان لعدد من المواقف والمفارقات في حياتهما حتى تلتقيا بالحب الحقيقي.
فيلم (فتاة المصنع) انتاج في عام 2014، الفيلم يهتم برواية وضع المرأة العاملة المصرية، واهتم الفيلم برصد قضايا ومشكلات عاملات مصانع الملابس والأقمشة، حيث يروي الفيلم قصة “هيام”، وهي فتاة عمرها 21 سنة، تعمل مثل بنات حيها الفقير في مصنع ملابس، وتعيش تجربة حب أمام تعنت المجتمع أمام هذه المشاعر، الفيلم من إخراج محمد خان وبطولة هاني عادل، ياسمين رئيس، وسلوى خطاب، الفيلم حصل على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان دبي السينمائي الدولي للبطلة ياسمين رئيس.
وفي فيلم (عمارة يعقوبيان ) نرى بثينة التي تعمل لتساعد والدتها على إعالة اخوتها ، تتعرض لنماذج من أصحاب العمل الذين يتحرشون بها جنسيا مقابل استمرارها في العمل.
صاحب العمل الطيب .
وبين دمراني أنه بشكل عام الأفلام التي مرّت على الطبقة العاملة ولا سيما العربية، اتفقت في معظمها على أن صاحب المصنع رجل طيب، خاصة إذا كان هو بطل الفيلم، وأنه يراعي حقوق العمال الذين لا يكابدون أي مشكلات في العمل عنده، ومن هذه الأفلام التي روجت لهذه الفكرة والمقولة، فيلم (ارحم دموعي ) عام 1954 للمخرج بركات وتمثيل فاتن حمامة ويحيى شاهين وشكري سرحان ورشدي أباظة، والذي أعاد تقديمه حسن الإمام عام 1972 باسم (حب وكبرياء) مستعينا بنجلاء فتحي ومحمود ياسين وحسين فهمي وسمير صبري.
وفي فيلم (عائلة زيزي) عام 1963 للمخرج فطين عبدالوهاب، نطالع المصنع المغلق في يوم الإجازة، لكننا نتابع صبر صاحب المصنع الطيب المغلوب على أمره من أجل عيون خطيب ابنته الفنان الفذ فؤاد المهندس العبقري الذي اخترع (ألة تصنع قماش) والتي ستغرق السوق بالقماش وبأسعار رخيصة .